ايفان الدراجي
تخيل لو ان الدكتور علي الوردي (كاتب و باحث عراقي بعلم الاجتماع ) يعيش بيننا اليوم، وينشر مقالاته وافكاره على صفحات الفيسبوك العراقية مثل خان جغان، عجوزية، نعم لعراق علماني، ملحدون عراقيون وغيرها.
هل ستكون التعليقات من نمط (تاج راسي ) دكتور علي؟ لو رح يستلموه للرجال اكس ومربع وينكحوه هو واهله بالتعليقات والخاص، ولا تظل زنديق ولا كافر ولا الحشد حامي عرضك ويبدعون بالشتم والاهانات، ليش؟
بزمن علي الوردي وقبل الاجتياح الفيسبوكي لبيوت الناس وهي فترة ليست بالبعيدة، كان الادب والفكر والنتاج الفني يتداول باماكنه الخاصة التي تمنحه قيمته مثل المؤتمرات والندوات والمراكز الثقافية والفنية.الحضور كان يقتصر على ذوي الشأن والمتذوقين والمتعطشين للمعرفة والفن والادب. لم نشهد احدا وقف بمنتصف القاعة امام الحضور ليشتم كاتبة او يتحرش بها بان يكشف عضوه الذكري ويدعوها لممارسة الجنس معه فقط لمجرد الاهانة!!
اليوم منح الفيسبوك تكت دخول لمن هب ودب لكل الافاق والعوالم والكواكب وحق التطاول والتجاوز والاطلاع او المشاركة والمناقشة والاستفادة (بعد كلمن وتربيته ). اقول عوالم وكواكب لانه شتان بين ثقافة وسلوك الانسان المتحضر الراقي وبين سايق كيه 24 ساعة يتعارك ويه السواق ع الدور وويه العبرية ع الكروة!! هسه تقولون شنو هاي البرجوازية.. هاي مو برجوازية هاي منطق، كافي نضحك على نفسنا بشعارات الشيوعية المنقرضة كالمساواة والاشتراكية.. الناس اجناس هي گوة، ولازم تنطي الخبز لخبازة. حتى اول ما فات الانترنت لبيوتنا كانت المنتديات هي الرائجة لكن اعضاءها كانوا منتخبين، كل قسم واله متابعية مو اخضر مخلوط ويه اليابس.
1 comment:
Post a Comment