اللوحة لجبران خليل جبران
لأن ﺍﻷﻟﻢ العظيم ﻳﻐﻴِّﺐ ﺍﻷﻟﻮﻫﺔ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻮﻗﺖ، ﻓﻴﺠﻌﻠﻬﺎ ﺗﺒﺪﻭ ﺑﻌﻴﺪﺓً ﻛﺎﻟﻤﻮﺕ ﺃﻭ ﻛﺎﻟﻀﻮﺀ ﻓﻲ ﺯﻧﺰﺍﻧﺔ ﺩﺍﻣﺴﺔ ﺍﻟﻈﻼﻡ.
ﻋﻨﺪﺋﺬٍ ﺗﻐﻤﺮ ﺍﻟﺮﻫﺒﺔُ ﺍﻟﻨﻔﺲَ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ. ﻷﻧﻪ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻏﻴﺎﺏ ﻛﻬﺬﺍ ﻻ ﻳﺒﻘﻰ ﺷﻲﺀ ﻧﺤﺒﻪ .
ﻭﺍﻟﺮﻫﻴﺐ ﻫﻮ ﺗﻮﻗﻒ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ،
لأنه وسط هذه الظلمات التي لا يوجد فيها ما نُحب,
ﻳﻜﺎﺩ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻷﻟﻮﻫﺔ ﺃﻥ ﻳﺼﻴﺮ ﻧﻬﺎﺋﻴّﺎً .
ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﻠﺰﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻓﻲ ﺣﺒِّﻬﺎ ﻭﻟﻮ ﻟﻠﻔﺮﺍﻍ، ﺣﻴﺚ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﻤﺮ ﻓﻲ ﺭﻏﺒﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺗﺤﺐ، ﻭﻟﻮ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺟﺰﺀ ﻻﻣﺘﻨﺎﻩٍ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻐﺮ.
ﻋﻨﺪﺋﺬٍ ﻳﺄﺗﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺠﻠَّﻰ ﻟﻬﺎ ﻓﻴﻪ ﺍﻹﻟﻪ، ﻓﻴﺮﻳﻬﺎ ﺟﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﺗﻤﺎﻣﺎً ﻛﻤﺎ ﺣﺼﻞ ﻣﻊ ﺃﻳﻮﺏ.
ﺃﻣَّﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﻔَّﺖ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺴﻘﻂ
ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺸﺒﻪ ﺍﻟﺠﺤﻴﻢ ..
_______
سيمون فايل
عن صفحة اللا متحجب
No comments:
Post a Comment