طالما كانت القراءة بساطي السحريّ الذي أمتطيه مسافرةً هنا وهناك، يمكن أن أعتبر نفسي قارئة نهمة، فإذا كان الطفل يرضى ويفرح بقطعة حلوى فما يسعدني حقاً هو الكتاب والذي اعتبره أجمل هدية تقدم إلي على الإطلاق.. سأحاول باستمرار تسليط الضوء باختصار تام على أهم الكتب التي قرأت (انطباعياً) انطلاقاً من مفهوم عدم الأنانية وحب مشاركة الفائدة مع الغير خصوصاً أولئك الذين لم تُهيأ لهم ظروفهم أو مزاجهم كتاباً يقرؤونه.
كتاب في يدي: (قمحة النار/نساء في ليالي الحروب)، على مدى السنوات القليلة الماضية جال المراسل الصحافي الدكتور جمال حسين علي في بلدان كوتها نار الحروب فشرّدت عائلاتها ورمّلت نسائها ويتّمت أطفالها....ولان تلك النساء لا يُحصين، ولأنهن لسن حالات خاصة بل تعدين عشرات الآلاف وربما المئات، كان لابد من تسليط الأضواء على أحوالهن فكان ذلك الكتاب وتلك القصص التي ساقها المؤلف ...وكان يصف واقعا مريرا وظُلما محيفاً يُندى له جبين الإنسانية.
" ستبقى حكايات النساء في محن الحروب الأكثر افراطاً بثقل الحقيقة كتمهل فراشات عند حقول تحترق، اللواتي لا يمتلكن إلا جلودهن وحيرة الأطفال وقفار الشوارع الملتهبة ، لا ندري لماذا بعد كل حرب نعيشها ونكتب عنها، تبقى صورة واحدة خالدة تقتنص الذاكرة، لابد في كل مرة أن تكون لامرأة، تبعثر الأبجدية وتلقن الدرس الصحيح ."
" الأفغانية:
" يريد حبيبي إبقاء لساني في فمه
لا من اجل اللذة
لكن ليفرض حقوقه الدائمة عليّ" - من الشعر النسائي الأفغاني –
البرقع:
البرقع التقليدي الذي أصبح سنة طالبان وبدأ به دستورهم كأن وجه المرأة يهدد الأمن القومي للبلاد، لم يكن وليد هذه الحركة الأمريكية بل هو اختراع بشتوني بحت ليس للاثنيات الأفغانية الأخرى علاقة به. وهو منحدر من الأزمنة الغابرة حيث وطن البشتون المنطقة. ولم يفعل طالبان شيئا سوى العودة إلى مقاساته". إنها التقنيات والاستراتيجيات البائسة الجديدة التي يستغلها مثل هؤلاء بغية السيطرة على الناس البسطاء الروحانيين مستغلين نقاط ضعفهم وقوتهم بآن، الإيمان والشرف. وما أكثر هذه الأساليب التي استخدمت في الشرق وخصوصا الدول المسلمة ومنها العراق .
" في البحث عن الجسد المفقود:
كل ما يحتاج إليه الباحث ليخرج نهارا كما دخل ليلا بلحمه وشحمه سيارة تكسي ومأذون شرعي. وهؤلاء كالمترجمين أيام الحرب الأمريكية العظمى على الإرهاب لا يمشون خطوة بدون تاكسي. وهم من الكثرة بحيث ازدحمت بهم أروقة وزارة (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) التي تمنحهم إجازة رسمية لتحرير عقود الزواج. وكانت هذه العقود تحرر كل يوم كما يحرر طبيب منفرد روشيتات (وصفات) الأدوية في قرية أصابها وباء..!!
........... ينتهي الأمر بعد ليلة أو اثنتين حسب (بنود العقد) ليذهب السيد الزوج إلى المأذون الشرعي ثانية ليعلن أمامه (إخلاءه) المكان أو (تحريره) للسلعة أو ما يسمونه شرعا (الطلاق)...والدفع كما في مهنة الدعارة يكون عادة للقواد، في هذه الحالة يدفع الزبون مباشرة قبل إتمام العقد للمأذون الشرعي !!"
" الشيشانية:
هناك عبارة لشكسبير يقول فيها: أرض القوقاز معقودة في الأرض ."
أثناء تجوال الكاتب فيها أكثر ما لفت انتباهه كارثة الأزبال المتراكمة. "... الزبالة تتسلق جدران البيوت، ألا يحق التقشف بسعر بندقية وتنظيف المدينة. لكن الجبليّ ينام مع السلاح أكثر مما ينام مع امرأته ." وما أٌقرب هذه الصورة إلينا حيث لا توكل أي أهمية لأساسيات الحياة وكرامة الإنسان وصحته والبيئة حوله بينما تتبخر ملايين بل مليارات الدولارات بين الميليشيات والأسلحة والمتفجرات ليحصن كل فريق نفسه ويحمي ظهره من الآخر !
"... قال لي عجوز شيشاني عبارة قاسية وحزينة: تسّلمنا حصتنا من الموت! لكن حصتهم في الحياة لا تقلق بال أحد. لا المشركين ولا المؤمنين. "
أما الطفولة فحدّث بلا حرج فيرسم الكاتب لنا صورة مؤلمة مرةّ حيث "... ينظر الأطفال بغرابة إلى الدولاب الطائر ولا يعرفون ماهية وجوده، فهذا الدولاب لم يتحرك منذ عشر سنوات، يظنونه حيواناً خرافياً كالذي يسمعون عنه في الحكايات الشعبية. أحسب أن وقوف هذا الدولاب هو وقوف الزمن في الشيشان منذ انقلاب دوداييف عام 1991 وحتى الآن. لقد توقف الزمن في الشيشان كلياً. "
" الكردية:
" لم يكن هناك نقص في الخطيبات
ففي منازل الفقراء
كانت هناك دائماً فتاة زائدة " - إدوارد غاليانو -
تمكنت النساء الكرديات الناشطات من دراسة وتعديل قوانين الأحوال الشخصية وقوانين العقوبات.... فقد تمكن من إلغاء المادة 128 الخاصة بغسل العار والمادة 377 الخاصة بالخيانة الزوجية التي كانت لا تسمح للمرأة برفع دعوى على زوجها في حال خيانته لها، بينما المادة تجيز للزوج فقط رفع دعوى على زوجته في حال خيانتها أو حتى لمجرد سوء الظن بذلك..!!!
عن العنف:
... لفتت الأمينة العام لاتحاد النساء إلى ظاهرة أخرى برزت في الإقليم وهي إحراق النساء لأنفسهن نتيجة الظلم والغبن والمعاملة السيئة التي يتعرضن لها.
ظلم النظام:
.....كان ثمة أطفال نائمون بفعل غزو مقصود من شمس دانية لم أستطع عدّهم لتلاحم أجسادهم. وقفت العجوز التي كانت ملامح وجهها كافية لإشعال حرب عالمية. كانت تجاعيدها تفسر كل الحزن الذي يمكن أن يراه إنسان من هذا النظام. فتحت عينيها محدقة بالأطفال، أشارت نحوهم، وبكت دون أن تذرف دمعة، لأنها لا تملك حتى هذا الدمع! ".
" العراقية:
" كون المرأة غير مثقفة
فضلاً عن كونها فقيرة،
يعني إنها فقيرة مرتين" - ماريو بارغاس يوسا –
النائحات:
لا أدري عدد النساء العراقيات اللواتي يمتلكن دموعاً حتى الآن! فلكثرة ما بكين وأرهقن المقـل والمآقي والحناجر والقلوب، ذبلت خدودهن وجفّت أرواحهن من دمعة زائدة.
وكانت المرأة العراقية لغاية يومنا هذا تستغل المناسبات الدينية والحسينية وتقطع مئات الكيلومترات لكي تبكي! "
تبنيّاً لمبادئ وأسس الديمقراطية –ثوب العراق الجديد- سُنّ الدستور بتخصيص 25% من المقاعد البرلمانية للنساء،السؤال هنا: طوال كل تلك السنين هل أدت المرأة البرلمانية دوراً يُشار له بالبنان؟ أم كان جلوسها على تلك الـ 25% من المقاعد مجرد ديكور لاكتمال صورة الديمقراطية المزيفة؟ وأقصد هنا البرلمانية المُبرقعة جوهراً ومظهراً !! "... حسب قول فرجينيا وولف فإن النساء خارج اللعبة الوحيدات القادرات على منع وقوع الحرب.
وبالرغم من وجود 2200 منظمة نسويه في العراق الراهن، فإنها لم تمنحنا جمعية ناشطة للأرامل العراقيات ولا المنتظرات ولا للعاطلات ولا اللواتي تعرضن للاغتصاب والحرمان وفقر الدم بسوء التغذية ولا للخائفات والمطحونات والأمّيات والوحيدات والمطلقات والمتعبدات والعازبات رغماً عنهن، مع العدد الكبير للغاية لتنظيمات المرأة حالياً، الذي قد لا يصدقه الرجال!"
لا أعرف كيف أصف الانطباع الذي تركه ذلك الكتاب إلا انه خليطٌ من السخط والألم والحسرة على حالنا جميعاً رجالاً ونساءً تحت طواحين تلك الحروب التي لا ترحم، وليس عندي ما أوجهه للمرأة سوى إصبع اتهام بجريمة ظُلم نفسها وتسليع قضيتها .
كتاب في يدي: (قمحة النار/نساء في ليالي الحروب)، على مدى السنوات القليلة الماضية جال المراسل الصحافي الدكتور جمال حسين علي في بلدان كوتها نار الحروب فشرّدت عائلاتها ورمّلت نسائها ويتّمت أطفالها....ولان تلك النساء لا يُحصين، ولأنهن لسن حالات خاصة بل تعدين عشرات الآلاف وربما المئات، كان لابد من تسليط الأضواء على أحوالهن فكان ذلك الكتاب وتلك القصص التي ساقها المؤلف ...وكان يصف واقعا مريرا وظُلما محيفاً يُندى له جبين الإنسانية.
" ستبقى حكايات النساء في محن الحروب الأكثر افراطاً بثقل الحقيقة كتمهل فراشات عند حقول تحترق، اللواتي لا يمتلكن إلا جلودهن وحيرة الأطفال وقفار الشوارع الملتهبة ، لا ندري لماذا بعد كل حرب نعيشها ونكتب عنها، تبقى صورة واحدة خالدة تقتنص الذاكرة، لابد في كل مرة أن تكون لامرأة، تبعثر الأبجدية وتلقن الدرس الصحيح ."
الكاتب
لقد سلّط الكاتب الضوء على الحروب الأكثر فتكاً والأشد وقعاً على شعوبها في السنوات العشر أو الأكثر الماضية ، وتناول نساء تلك البلدان كلٌ على حدة مبيناً بأسلوبٍ شعري تارة وأدبي – صحافي تارة أخرى المظالم والحياة بصورة عامة التي تحياها المرأة هناك، سأقوم بإدراج أهم النقاط والمقتبسات التي أثارت حفيظتي ولعل البعض لن يجد في رأسه معادلة تربطها مع بعض ليخرج بالصورة التي حاول الكاتب أن يجعلنا نراها. الحروب هي الكابوس الأكثر فتكاً وطحناً الذي يلازم الشعوب سنين طويلة ويُدمغ في وجدانهم وتفاصيل حياتهم وذاكرتهم للأبد." الأفغانية:
" يريد حبيبي إبقاء لساني في فمه
لا من اجل اللذة
لكن ليفرض حقوقه الدائمة عليّ" - من الشعر النسائي الأفغاني –
البرقع:
البرقع التقليدي الذي أصبح سنة طالبان وبدأ به دستورهم كأن وجه المرأة يهدد الأمن القومي للبلاد، لم يكن وليد هذه الحركة الأمريكية بل هو اختراع بشتوني بحت ليس للاثنيات الأفغانية الأخرى علاقة به. وهو منحدر من الأزمنة الغابرة حيث وطن البشتون المنطقة. ولم يفعل طالبان شيئا سوى العودة إلى مقاساته". إنها التقنيات والاستراتيجيات البائسة الجديدة التي يستغلها مثل هؤلاء بغية السيطرة على الناس البسطاء الروحانيين مستغلين نقاط ضعفهم وقوتهم بآن، الإيمان والشرف. وما أكثر هذه الأساليب التي استخدمت في الشرق وخصوصا الدول المسلمة ومنها العراق .
" في البحث عن الجسد المفقود:
كل ما يحتاج إليه الباحث ليخرج نهارا كما دخل ليلا بلحمه وشحمه سيارة تكسي ومأذون شرعي. وهؤلاء كالمترجمين أيام الحرب الأمريكية العظمى على الإرهاب لا يمشون خطوة بدون تاكسي. وهم من الكثرة بحيث ازدحمت بهم أروقة وزارة (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) التي تمنحهم إجازة رسمية لتحرير عقود الزواج. وكانت هذه العقود تحرر كل يوم كما يحرر طبيب منفرد روشيتات (وصفات) الأدوية في قرية أصابها وباء..!!
........... ينتهي الأمر بعد ليلة أو اثنتين حسب (بنود العقد) ليذهب السيد الزوج إلى المأذون الشرعي ثانية ليعلن أمامه (إخلاءه) المكان أو (تحريره) للسلعة أو ما يسمونه شرعا (الطلاق)...والدفع كما في مهنة الدعارة يكون عادة للقواد، في هذه الحالة يدفع الزبون مباشرة قبل إتمام العقد للمأذون الشرعي !!"
" الشيشانية:
هناك عبارة لشكسبير يقول فيها: أرض القوقاز معقودة في الأرض ."
أثناء تجوال الكاتب فيها أكثر ما لفت انتباهه كارثة الأزبال المتراكمة. "... الزبالة تتسلق جدران البيوت، ألا يحق التقشف بسعر بندقية وتنظيف المدينة. لكن الجبليّ ينام مع السلاح أكثر مما ينام مع امرأته ." وما أٌقرب هذه الصورة إلينا حيث لا توكل أي أهمية لأساسيات الحياة وكرامة الإنسان وصحته والبيئة حوله بينما تتبخر ملايين بل مليارات الدولارات بين الميليشيات والأسلحة والمتفجرات ليحصن كل فريق نفسه ويحمي ظهره من الآخر !
"... قال لي عجوز شيشاني عبارة قاسية وحزينة: تسّلمنا حصتنا من الموت! لكن حصتهم في الحياة لا تقلق بال أحد. لا المشركين ولا المؤمنين. "
أما الطفولة فحدّث بلا حرج فيرسم الكاتب لنا صورة مؤلمة مرةّ حيث "... ينظر الأطفال بغرابة إلى الدولاب الطائر ولا يعرفون ماهية وجوده، فهذا الدولاب لم يتحرك منذ عشر سنوات، يظنونه حيواناً خرافياً كالذي يسمعون عنه في الحكايات الشعبية. أحسب أن وقوف هذا الدولاب هو وقوف الزمن في الشيشان منذ انقلاب دوداييف عام 1991 وحتى الآن. لقد توقف الزمن في الشيشان كلياً. "
" الكردية:
" لم يكن هناك نقص في الخطيبات
ففي منازل الفقراء
كانت هناك دائماً فتاة زائدة " - إدوارد غاليانو -
تمكنت النساء الكرديات الناشطات من دراسة وتعديل قوانين الأحوال الشخصية وقوانين العقوبات.... فقد تمكن من إلغاء المادة 128 الخاصة بغسل العار والمادة 377 الخاصة بالخيانة الزوجية التي كانت لا تسمح للمرأة برفع دعوى على زوجها في حال خيانته لها، بينما المادة تجيز للزوج فقط رفع دعوى على زوجته في حال خيانتها أو حتى لمجرد سوء الظن بذلك..!!!
عن العنف:
... لفتت الأمينة العام لاتحاد النساء إلى ظاهرة أخرى برزت في الإقليم وهي إحراق النساء لأنفسهن نتيجة الظلم والغبن والمعاملة السيئة التي يتعرضن لها.
ظلم النظام:
.....كان ثمة أطفال نائمون بفعل غزو مقصود من شمس دانية لم أستطع عدّهم لتلاحم أجسادهم. وقفت العجوز التي كانت ملامح وجهها كافية لإشعال حرب عالمية. كانت تجاعيدها تفسر كل الحزن الذي يمكن أن يراه إنسان من هذا النظام. فتحت عينيها محدقة بالأطفال، أشارت نحوهم، وبكت دون أن تذرف دمعة، لأنها لا تملك حتى هذا الدمع! ".
" العراقية:
" كون المرأة غير مثقفة
فضلاً عن كونها فقيرة،
يعني إنها فقيرة مرتين" - ماريو بارغاس يوسا –
النائحات:
لا أدري عدد النساء العراقيات اللواتي يمتلكن دموعاً حتى الآن! فلكثرة ما بكين وأرهقن المقـل والمآقي والحناجر والقلوب، ذبلت خدودهن وجفّت أرواحهن من دمعة زائدة.
وكانت المرأة العراقية لغاية يومنا هذا تستغل المناسبات الدينية والحسينية وتقطع مئات الكيلومترات لكي تبكي! "
تبنيّاً لمبادئ وأسس الديمقراطية –ثوب العراق الجديد- سُنّ الدستور بتخصيص 25% من المقاعد البرلمانية للنساء،السؤال هنا: طوال كل تلك السنين هل أدت المرأة البرلمانية دوراً يُشار له بالبنان؟ أم كان جلوسها على تلك الـ 25% من المقاعد مجرد ديكور لاكتمال صورة الديمقراطية المزيفة؟ وأقصد هنا البرلمانية المُبرقعة جوهراً ومظهراً !! "... حسب قول فرجينيا وولف فإن النساء خارج اللعبة الوحيدات القادرات على منع وقوع الحرب.
وبالرغم من وجود 2200 منظمة نسويه في العراق الراهن، فإنها لم تمنحنا جمعية ناشطة للأرامل العراقيات ولا المنتظرات ولا للعاطلات ولا اللواتي تعرضن للاغتصاب والحرمان وفقر الدم بسوء التغذية ولا للخائفات والمطحونات والأمّيات والوحيدات والمطلقات والمتعبدات والعازبات رغماً عنهن، مع العدد الكبير للغاية لتنظيمات المرأة حالياً، الذي قد لا يصدقه الرجال!"
لا أعرف كيف أصف الانطباع الذي تركه ذلك الكتاب إلا انه خليطٌ من السخط والألم والحسرة على حالنا جميعاً رجالاً ونساءً تحت طواحين تلك الحروب التي لا ترحم، وليس عندي ما أوجهه للمرأة سوى إصبع اتهام بجريمة ظُلم نفسها وتسليع قضيتها .
ايفان الدراجي
26:4:2011
26:4:2011
No comments:
Post a Comment