يصيب هذا الاضطراب الذهني الخطير جداً واحداً من بين كل 100 شخص، كما أنه يصيب الرجال والنساء على حد سواء. يتميز المصاب بالفصام بنظرة مغايرة للواقع. الفصام مرض نفسي خطير، لكن هذا الاسم الذي يعني انفصام الشخصية ليس دقيقاً. والسمات التي تميز هذه الحالة هي فقدان الاتصال بالواقع، الأمر الذي يؤدي إلى معتقدات غير منطقية، والقيام بتصرفات غريبة بالإضافة إلى اضطراب عاطفي، وتكون الهلوسات وبشكل خاص سماع بعض الأصوات شائعة في حالات الفصام، وفي كثير من الحالات يعتقد المصاب أن أفكاره خاضعة لسيطرة شخص أو شيء آخر غيره، كما أنه يطي لبعض الأحداث أو الأمور التافهة أهمية غير مبررة، وقد تظهر الأعراض الموصوفة في الأعلى في نوبات منفصلة أو تظل بادية باستمرار. ولا تزال أسباب الفصام غير واضحة، لكن الباحثين يعتقدون بأن العوامل الوراثية تلعب دوراً هاماً في نشوء الحالة، كما يمكن للظروف الحياتية غير مؤاتية مثل وفاة شخص عزيز أن تسبب الفصام عند من لديه استعداد وراثي له.
العلامات والاعراض:
يبدأ ظهور الأعراض تدريجياً وعلى امتداد عدة أشهر ولكن من الممكن أن تظهر فجأة عند الشخص وبدون سابق إنذار والتي تنطبق تماماً على صلعم. وتشمل أعراض الفصام الشائعة على:
1. سماع أصوات وهمية.
2. شعور بالعُظام (الزَوَر) أو الـ Paranoia.
3. الإيمان بمعتقدات غير منطقية.
4. الانعزال.
5. الهياج.
6. التحدث بأفكار وآراء غير مترابطة.
7. فقدان البصيرة.
8. ردود فعل عاطفية غير ملائمة.
جاء في الموسوعة العربية الميسرة ص1122 و 1123 ما يلي: “الصرع هو داء عصبي يتميز بنوبات فجائية من فقدان الوعي، تقترن غالباً بالتشنج…وقد تكون النوبة هينة عابرة أو قد تكون بالغة الشدة. وقد تقع النوبة بلا نذير، وقد ينذر بها حس سابق وهمي غريب، يعتري أحد الحواس كالبصر أو السمع…كأن يرى المريض شبحاً، أو يسمع صوتاً. ويعقب ذلك مباشرة وقوع المريض صارخاً على الأرض فاقداً وعيه…ويعقب النوبة خور في القوى واستغراق في النوم يصحو منه المريض خالي الذهن من تذكر ما حدث له”. وغالباً مايرتبط بعض هذه الأعراض، كسماع الأصوات بالمعتقدات الشخصية للمريض، وهذا ما ينطبق بشكل غريب على صلعم الذي حاول "الانتحار".
ماذا كان رأي الذين عاصروا صلعم:
يبدو وبشكل واضح أن الانطباع العام عن صلعم كان الجنون وعدم الصحة العقلية وهذا ما سمعه صلعم بأذنيه وبشكل مباشر من أفراد قومه وعشيرته، حيث وصوفه بـ”المجنون والكاهن والشاعر المجنون والمعلم المجنون…” ودونه بقرآنه دفاعاً عن نفسه:
• ما أنت بنعمة ربك بمجنون. القلم 2
• فذكر فما أنت بنعمت(1) ربك بكاهن أو مجنون. الطور 29
• وما صاحبكم بمجنون. التكوير 22
• وقالوا يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون. الحجر 6
• قال إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون. الشعراء 27
• ويقولن آئنا تاركون آلهتنا لشاعر مجنون. الصافات 36
• ثم تولوا عنه وقالوا معلم مجنون. الدخان 14
•
لقد تميّز صلعم وحده دون سائر الأنبياء وانفرد بهذا الصفة الشنيعة التي عرفه بها قومه ألا وهي الجنون، حتى أن أقرب أقربائه وهو عمه قد وصفه بـ “الصابىء المجنون” وكانت ردة فعل محمد عليه أن أسماه “أبو لهب”. يبقى السؤال الملحّ لماذا يعيش المسلم مصاباً بفصام الشخصية والازدواجية والصرع النفسي والفكري مثله مثل صلعم على أن يعيش بعقل ومنطق كأنسان صاح؟ سؤال يحتاج لإجابة من عاقل غير مجنون!
No comments:
Post a Comment