نحن شعبٌ لا يقرأ إلا منهاجه الدراسي وصفحة الوظائف والمناقصات في صُحفه اليومية.. نحن شعبُ صدئ العقل، ما زلنا نستنسخ تعاليم أجدادنا بالجينات ووصايا ما قبل الموت، نراوح مكاننا في العصر الحجري بينما العالم حولنا طال النجوم واستنسخ البشر !
نحن شعبُ نفضل أن يمدنا الآخرون بالمعلومات والمعرفة بالقطّارة حسب وصفاتهم وكمياتهم هم، لهذا صرنا نتبع لا نقرر، نومئ لا نعترض، نبتسم لا نتعجب و نصافح لا نفكر. هل فكرنّا مرة واحدة انه لربما كانت حياتنا بقوانينها تحتاج إلى تحديث أو تصحيح حتى، كم منا ما زال يرتدي جلباب أبيه ويقود احدث سيارة أو يستخدم الموبايل؟ هكذا هو الحال بالفكر والوعي والاطلاع، فالكتاب بساط سحري يأخذك برحلة مجانية للتوغل بالعالم أجمع، فكرا وثقافة وحتى روحاً، فكما تحتاج معدتنا للإشباع وتحتاج أجسامنا للاعتناء تحتاج أفكارنا للصقل وأذهاننا للتفتح، فلا يمكن النهوض بواقع مترابط كسلسلة حلقاتها الاقتصاد والسياسة والدين والثقافة والمجتمع دون تغيير وغربلة فكر أفراده وتوعيتهم ، فالمجتمعات بعاداتها ووعيها داينمو النهوض والرقي والتطور. القراءة تهذيب وتنقيه للروح والعقل لأن ترتيب الأفكار يكون حسب معطيات واقعنا وحياتنا نحن لا المسّلات .
لا يمكننا إلقاء اللوم على الأفراد فقط ، لأنها مؤامرة حاكتها ونفذتها بدقة وإحكام ونجاح الحكومات والأنظمة المتعاقبة (بنو القطّارة) لأنها تريد منا أن نكون كما برمجتنا فقط جاعلة شغلنا وهمّنا كسرة الخبز، وإذا ما توفرت اليوم فكيف سنحصل عليها غداً ؟! إنها آلية التابع والمتبوع ، إخفاء الحقائق واستعباد العقول والطاقات لصالحهم، فكانت تشغل الفرد بلهاثه وراء لقمة عيشه طوال النهار والليل وباقي مقومات الحياة التي نطمح لأن تكون كريمة دون التفكير بأي شيء آخر خلاف ذلك خوفاً من أن نكتشف حقيقتهم ونهدد وجودهم وسلطتهم. هم لا يريدون شعباً يفكر بل يًطيع ويُردد ورائهم ما يقولون. مع هذا فيجب أن نساعد أنفسنا متى ما حانت لنا الفرصة لأن عقولنا جائعة وأفكارنا صارت بالية.. بالية. أما كفانا سيراً نحو المذبح معصوبي الأعين نردد لبيك لبيك ؟
اسأل نفسك لطـفاً: متى كانت آخر مرة قرأت فيها كتاباً ؟
بصوت هادئ - جريدة المنارة
للاطلاع والتحميل
1 comment:
والمثل يقول العرب قوم لا يقرأون
قبل ايام اطلق بعض المدونين العراقيين حملة لحث الشباب على الكتابة فأشرت عليهم بان يبدأوا بحملة على القراءة أولا
Post a Comment