أكتساب الدين والمذهب بالوراثة أم بالعقل


((أكتساب الدين والمذهب بالوراثة أم بالعقل ))
ان جميع علماء الوراثة يقرون بان الصفات المكتسبة للطفل تتأتى عن طريقين ,الاول الصفات الوراثية المنتقلة عبر الجينات الوراثية لكلا الابوين وتقدر نسبتها ب75 /0 والثانيةتقدر ب25 /0 وهي عوامل بيئية مختلفة,وهذه مجتمعة هي المسوؤلة عن سلوكية الشخص وتصرفه كفرد داخل المجتمع الذي يعيش في وسطه..
العوامل الوراثية مسؤولة عن أغلب الصفات ومنها والطول ولون البشرة والشعر والعينين وسلوكية الشخص ومزاجه وعقله ,أن كان ابويه يمتلكون من الذكاء او الغباء بدرجات متفاوتة وطريقة التفكير ,ما عدا المعتقد الديني, حيث أن الطفل يولد صحفة ناصعة البياض وهنا يبدأ دور الابوين والبيئة المجتمعية بوضع اللمسات والخطوط والالوان عليها لاضهار الوليد بصورة مغايرة..
فالعوائل اليهودية تغذي أطفالها بتعاليم اليهودية ,والمسيحية كذلك,والمسلمة كذلك ,دون أن يكون اي دور لتفكيره وعقله (يولد بالفطرة)بتمحيص الامور والتفكير جيدا لاختيار الاصلح.اما الدور المجتمعي فيبقى محدودا قياسا لدور الابوين الوراثي ,حيث يستطيع المجتمع من خلال الاختلاط بالوافد الجديد أن يسيره باتجاهين,الاول اما أن يرسخ أيمانه بمعتقده الديني وأيصاله الى درجة من التعصب في حال المجتمع متدين ,وأما أذا كان المجتمع المحيط به غير متدين ومتشدد فسوف يقلل من ألتزامه الديني ويبقيه على حالة شكلية من الايمان.
لم نجد في كل الديانات السماوية ومجتمعاتها التي تشكلت عبركل مراحل التاريخ البشري,بأن عمدت تلك الاديان الى انشاء مدارس فكرية لتدريس أبنائه بالاديان الاخرى والاطلاع عليهاحتى تتولد لاجيالها القناعة الفكرية بالانتماء الديني لايهما,بل تعمد جاهدة لاحتواء أبنائها بمختلف الطرق والحيل خوفا من اتباعه لدين اخر,وهذا ما ولد من ظهور تخندقات دينية ومذهبية ادت في كثير من الاحيان الى نزاعات دموية وتصفيات عرقية,والضحية الكثير من الاجيال التي لا ذنب لها بأعتناقها لدين معين بقدر ما انها تريد العبودية للخالق, وأذاما حصل مصادفة أن شخص ارتأ أن يغيير دينه لاعتبارات خاصةبه وعن قناعته الفكرية بعيدا عن مؤثرات العائلة والمجتمع فسوف يتعرض الى مشاكل كثيرة في حياته..
فمثلا اليهودي الذي يصبح مسيحيا او مسلما ,فأول شئ تحرم عليه زوجته ويجب عليه الانفصال عنها,أذا كان متزوجا ,ويقاطع أجتماعيا ويصبح من المنبوذين.,أما المسلم الذي يرغب بتغيير دينه نحو المسيحية او اليهودية فيكون حكمه في الاسلام وعند مختلف المذاهب بحكم (المرتد) والذي يستوجب قتله.
الاديان كلها تدعي انها تريد تطبيق الشرائع السماوية المرسلة اليها في الارض لتحقيق العدالة الاجتماعيةوالمساواة بين بني البشر,الرسالات السماوية كلها تدعوا الى المحبة والتعايش السلمي وأحترام حقوق الاخرين, الشرائع السماوية المختلفة تدعوا الى الصدق والاخلاص في العمل وحرمة سفك الدم بغير وجة حق,,,,الشرائع السماوية كلها تدعوا البشر الى التفكير والتأمل بالكون والحياة كي يتسنى لها الايمان بما أرسل اليها عبر الانبياءوالمرسلين,فلماذا تضع القيود والحواجز الفكرية على البشر بأطر القدسية السماوية ؟أن الانبياء والرسل أنفسهم لم يجبروا البشر على الطاعة والدخول في دينهم المنادين به ,بقدر ما يكونوا على قناعة تامة به لكي يؤمنوا ,فالاسلام يتولد نتيجة اخوف والترهيب والايماننتاج قناعة فكرية تامة.
أن من أستخلف الأنبياء والرسل هو من وضع تلك القيود والقدسية لبني البشر لاحكام قبضته عليهم وحكمهم بأسم السماء أو الخالق ,لم نقرأ أو نسمع عبر تاريخ البشرية الطويل ان الله قد أوكل لأحد أن يحكم خلقه بالحديد والنار(وما أرسلناك ألا مبشراونذيرا,,,,وما انت عليهم بوكيل),أن جميع ما خلق ووجد على سطح الأرض وفضائها قد سخر لخدمة البشريةوسعادتها وليس لتعاستهاوالنيل منها او تعذيبها وشقائها,(فأسعوا في مناكبها وكلوا من رزقها واليه النشور)
أن الرسائل السماوية كلها لم تأتي مجزئة الى مذاهب مختلفة بل انها موحدة وتدعوا الى تطبيق أحكام السماء في الارض,أذن لماذا توجد مذاهب مختلفة في كل الاديان ؟؟ من قام بتجزئتها؟,أن من يقف وراء التجزئة هي الاطماع البشرية والنفوس الشريرةالساعية لحكم البشر والراكضة وراء المناصب والهالة القدسية والتسلط بأسم الدين والمذهب.
ان الحاخامات في اليهودية والرهبان والقسسة في المسيحية والشيوخ في الاسلام هم من قاموا بسلب الانسان قدرته على التفكير والتحليل,,ليكون الانسان مجبرا لقبول النصوص السماوية بحذافيرها من خلال ترهيبهم بقسوة عقاب الاخرة المتمثل بجهنم وعذاباتهاوزمهريرها,أو الترغيب بجنة الخلد وما تحويه من ملذات ونعيم ابدي مشروطة بتنفيذ تعاليم الاديان.
من هنا نستنتج بأن الاديان والمذاهب تحولت من مفاهيم عقلية الى مفاهيم وراثية لا يستطيع الانسان ان يتخلص منها من جراء الطوق القدسي المحيط به من صنيعة دعاة الدين ودجاليه,,,,,


علي الشمري
الحوار المتمدن - العدد: 3172 - 2010 / 11 / 1

المحور: العلمانية , الدين , الاسلام السياسي
Share:

No comments:

Popular Posts

Featured Post

خمسة تفسيرات منطقية علمية لما يدعى بالمعجزات

  اعداد: ايفان الدراجي الخوف والجهل هو أساس ارجاء تفسير الظواهر الطبيعة آنذاك لقوى مجهولة خفية قد تكون من السماء يفسرها المؤمنون...

Recent Posts