(أتحدى حد يجيبلي حالة تحرش وحده حصلت لمنقبة، البنات الوحيدين الي بيتم التحرش بيهم هم البنات (القذرين) الي بيعروا نفسهم وبيلبسوا ميني جيب) عن الشيخ عبد الله بدر حين أبدى رأيه باحداث التحرش الجنسي الجماعي الأخيرة التي حدثت في مصر بعيد الفطر لقناة الحافظ الإسلامية.
لا شك إن السبب الرئيسي للتحرش الجنسي بالمرأة (لفظيا وفعليا) بأي مكان كانت وكما هو معروف يكون نتيجة للكبت الذي يعاني منه الشباب وقلة أو انعدام الوعي واللباقة والتحضر والمدنية بالسلوك...هذا ما متعارف عليه بصورة عامة أليس كذلك؟ أنا أقول أن به شيئا من الصحة لكنه مجرد كليشة يرددها التربيون والمختصون والصحفيون...الخ، فإن لي رأيا آخر وفقا لوجهة نظري لزاوية أخرى من الموضوع.
يقال أيضا أن من يقف وراء التحرش بالمرأة هي المرأة نفسها لأنها لا (تحتشم) ولا تلتزم باللباس الإسلامي (المحتشم) أي لا تضع نفسها داخل كيس قمامة وتنفصل عن العالم وتختبئي داخل مفهوم (العورة) معنويا وماديا وتلتزم الجلوس بالمنزل ولا تخرج للعمل أو التسوق أو العيش بهذه الحياة الواسعة الجميلة بكل حريتها وتتمتع بجمالها وتتباهي به، لا اعلم لمَ تكون جميلة وذات ملامح وتضاريس إن كان مصيرها داخل كيس ملفوف حولها جيدا؟ لمَ لا تكون مجرد لوح يسير على قدمين؟
وكل هذا لتمنع الكائن الآخر المناظر لها بالحياة (الرجل) من التحرش بها جنسيا لأنه كائن شهواني مسكين لا يمكنه السيطرة على نفسه وكبح رغباته الجنسية وانه بالتحرش بها سوف يفرغ شيئا منها!! هذا هو ما افهمه من خلال وجوب (احتشام المرأة) لتمنع عن نفسها التحرش! أود القول أن المرأة يتم التحرش بها ولو كانت مجرد صوت عبر هاتف ما، إن المرأة يتم التحرش بها ولو كانت مجرد (حساب فيسبوكي أو اسم ايميل أنثى أو لمجرد لمح كلمة أنثى لتعريف أي حساب بالانترنت مهما كان) هذا سيقودني للفتوى المضحكة التي أشيعت مؤخرا والتي تقول (لا تتصفح المرأة الانترنت إلا بوجود محرم)!
إن تلك المفاهيم حول وجوب (احتشام المرأة) هي أفكار زرعت بعقلية الناس اجمع لأهداف معينة كثيرة توهمهم بان الحل يكمن بإتباع تعاليم ما أو الخضوع لسياسة تيار ما، إن فكرة انعدام المساواة وكون المرأة اقل من الرجل وتابع له ومنصاعة تماما ومهيأة لتكون (حرثا له) وإلا بخلافه تعتبر (ناشزا) وبكون وظيفتها الرئيسية وفقا لأيدلوجياتنا الشرقية المكونة من العادات والتقاليد البدوية زائدا الشرائع الإسلامية ؛ هي مجرد آلة انجاب وتربية وخادمة مطيعة للرجل. هذه الأفكار والمفاهيم زرعت وتجذرت في المنظومة الأخلاقية للعقلية الشرقية الذكورية مما شكّل لديه تصّور ان المرأة متاحه ومباحه للرجل بأي مكان وكيفما شاء لانها فاقدة لكينونتها فهي الاضعف والاقل منزلة والمعابة والعورة والمكروهه كالكلب الأسود النجس! أضف لذلك افتقار قوانينا اللامدنية على عقوبات صارمة بحق المتحرش ولو كانت غرامة مالية ووجوب تولي فرق خاصة لمراقبة تلك السلوكيات ومطاردتها ومحاسبة المخالف لها.
الحل يكمن بالتوعية (تغيير المفاهيم) زائدا الأمن (قوانين صارمة بحق المتحرش).
ما شهدناه مؤخرا في مصر بعيد الفطر الفائت من سلوكيات اقرب للهمجية – لن اقول الحيوانية لان الحيوان ارقى فهو بفعل غريزته على التكاثر لا يجبر الانثى ابدا بل يغازلها عوضا عن التحرش بها !- ما شهدناه من تحرش جماعي غريب ومقرف بحق النساء والفتيات بالشارع مهما كنّ محجبات أو منقبات أو سافرات، صغيرات ام كبيرات بالعمر وكل ذلك موثق ومنشور بالصور ويمكنكم الاطلاع عليه (الشيخ عبد الله بدر أوجه لك دعوة متابعة الصور والاطلاع عليها بالانترنت لتصحيح تصريحك الذي ذكرته اعلاه)، يعود للتفشي والتشجيع على المفاهيم التي ذكرت أعلاه بحق المرأة بسبب تولي الإخوان للحكم في مصر، لأنهم شجعوا الشباب وغرزوا وعززوا فكرة (عورة المرأة) بسبب أفكارهم المريضة الرجعية فهم يشددون على عزل المرأة تماما وحبسها بالمنزل من خلال الفتاوى والتصريحات المضحكة التي تملأ الانترنت ويمكن لأي كان الاطلاع عليها متى شاء. أنا لا استبعد ابدا ان يكون نظام الحكم الجديد في مصر قد حثّ هؤلاء الشباب على النزول إلى الشارع والقيام بالتحرش الجماعي هذا بالنساء بشكل منظم ايضا وليس عشوائي كما يرائى لنا لتخويف المرأة بل المجتمع ككل وإجبارها على الالتزام باللباس الاسلامي الذي لم يصنها كما يتصورون وكذلك عزلها بالمنزل لانها بعد ما حصل ستخاف الخروج ومزاولة حياتها بشكل طبيعي لانعدام الأمن الذي من المفترض ان يحميها لكن السلطة فعلت العكس ووقفت متفرجة على ما حصل بفعل بركة ورضا الإخوان. ما حصل ليس بالغريب ابدا عما حصل في العراق بعد الـ 2003 حين تولت جماعات معينة حملات لقمع المرأة وأسلمتها قسريا وفرض الحجاب عليها بمختلف الطرق كالمنشورات التي تهدد وتوعد السافرات و سلوكيات التحرش بها بكل الأماكن ناهيك عن عمليات القتل والخطف والاغتصاب بحق المرأة والتي أتنبأ بكامل ثقتي ان هذا ما سيحدث في مصر بمعدلات مرعبة ان لم يكن قد حدث بعد!
ممارسات أخرى شبيهه بحق المجتمع من قبل السلطات القمعية المعروفة بالتاريخ الدكتاتوري القمعي اذكر منه ما فعلته سلطة احمدي نجاد لقمع المتظاهرين بالـ 2009 من خلال (ميليشيا الباسيج) وهي قوة مقاومة شعبية وتعني بالعربية حشد المستضعفين، الابن الشرعي للحرس الثوري الإيراني الذي يمثل الجيش العقائدي والحرس الوفي للمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران حيث ركزت على تعنيف وضرب وقمع النساء اللواتي شاركن بالتظاهرات. وفي عودة للساحة العراقية ضمن سياق التظاهرات نذكر ما فعله بعض (الأفراد المنظمين) بالنساء اللواتي شاركن بتظاهرات ساحة التحرير من تحرش جنسي وإساءات لفظية وجسدية لتخويفهن ومنعهن العودة لساحة التحرير والمطالبة بحقوقهن كباقي أفراد المجتمع. اما على صعيد ميدان التحرير المصري فان التحرش الجنسي بالنساء المتظاهرات كان على قدم وساق لإفشال الثورة آنذاك ووفقا لمنظمة العفو الدولية فان السلطات المصرية شجعت على التحرش بالنساء في تلك المظاهرات، وحسب ما جاءت به صحيفة واشنطن بوست بأن (التحرش بالنساء في ميدان التحرير محاولة منظمة لدفع المرأة للخروج من المظاهرات) . نذكر كذلك ما تعرضت له نساء مدينة (المكلا في اليمن) اذ من المعروف ان اليمنيات ملتزمات باللباس الإسلامي كالحجاب والعباءة فبينما تجمعن أمام إدارة الأمن فوجئن بمجاميع شبابية كبيرة من عناصر ما يسمى (اتحاد شباب الجنوب) الذي يتزعمه نجل حسن باعوم، وهم يتجهون صوب مكان تجمعهن، وقاموا بالانضمام إلى المظاهرة النسوية والالتحام معها رغم معارضة بعضهن والمطالبة بالتجمع في مكان آخر، ثم قاموا باختراق مجاميع النساء والتسبب بفوضى عارمة، جراء تعرض بعض المشاركات لتحرشات جنسية من قبل عناصر الحراك المتظاهرين، خاصة وأن الظلام بدأ بالحلول في تلك الأثناء وفقا لتقرير (نبأ نيوز).
سؤال طرحته الـ BBC سأعيد طرحه من جديد: ما رأيك؟ هل يستخدم التحرش كوسيلة لـ (إبعاد) المرأة عن المطالبة بحقوقها؟ وهل تعيق مخاوف التحرش المرأة العربية من ممارسة النشاط السياسي ؟ سأضيف عليه : هل يأتي التحرش الجنسي كوسيلة ضمن موجة الأسلمة القسرية وفرض الحجاب وتمييز وقمع المرأة التي تمارسها التيارات الاسلامية التي اعتلت صهوة الربيع العربي؟
نشر المقال في:
1 comment:
شكرا لكم ...موفقين..))
Räumung-Räumung
Wohnungsräumung
Post a Comment