بدأ الأمر حين كنا نتحدث انا وأحد الصديقات عن الذين يطمعون بحقوق غيرهم ونعتنا لهم بالحيتان، قلت لها ان الحيتان مظلومة بهذه المقارنة لانها في الحقيقة لا تملك فما كبيرا كما يصور للكثيرين بل انها مجرد فتحة صغيرة اسفل البطن ومثال على ذلك الحوت الأزرق.
يعرف هذا النوع من الحيتان بأنه عديم الأسنان، وعوضاً عنها يوجد عدد من الألواح القرنية التي تتكون من مادة تعرف باسم الكيراتين، ويتراوح عددها بين الثلاثمائة والأربعمائة لوح تعرف باسم (البالينات) وتتدلى من جانبي الفك العلوي، ويخرج من كل واحدة من تلك الألواح شعيرات دقيقة في نهاياتها الداخلية باتجاه اللسان، وهذه الألواح يبلغ طول الواحد منها أكثر من المتر ويتناقص إلى حوالي نصف المتر في اتجاه مقدمة الفم، ويتسع فم الحوت الأزرق لحوالي 90 طن من الماء في الرشفة الواحدة. ويتميز جسم الحوت بنحو 50-70 طية تمتد من بداية الفك السفلي إلى منتصف أسفل الجسم (السُرة) لتساعد على الانتفاخ عند أخذ هذا الكم الهائل من مياه البحار والمحيطات، وما بها من مختلف صور الحياة الهائمة (الطافية) والسابحة، وفي مقدمتها صغار القشريات الشبيهة بالجمبري والتي تعرف باسم (كريل) وعند إغلاق الحوت الأزرق فمه فإن الماء يطرد من خلال ألواح البالينات التي تمسك بما كان فيها من كائنات حية في جهة اللسان من أجل ابتلاعه، ويخرج الماء الصافي من جانبي الفم لأن فمه عريض جداً ومسطح على هيئة حرف (u) وبداخله حافة وحيدة عند مقدمة الفم، وبذلك يمكن للفرد البالغ من الحيتان الزرقاء أن يأكل ما بين 46 أطنان من أحياء البحر الطافية في اليوم الواحد والتي يبلغ عددها في المتوسط أربعين مليوناً من الكائنات الحية.
تساءلت الصديقة: إذن كيف ابتلع الحوت النبي يونس كما يروي القرآن؟ ابتسمت وقلت لها شاهدي قناة ديسكفري فهي ممتعة جدا ومفيدة.
بحوار آخر تم تناول فيه موضوع (الجن) وكيفية تلبسه للإنسان وكيفية طرده والخ من هذه القصص المستحب تناولها في مجتمعانا العربية منها خاصة. كنت في نقاش محتدم احاول فيه اقناعهم ان هذه مجرد خرافات ولا يمكن لشيء ان يسيطر على الانسان عقلا وسلوكا بل انه يتناقض مع (قرآنهم ودينهم) نفسه الذي يقول بان الانسان مخّير وليس مسيّر وعلى هذا الاساس سيحاسب على جميع افعاله. اذن اين هو الله وقدرته ان كانت احدى مخلوقاته وهو الجن يسيطر على مخلوقات اخرى وهي الانسان ويتحكم بافعالها ومن خلالها يحقق مأرباُ؟ وكيف أصبح هناك جن مسيحي او مسلم او يهودي او كافر مع العلم ان الانبياء نزلوا على البشر واليهم وجهت رسالاتهم؟ وان كان بهذه القوة والقدرة السحرية ويمكن لبعض السحرة التحكم به فلماذا لا يقومون بمهام فيها نفع على البشرية كأن يتلبس جن برئيس اسرائيل او امريكا حتى او ارهابي لمنعه من التسبب بأذى على الابرياء؟ اضافة الى الكثير من الاسئلة العلمية والنفسية التي حاولت من حلالها تفسير الأمر بالفصام كأقرب مثل يمكنهم استيعابه لكن الحوار انتهى بجوابهم على ان الجن مذكور بالقرآن.
القرآن هو المصدر الوحيد للمسلمين والذي يكون اجابتهم على اي اسئلة دون حتى اقتناعهم بها او منطقيتها! ان كان ما ذكر في القرآن صحيحا ودليلا على وجود الجن مثلا فلماذا نجد أدلة جيولوجية اكتشفها العلم تدل على ان الشكل التضاريسي للأرض اختلف على مرّ العصور. فقبل 60 مليون سنة (فترة الباليوسين). يعتقد العلماء أن أوضاع كتل اليابسة تتغير باستمرار حيث اقتربت في ذلك الوقت كل قارة من الوضع الحالي. وقبل 120 مليون سنة (العصر الطباشيري). افترض العلماء أن القارات تشكلت بانفصال الكتلتين العظميين لوراسيا إلى الشمال وجوندوانا إلى الجنوب. وقبل 180 مليون سنة (العصر الجوراسي). يعتقد العلماء أن لوراسيا وجوندوانا تشكلتا بانفصال الكتلة الواحدة بانجيا إلى اليمين . أما قبل 360 مليون سنة (العصر الكربوني). لم يُعرف عن وضع يابسة الأرض قبل 200 مليون سنة إلا القليل لكن بعض العلماء يفترض أن عددًا من كتل اليابسة تجمعت مع بعضها لتشكل بانجيا. .. وهكذا.. السؤال هنا لماذا لم يتم العثور على دليل علمي جيولوجي واحد يشير الى ان موسى شق البحر الى نصفين؟ رغم ان الأمر حدث وكما تزعم كتب الاديان التي تدعى سماوية بعد هذه العصور اي ان الاكشتافات على تغير سطح وشكل اليابسة اقدم بكثير من حادثة موسى.
كما وان الاحافير التي تحتوي عليها الصخور والتي عثر عليها العلماء تدل على وجود الأحياء ودرجة تطورها وكيفية انقراضها. وهي ايضا ساعدت على اكتشاف تاريخ الحياة على الأرض. فقد تكون الأحفورة جسمًا حيوانيا أو سِنّاً أو قطعة من العظم، أو قد تكون ببساطة طبعة نبات أو حيوان عملت في الصخر عندما كان الصخر راسبًا هشًا. ساعدت الأحافير الجيولوجيين في حساب أعمار طبقات الصخور والزمن الذي عاشت فيه الحيوانات والنباتات. وجدت الأحافير ذات الحياة الأبسط في أقدم الطبقات الصخرية. تحتوي الطبقات الأحدث على أحافير نباتية وحيوانية تشبه إلى حد كبير تلك الموجودة حاليًا.كما وتعطي الأحافير أيضًا دلائل على التغيرات التي طرأت على الأرض. فعلى سبيل المثال: يجد علماء الأحافير في بعض الأحيان أصدافًا لأحافير بحرية في طبقات في أعالي الجبال بعيدة عن البحر. تدل هذه الاكتشافات على أن الطبقة تكونت في قاع بحر وَحْلِيّ قبل فترة طويلة من رفع الصخور لتشكل الجبال. تحوي الصخور فقط تاريخًا غير مكتمل للأرض.
لماذا لم يعثر العلماء على دليل واحد يثبت قصة سفينة نوح؟ تلك المعجزة العظيمة التي أُغرقت فيها الارض اجمع وحملت سفينته كل اصناف وانواع الحيوانات؟ لا ادلة جيولوجية ولا حتى احافير او اثار، لا قطعة خشب او مسمار او اقصوصة جلدية توضح ولو جانبا صغيرا من تصميم السفينة. بينما نجد ومن نفس ضمن السياق ادلة على الحضارات البشرية القديمة كاواني الفخار او قطع الجلد التي كانوا يستخدمونها في الكتابة وحتى المسلات الطينية اضافة الى خرائط وقوانين ومؤلفات او معادلات علمية تبين لنا نشأة الحضارة ككتابة وطب وعلم فلك وغيرها.
نعود الآن للقرآن: هل ان قصصا لا يقبلها المنطق تُـروى من قبل رجل يأتي للناس يدّعي انه مبعوث رباني أصدق من العلم والواقع الملموس الذي نعيشه الآن؟ ولماذا لم يترك الله أدلة تثبت صحة معجزاته بعظمتها للبشرية؟ بينما هناك أدلة على انواع من البعوض عثر عليها في فصوص مطاطية تعود لاشجار المطاط. واحافير تؤكد وتبين لنا كل ما نود أن نعرف عن الديناصورات تلك الكائنات التي انقرضت منذ عصور ساحقة حتى قبل نشأة الانسان رغم عدم تطرق القرآن واي من الكتب المسماة بالسماوية لها؟
ببساطة لأنها مجرد عدم فهم وقلة علم فُسرت بقصص واساطير لا يصدقها حتى الاطفال بيومنا هذا.
روان يونس
No comments:
Post a Comment