قراءة بواقعة الطف ومقتل الحسين 1
ما خرج الحسين ابن علي أشراُ ولا بطرأ وما خرج لطلب الإصلاح بأمة المسلمين، أشك بذلك واليكم الأدلة!
*أوراق من كتاب لكاتبه.
" ما خرجت أشراً ولا بطراً. إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي " الحسين ابن علي ابن ابي طالب
يعد مقتل الحسين ابن علي ابن ابي طالب او تعد معركة الطف الصراع المتشابك والملتبس الذي استنزف الكثير من طاقات الامة وفكرها، واهدر الكثير ولا يزال، واود ان أؤكد على ان الخصومة الشهيرة وقبلها الفتنة الكبرى كما وصفها طه حسين في كتابه ؛ انما كانت صراعا سلطويا سياسيا قبليا تعصبيا بقدر ما هي صراع ديني عقائدي. استغلت ابشع استغلال، خاصة في الفترات المتخلفة من التاريخ الاسلامي، ساهمت فيه السياسات والعقليات السلفية والطائفية من كلا الطرفين . غير ان قادة الصراع انفسهم لم يكونوا بهذا التطرف اللافت للنظر الذي نشهده لدى مريديهم اليوم.
لقد مات الحسين من اجل مكسب مادي ودنيوي خالص هو السلطة، والدليل المادي الملموس على خروجه طالبا للسلطة هو اصطحابه لنسائه واطفاله –حتى الرضع منهم- وبعض اخوته وابنائهم في موكب نهاه كثير من اصحابه على ركوبه، ولم يشجعه احد في المدينه على الخروج، فهل كان جميع من امتنعوا عن مساندته قولا او فعلا مرتدين وخونه للدين والاسلام؟
لقد خرج من اجل سلطة ووجاهة ملك، كما خرج من قبله ابوه ليقاتل امرأة كانت ترى نفسها أحق بمُلك ابيها فسقط حول بعيرها 15 الف من مغفلي المسلمين الحالمين بجنة ونساء وخمر اذا ماتوا، وغنائم وكنوز وسبايا اذا ذبحوا من يخالفون عقيدتهم./ حاتم عبد الواحد، موقع كتابات / 20-1-2008
وان الاحتفال او الطقوس الممارسة في العاشر من عاشوراء ليس ابتكارا لسلطة بعينها، في اول أمره، بل بدأ شأنا شعبيا. الا انه استغل وحُرف عن تلقائيته. اذ كان مكرسا لاستذكار الحسين ابن علي وهي مناسبة اشاعها البويهيون رسميا سنة 352 هـ ، ثم اضيف اليها ما اضيف (سآتي على تحليلها بالجزء الثاني من المقال).... بعدها ظل الطقس يتداول سنويا مع استغلاله من سلطة او معارضة ومنها ما حدث سنة 389 هـ عندما اظهر الشيعة حزنهم ببغداد، برز السُنّة وجعلوا بإزاء يوم عاشوراء يوما نسبته الى مقتل معصب بن الزبير وزارت قبره الناس كما يزار قبر الحسين. مع انه لا اختلاف بين الشخصيتين حتى يتناكف الاتباع بهما فقد كان مصعب متزوجا من سكينة بنت الحسين (ت 117 هـ) ومن عائشة بنت طلحة (ت101 هـ) وجمعهما بدار واحده وكانتا من اعظم النساء قدرا، ويذكر ان الكوفيين تركوا الحسين فريدا ومن بعده مصعبا! فقالت سكينة: " يا اهل الكوفة ايتمتموني صغيرة وارملتموني كبيرة" وهنا يأخذنا اعجب الاعاجيب من عداوات المتاخرين بغطاء الاولين فهل للسيدتين الاجتماع تحت سقف واحد فيما اذا توزرتا بوزر ما حدث بين ابويهما بالبصرة سنة (36 هـ) مثلما يتقابل الاتباع بمهما بعد مرور 1400 سنة؟!
لقد كثر التخيل والفأل بيوم العاشر من محرم : صامه المسلمون قبل بلوغ الحسين سن الرشد وقبلهم صامه اليهود عيدا بغرق فرعون ونجاة موسى! وفيه قُبلت توبة آدم ورست سفينة نوح وبردت النار على ابراهيم وكُشف الضّر عن أيوب وخرج يوسف من الجب. حتى اتفق في هذا اليوم قتل الحسين!!
على غرار ذلك سمى الصابئة المندائيون (ديانة عراقية قديمة) مأتمهم على غرقى الطوفان العظيم بالعاشورية . يوما يقيمون فيه الثواب لضحايا طوفان نوح. ويمسى في لغتهم الآرامية الشرقية باللوفاني أي طعام الرحمة وهو الهريسة وهو ما يعمل في مقتل الحسين تماما. وشاع بين العراقيين "يلطم على الهريس مو على الحسين"! وللنجفيين قولهم "على القيمة"! وهو طعام في المناسبة ايضا. ان ظاهرة ضحايا الطوفان لها ملابساتها ايضا، اذ يذكر رجل دين مندائي ان حقيقتها تعود لاستذكار الـ 365 رجل دين الذين قتلهم اليهود في اورشليم على اساس الا يُعبد الله فيها الا بطريقتهم وسمي بيوم الثواب.
ان لاخوان الصفا البصريين رأيهم باستذكار هذا اليوم الملحمي وتبعات خروجه على الاجيال ومدى تأثيره على عقولهم فهو يثير الاحقاد الكامنة ويحرك النفوس الساكنة ويلهبها بنيران الغضب كالقول القائل: اذكروا مصرع الحسين... وهذه الابيات واخوتها تثير الاحقاد. وهناك من جعل التشييع مكسبا له مثل الناحة والقصاص! لايعرفون من التشييع الا التبري والشتم والطعن واللعنة والبكاء مع الناحة.. ولأنهم اهل فلسفة وفكر وهكذا يرون التشييع مدرسة فكرية وفقهية لا مدرسة ثأرية. / رشيد الخيون/ صحيفة الشرق الاوسط اللندنية/ 16 يناير 2008
ان الكثير من الاقوال التي جاءت على ألسن المراجع والائمة وما يسمى الآيات التي تأتي بترغيب احياء واستذكار يوم عاشوراء والقيام بمراسيمه –لن اتطرق لذكرها فهي معروفه- وإثابته ومكافأته بالجنة والحسنات وغيرها أدت الى تصاعد وتيرة فضل البكاء على الحسين الى حد فاق التصور والمنطق وبالمقابل تصاعدت وثيرة تبرير فساد الحاكم وعدم شرعية الخروج عليه الى حد الخنوع المطلق. وكلا الحالتين تؤكدان صحة النظرية القائلة ان اقصى اليمين تؤدي الى اقصى اليسار. وهاتان المبالغتان وتصاعد وتيرة المروريات التاريخية والاحداث والاخبار والاقوال والتفاسير (سواء كانت شعبيتين او مسيستين) زادتا من شقة الخلاف والصراع السياسي الطائفي في الآونة الأخيرة في البلاد العربية- الإسلامية وخاصة في العراق بشكل لافت ومريع.
فان لم نوقف صراع الدم والنصوص والفتاوى والاجتهادات واذا لم نزح موروث الثأر والطوائف عن اعناقنا وانفاسنا ونستعيض عنهما بالتسامح والعمل البناء والتعلم، واذا لم نتجاوز هذا المأزق التاريخي العويص وننظر للغد والحياة وحرية الاعتناق والاعتقاد للآخر بوعي متفتح وروح خضراء وعقل نيّر غير متعصب واذا لم نؤمن ونؤسس للحرية و والحوار وحق الاختلاف فلن تقوم لنا قائمة... وسيستمر فينا وعلينا ناعور الدم والخراب.
السؤال المطروح الآن: الحسين ابن علي ابن ابي طالب حفيد رسول المسلمين محمد سيد البشرية اجمع وصاحب مكارم الأخلاق والمعجزات والذي أتى بالسلام والخلاص للبشرية بدينه الإسلام، وابن صاحب نهج البلاغة ووالي وأمير المسلمين –حسب شيعته- هل خرج فعلا لطلب الإصلاح بأمة جده –امة المسلمين-؟ أولم يكن يعرف تبعات ونتائج خطوته هذه والحرب التي أقامها والشرخ الذي تسبب بفرقة المسلمين وما تلته من مصائب وكوارث وفيضانات الدم والاقتتال الطائفي ؟ فأين ذهبت حكمته وبصيرته وسائر المميزات والصفات التي ميزه بها الله وفضله على البشرية ؟
هو خروج من أجل السلطة ووجاهة الملك إذن، تلك التي سُلبت من عشيرتهم بعد مقتل ابيه علي ابن ابي طالب وأخيه الحسن وتولي الأمويين الحكم ببلاد المسلمين وهيمنتهم على السلطة.
ما خرج الحسين ابن علي أشراُ ولا بطرأ وما خرج لطلب الإصلاح بأمة المسلمين، أشك بذلك واليكم الأدلة!
*أوراق من كتاب لكاتبه.
" ما خرجت أشراً ولا بطراً. إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي " الحسين ابن علي ابن ابي طالب
يعد مقتل الحسين ابن علي ابن ابي طالب او تعد معركة الطف الصراع المتشابك والملتبس الذي استنزف الكثير من طاقات الامة وفكرها، واهدر الكثير ولا يزال، واود ان أؤكد على ان الخصومة الشهيرة وقبلها الفتنة الكبرى كما وصفها طه حسين في كتابه ؛ انما كانت صراعا سلطويا سياسيا قبليا تعصبيا بقدر ما هي صراع ديني عقائدي. استغلت ابشع استغلال، خاصة في الفترات المتخلفة من التاريخ الاسلامي، ساهمت فيه السياسات والعقليات السلفية والطائفية من كلا الطرفين . غير ان قادة الصراع انفسهم لم يكونوا بهذا التطرف اللافت للنظر الذي نشهده لدى مريديهم اليوم.
لقد مات الحسين من اجل مكسب مادي ودنيوي خالص هو السلطة، والدليل المادي الملموس على خروجه طالبا للسلطة هو اصطحابه لنسائه واطفاله –حتى الرضع منهم- وبعض اخوته وابنائهم في موكب نهاه كثير من اصحابه على ركوبه، ولم يشجعه احد في المدينه على الخروج، فهل كان جميع من امتنعوا عن مساندته قولا او فعلا مرتدين وخونه للدين والاسلام؟
لقد خرج من اجل سلطة ووجاهة ملك، كما خرج من قبله ابوه ليقاتل امرأة كانت ترى نفسها أحق بمُلك ابيها فسقط حول بعيرها 15 الف من مغفلي المسلمين الحالمين بجنة ونساء وخمر اذا ماتوا، وغنائم وكنوز وسبايا اذا ذبحوا من يخالفون عقيدتهم./ حاتم عبد الواحد، موقع كتابات / 20-1-2008
وان الاحتفال او الطقوس الممارسة في العاشر من عاشوراء ليس ابتكارا لسلطة بعينها، في اول أمره، بل بدأ شأنا شعبيا. الا انه استغل وحُرف عن تلقائيته. اذ كان مكرسا لاستذكار الحسين ابن علي وهي مناسبة اشاعها البويهيون رسميا سنة 352 هـ ، ثم اضيف اليها ما اضيف (سآتي على تحليلها بالجزء الثاني من المقال).... بعدها ظل الطقس يتداول سنويا مع استغلاله من سلطة او معارضة ومنها ما حدث سنة 389 هـ عندما اظهر الشيعة حزنهم ببغداد، برز السُنّة وجعلوا بإزاء يوم عاشوراء يوما نسبته الى مقتل معصب بن الزبير وزارت قبره الناس كما يزار قبر الحسين. مع انه لا اختلاف بين الشخصيتين حتى يتناكف الاتباع بهما فقد كان مصعب متزوجا من سكينة بنت الحسين (ت 117 هـ) ومن عائشة بنت طلحة (ت101 هـ) وجمعهما بدار واحده وكانتا من اعظم النساء قدرا، ويذكر ان الكوفيين تركوا الحسين فريدا ومن بعده مصعبا! فقالت سكينة: " يا اهل الكوفة ايتمتموني صغيرة وارملتموني كبيرة" وهنا يأخذنا اعجب الاعاجيب من عداوات المتاخرين بغطاء الاولين فهل للسيدتين الاجتماع تحت سقف واحد فيما اذا توزرتا بوزر ما حدث بين ابويهما بالبصرة سنة (36 هـ) مثلما يتقابل الاتباع بمهما بعد مرور 1400 سنة؟!
لقد كثر التخيل والفأل بيوم العاشر من محرم : صامه المسلمون قبل بلوغ الحسين سن الرشد وقبلهم صامه اليهود عيدا بغرق فرعون ونجاة موسى! وفيه قُبلت توبة آدم ورست سفينة نوح وبردت النار على ابراهيم وكُشف الضّر عن أيوب وخرج يوسف من الجب. حتى اتفق في هذا اليوم قتل الحسين!!
على غرار ذلك سمى الصابئة المندائيون (ديانة عراقية قديمة) مأتمهم على غرقى الطوفان العظيم بالعاشورية . يوما يقيمون فيه الثواب لضحايا طوفان نوح. ويمسى في لغتهم الآرامية الشرقية باللوفاني أي طعام الرحمة وهو الهريسة وهو ما يعمل في مقتل الحسين تماما. وشاع بين العراقيين "يلطم على الهريس مو على الحسين"! وللنجفيين قولهم "على القيمة"! وهو طعام في المناسبة ايضا. ان ظاهرة ضحايا الطوفان لها ملابساتها ايضا، اذ يذكر رجل دين مندائي ان حقيقتها تعود لاستذكار الـ 365 رجل دين الذين قتلهم اليهود في اورشليم على اساس الا يُعبد الله فيها الا بطريقتهم وسمي بيوم الثواب.
ان لاخوان الصفا البصريين رأيهم باستذكار هذا اليوم الملحمي وتبعات خروجه على الاجيال ومدى تأثيره على عقولهم فهو يثير الاحقاد الكامنة ويحرك النفوس الساكنة ويلهبها بنيران الغضب كالقول القائل: اذكروا مصرع الحسين... وهذه الابيات واخوتها تثير الاحقاد. وهناك من جعل التشييع مكسبا له مثل الناحة والقصاص! لايعرفون من التشييع الا التبري والشتم والطعن واللعنة والبكاء مع الناحة.. ولأنهم اهل فلسفة وفكر وهكذا يرون التشييع مدرسة فكرية وفقهية لا مدرسة ثأرية. / رشيد الخيون/ صحيفة الشرق الاوسط اللندنية/ 16 يناير 2008
ان الكثير من الاقوال التي جاءت على ألسن المراجع والائمة وما يسمى الآيات التي تأتي بترغيب احياء واستذكار يوم عاشوراء والقيام بمراسيمه –لن اتطرق لذكرها فهي معروفه- وإثابته ومكافأته بالجنة والحسنات وغيرها أدت الى تصاعد وتيرة فضل البكاء على الحسين الى حد فاق التصور والمنطق وبالمقابل تصاعدت وثيرة تبرير فساد الحاكم وعدم شرعية الخروج عليه الى حد الخنوع المطلق. وكلا الحالتين تؤكدان صحة النظرية القائلة ان اقصى اليمين تؤدي الى اقصى اليسار. وهاتان المبالغتان وتصاعد وتيرة المروريات التاريخية والاحداث والاخبار والاقوال والتفاسير (سواء كانت شعبيتين او مسيستين) زادتا من شقة الخلاف والصراع السياسي الطائفي في الآونة الأخيرة في البلاد العربية- الإسلامية وخاصة في العراق بشكل لافت ومريع.
فان لم نوقف صراع الدم والنصوص والفتاوى والاجتهادات واذا لم نزح موروث الثأر والطوائف عن اعناقنا وانفاسنا ونستعيض عنهما بالتسامح والعمل البناء والتعلم، واذا لم نتجاوز هذا المأزق التاريخي العويص وننظر للغد والحياة وحرية الاعتناق والاعتقاد للآخر بوعي متفتح وروح خضراء وعقل نيّر غير متعصب واذا لم نؤمن ونؤسس للحرية و والحوار وحق الاختلاف فلن تقوم لنا قائمة... وسيستمر فينا وعلينا ناعور الدم والخراب.
السؤال المطروح الآن: الحسين ابن علي ابن ابي طالب حفيد رسول المسلمين محمد سيد البشرية اجمع وصاحب مكارم الأخلاق والمعجزات والذي أتى بالسلام والخلاص للبشرية بدينه الإسلام، وابن صاحب نهج البلاغة ووالي وأمير المسلمين –حسب شيعته- هل خرج فعلا لطلب الإصلاح بأمة جده –امة المسلمين-؟ أولم يكن يعرف تبعات ونتائج خطوته هذه والحرب التي أقامها والشرخ الذي تسبب بفرقة المسلمين وما تلته من مصائب وكوارث وفيضانات الدم والاقتتال الطائفي ؟ فأين ذهبت حكمته وبصيرته وسائر المميزات والصفات التي ميزه بها الله وفضله على البشرية ؟
هو خروج من أجل السلطة ووجاهة الملك إذن، تلك التي سُلبت من عشيرتهم بعد مقتل ابيه علي ابن ابي طالب وأخيه الحسن وتولي الأمويين الحكم ببلاد المسلمين وهيمنتهم على السلطة.
No comments:
Post a Comment