أذكّر نفسي دائما بأنني من يملك خيارات حياتي وليس - كما يقول – الفاشلون والضعفاء هذا من فعل القدر, أو ذلك خارج إرادتنا, مكتوب, مُقدّر.. الخ.
أنا أصنع قدري.. أنا أضع خارطة وخطة طريقي ومستقبلي. لكن هناك الكثير من الأمور التي تُفرض علينا منذ الولادة مثل الهوية بكل تفاصيلها, أسمائنا, أجناسنا, أدياننا, حتى تاريخ ميلادنا وفئة دمنا.
لكن ماذا لو جاءتك فرصة لتغيير واختيار اسم لك؟
كان لي صديقة خلال فترة دراستي الثانوية تُدعى (قادسية), سمّتها والدتها
- الله يرحمها ويسامحها – بهذا الاسم تأثرا بمعركة القادسية التي كانت دائرة آنذاك خلال فترة الثمانينات !
يعني أغلب جيلي وأصحابي تقريبا وُلدوا خلال هذه الفترة.. بعبارة أخرى نصف العراقيين - وبدون مبالغة - وُلدوا خلال فترات حروب بمختلف أسمائها وأنواعها مهما طالت مدتها !
عودة لصديقتي قادسية..
الاسم إضافة لكونه يحمل ذكرى ليست بالجميلة أبدا ولا دلالة ذات معنى أنثوي, قد سبب للفتاة أزمة نفسية من كثر السين والجيم وعلامات التعجب, حاولت مرارا وتكرارا تغييره لكن أهلها رفضوا اعتزازا بذكرى والدتهم التي توفيت بعدما أنجبتها بفترة قليلة, لكنها لم تستسلم, ظلّت تحمل هذا الاسم الثقيل حتى انتهت المرحلة الثانوية وقبيل دخولها للكليّة اتخذت الخطوة الكبيرة والمهمة ألا وهي تغييره والتخلص منه للأبد.
فكنا نعقد الاجتماع بعد الآخر لاختيار اسم بديل مُحبب أكثر من (قادسية). حمدا لله إنها اتخذت القرار قبل (السقوط) لان المعركة نفسها تغير اسمها من القادسية للحرب العراقية – الإيرانية, لكانت الآن بعداد القتلى بتهمة مساندة النظام السابق!
قادسية اليوم صارت هالة, طبعا استلزم الأمر منا الوقت ليس بالقليل أبدا للتعوّد على الاسم الجديد وكنا نحاول جاهدين عدم ذكر القديم أمام الناس تجنبا لاضطرارها سرد قصة قادسية من جديد.
يبدو إنها لن تتخلص من هذا الاسم المشئوم بسهولة.
ايـفان الــدراجي
4:1:2010
No comments:
Post a Comment