الاسراء والمعراج ..اثبات الخرافة بمنطق لغة الرياضيات



لنتناول قصة الاسراء والمعراج من الناحية العلمية وليست اللاهوتية فقد اغرق بحثا ومدحا وقدحا ..
 لنناقش تلك القصة البسيطة من جانب امكانية حصولها ..
 لنركز على تلك الوسيلة التي اختارها الله من بين مليارات السبل لنقل رسوله الى مقامة ومكانه حيث رفعت الحجب وفدنى وتدنى
 اي تلك الدابة المتعرقة الفاهمة للعربية والواقفة على اضلاف وركب ولها ظهر ولجام وربما سرج للركوب ..

 وسيلتنا الوحيدة هي منطق الرياضيات ولغة الارقام ...

 عن ابن عباس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
 ( ....أما أنا يوم القيامه- فعلى البراق، وجهها كوجه الإنسان، وخدها كخد الفرس، وعرفها من لؤلؤ ممشوط، وأذناها زبرجديتان خضراوان، وعيناها مثل كوكب الزهرة توقدان مثل النجمين المضيئين لهما شعاع مثل شعاع الشمس، بلقاء محجلة تضيء مرة وتطفئ مرة أخرى، ينحدر من نحرها مثل الجمان، مضطربة في الخلق، أذناها مثل البقرة، طولية اليدين والرجلين، وأظلافها كأظلاف البقر من زبرجد أخضر، تجد في مسيرها الريح، وهي مثل السحابة، لها نفس كنفس الآدميين، تسمع الكلام وتفهمه، وهي فوق الحمار ودون البغل )
 ورد في كتاب تاريخ بغداد.

 وبالرجوع الى القران لكي لايقال ان الحديث هو مروية ظنيه ,فالاية فيه تقول وبالنص الاتي :
 وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى{13} عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى{14} عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى{15} إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى{16} مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى{17} لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى{18} النجم

 نلاحظ هنا حاله"ابداع العقل التصويري " لابن عباس ..الرجلقد غلب نفسه ابداعا وتركيبا للصور والمشاهد التخيليه
 التي لم تخطر حتى على فكر الله نفسه فلا اية تقدم الاسراء بمثل هذا الابداع الخرافي .

 فالنبي يوم عرج به قد انتقل ليس فقط زمكانيا بل هو انتقل الى وجود اخر ليس بموجود اصلا
 نعم فالمشهد المسرحي الذي ابدعه ابن عباس هنا هو قائم بذاته كليا
 اي ليس في السماء الدنيا ولا في الثانيه وحتى ليس في السابعه ..

 المشكله ان الرجل يعديها بدون اي تفسير يقدمه للقارئ عن تواجد عمنا مع اخينا جبريل وهو يجر دابته العجيبه البراق ...
 بمعنى ...
 كل تلك الحبكه التي اخرجت موضع تصوير المشهد من كل الوجود (السماوات السبع ) هي لغرض عيون دابه مفعوصه ..دون البغل وفوق الحمار ...!!!

 لنرجع الى نص النبي ابن عباس وهو ينقل لنا ما ادعاه من قول محمد عن دابتنا المحروسه البراق :
 لنركز على ما قاله من صفاتها وتوصيفيتها :

 - وجهها كوجه الإنسان،
 - وخدها كخد الفرس،
 - وعرفها من لؤلؤ ممشوط،
 - وأذناها زبرجديتان خضراوان،
 - وعيناها مثل كوكب الزهرة توقدان مثل النجمين المضيئين لهما شعاع مثل شعاع الشمس،
 - بلقاء محجلة تضيء مرة وتطفئ مرة أخرى،
 - ينحدر من نحرها مثل الجمان،
 - مضطربة في الخلق،
 - أذناها مثل البقرة،
 - طولية اليدين والرجلين،
 - وأظلافها كأظلاف البقر من زبرجد أخضر،
 - تجد في مسيرها الريح، وهي مثل السحابة،
 - لها نفس كنفس الآدميين،
 - تسمع الكلام وتفهمه،
 - وهي فوق الحمار ودون البغل......

 تشابه البراق مع الإنسان:
 وجهها كوجه الإنسان.
 لها نفس كنفس الآدميين.
 بل وتسمع الكلام وتفهمه،
 فارفض عرقا (مما يدل على شعور وخجل به).

 تشابه البراق مع الدواب من بقر وخيل وحمير والبغال وزينه :
 حجما "وربما عقلا" هي فوق الحمار ودون البغل
 وهي دابة بيضاءأذناها مثل البقرة،وأظلافها كأظلاف البقر وخدها كخد الفرس،بل ولها عنق واذنين لا ثلاثه ..!!

 تصور اخي واختي القارئه ..دابة لها وجه كوجه البشر ...!!!

 هي اذن حيوان جديد ليس ببقر ولا حصان .......
 وبالتاكيد ليس بحمار ولا بغل
 لكنه ومع كل هذه الحيونه فهذا البغل يفكر ويعقل الكلام باللغة العربيه وبلهجة قريش تحديدا بل ويخجل يا حسره ..

 هو اذن دابه مثقفه عالمة غير معلمه ...
 لها وجه كوجه البشر وتفهم كلام البشر كما قلنا باختصاص اللغه العربيه القرشيه
 ولكنها تبقى دابه ..
 بحوافر وغرضها هو نقل الانبياء برحلات استجمام عبر المجرات وتحديدا مجرة اندروميدا ومجرة M234J

 بالنسبة لموضوعي هنا ....فلن اتسائل "كمسلم مطيع" سماع مؤمن بالغيب بدون تطلب الدليل ..

 ولن اسال "نبينا الصغير " ابن عباس عن "حكمة الله البالغة هنا" او "حاجة تلك الدابه " الى ان تتقلد دابة بالزبرجد والياقوت والجواهر
 لتتقلد بها دابه ...يا ناس اقول دابه هي فوق الحمار ودون البغل .

 ولن اسئل طبعا عن حاجة تلك الدابة العجيبه الى ان يربطها رسول الله بباب المسجد الحرام ليس فقط لاني كنت اعتقد انها ستهرب او ربما تسرق ...

 ولكن لانني كنت اتسائل عن عروة ذلك الباب اصلا يوم لم يكن هناك مسجدا اصلا ..

 ولن اتسائل عن حاجة الله "العظيم المتعال القائل للشيئ كن فيكون" لارسال دابة فوق الحمار ودون البغل لرحلة نبيه اليه ليركبها (يستقلها ) مسافرا بها بسرعة الضوء او يزيد ..

 ولن اشير إلى قصة النبي حزقيال التي وردت في التوراة عندما هبط له كائنا عجيبا من الحديد يخرج من" مؤخرته طبعا" نار وضوضاء ركبه وطار به في السماء ....

 ووالله لن اسال ايضا عن حاجة جبريل وهو الملاك صاحب الـ "600 جناج" الى ان يركب تلك الدابه هو ايضا (التي هي ولكي لا ننسى فوق الحمار ودون البغل)
 نعم ....جبريل "عظيم الملائكه وابو 600 جناح ومليار ريشه " يركب ويتشعبط خلف محمد فوق ظهر تلك الدابه ...
 "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أتيت بالبراق فركبت خلف جبريل فسار بنا حتى إذا أتى جبل ارتفعت رجلاه فارتفع، وإذا هبط ارتفعت يداه )..".
 (ورد بكتاب المستدرك على الصحيحين لأبو عبد الله محمد بن عبد الله).

 ولن اسال والله ...عن وجود الاجنحه لتلك الدابه في فخذيها عند مؤخرتها لا في وسطها ..!!!
 ومدى امكانية طيران مخلوق وجناحيه في مؤخرته لا في مركز وزنه الكتلي كما نرى في ابسط قواعد الداينميكا الهوائيه ..؟؟؟؟
 "..- وعن ابن عباس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( حملت على دابة بيضاء بين الحمار والبغلة في فخذيها جناحان تحفز بهما رجليها..فعملت بأذنيها وقبضت الأرض .. وكانت طويلة الظهر طويلة الأذن ).."..
 (ورد بكتاب الطبقات الكبرى لمحمد بن سعد بن منيع).

 طبعا ولن اسال عن حاجة دابة الله تلك الى الجناحين لتطير بهما في الفضاء الكوني الخالي من الهواء اصلا ..

 ولكني ساسال سؤالين اثنين فقط لا غير ...!!!!!!

 ولكن ساسال سؤالين اثنين فقط لا غير ...

 الاول بريئ والله ...كيف ركب سيدنا وقرة عيوننا محمد النبي الامي على ظهر الدابه لتنقله في الفضاء ما بين المجرات ..؟؟
 حقا سؤال بسيط .......!!!
 فهو ركب فوق دابة دون البغل وفوق الحمار ولم يركب على جناح جبريل او ينقله الله بكن فيكون ....
 تصور ان يخرج رائد فضاء الى الفضاء الكوني بدون بدلة محكمة الاغلاق والضغط ومزوده بالهواء والحراره المناسبين ...

 اولا ستنفجر رئتيه فورا بفعل الضغط الصفري
 - ثم بفعل الانجماد الفوري لانخفاظ درجة الحراره الحاد
 - وستقتله فورا الاشعاعات الكونيه ...
 - وان نجى من كل هذه الدواهي الزباء
 - فسيختنق حتما لانعدام الاوكسجين ...

 والسؤال الثاني :
 عن سرعة تلك الدابه العابرة للمجرات وحاجتها للسير بسرعة تزيد عن اضعاف سرعة الضوء لتخرج من حيز السماء "المرئيه فقط " لنا اليوم ....

 فقطر الكون هو حتى اليوم 13,7 مليار سنه ضوئيه ...فقط
 والسنه الضوئيه هي المسافه التي يمشيها الراكب على شعاع ضوء وليس دابه ..

 اي هي تعادل :
 (9460800000000 ) كيلو متر..... بالتمام والكمال ..

 وبحسبة بسيطه فقطر الكون المرئي لنا اليوم هو بالنتيجه يبلغ :
 (1296129600000000000000) كيلو متر..... وايضا بالتمام والكمال ..

 لكن لنساير "كمؤمنين صادقين" حقيقة مطلقة تتمثل بان مكه هي مركز الكون..
 و لانها "كما اثبت علمائنا الاجلاء " مركزا للمجره...
http://alfetn.com/vb...3&postcount=693
 وهي ايضا "كما نعلم ايضا " مؠ/>وهناك زمن رحلة للسماء السابعه : وهي بالتاكيد اكبر واوسع من سمائنا الدنيا

 وهناك رحلة العوده التي ليس لدي رغبة بعد الان في حسابها .............!!!!

 بمعنى رحلة الذهاب والاياب تلك ستستغرق بالاقل :

 6850 الف سنه هي الزمن اللازم لرحلة المعراج الى خارج السماء الدنيا فقط + 6850 الف سنه اخرى هي
 الزمن اللازم لرحلة العوده الى كوكب الارض (اي عبر السماء الدنيا قادما من السماء الثانيه فقط) ..

 وهذا يعني حتى الان : 13700 الف سنه ..........بالكمال والتمام

 (لاحظ يا ابن عباس وانت منك لوه ........نحن حتى الان ....لم نحسب زمن قطع البراق التي فوقها نبي لله الى الـ 6 سماوات اخرى وبرحلتي الذهاب والاياب )

 ولنتذكر اننا حسبناها على اساس ان سرعة البراق هي نفس سرعة الضوء ...!!!!

 ولن اناقش احتمالية ان تكون سرعته بما تفوق سرعة الضوء ..........فهذا عيب ونقص معرفي لمن سيناقشنا به ..!!!!

 ولن اناقش ان الله يقول للشيئ كن فيكون ........لان الله لم يفعل , بل ارسل دابة فوق الحمار ودون البغل ..!!!!

 باختصار .....نحن اذن امام خيال بالغ جدا في التصوير والابداع ...

 نقول هذا لكي لايتوهم الزغاليل انهم امام اختراع مركبه ربانيه تعمل بالليزر

 اوتنبات خرافاتهم بالمحركات النيوترونيه التي تسعبر براكبيها بين المجرات ...

 هذا منطق الرياضيات يقول لنا ..محمد وجبيريل لم يعودا من رحلتهم العجيبه ...حتى اليوم الى مكه ...!!!
Share:

حقيقة قصة الطوفان



قصه الطوفان هيه قصه ليس بهذه الدرجه التي صورها التوراة والقران كل مافي الامر ان رجل ذو مكانه عاليه عند قومه في جنوب العراق وبل التحديد في زمن السومريين اقدم الحظارات في العالم قد عمل قارب صغير لايتجاوز طوله اكثر من 30متر وعرضه 10امتار وانه اراد من فعل ذالك القارب ان يتخلص من الخساره التي دائما يقع فيه هو وماشيته وعائلته من كثره الفيضانات نهري دجله والفرات في ذالك الزمن وخاصه في فصل الربيع وقد لاقئ ذالك الرجل السومري من الناس لوم كثيره اما حسد منهم او اشفاق عليه لانه كانو يبنون بيتوهم علئ الانهر لتجنب الفيضانات الموسميه وبل الفعل جاء بما كان متوقع من هذه الرجل جاء الفيضان او الطوفان ولكن كان اشد قوة من ذي قبل وغرق جميع المواشي الناس وغرق الكثيرون منهم وهلك من هلك ونجاة من نجاة ولكن بقيه صاحب القارب الذي بناه ذالك الرجل اقل خساره لانه حمل معه جميع الحيوانات التي يستفيد منها مثل الدجاج والبط والبقر والثور والكلاب وغيرها من الحيوانت التي لاتكلف اي شخص غذاء حتئ ينتهي مدة الفيضان وتجف المياء وفعلن جفت المياه بعد اسبوع فقط .... وبقيت هذه القصه وتئطوره مع مرور الزمن واصبحت اسطوره في زمن البابليين حتئ وضعت في مكتبه البابليه الئ ان جاء اليهود في الاسر البابلي وراءو ان هذه القصه تنفع ان تكون حكمه الاهيه ثم طورها وايدلوجوها بئدلجه الدين ووضعوها في كتابهم التوراة. ثم نقلت الى القران.
Share:

نبي النكاح المنكّاح




 نعم لقد عمدت على استخدم الكلمة الشرعية ؛ فكلمة نكاح ومشتقاتها وردت في القران الكريم أكثر من عشرين مرة ؛ أما في الأحاديث فحدث ولا حرج ؛ أما وقعها على القارئ فسيختلف ويعتمد على إذا كان القارئ معمما مكمما مغمما أم لا.

* عن صفوان بن سليم عن النبي قال: أتاني جبريل بقدر فأكلت منها فأعطيت قوة أربعين رجلا في الجماع..

* عن مجاهد قال: أعطى النبي بضع(قوة نكاح)أربعين رجلا وأعطى كل رجل من أهل الجنة بضع ثمانين.

(*) الطبقات الكبرى ج1 باب ذكر ما أعطي رسول الله من القوة على الجماع

* عن أبي سعيد قال أعطي رسول الله صلعم قوة بضع(نكاح) خمسة وأربعين رجلا وأنه لم يكن يقيم عند امرأة يوما تاما كان يأتي هذه الساعة ويأتي هذه الساعة يتنقل بينهن كذلك اليوم حتى إذا كان الليل قسم لكل امرأة منهن ليلتها.

(*) الجامع لعبد الرزاق. منتخب كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال للشيخ العلامة علي المتقي الهندي.باب النكاح.

* عن الزهري يقال: قال النبي رأيت كأني أتيت بقدر فأكلت منها حتى تضلعت(شبعت) فما أريد النساء ساعة إلا فعلت منذ أكلت منها.

* أخبرنا محمد بن عمر عن موسى بن إبراهيم عن أبيه قال: قال رسول الله صلعم كنت من أقل الناس في الجماع حتى أنزل الله علىّ الكفيت فما أريده من ساعة إلا وجدته وهو قدر فيها لحم.

(*)الطبقات الكبرى ج 8 ذكر ما أعطي رسول الله من القوة على الجماع.

* روى أبو نعيم عن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما عن صلعم قال: أعطيت قوة أربعين في البطش والجماع يعني من أهل الجنة وروى الإمام أحمد والحاكم عن زيد بن أرقم أنه صلعم قال إن الرجل من أهل الجنة ليعطى قوة مائة في الأكل والشرب والجماع والشهوة فإذا ضربنا أربعين في مائة بلغت أربعة آلاف.

(*) السيرة النبوية والآثار المحمدية لمفتي السادة الشافعية بمكة المشرفة أحمد زيني دحلان رحمه الله. باب من معجزاته صلعم ما فضله الله به على غيره جماعه صلعم. 

* عن سلمى مولاة النبي قالت: طاف النبي(مارس الجنس مع نسائه) ليلة على نسائه التسع اللاتي توفى وهن عنده كلما خرج من عند امرأة قال صبي لي غسلا (لكي يغسل مذاكيره) فيغتسل قبل أن يأتي الأخرى قلت يا رسول الله أما يكفيك غسل واحد قال النبي هذا أطيب واطهر.

(*) الطبقات الكبرى ج8 باب ذكر ما أعطى النبي من القوة على الجماع.

أي أن النبي كان يخصص له خادمة ؛ وهى سلمى لكي تصب له الماء لكي يغسل أعضاءه التناسلية بعد أن ينتهي من جماع واحدة من نسائه ولكي يستعد  ليجامع التي تليها ؛ وهكذا تمضي ليالي النبوة.

* عن أنس قال كنت أصب لرسول الله صلعم غسله من نسائه أجمع.

(*) الطبقات الكبرى لأبن سعد باب ذكر ما أعطى رسول الله صلعم من القوة على الجماع.

وهكذا يتبادل أنس رضى الله عنه مع سلمى ؛ شرف صب الماء لرسول الله لكي يغسل مذاكيره بعد أن ينكح نسائه واحدة تلو الأخرى.  

* عن انس ابن مالك قال كان النبي يدور على نسائه في الساعة الواحدة من الليل والنهار وهن إحدى عشرة قلت لأنس(يعني من يحدثه) أو كان يطيقه قال كنا نتحدث انه أعطي قوة ثلاثين(يعني في النكاح).

(*) صحيح البخاري من حديث أنس.كتاب الغسل باب إِذَا جَامَعَ ثُمَّ عَادَ، وَمَنْ دَارَ عَلَى نِسَائِهِ فِي غُسْلٍ وَاحِدٍ

* عن أنس بن مالك قال: إن النبي صلعم كان يطوف على نسائه في الليلة الواحدة وله يومئذ تسع نسوة.

(*) اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان البخاري ومسلم حديث رقم179

* عن انس رضى الله عنه قال كان النبي يختلي بتسع من نسائه للعبادة.

(*) إحياء علوم الدين للإمام أبي حامد الغزالي باب آداب النكاح.

ونعمة العبادة ؛ لن نقول أو نقصد انه كان يختلي بالتسع ليمارس الجنس معهن جماعة كما الصلاة جماعة ؛ أعوذ بالله أن تساء بنا الظنون ؛ وإن كان ممارسة الجنس مع الزوجة يغرق الزوج في ثواب وأجر أكبر من كل العبادات بل ودونها مرتبة الشهادة فهي كفاح ونطاح وقتال شديد كما قال الإمام النفزاوي الذي سنستدعيه لاحقا.

* عن أبي سعيد عن النبي صلعم قال: إن الرجل إذا نظر إلى امرأته ونظرت إليه نظر الله إليهما نظرة رحمة فإذا أخذ بكفها تساقطت ذنوبهما من خلال أصابعهما.

(*) منتخب كنز العمال في سنن الأقوال والأقوال والأفعال للشيخ العلامة علىّ المتقي الهندي باب كتاب النكاح.

نعم إذا أخذ الرجل بكف زوجته تساقطت عنه الخطايا؛ لكن ترى ماذا يحدث لو أخذ برجليها؟ نعم ستكثر حسناته وصدقاته وستثقل موازينه أليس كذلك؟ إني المح البعض يضحك والبعض الآخر يغضب ويظن خطأ أنني اسخر ؛ لكنني أقول لكليهما إنني أتحدث حديثا جادا وفقهيا وموثقا بالأحاديث وما عليك إلا أن ترجع إليها وهي الفيصل بيني وبينك. 

* عن أبي ذر قال:قال النبي في بضع (المضاجعة) أحدكم صدقة قالوا يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر(الملاحظ أن الجاهلية الجهلة رفضوا ذلك بعقولهم) قال(النبي) ارأيتم لو وضعها في حرام أما كان عليه فيها وزر فكذلك لو وضعها في حلال كان له اجر.

(*) إحياء علوم الدين لحجة الإسلام أبي حامد الغزالي باب آداب النكاح.

* روى عن النبي أن الرجل يجامع أهله فيكتب له بجماعه اجر ولد ذكر قاتل في سبيل الله فقتل(شهيد على الطريقة الإسلامية).

(*) إحياء علوم الدين لحجة الإسلام أبي حامد الغزالي كتاب آداب النكاح.

أي بكل جماع للرجل مع زوجته له بجماعه هذا اجر رجل قدم ابنه ليقاتل في سبيل الله فقتل شهيدا؛ ترى من يفوت تلك الفرصة في حصد الصدقات وادخار الأجر ليوم الحساب يوم لا ينفع مال ولا بنون؟ هل هناك من الفرائض والعبادات اعظم أجرا من تلك العبادة؟ هنيئا للمتزوجين بأربع أو بأربعين وبكل ما ملكت اليمين!!!.

* عن الحسن قال: قال النبي ما أحببت من عيش الدنيا إلا الطيب والنساء. (*) الطبقات الكبرى لأبن سعد ذكر ما حبب إلى رسول الله صلعم من النساء والطيب.الجامع الصغير للسيوطي حديث رقم7781

* عن النبي صلعم قال أصبر عن الطعام والشراب ولا أصبر عنهن.

(*) ذكره أبن القيم الجوزية وقال أن أحمد رواه في الزهد.

* عن جابر قال أن النبي رأى امرأة فدخل على زينب فقضى حاجته  

(جامعها) وخرج وقال أن المرأة إذا أقبلت بصورة شيطان فإذا رأى أحدكم امرأة فأعجبته فليأت أهله فان معها مثل الذي معها.

(*) إحياء علوم الدين لأبي حامد الغزالي كتاب آداب النكاح. رواه مسلم والترمذي.

نعمة النصيحة للرجال العاملين والعاملات ؛ فلتخصص حجرة في كل مصلحة لقضاء الحاجة ؛ على غرار مصلى في كل مصلحة ؛ فالأمور لا يجوز الانتظار عليها فالرسول لم ينتظر وترك مجلس النبوة والصحابة ودخل على زينب وقضى حاجته عندما نظر إلى المرأة الجميلة التي أعجبته ثم خرج ؛ ولكم في النبي القدوة الحسنة. هنا وينتصب سؤال يا رسول الله ؛ ألم يكن في مجلس النبوة هذا شاب أعزب؟ ماذا فعل عندما رأى تلك الجميلة التي حركت شهوة المزاج النبوي ولم ينتظر وترك النبوة ومجلسها ليقضي شهوته ولا اقول حاجته لأنها تذكرني بالتبول والتبرز؟ إن كان النبي لم يصبر فماذا عن الفتى الأعزب؟

* عن ميمونة قالت كان النبي إذا أراد أن يباشر امرأة من نسائه أمرها فأتزرت وهى حائض.

* عن بعض نساء النبي قلن: كان النبي صلعم إذا أراد من الحائض شيئا ألقى على فرجها ثوبا.

(*) الجامع الصغير للسيوطي حديث رقم 6549 ؛ 6550

* عن عائشة قالت: كان النبي صلعم يباشرني وأنا حائض وكان يخرج رأسه من المسجد وهو معتكف فأغسله وأنا حائض.

* عن عائشة قالت: كانت إحدانا إذا كانت حائض فأراد النبي صلعم أن يباشرها أمرها أن تأتزر في فور حيضتها(؟) ثم يباشرها قالت وآيكم يملك أربه كما كان النبي صلعم يملك أربه.

(*) اللؤلؤ والمرجان فيما أتفق عليه الشيخان البخاري ومسلم حديث رقم168؛173 

برغم كثرة عدد نسائه إلا أن النبي لم يترك الحائض !!! بل كان يباشرها حسب حديث ميمونة رغم أن ذلك مخالفا لتلك الآية

وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ الله .. 222  (البقرة2: 222)

ربما تلك الآية نزلت عندما كبر محمد أو بعد أكله للسم أو بعد أن دلهمه السحر؛ أما مضاجعته للحائض ربما كانت قبل ذلك أي قبل أن يكبر محمد وقبل نزول تلك الآية ربما ؛ أو ربما نجده في مفتاح شخصية محمد من تلك الفقرة التي نقتطفها من إحياء علوم الدين:

* عن عكرمة ومجاهد أنهما قالا في معنى قوله تعالى: وخلق الإنسان عجولا (النساء4: 28) أنه لا يصبر عن النساء. وقال فياض بن نجيح: إذا قام ذكر الرجل ذهب ثلثا عقله وبعضهم يقول ذهب ثلث دينه وفي نوادر التفسير عن أبن عباس رضى الله عنه ومن شر غاسق إذا وقب (الفلق113: 3) قال قيام الذكر وهذه بلية غالبة إذا هاجت لا يقاومها عقل ولا دين !!!.

(*) إحياء علوم الدين للإمام الغزالي باب آداب النكاح.

وهذا ربما يوضح لنا لماذا ترك محمد مجلس النبوة ودخل يقضي حاجته من زينب ؛ ولماذا طلق زينب بنت جحش من زوجها لأنها أعجبته ؛ ولماذا أخذ عائشة وهى ست سنوات ودخل عليها وهى بنت تسع ؛ ولماذا طلق سودة عندما أسنت وكبرت ؛ ولماذا كان يستكثر من الحميراء ولا يستكثر من سودة العجوز ؛ ولماذا كان عامة الليل والنهار عند مارية الجميلة الجعدة حتى عني أو عناها ؛ ولماذا كانت الآيات تنزل وجبريل ينزل ؛ ولماذا كان يقبل بعض النساء اللاتي وهبن أنفسهن له ويترك البعض الآخر ؛ وهلم دواليك !! نعم أنها البلية إذا هاجت لا يقاومها عقل ودين حتي لو كان أشرف الأنبياء !!! 

* قالت عائشة لما رجع من البيقع ..وأنا أقول وارأساه فقال النبي صلعم لو كان ذلك وأنا حي فأستغفر لك وأدعو لك وأكفنك وأدفنك فقالت عائشة والله لأظنك تحب موتي ولو كان ذاك لظللت أخر يومك معرسا(أي تجامع النساء) ببعض أزوجك.

(*) السيرة الحلبية باب يذكر فيه مدة مرضه وما وقع فيه ووفاته صلعم.

نعم أصبت يا أم المسلمين فأنت الأدرى بأخلاق النبوة وبيتها؛ فقد نكح علي رضى الله عنه بعد وفاة فاطمة عليها السلام بسبع ليالي.(إحياء علو الدين للغزالي باب آداب النكاح) وعلي رضي الله عنه مات وكان له تسع عشرة سرية يطئهن بملك اليمين. أين أنتم من ملك اليمين يا مؤمنين؟ فلم يُلغ ملك اليمين حتى أيام علي الخليفة الرابع وهو واحد من العشرة المبشرين بالجنة.

*  قال أبن عساكر نزلت في عليّ هذا ثمانمائة آية.

(*) تاريخ الخلفاء للإمام جلال الدين السيوطي باب علي أبن أبي طالب.

* أما زوجات علي فهن فاطمة بنت محمد وأم البنين ابنة حرام الكلابية وليلى بنت مسعود بن خالد التميمية أسماء بنت عميس الخثعمية والصهباء بنت أمامة بنت أبي العاص بن الربيع ومحياة ابنة امرئ القيس .خولة بنت جعفر بن قيس وأم ولد والصهباء وأم سعيد بنت عروة بن مسعود.

(*) نهاية الأرب في فنون الادب للنويري باب أزواج علىّ.

نعم لقد سار عليّ على الدرب ؛ فكل هؤلاء النسوة المقارب عددهم إلى الثلاثين امرأة حاز عليهن كرم الله وجهه بعد موت فاطمة ؛ وافتتح القائمة بعد موتها بأسبوع كما فعل محمد بعد خديجة. وقبل أن نترك عليّ كرم الله وجهه فأنه تزوج أمامة بنت العاص بنت زينب أخت فاطمة بعد موتها ولا أعرف موقع ذلك من الإعراب؟؟

* ويقال أن الحسن بن علي كان منكاحا ؛حتى نكح زيادة على مائتي امرأة ؛ وكان ربما عقد على أربع في وقت واحد ؛ وربما طلق أربعا في وقت واحد واستبدل بهن. وقد قال عليه الصلاة والسلام للحسن أشبهت خلقي وخُلقي ؛ وقال النبي حسن مني وحسين من علي (أي أنه لا يحب النساء مثل علي أبوه؟!) فقيل أن كثرة نكاحه أحد ما أشبه به خلق رسول الله. وأحصن المغيرة بن شعبة ثمانين امرأة .

(*) كتاب إحياء علوم الدين للغزالي كتاب آداب النكاح.

أرآيتم كيف كان حفيد محمد نكّاحا منكاحا ؛ وهو أحد اوجه الشبه بينه وبين جده ؛ نبي الله النكاح المنكاح ؛ وبهذا فليفخر النكاحون والنكاحات الأحياء منهم والأموات. ومن المفارقات أن الحسن مات مسموما مثلما مات محمد.

والآن بعد كل تلك الأحاديث الصحراوية ؛ تتضح العلاقة الوثيقة بين الله والنبوة والنكاح؛ فتستطيع أن تعرف وتقيس علاقتك بالله من قوة نكاحك؛ فان كنت من أهل الجنة فهنئا لك قوة ثمانية آلاف في النكاح من رجال أهل الأرض وإذا كان لك قوة أربعين فهي واحدة من علامات نبوتك ودليلا قاطعا على زيارة جبريل لك بقدرة اللحم إياها ؛ وكلما ازددت نكاحا لنسائك تكثر لك الصدقات وتثقل موازينك يوم القيامة وهنيئا لك الجنة ؛ أما إذا كنت عنين فانك الأقرب إلى النار والله اعلم.

اخيرا قالوا كان الفراعنة قد بلغوا من السحر ما بلغوا فجاء موسى فغلب سحرهم ؛ وكان الطب متقدم في زمن المسيح عيسى عليه السلام فجاء بمعجزات طبية بهرتهم ؛ أما العرب فبلغون من البلاغة درجة كبيرة فجاء النبي محمد بقرآن تحداهم ببلاغته ؛ أما ما غاب عن أذهان هؤلاء السذّج أن العرب كانوا يفتخرون بزناهم وفحولتهم وكثرة نكاحهم فجاء لهم الله بنبي النكاح المنكاح وها هو ما يدل على فخرهم بالنكاح فقال عامر بن صعصعة:

     ومنا التيمي الذي قام أيره          ثلاثين يوما ثم زادهم عشرا

(*) بلوغ الأرب في أحوال العرب للآلوسي باب قول الشعوبية في مناكح العرب.

حب النبي للنساء أمر لا نقاش فيه ولا غبار عليه والأدلة بينة وواضحة لا ينكرها إلا من أنكر القران والسنة المحمدية التي أثرتنا بالحديث عن حب النبي للنساء ؛ ولكن ماذا عن حب الطيب الذي احبه محمد بجانب النساء؟

الإجابة نجدها في الوقائع النبوية ؛ بالجزيرة العربية ؛ من تراث الجاهلية ؛ بل وفي نفس فترة محمد الزمنية.

* وقال مسيلمة في قرآنه: لمَّا رأيت وجوههم حسنت، وأبشارهم صفت، وأيديهم طفلت قلت لهم لا النساء تأتون، ولا الخمر تشربون، ولكنَّكم معشر أبرار تصومون، فسبحان الله إذا جاءت الحياة كيف تحيون، وإلى ملك السَّماء كيف ترقون، فلو أنها حبة خردلة لقام عليها شهيد يعلم ما في الصدور، ولأكثر الناس فيها الثبور

* ويقال إنَّه لمَّا خلا بسجاح سألها ماذا يوحى إليها ؟ فقالت وهل يكون النِّساء يبتدئن بل أنت ماذا أوحي إليك ؟ فقال ألم تر إلى ربِّك كيف فعل بالحبلى، أخرج منها نسمة تسعى من بين صفاق وحشا فقالت أشهد أنَّك نبيّ فقال لها هل لك أن أتزوجك وآكل بقومي وقومك العرب قالت نعم وأقامت عنده ثلاثة أيَّام، ثمَّ رجعت إلى قومها فقالوا ما أصدقك ؟ فقالت لم يصدقني شيئاً فقالوا إنَّه قبيح على مثلك أن تتزوج بغير صداق فبعثت إليه تسأله صداقاً فقال أرسلي إليَّ مؤذنك، فبعثته إليه وهو شبت بن ربعي فقال‏:‏ ناد في قومك إنَّ مسيلمة بن حبيب رسول الله قد وضع عنكم صلاتين ممَّا أتاكم به محمَّد – يعني  صلاة الفجر، وصلاة العشاء الآخرة - فكان هذا صداقها عليه - لعنهما الله. ثمَّ انثنت سجاح راجعة إلى بلادها وذلك حين بلغها دنو خالد من أرض اليمامة، فكرَّت راجعة إلى الجزيرة بعد ما قبضت من مسيلمة نصف خراج أرضه، فأقامت في قومها بني تغلب إلى زمان معاوية، فأجلاهم منها ..

(*) البداية والنهاية لابن كثير باب قصة سجاح وبني تميم ج6 ص354

* قال مسيلمة(النبي الكذاب) لسجاح (نبية كذابة)هلمي نجتمع فنتدارس ما نزل من الله علينا فمن عرف الحق تبعه. فأمر بقبة أدم فضربت (خيمة) وأمر بالعود المندلي فسجر فيها(بخور طيب الرائحة) وقال اكثروا من الطيب والمجمر فأن المرأة إذا شمت رائحة الطيب ذكرت ألباه(أي أحبت الجماع ومالت إليه فينكحها).

(*) كتاب الأغاني للإمام أبي الفرج باب قصة مسيلمة وسجاح.

ثم واقعها فلما قام عنها قالت إن مثلي لا يجري أمرها هكذا فيكون وصمة على قومي وعليّ ولكني مسلمة لك بالنبوة فاخطبن إلى أوليائي يزوجوك.

* وفي رواية أخرى لما نزلت سجاح بمسيلمة قال اضربوا لها قبة وجمروها لعلها تذكر ألباه (حب النكاح).

(*) تاريخ الطبري ذكر خبر تميم وأمر سجاح.

* قالت له سجاح أشهد أنك نبي قال لها هل لك أن أتزوجك وأذل بقومك وقومي العرب قالت نعم فقال:

ألا قومي إلى النيك (النكاح) فقد هيئ لك المضجع ؛ فإن شئت ففي البيت وإن شئت ففي المخدع ؛ إن شئت سلقناك وإن شئت على أربع ؛ وإن شئت بثلثيه وإن شئت به أجمع. قالت بل به أجمع.

(*) نهاية الأرب في فنون الأدب للنويري باب ذكر خبر تميم وأمر سجاح ابنة الحارث بن سويد.   

وهكذا حب الطيب والنساء توأمان لا ثالث لهما ؛ فالطيب هو الذي يشد المرأة ؛ فإذا شمت رائحته تحركت غرائزها وذكرت الجماع ومالت إليه ؛ وهكذا النبي الكذاب مسيلمة ؛ اغرق النبية الكذابة سجاح بالطيب ؛ فتحركت شهوتها واستطاع مسيلمة أن ينكحها وينتزع منها اعترافا له بالنبوة وتأييدا من قومها ؛ فما وصل إليه مسيلمة بالنكاح قد لا يصل إليه بالحرب فترى لهذا السبب أحب محمد الطيب والتعطر !!!
Share:

أصل قصة الاسراء والمعراج



قصه الاسراء والمعراج هيه قصه زرادشتيه بل الاصل اي قبل رسول الاسلام 1200عام يحكئ ان النبي الفارسي صعد الئ السماء بواسطه طائر كبير يشبه الئ حد ما الثور المجنح الاشوري وكان لزرادشت موعد مع الاله اهوارا مازدا (الاله النور ) لكي يعلمه .الحكمه ويعطيه الشرائع والغريب ايضا في قصه الاسراء والعر اج ان من كان مرافق لزرادشت من السماء الاولئ الئ السماء السابعه ملاك عظيم لم يذكر اسمه ولكن هناك اختلاف بسيط بين قصه الاسراء والمعراج الزرادشتيه وبين الاسراء والمعراج الاسلاميه ان عند الزرادشتيه لم يذكرو ان زرادشت قد شاهد مواقف مرعبه من ادخال النار في فم الكافر ولاتعليق النساء بسلاسل من نار من شعرهن لانهن كانا يكشفنا شعرهن للرجال ولا انهار من حميم يرمون به النساء والرجال.
Share:

صلى على محمد ! BrainWashing





لا توجد عبارة في ثقافات شعوب الأرض قاطبة قد هيمنت على العقل البشري كما هيمنت عبارة "صلّى الله عليه وسلم" على عقل المسلم.
 كل ما يقرأه المسلم عن نبيّه تسبقه تلك العبارة، التي تسهّل مرور ما يقرأ وما يسمع إلى حيّز اللاوعي عنده دون أن تسمح للوعي بتصفيته أو تهذيبه.
 مثالا يقرأ المسلم:
 ـ كان "صلى الله عليه وسلم" يحكّ اربه بين فخذيّ عائشة وهي في السادسة من عمرها رفقة بعمرها الغضّ!
 ـ اصطفى "صلى الله عليه وسلم" صفية من بين الأسيرات، ثمّ نام معها في نفس اليوم الذي قتل به زوجها وأبيها وأخيها...
 ـ قال "صلى الله عليه وسلم": من لم يغزو ولم يفكر بغزوة مات ميتة جاهلية...
 ـ مرّ "صلى الله عليه وسلم" بأهل النار فوجد أكثرهم نساء....
 ـ كبّر "صلى الله عليه وسلم" عندما رأى رأس أشرف بن كعب بين يديه....
 ـ أمر "صلى الله عليه وسلم" بقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف....
 ـ نصح "صلى الله عليه وسلم" بشرب بول الإبل وقال إن في الحبة السوداء شفاء من كل الأمراض.........وهلما جرى.
 عندما يصلي الله على أحد لايحتاج ذلك "الأحد" إلى أن يمرّ عبر مصفاة وهو في طريقة إلى اللاوعي عند الإنسان!
 عبارة "صلى الله عليه وسلم" هي جواز سفر يدخل بموجبه محمد، بشحمه ولحمه وإربه وقوله وفعله وسباياه وغنائمه وغزواته وسيفه، إلى حيّز اللاوعي عن الإنسان المسلم دون تدخل الوعي، ويبدأ من هناك التخريب!
Share:

احدى المواضيع الفاضحة عن الاسلام للملحد ياسر جورج





شرح محمد لأمعاء الإنسان


يأكل المسلم في معى واحد ، والكافر يأكل في سبعة أمعاء


الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 5397
خلاصة الدرجة: [صحيح] ؟


شرح مبسط : الكافر يختلف عن المسلم في عدد أعضائه, فالمسلم لديه معي واحد والكافر لديه سبعة أمعاء


الشرح الصحيح


الأمعاء إحدى الأقسام الرئيسية للجهاز الهضمي وطولها لا يتعدى الـ7 أمتار لدى الذكر البالغ ولا يختلف عدد الأمعاء من شخص لأخر




تفسير محمد لبكاء الأطفال عند الولادة


ما من بني آدم مولود إلا يمسه الشيطان حين يولد ، فيستهل صارخا من مس الشيطان ، غير مريم و ابنها


الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 5700
خلاصة الدرجة: [صحيح] ؟


شرح مبسط : عندما يولد المولود يصيبه مس من الشيطان ويهم بسببه في البكاء والصراخ


التفسير العلمي الصحيح للظاهرة


يبكي الأطفال عند الخروج من رحم الأم لسببين, أولاً بسبب الانتقال من الظلمة الى النور فجأة (وذلك يفسر اغماض الطفل لعينيه بشده) وثانياً لأن الطفل يتنفس لأول مرة مما يسبب له بعض الألم




تفسير محمد لصياح الديك ونهيق الحمار


إذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله ، فإنها رأت ملكا ، وإذا سمعتم نهيق الحمار فتعوذوا بالله من الشيطان ، فإنه رأى شيطانا


الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 3303
خلاصة الدرجة: [صحيح] ؟


شرح مبسط : يصيح الديك في الصباح لأنه يرى ملكاً, وينهق الحمار لانه يرى شيطاناً


التفسير العلمي الصحيح


علمياً يصيح الديك لعدة أسباب, فأحيانا يصيح كوسيلة لإعادة التواصل مع الطيور الاخرى بعد انقضاء ساعات الليل, واحيانا كوسيلة لإنذار الطيور الأخرى من دخول متطفلين او غرباء الى الحظيرة أو نداء للطيور في حال وجد مصدر للطعام, بالنسبة لنهيق الحمير فهي تصدر ذلك الصوت اذا كانت وحيدة نظراً لأن الحمير من الحيوانات الإجتماعية




تفسير محمد لأسباب الأكل باليد اليسرى


أن رجلا أكل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بشماله . فقال ( كل بيمينك ) قال : لا أستطيع . قال ( لا استطعت ) ما منعه إلا الكبر . قال : فما رفعها إلى فيه


الراوي: سلمة بن الأكوع المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2021
خلاصة الدرجة: [صحيح] ؟


شرح مبسط : أن من يأكل بشماله يفعل ذلك بسبب تكبره على الجالس أمامه


التفسير العلمي الصحيح


العسر واستخدام اليد اليسرى يحدث في حال تعرض المولود لنسبة زائدة من هرمون التستاسترون قبل الولادة, مما يؤدي إلى النمو الزائد لنصف الكرة الدماغية اليسرى في رأس الإنسان والذي بدوره يؤدي الى لجوء الانسان ليده اليسرى في استخداماته اليومية بدلاً من اليد اليمنى
Share:

اثبات نظرية داروين



إلى كل من يقول بأن نظرية داروين سقطت :
 التحية للعالم داروين اللذي إستطاع ان يسدد ضربة قاتلة للأديان بنظرية التطور اللتي توجد كثير من الأدلة على صحتها ولا يوجد ولا دليل واحد على صحة قصة آدم وحواء
 وبالتأكيد كل المسلمين رفضوا نظرية داروين دون ان يجدوا دليل علمي يبطلها وصدقوا خرافة آدم وحواء وفرحوا جدا بعد ان عرضت الجزيرة قبل فترة مقطعا يبطل نظرية داروين لأنهم اخيرا وجدوا دليل يحاججون به اللادينيين
 اقول لهؤلاء المسلمين ان هذا هو نسب نبيهم :
 محمد بن عبد الله بن عبد المطلب" بن هاشم" -4- ، بن"عبد مناف" -5- ، بن "قصي" -6- ، بن"كلاب" -7- ، بن"مُرّة" -8- ،
 بن"كعب" -9- ، بن"لُؤيّ" -10- ، بن"غال" -11- ، بن "فهر"-12- ، بن "مالك" -13- ، بن"النظر" -14- ، بن
 "كنانة" -15- ، بن"خُزيمة" 16- ، بن"مدركة" -17- بن "الياس" -18- ،بن"مُضر" -19- ، بن "نزار" -20- ، بن
 "معد" -21- ، بن "عدنان" -22- ، بن"ادد" -23- ، بن
 "مقوم" -24- ، بن"ناحور" -25- ، بن"تارخ" -26- ، بن
 "يعرُب" -27- ، بن"يشجب" -28- ، بن"نابت" -29- ، بن
 "اسماعيل" -30- ،بن "إبراهيم" -31- ، بن"تارخ"(وهو آزر) -32- ،
 بن"تاخور" -33- ، بن
 "شارخ" -34- ، بن"ارغو" -35- ، بن"فالغ" -36- ،بن
 "عابر" -37- ، بن"شالخ" -38- ، بنارفخشد –39– ، بن
 "سام" -40- ، بن "نوح" 41- ،
 بن"لامك" -42- ، بن"متوشلخ" -43- ، بن"أخنوخ" وهو [إدريس] عليه -44- ، بن"يرد" -45- ، بن"مهلاييل" (مهلائيل) -46- ، بن"قينن"( قنين) -47- ،
 بن"أنوش" (يانش) -48- ،بن
 "شيت" -49- ، بن
 "ادم" -50-
 والمقطع اللذي عرضته قناة الجزيرة يقول ان الهيكل العظمي آربي وجد قبل حوالي 4400000 ( اربعة ملايين واربعمائة الف سنة )
 اقول لكل المسلمين ان المقطع اللذي يعتمدون عليه لإثبات سقوط نظرية داروين يثبت سقوط الإسلام قبل ان يسقط نظرية داروين
 لأنه من المستحيل حسب نسب محمد ان يكون الفارق بينه وبين آدم 4400000 سنة
 ولكي تتوافق مدة الهيكل العظمي مع نسب محمد لا بد ان يكون متوسط عمر الشخص في نسب محمد اللذي انجب فيه إبنه 89795 سنة ( تسعة وثمانون الف وسبعمائة خمسة وتسعون سنة )
 اكيد لا يوجد اي إنسان عاش هذا العمر ولا حتى آدم
 وهذا دليل واضح على ان الهيكل العظمي آربي اكبر دليل على سقوط الإسلام وبشريته
 ولذلك انصح المسلمين بعدم الإستدلال بهذا المقطع على سقوط نظرية داروين
 والشكر اجزله لداروين جل جلاله اللذي اسقط كل الأديان بنظريته وحتى اقوى دليل على سقوط نظريته يصبح اقوى دليل على سقوط الأديان
Share:

حوار مع صديقى المؤمن



عندما يتعرف شخص مسلم على ملحد و يبدأ معه بالنقاش يكون اول الاشخاص غالبا الذين يتم ذكرهم على لسانه هو مصطفى محمود وكتابه حوار مع صديقى الملحد وكأن العلم والفكر قد توقف وانهار بعد ان تم اصدار هذا الكتب ومن ثم يتخيل انه عندما سيقرأ لنا هذا الكتاب سوف يأتى لنا بالشفاء من الالحاد باعتباره مرض ولكن فى الواقع بعد ان قرأت هذا الكتاب لاحظت ان العديد من ردود اللاهوتيين المسلمين غالبا تكون مستمدة مما جاء بيه المؤلف من كتابه ولكن هذا الكتاب فى نظرى لا يعتبر ردا على الالحاد و الواضح منه انه رد مصطفى محمود على اسئلة هو طرحها بنفسه وليست من ملحد حقيقى فهو يسأل ويجيب ويظهر لنا بصورة الهادى والمنتصر وانه هزم الملحد شر هزيمة ولم يكن ندا له ابدا وانه جعله يخرج عن شعوره وسوف اوضح فى هذا المقال كل ما اعنى

 مصطفى: (وحينما ظهر أمر الجينوم البشري ذلك الكتيب الصغير من خمسة ملايين صفحة في خلايا كل منا والمدون في حيز خلوي ميكروسكوبي في ثلاثة مليارات من الحروف الكيميائية عن قدر كل منا ومواطن قوته ومواطن ضعفه وصحته وأمراضه أفاق العالم كله كأنما بصدمة كهربائية كيف ومتى وبأي قلم غير مرئي كتب هذا السفر الدقيق عن مستقبل لم يأت بعد ومن الذي كتب كل تلك المعلومات وبأي وسيلة ومن الذي يستطيع أن يدون مثل تلك المدونات).

 عمر: لن أناقش مفهوم الجينوم وعلاقته بالمستقبل كما يدعى الكاتب ولكن دعونا نتوقف قليلاً عند تساؤلاته (من الذي كتب كل تلك المعلومات وبأي وسيلة ومن الذي يستطيع أن يدون مثل تلك المدونات) حيث يتضح أن المؤلف قد افترض بسؤاله (من) عن وجود الله لمجرد أن اكتشافا بيولوجيا مذهلا قد ظهر مقارنة بما كانا نعرفه عن الصفات الوراثية وكيفية انتقالها، واللاهوتيين الذين يتأملون في الطبيعة فلا يرون إلا وجود وهم الإله الذكي المبدع في كل الموجودات، فلو كان الإله ذكيا ومبدعا على حد قولهم، فلماذا توجد للدجاج أجنحة لا تستخدم للطيران مثلا؟ ولماذا خلق الله ضروس العقل لدى بعض الناس وهي ضروس زائدة تنبت بجذور مشوهة وتسبب الكثير من الألم والالتهابات التي لا تنتهي إلا بخلعها؟ ولو كان ذكيا ومبدعاً هذا الخالق، فلماذا ياأتي بالتسونامي على البلدان الشرق آسيوية لكي يقتل ملايين الأطفال والأبرياء بلا ذنب؟ ولو كان ذكيا ومبدعا فكيف حدث اصطدام نيزك بالكرة الأرضية قبل نحو 67 مليون ادى لانقراض الديناصورات؟ هل خلق الله الديناصورات ثم قرر في لحظة أن يتخلص منها لكي يصنع حياة جديدة ؟ هذا الإله إذن طفولي ومتقلب المزاج ولا يعرف ماذا يريد بالضبط؟.
 ..........................​...
 مصطفى: (الله هو من خلق قانون السببية فكيف سيكون تابعا له).

 عمر: تلك العبارة غير منطقية اطلاقا لان من ابتدع قانون السببية هو الانسان نفسه قبل التوحيد فى الحضارة الفرعونية وان كان الله هو من خلق قانون السببية فما هو الدليل العلمى والمنطقى والفلسفى على خلقه لهذا القانون؟.
 ..........................​...
 مصطفى: (شوقنا الى العدل دليل على وجود العدل).

 عمر: قمت سابقا بتنفيد صفة العدل من الله فى مقالات سابقة ومنها انه لا يهم ما تفعل فى حياتك اهم شئ هو الايمان بيه وغير هذا فمكانك هو جهنم كما انه تم ايضا اثبات هذا فى العديد من الافكار والمؤلفات الفلسفية, كما ان مصطفى محمود يستخدم التعميم فالحضارات صاحبة الاله المتعددة لم يكن لها اله واحد فقط عادل وغير ضرورى ايضا ان الشوق للعدل دليل على وجود الله الذى لم يساوى بين الرجل والمراة ولا بين قابيل وهابيل ولا بين العاقل والمجنون ولا بين العاق والسليم واعطى للمسلمين لقب خير امه ثم ناقض نفسه وقال لليهود وفضلناكم على العالمين.
 ..........................​...
 الملحد الافتراضى يسأل (ان افعالى كلها مقدرة عن الله فلماذا يحاسبنى) سؤال منطقى ولكن مصطفى محمود يعطى اجابة فاسدة (افعالك معلومة عن الله فى كتابه و ليست مقدورة عليك بالاكراه انها مقدرة فى علمه فقط كما تقدر انت ان ابنك سوف يزنى ثم يحدث ان يزنى بالفعل فهل اكرهته).

 عمر: خطا منطقى فادح حيث ان الكاتب يشبة الله عالم الغيب الذى يعلم كل شئ سيفعله مخلوقه قبل ان يخلقه بالاب الذى لا يملك المقدرة على هذا فعندما يخمن الاب ان ابنه سيزنى يكون مجرد تخمين وممكن ان يخطئ ويصيب ولكن الهك يعلم جيدت ولا يحتاج لان يخمن ما ان كنا سنفعل شئ ام لا, لانه عالم الغيب ونحن بالنسبة له مثل (deja vu) ثم ان الاب لا يهدد ابنه بالعذاب البطئ حتى نهاية حياته فى حال ان عصى اوامره عكس الهك وهذا يجعل من الاب اسمى وارحم من الاله نفسه وبذلك يسقط من الهك صفة الالوهية.
 ..........................​...
 مصطفى: (ليس فى سنة الله الاكراه لا اكراه فى الدين قد تبين الرشد من الغى).

 عمر: وهل الله لم يعلم ان الملحدين سيدخلون جهنم قبل ان يخلقهم؟ وعندما خلقهم وهو على علم كامل ان هناك من سلحد بيه ومن ثم يحاسبهم ويدخلهم الجحيم, الم يكره الهك النرجسى هؤلاء على الحياة؟ فالهك لم يطلب منا ان يخلقنا اولا قبل ان يفعل هذا فهو من اجبرنا على الوجود والخلق ولذلك فالديكتاتور يستحيل ان يكون بأله او خالق ... ولا اله ولا رسول لله ... و تلك الاية تنفى ايضا ما تقول يا مصطفى {فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} سورة التوبة:5, اعتقد ان من لديه ذرة فكر سيفهم ان هذا بعيد كل البعد عن جملة لا اكراه فى الدين.
 ..........................​...
 مصطفى: (الله ظاهر فى النظام والدقة والجمال والاحكام فى ورقة الشجر..ريش الطاووس..فى الكون).

 عمر: وماذا عن الجانب القبيح وغير العادل فى الكون ايضا فى توزيع الثروات والموارد على الارض بين البشر؟ وماذا عن تصادم الاجرام السماوية وموت النجوم؟ ماذا عندما سقط نيزك على الارض من 67 عام؟ هل خلق الله الديناصورات لكى يبيدها بتلك الطريقة البشعة الدموية؟ ثم ان العلم اثبت ان الكون ليس بحاجة الى خالق انه يستطيع انشاء نفسه بنفسه ويمكنك قراة بعض الكتب للعالم العبقرى الفذ ستيفن هوكنج, وكما ان قانون الطاقة لا تفنى ولا تستحدث من عدم لا ينفى فقط ان الكون تم خلقه بل ينفى ايضا قصة البعث والحساب واضافة الى نظرية التطور التى فسرت جميع اشكال الحياة وتنوعها على سطح الارض والانتخاب الطبيعى الالة التى تعمل بصورة عمياء فى النظرية , فالعلم لا يوجد بيه مكان لنظرية كن فيكون ولا سبحان الله.
 ..........................​...
 مصطفى: (لو قلنا ان كل هذا جاء مصادفة لكنا كم يتصور ان القاء حروف مطبعة فى الهواء يمكن ان يؤدى الى تكوين قصيدة لشكسبير)

 عمر: طبعا هنا يستخدم منطق فاسد للنخاع مع الخطا فى العلم, فلم يقل العلم ان الكون جاء مصادفة والنظريات تثبت ذلك ونظرية التطور لها العديد من الاثباتات و لادلة القوية على صحتها وخاصة بعد ظهور العلوم الجينية.
 شاهد ايضا مقطع (خطأ مصطفى محمود فى فهمه لنظرية التطور)
http://www.youtube.com/​watch?v=AN41zgn026E

http://www.youtube.com/​watch?v=truf_HdMWVI
 ..........................​...
 مصطفى: (لو تعددت الاله لاختلفوا ولذهب كل خالق بما خلق ولفسدت السموات والارض والله له الكبرياء والجبروت وهذه الصفات لا تحتمل الشركة)

 عمر: خطا منطقى اخر كبير و فادح, هل العرش شئ واضح يراه الناس فى السماء حتى تقول ان تنازع الاله سيؤدى الى تنازعهم على الملك واختلافهم فيما بينهم, وهل رأينا الهك يا مصطفى محمود؟ انه مثل الاله الاخرى لا يرى ولا يستدل على وجوده اطلاقا, ثم من قال لك ان الارض ليست فاسدة بالغرم من كل المفاسد الموجودة بها من القشرة حتى طبقات الجو من ثقب الاوزون واحتباس حرارى اضف الى ذلك انتشار الامراض و المجاعات ولا توجد ادنى ردة فعل من الهك.
 ..........................​...
 مصطفى: (الله اعتق قلوبنا من كل صنوف الاكراة و الاجبار وفطرها حرة).

 عمر: تتعارض تلك العبارة مع الحقيقة فأى حرية يتحدث عنها فالله لم يخيرنا قبل ان يخلقنا ان كنا نريد تلك الحياة ام لا ويقول الهك اننا ان لم نؤمن بيه فمصيرنا هو جهنم للابد فهو مثل الاب القاسى الذى يفرض نفسه و رايه فى كل شئ بالقوة عن الاقناع لا يحصل على الحب الا من خلال التهديد والوعيد ومثل الحاكم الديكتاتور الذى يعذب كل من يعارضه, فعندما يعرض عليك شخص ما بضاعة للشراء وانت لا ترغب فيها ويقول لو اشتريتها سأحبك وان لم تشتريها ساعذبك ببطء بقية حياتك, فلك كامل الاختيار فأختر الان ماشئت, فأى حرية تلك؟.
 ..........................​....
 مصطفى: (ليس فى سنة الله الاكراه لا اكراه فى الدين قد تبين الرشد من الغى).

 عمر: وهل الله لم يعلم ان الملحدين سيدخلون جهنم قبل ان يخلقهم؟ وعندما خلقهم وعلى علم كامل ان هناك من سلحد بيه ومن ثم يحاسبهم ويدخلهم الجحيم, الم يكره الهك النرجسى هؤلاء على الحياة؟ فلم يطلب منا من الهك ان يخلقه فهو من اجبرنا على الوجود والخلق ولذلك فالديكتاتور يستحيل ان يكون بأله او خالق, ولا اله ولا رسول لله.
 ..........................​....
 مصطفى: (تسيير الله هو عين تخيير للعبد لان الله يسير كل امرئ هلى هوى قلبه وعلى مقتضى نياته).

 عمر: هل تسيير الله لمن خلقه معاقا او مجنونا هو عين تخيير له؟ هل هذا المعاق او المجنون اختار الاعاقة واعجب بها وكانت على هواه؟ ومن يموتون فى افريقا جوعا هل تسيير الله لهم هو عين تخيير لانهم يحبوا الجوع ويتشوقون للموت جوعا؟
 ..........................​....
 مصطفى: (قال صاحبي وكانت في نبرته فرحة رجل منتصر مهما اختلفنا ومهما طال بنا الجدل فلا شك أننا خرجنا من معركتنا معكم منتصرين فقد فزنا بسعادة الدنيا وخرجتم أنتم ببضعة أوهام في رؤوسكم وماذا يجدي الكلام وقد خرجنا من الدنيا بنصيب الأسد فلنا السهرة والسكرة والنساء الباهرات والنعيم الباذخ واللذات التي لا يعكرها خوف الحرام ولكم الصيام والصلاة والتسابيح و خوف الحساب من الذى ربح)

 عمر: ومن اكبر الاشياء التى جعلتنى أتيقن ان الكاتب فقط يسأل و يجيب على نفسه و تلك من الاساليب التى يستخدمها المؤمنون لتشويه صورة الالحاد و الملحدين على انهم لا يعرفون الا لغة الجنس و الخمر و الدعارة وهذا خطا فاغلب العلماء العباقرة الان هم من الملحدين نسبتهم تصل تقريبا الى 97% حاليا و العديد من الشخصيات المهمة حول العالم, فالملحد الذى يعارض فكرة الزواج من 4 نساء لانه يعتبر هذا تحقير للمرأة, بينما المسلم الذى يدافع عن هذا الحق الذى شرعه الهه بالرغم من تعارضه الشديد مع اخلاقيات هذا العصر, الملحد لا يفعل الخير من اجل الفوز بالجنة وحور العين وانهار الخمر عكس المؤمن الذى يحتاج للجنة لكى يفعل الخير والنار لكى يتجنب الشر, الملحد يترك الدين عندما يكتشف مدى سخافته مقارنة بالعلم وعدم صلاحية تشريعاته الاخلاقية بمقاييس العصر الحالى ولا يرغب فى تكريس و اهدار وقته بالعبادات و الطقووس الدينية لانها بالنسبة له قمة الفشل ولا ياتى شيئا ذو قيمة من ورائها.
 ..........................​....
 مصطفى: (انما يدل حسن سيرك وسلوكك على الفطانة والسياسة والكياسة والطبع اللبيب وليس على الدين فأنت تريد ان تكسب الناس لتنجح فى حياتك وحسن سيرك وسلوكك ذريعة الى كسب الدنيا فحسب و هذه طباع الكفار أمثالك).

 عمر: يوضح هنا الكاتب ان الملحد لا يفعل الخير الا سوى تحقيق مصالح دونيبة و يعممها على جميع الملحدين و هذا من اكبر الاخطاء فاغلب الملحدين هم من الاخلاقيين والشرفاء الذين يفعلون الخير من اجل ارضاء انسانيتهم ولا يفعلون الخير لانهم طامعون فى جنة حور العين وانهار الخمر ولا يتجنبون الشر لانه يخشون النار, فالملحد انسان خلوق بطبعه عكس المؤمن الذي يحتاج للجنة لكى يكون له هدفا فى الحياة والنار لكى يتجنب فعل الشر, المؤمن عندما يقوم بفعل خير هذا ليس نابع من انسانيته بل لانه يريد الجنة ويطمع فيها ولذلك يفعل اى شئ من اجل كسب المزيد من الحسنات.
 ..........................​.....
 مصطفى: (قرأت سيرة هذا الرجل وما صنع ولكن سيرته تقول ان نبى صادق)

 عمر: يا ترى هل قرأ الكاتب عن مذبحة بنى قريظة؟ هل قرا عن اغتيالات رسوله لمعارضيه مثل كعب بن الاشرف وعصماء بنت مروان وابو عفك وغيرهم؟ هل قرأ عن قتل رسوله للمرتدين؟ هل قرا عن اشتهائه لزينب زوجة ابنه بالتبنى؟ هل قرأت عن موقفه الغير شريف مع زوجته سودة بنت زمعة عندما سنت و اراد طلاقها؟ هل قرأ نكاحه لعائشة ذات ال9 سنوات بينما كان عمره 54 عام؟ هل قرأ عن اشتهائه لصفية لانه قيل له عن شدة جمالها و من ثم نكحها فى نفس الليلة التى قتل فيها افراد عائلتها؟ هل قرأ عن قتله لنضر بن الحارث فى غزوة بدر لانه كان سببا فى فشل دعوته فى مكه؟ هناك العديد من الفضائح الاخرى هل تريدنى ان اسردها لك كلها؟
 ..........................​.....
 يوجد العديد من التناقدات والاخطاء المنطقية التى وجدتها فى هذا الكتاب وهذ كان البعض منها ولو سردتها جميعا لاحتجت الى العديد من الصفحات.
Share:

نظرة الاسلام للمرأة




يدعى المسلمون ان الاسلام كرم المراة و جعلها بمثابة ملكة متوجة و ان الغرب هو من يحتقر و يقلل من شأن المراة, ولكن عند بحثى فى الاسلام وتطلعى على التراث الاسلامى اجد العديد من الاشياء التى تثبت انه دين ذكورى وملئ بالنظرات الدونيوية للمرأة ولا يعتبرها سوى اداة للجنس والمتعة للرجل, ومصدر تلك النظرة الدونيوية هو الاسلام نفسه وهذا ما كان يفعله رسول الاسلام وهو الاستمتاع بالنساء فقط, الاسلام يضطهد المرأة ويحقر من شائنها فلا عجب من وجود الظلم والتقليل من شأن المرأة وفرض الرقابة عليها وقمع حريتها فى مجتمعاتنا المتخلفة, بينما لا نجد مثله فى المجتمعات المتقدمة, فالاسلام قد هضم حقها فى الشهادة والميراث وجعل منها كائن ثانوى وناقص ويحق لزوجها الزواج عليها من اخريات ولم يذكر اى من حقوقها فى تلك الجنة المزعومة, ومن ثم يكيل لها التهم ليشعرها بالذنب لتكون عقدة لديها ومن ثم تحتقر ذاتها وتسلم امرها, وسأعرض لكم بالدليل كيف يحتقر الاسلام المراة

 تحقير الانثى منذ لحظة الولادة:
 سألت محمد عن العقيقة؟ فقال: عن الغلام شاتان ، وعن الأنثى واحدة ، لا يضركم ذكرانا أم إناثا. المصدر: صحيح سنن الترمذى - 1516 الدرجة: صحيح

 يجوز للاب ان يزوج ابنته قبل بلوغها:
 (وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ) سورة الطلاق اية 4
 تفسير الطبرى: (واللائي لم يحضن) يقول : وكذلك عدد اللائي لم يحضن من الجواري لصغر إذا طلقهن أزواجهن بعد الدخول.
 تفسير البغوى: (واللائي لم يحضن ) يقول: يعني الصغار اللائي لم يحضن فعدتهن أيضا ثلاثة أشهر.
 و قال ابو عمر: و قد لجمع العلماء ان للاب ان يزوج ابنته الصغيرة, ولا يشاورها لتزويج رسوله الله صلعم عائشة و هى بنت ستة سنين. المصدر: التمهيد لابن عبد البر ص98

 اجمع كل من نحفظ عنه من اهل العلم, ان نكاح الاب ابنته البكر الصغيرة جائز, اذا زوجها عن كفء, و يجوز له تزويجها مع كراهيتها وامتناعها. المصدر: المغنى لابن قدامة ص398

 الاسلام يجعلها ناقصة عقل ليزعزع ثقتها بنفسها:
 
 خرج محمد في أضحى، أو فطر، إلى المصلى، فمر على النساء، فقال : يا معشر النساء تصدقن فإني أريتكن أكثر أهل النار. فقلن : وبم يا رسول الله؟ قال : تكثرن اللعن، وتكفرن العشير، ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن. قلن : وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله؟ قال : أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل. قلن : بلى، قال : فذلك من نقصان عقلها، أليس ...إذا حاضت لم تصل ولم تصم. قلن : بلى، قال : فذلك من نقصان دينها. المصدر: الجامع الصحيح - 307 الدرجة: صحيح

 الاسلام يساوى المراة مع الكلب و الحمار:
  يقطع الصلاة المراة و الحمار و الكلب. المصدر: المسند الصحيح - 511 الدرجة صحيح
 يقطع الصلاة إذا لم يكن بين يديه مثل آخرة الرحل فإنه يقطع صلاته : المرأة والحمار والكلب الأسود قال قلت : يا أبا ذر ، ما بال الكلب الأسود من الكلب الأحمر من الكلب الأصفر ؟ فقال يا ابن أخي ، إني سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سألتني فقال الكلب الأسود شيطان. المصدر: صحيح ابن ماجه - 786 الدرجة: صحيح

 على بن ابى طالب يدعى ان المراة شر:
 المراة شر كلها , وشر ما فيها انه لابد منها (اى لتفريغ الشهوات). على بن ابى طالب - نهج البلاغة

 الشيطان ملازم للمراة لانها عورة و يفضل الا تخرج من بيتها:
 المرأة عورة ، وإنها إذا خرجت استشرفها الشيطان ، وإنها لتكون أقرب إلى الله منها في قعر بيتها. المصدر: السلسة الصحيح - 2688 الدرجة: صحيح

 عندما وصلت النساء الى اعلى المناصب فى دول الكفار هل هلك الرجال؟:
 هلكت الرجال حين اطاعت النساء. المصدر: مختصر المقاصد - 1157 الدرجة: صحيح

 لما بلغ محمد أن فارسا ملكوا ابنة كسرى قال: لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة. المصدر: الجامع الصحيح - 4425 الدرجة: صحيح

 زواجها مشروط بموافقة غيرها, فهى ليست صاحبة القرار:
 وأيما امرأة نكحت بغير إذن ولي فنكاحها بطل, نكاحها باطل، فإن لم يكن لها ولي فالسلطان ولي من لا ولي لها. المصدر سنن البهيقى - 105 الدرجة: صحيح

 لا تزوج المرأة المرأة، ولا تزوج المرأة نفسها , فإن الزانية هي التي تزوج نفسها. المصدر: صحيح ابن ماجه -1539 الدرجة: صحيح

 عندما يتزوج الرجل يكون دعائه مثل دعاء شراء الجمل:
 إذا تزوج أحدكم امرأة أو اشترى خادما فليقل اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه وأعوذ بك من شرها ومن شر ما جبلتها عليه وإذا اشترى بعيرا فليأخذ بذروة سنامه وليقل مثل ذلك. المصدر سنن بن داوود - 2160 الدرجة: صحيح

 لا تقبل صلاتها ان عصت زوجها:
 ثلاثة لا تجاوز صلاتهم آذانهم العبد الآبق حتى يرجع وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط وإمام قوم وهم له كارهون. المصدر: شرح سنن الترمذى - 193 الدرجة: صحيح

 لو امر محمد ان يسجد انسان لأنسان:
 لأمرت المراة ان تسجد لزوجها من عظم حقه عليها, والذى نفسى بيده, لو ان من قدمه الى مفرق راسه قرحه تنبجس بالقيح و الصديد, ثم اقلبت تلحسه, ما ادت حقه. المصدر: صحيح الجامع - 7725 الدرجة: صحيح

 يجب عليها اطاعة زوجها و الا لعنتها الملائكة:
 اذا دعا رجل امراته الى فراشه فأبت, فبات غضبان عليها, لعنتها الملائكة حتى تصبح. المصدر: الجامع الصحيح - 3237 الدرجة صحيح

 لا يجوز لها الحق السؤال ان ضربها زوجها:
 لا يسأل الرجل فيما يضرب امراته. المصدر: سنن ابى داوود - 2147 الدرجة: صحيح

 لا يجوز لها طلب الطلاق من زوجها والا:
 ايما سالت المراة زوجها طلاقا من غير بأس, فحرام عليها رائحة الجنة. المصدر: صحيح الترمذى - 1187 الدرجة: صحيح

 يجوز حبسها حتى الموت:
 (وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا) سورة النساء اية 15
 تفسير الطبرى: واللاتي يأتين الفاحشة والنساء اللاتي يأتين بالزنا ، أي يزنين " من نسائكم " وهن محصنات ذوات أزواج أو غير ذوات أزواج فاستشهدوا عليهن أربعة منكم ، يقول : فاستشهدوا عليهن بما أتين به من الفاحشة أربعة رجال من رجالكم ، يعني : من المسلمين " فإن شهدوا " عليهن فأمسكوهن في البيوت ، يقول : فاحبسوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت ، يقول : حتى يمتن أو يجعل الله لهن سبيلا ، يعني : أو يجعل الله لهن مخرجا وطريقا إلى النجاة مما أتين به من الفاحشة.

 تفسير البغوى: (فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا) : وهذا كان في أول الإسلام قبل نزول الحدود ، كانت المرأة إذا زنت حبست في البيت حتى تموت، ثم نسخ ذلك في حق البكر بالجلد والتغريب، وفي حق الثيب بالجلد والرجم.

 يحق للرجل ان يضرب زوجته فى حال نشوزها:

 (وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ) سورة النساء اية 34
 اما اذا خافت المراة نشوز زوجها فلتتنازل عن حقها من اجل ارضائه:
 (وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلاَ جُنَاْحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ) سورة النساء اية 128
 ولقد نزلت تلك الاية فى حق سودة بنت زمعة: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ إِلَى سَوْدَةَ بِطَلاقِهَا ، فَلَمَّا أَتَاهَا جَلَسَتْ عَلَى طَرِيقِهِ إِلَى بَيْتِ عَائِشَةَ ، فَلَمَّا رَأَتْهُ ، قَالَتْ : أَنْشُدُكَ بِالَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ كِتَابَهُ وَاصْطَفَاكَ عَلَى خَلْقِهِ لِمَ طَلَّقْتَنِي ، أَلِمَوْجِدَةِ وَجَدْتَهَا فِيَّ ؟ قَالَ : " لا " ، قَالَتْ : فَإِنِّي أَنْشُدُكَ بِمِثْلِ الأُولَى أَمَا رَاجَعْتَنِي وَقَدْ كَبِرْتُ وَلا حَاجَةَ لِي فِي الرِّجَالِ ، وَلَكِنِّي أُحِبُّ أَنْ أُبْعَثَ فِي نِسَائِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَرَاجَعَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَتْ : فَإِنِّي قَدْ جَعَلْتُ يَوْمِي وَلَيْلَتِي لِعَائِشَةَ حَبَّةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
 رسول الاخلاق لم يشفع لسودة التى كبرت الا عندما تنازلت عن كل حقوقها الزوجية, هل التخلص من امرأة لانها سنت عمل يقوم بيه رجل شريف؟ فما بالك بنبى الامة الذى يدعى انه على خلق عظيم وأتى لكى يتمم مكارم الاخلاق؟ , هل هذا معقول يا اصحاب العقول؟؟؟

 هذه هي المرأة في الإسلام, هل يوجد تحقير للمرأة أكثر من ذلك؟, هذا التحقير والاذلال بحق المراة قد انتهى واصبحت النظرة الى المراة فى المجتمعات الغربية مثلها مثل الرجل, فهى متساوية معه فى الحقوق والواجبات, فانتى ضحية تعاليم صلعم العنصرى ايتها المراة المسكينة, افيقى من غيبوبتك ودافعى عن حقوقك فى المجتمع, وانت يا مسلم ان كنت تعتقد ان المرأة أدنى من الرجل ويجب ان تنال حقوق اقل من الرجل, فأعلم انك متخلف وجاهل ولازلت تعيش فى العصور الوسطى, وان كنت ممن يؤمنون بمساوة الجنسين فأنظر لتلك الاية (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ) وهنا الهك يقول انه فضل الرجال على النساء, فلماذا يفضل الرجال على النساء وما هو الذنب التى ارتكبته المرأة؟ هل اخترن ان يكن نساء؟ ثم كيف لاله المفترض انه عادل ورحيم ان يفضل بعض مخلوقاته على بعض؟ وثم كيف يأمر بضرب الزوجة (وَاضْرِبُوهُنَّ)؟ الهك ترك كل امور الكون العظيم وتفرغ لتعليم مخلوقاته التى تعيش فى مجرة درب التبانة عن كيفية ضرب الزوجة, واضح ان الهك فهم الزواج خطأ, فالزواج ليس مبنى على زوج متغطرس قاسى وعنيف و زوجة مطيعة وخاضعة, وانما الزواج مبنى على علاقة متبادلة من الحب والعطف والحنان والاحترام والتقدير المتبادل, ثم ماذا لو الرجل يعصى زوجته؟ هل يحق ايضا للزوجه نصيحته ومن ثم التوقف عن ممارسة الجنس ومن ثم ضربه؟ كيف يكون اله عادل حكيم ان يضطهد النساء ويجعل رسوله يحتقرهن بهذا الشكل ويجعل من الزواج نوع من العبودية؟ فالرجل ممكن ان يطلق زوجته متى اراد و له الحق فى الزواج عليها من ثلاث اخريات بينما المراة ليس لها الحق فى ذلك, شهادة و دية و ميراث المراة تساوى نصف من يحق للرجل,
فكر(ى) جيدا فى الامر, هل اله موجود من الازل و يعلم كل شئ وخلق هذا الكون المعقد الجميل العظيم سيأتى بتلك الشريعة الهمجية البربرية التى تضطهد المرأة؟ أم انها من صنع شخص بدوى أمى جاهل مدعى للنبوة عاش فى القران السابع الميلادى؟ فكر(ى) جيدا فى الامر.

Share:

غسيل مخ




" كل ما عليك أن تفعله لتعليم طفل هو أن تعلمه القراءة وتتركه، أي شيء غير ذلك فهو غسيل مخ..!!

إيلين جلكرست 

"All you have to do educate a child is leave  alone and teach them to read. The rest is brainwashing"

Ellen Gilchrest


 
Share:

في النكاح



نكاح محمد (نبي الاسلام) :
نعم لقد عمدت على استخدم الكلمة الشرعية ؛ فكلمة نكاح ومشتقاتها وردت في القران الكريم أكثر من عشرين مرة ؛ أما في الأحاديث فحدث ولا حرج ؛ أما وقعها على القارئ فسيختلف ويعتمد على إذا كان القارئ معمما مكمما مغمما أم لا.
* عن صفوان بن سليم عن النبي قال: أتاني جبريل بقدر فأكلت منها فأعطيت قوة أربعين رجلا في الجماع..
* عن مجاهد قال: أعطى النبي بضع)قوة نكاح)أربعين رجلا وأعطى كل رجل من أهل الجنة بضع ثمانين.
* الطبقات الكبرى ج1 باب ذكر ما أعطي الرسول من القوة على الجماع
* عن أبي سعيد قال أعطي رسول الله صلعم قوة بضع )نكاح) خمسة وأربعين رجلا وأنه لم يكن يقيم عند امرأة يوما تاما كان يأتي هذه الساعة ويأتي هذه الساعة يتنقل بينهن كذلك اليوم حتى إذا كان الليل قسم لكل امرأة منهن ليلتها.
*الجامع لعبد الرزاق. منتخب كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال للشيخ العلامة علي المتقي الهندي.باب النكاح.
* عن الزهري يقال: قال النبي رأيت كأني أتيت بقدر فأكلت منها حتى تضلعت(شبعت) فما أريد النساء ساعة إلا فعلت منذ أكلت منها.
* أخبرنا محمد بن عمر عن موسى بن إبراهيم عن أبيه قال: قال رسول الله صلعم كنت من أقل الناس في الجماع حتى أنزل الله علىّ الكفيت فما أريده من ساعة إلا وجدته وهو قدر فيها لحم.
* عن سلمى مولاة النبي قالت: طاف النبي)مارس الجنس مع نسائه) ليلة على نسائه التسع اللاتي توفى وهن عنده كلما خرج من عند امرأة قال صبي لي غسلا (لكي يغسل مذاكيره) فيغتسل قبل أن يأتي الأخرى قلت يا رسول الله أما يكفيك غسل واحد قال النبي هذا أطيب واطهر.
*الطبقات الكبرى ج8  باب ذكر ما أعطى النبي من القوة على الجماع.
أي أن النبي كان يخصص له خادمة ؛ وهى سلمى لكي تصب له الماء لكي يغسل أعضاءه التناسلية بعد أن ينتهي من جماع واحدة من نسائه ولكي يستعد ليجامع التي تليها ؛ وهكذا تمضي ليالي النبوة.
وهكذا يتبادل أنس رضى الله عنه مع سلمى ؛ شرف صب الماء لرسول الله لكي يغسل مذاكيره بعد أن ينكح نسائه واحدة تلو الأخرى.
* عن انس ابن مالك قال كان النبي يدور على نسائه في الساعة الواحدة من الليل والنهار وهن إحدى عشرة قلت لأنس)يعني من يحدثه ( أو كان يطيقه قال كنا نتحدث انه أعطي قوة ثلاثين)يعني في النكاح).
* صحيح البخاري من حديث أنس.كتاب الغسل باب إِذَا جَامَعَ ثُمَّ عَادَ، وَمَنْ دَارَ عَلَى نِسَائِهِ فِي غُسْلٍ وَاحِدٍ
* عن أنس بن مالك قال: إن النبي صلعم كان يطوف على نسائه في الليلة الواحدة وله يومئذ تسع نسوة.
*اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان البخاري ومسلم حديث رقم179
* عن انس رضى الله عنه قال كان النبي يختلي بتسع من نسائه للعبادة.
* إحياء علوم الدين للإمام أبي حامد الغزالي باب آداب النكاح.
ونعمة العبادة ؛ لن نقول أو نقصد انه كان يختلي بالتسع ليمارس الجنس معهن جماعة كما الصلاة جماعة ؛ أعوذ بالله أن تساء بنا الظنون ؛ وإن كان ممارسة الجنس مع الزوجة يغرق الزوج في ثواب وأجر أكبر من كل العبادات بل ودونها مرتبة الشهادة فهي كفاح ونطاح وقتال شديد كما قال الإمام النفزاوي الذي سنستدعيه لاحقا.
* عن أبي سعيد عن النبي صلعم قال: إن الرجل إذا نظر إلى امرأته ونظرت إليه نظر الله إليهما نظرة رحمة فإذا أخذ بكفها تساقطت ذنوبهما من خلال أصابعهما.
نعم إذا أخذ الرجل بكف زوجته تساقطت عنه الخطايا؛ لكن ترى ماذا يحدث لو أخذ برجليها؟ نعم ستكثر حسناته وصدقاته وستثقل موازينه أليس كذلك؟ إني المح البعض يضحك والبعض الآخر يغضب ويظن خطأ أنني اسخر ؛ لكنني أقول لكليهما إنني أتحدث حديثا جادا وفقهيا وموثقا بالأحاديث وما عليك إلا أن ترجع إليها وهي الفيصل بيني وبينك.
* عن أبي ذر قال:قال النبي في بضع (المضاجعة) أحدكم صدقة قالوا يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر(الملاحظ أن الجاهلية الجهلة رفضوا ذلك بعقولهم) قال(النبي) ارأيتم لو وضعها في حرام أما كان عليه فيها وزر فكذلك لو وضعها في حلال كان له اجر.
* روى عن النبي أن الرجل يجامع أهله فيكتب له بجماعه اجر ولد ذكر قاتل في سبيل الله فقتل(شهيد على الطريقة الإسلامية).
* عن الحسن قال: قال النبي ما أحببت من عيش الدنيا إلا الطيب والنساء.
*الطبقات الكبرى لأبن سعد ذكر ما حبب إلى رسول الله صلعم من النساء والطيب.الجامع الصغير للسيوطي حديث رقم7781
* عن النبي صلعم قال أصبر عن الطعام والشراب ولا أصبر عنهن.
* ذكره أبن القيم الجوزية وقال أن أحمد رواه في الزهد.
* عن جابر قال أن النبي رأى امرأة فدخل على زينب فقضى حاجته
(جامعها) وخرج وقال أن المرأة إذا أقبلت بصورة شيطان فإذا رأى أحدكم امرأة فأعجبته فليأت أهله فان معها مثل الذي معها.
* إحياء علوم الدين لأبي حامد الغزالي كتاب آداب النكاح. رواه مسلم والترمذي.
نعمة النصيحة للرجال العاملين والعاملات ؛ فلتخصص حجرة في كل مصلحة لقضاء الحاجة ؛ على غرار مصلى في كل مصلحة ؛ فالأمور لا يجوز الانتظار عليها فالرسول لم ينتظر وترك مجلس النبوة والصحابة ودخل على زينب وقضى حاجته عندما نظر إلى المرأة الجميلة التي أعجبته ثم خرج ؛ ولكم في النبي القدوة الحسنة. هنا وينتصب سؤال يا رسول الله ؛ ألم يكن في مجلس النبوة هذا شاب أعزب؟ ماذا فعل عندما رأى تلك الجميلة التي حركت شهوة المزاج النبوي ولم ينتظر وترك النبوة ومجلسها ليقضي شهوته ولا اقول حاجته لأنها تذكرني بالتبول والتبرز؟ إن كان النبي لم يصبر فماذا عن الفتى الأعزب؟
* عن ميمونة قالت كان النبي إذا أراد أن يباشر امرأة من نسائه أمرها فأتزرت وهى حائض.
* عن بعض نساء النبي قلن: كان النبي صلعم إذا أراد من الحائض شيئا ألقى على فرجها ثوبا.
* الجامع الصغير للسيوطي حديث رقم 6549 ؛ 6550
* عن عائشة قالت: كان النبي صلعم يباشرني وأنا حائض وكان يخرج رأسه من المسجد وهو معتكف فأغسله وأنا حائض.
* عن عائشة قالت: كانت إحدانا إذا كانت حائض فأراد النبي صلعم أن يباشرها أمرها أن تأتزر في فور حيضتها؟ ثم يباشرها قالت وآيكم يملك أربه كما كان النبي صلعم يملك أربه.
* اللؤلؤ والمرجان فيما أتفق عليه الشيخان البخاري ومسلم حديث رقم168؛173
برغم كثرة عدد نسائه إلا أن النبي لم يترك الحائض !!! بل كان يباشرها حسب حديث ميمونة رغم أن ذلك مخالفا لتلك الآية
وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ الله .. 222 (البقرة2: 222)
ربما تلك الآية نزلت عندما كبر محمد أو بعد أكله للسم أو بعد أن دلهمه السحر؛ أما مضاجعته للحائض ربما كانت قبل ذلك أي قبل أن يكبر محمد وقبل نزول تلك الآية ربما ؛ أو ربما نجده في مفتاح شخصية محمد من تلك الفقرة التي نقتطفها من إحياء علوم الدين:
* عن عكرمة ومجاهد أنهما قالا في معنى قوله تعالى: وخلق الإنسان عجولا (النساء(4: 28  أنه لا يصبر عن النساء. وقال فياض بن نجيح: إذا قام ذكر الرجل ذهب ثلثا عقله وبعضهم يقول ذهب ثلث دينه وفي نوادر التفسير عن أبن عباس رضى الله عنه ومن شر غاسق إذا وقب (الفلق113: 3 ) قال قيام الذكر وهذه بلية غالبة إذا هاجت لا يقاومها عقل ولا دين !!!




Share:

الله خارج اطار الزمان والمكان







عبارة يتغنى بها المسلمون دائما:
(الله خارج اطار الزمان والمكان)

ما هو تعريف الله بالنسبة للمسلمين؟ وما هو تعريفهم للزمان والمكان
هم بقولهم هذا ينفون مادية الله حسب القوانين الفيزيائية وهذا يؤكد على انه مجرد فكرة داخل رؤسهم حالها حال اي خرافة او اسطورة تناقلتها الاجيال
ان هذا خارج قوانين المادة (الكتلة) التي تخضع للوزن (قانون الجاذبية) والزمان والمكان والسرعة ...الخ اذن هو ليس بكتلة وخارج ماهية وتكوين المادة ...فكرة مجرد فكرة.

احد التعليقات:
اما انه خارج الزمان و المكان ..و هذا يعني فعليا انه لا يمكن ان يتخذ قرار لان كل قرار له ظرفان زمانيان على الاقل(قبل و بعد و ممكن خلال ) ...و هذا يعني انه ايضا لا يمكنه كما ادعى النزول الى سماء الارض كما ادعى ... او انه في كل مكان و زمان بالاضافه الى اللازمكان ...و هذا بالتالي يعني بالضروره وجود اثر مادي محسوس لتلك القوه الخارقه ..و هذا غير موجود


Share:

أيها السادة: أنا لا أكتب بأحمر الشفاه



قررتُ أن أفتح النار.. قررتُ أن اُخرج ما بجعبتي .
إن أساس حل أي مشكلة هي طرحها والوقف عند مسبباتها وعلاج أي مرض يبدأ بتشخيصه. كذلك حال تعرض المرأة للعنف والاضطهاد بالمجتمع من قبل الكثير من الأطراف لعدة أسباب. لذا قررتُ أن أبدأ بنفسي ومن خلال ما سأطرح سأوجه دعوه لجميع النساء بعدم السكوت عما يتعرضن له من مضايقات وتحرش وعرقلة وغيرها من الأمور التي تنصب ضمن خانة العنف (اللفظي، الجسدي والنفسي..الخ) . فالمرأة هي المسؤول الأول والأخير عن تحررها وبيدها تملك مفاتيح أن تكون كيانا مستقلا يتمتع بكافة مستحقاته الطبيعية وهي من تضطهد نفسها أيضا وتسمح للآخرين (نساءً ورجالاً) بتعنيفها واستضعافها فحين تتنازل عن أبسط حقوقها بالحياة وعن الحفاظ على كرامتها تحت مسميات ذكورية خضوعا لرب الأسرة حسب التقاليد أو الأعراف التي ما زالت تنضح رملا بعقول الأغلبية تكون المرأة حينها –حتماً- شريكة بجريمة قتلها أو ضربها أو دفنها باسم الشرف بين أربعة حيطان أو بأحد الصحاري والمناطق النائية!
هناك علاقة سيكولوجية حميمة وغريبة بين الضحية والجاني؛ ابتداءً بأبسط ما يشمله التشبيه فصاعدا، إذ تغذي الضحية حد الإشباع أحيانا رغبة ونرجسية وغرور السلطة والهيمنة والتعنيف لدى الجاني وهي معادلة تنطبق على العلاقة بين النساء المعنفات بإراداتهن وبظل سكوتهن وبين الجناة (الرجل والمجتمع رجالا ونساءً) !

يبدأ مسلسل تنازلاتها حين يتناول الناس مناداتها بـ (أم فلان) أي باسم ابنها الذكر سواء كان بكرا أم لا، حتى إن هناك نسوة غير متزوجات (يستحي) الآخرون من مناداتها باسمها الصريح الأول فيخلعون عليها كنية (أم فلان). أو حين تنسب لأسم الزوج أو عائلتها كـ (مدام فلان أو سيدة فلان) وكل ذلك بسبب الاعتقاد البالي بأن اسم المرأة عورة تضاف لعوراتها. عني أنا أرفض مناداة المرأة بغير اسمها الأول الصريح مهما كانت منزلتها أو سنها ويكفيني أن أضيف لقباً كـ (أستاذة أو دكتورة) قبل اسمها من باب الاحترام.
سأختصر الأمر وأركز على النقاط والمنعطفات المهمة التي تستحق الذكر؛ فبسبب اختلاطي وصدامي (الطبيعي) بالمجتمع -حالي حال أي امرأة- تعرضت للكثير من المواقف سأذكر تلك التي تُعدّ تعنيفاً وانتهاكا لحريتي فقط لأنني امرأة وان كان هناك تشابها بين ما أروي ولأي حدث آخر فتأكدوا انه مقصود فعن لساني سأتحدث عنكن جميعا أيتها النسوة.
مرحلة الدراسة
يعتبر عنفاً جسديا حين تتعرض الطالبة للتحرش الجسدي من قبل هذا الطالب أو ذاك الأستاذ أو الموظف!! وعادة التحرش هذه لا ينفكوا يمارسونها بحق الفتيات والنساء بكل الأماكن وبمختلف المناسبات. كان هناك ذلك الأستاذ الذي يتمتع بشخصية صارمة ويكاد يتسبب برسوب جميع الطلاب والطالبات (الجميلات) خاصة ومن الطبيعي أن تكون هناك (زيارات خاصة) لمكتبه من أجل التفاوض على بعض الأمور لاستحصال النجاح من قبل الطلاب بينما يقوم بنفسه باستدعاء الطالبات (الجميلات) والمناقشة مهما عما يترتب عليها لتنجح بمادته، فكان نصيبي أن يُغلق باب مكتبه ويرمقني بنظرات من تلك المعروفة والاقتراب مني تدريجيا بينما يشرح لي شيئا لا افهمه هو خليط من عدة مواد لا أتذكر انه درسنا إياها بمحاضراته حتى انتبه لقلادتي و (مسكها) بحجة التمعن فيها...الخ!
إذا كانت لديكِ اهتمامات..
كوني كنت أهوى الفن والكتابة وبمرحلة محاولة تشكيل شخصيتي الفنية والأدبية كنت أتقرب للبعض للاطلاع على تجارب الكتاب والفنانين الآخرين بالمحيط حولي، وهذا ما جعلني محطة حاول الوقوف وليس المرور فقط الكثير من مُدعي (مساعدتي ونصحي) بأول طريقي فهذا من عرض عليّ أن يطبع كتاباً لي على نفقته وهذا من قدم جريدته لحسابي ناهيك عن ادعاءات (طلب غلاف لكتابه) من رسمي وتصميمي خصوصا كوني معروفة بالجرأة بعض الشيء فيما يتعلق بمواضيع أعمالي الفنية وطريقه طرحها. هي ليست جريئة بالنسبة لي طبعا لأن (الايروتيك) معروف منذ القدم ولا يستدعي كل تلك الدهشة أو الهجوم حتى على أعمالي وإن كنتم (ولا زلتم) غير مدركين إلى الآن الفرق بين العري والتجرد وبين الايروتيك والإغراء الجنسي (البورنوغرافيك) فهذا ليس ذنبي رغم اقتتالي محاولة تبيان الفرق بالكثير من المواجهات، أذكر منها حين تعدت أحد المؤسسات لمعرضي الشخصي الأخير وتطاول أحد أفرادها لفظيا علي ؛ وقد تطرقت لهذا سابقا بأحد مقالاتي.
ماجستير
كنت احلم سابقا بنيل شهادة الماجستير وإكمال دراستي لأنال وظيفة (تدريسية) بالجامعة فكان إن اصطدمت بأحد كبار تدريسيّ أحد الكليات الذي كان (معجبا) بقلمي و (جرأتي بأعمالي الفنية) وعرض عليّ نيل الشهادة (المخصصة مقاعدها للمدعومين من هذه الكتلة وذاك الحزب) بلا مقابل ماديّ رغم أن المقعد الذي وعدني به كان خاصا على نفقة الطلبة، فقط مقابل أن أزوره ولو لمرة واحد بشقته الخاصة! مقعد دراسي خاص مقابل زيارة لشقة خاصة.. الأمر بديهي أليس كذلك؟
طبعا رفضت فاستمرت محاولاته ظنا منه إنه سيتلاعب بعقلي ببعض المراوغات الغبية كزواج المتعة أو (عقد سيّد) مؤقت. حتى وصلت مزايدته إذ كبرت شقته وصارت بيتا مؤثثا تحت تصرفي؛ طبعا هو معذور كونه متزوج وله وضعه الاجتماعي الخاص! أستاذ (فلان) لا يشرفني أن أكون ضمن قائمة البنات اللواتي قايضن أنفسهن مقابل مقعد دراسي خاص أو وظيفة بالجامعة؛ كما علمتُ لاحقا من كثيراتٍ ممن خبرنك قبلي!
البحث عن وظيفة
نيل وظيفة هي حلم يراود كل متخرج ومتخرجة وفقا لشهادته أو لا، لم يعد هنالك فرق المهم الحصول على وظيفة. هي معاناة أخرى ما زلت أعانيها خصوصا لأنه ليس لدي عماَ أو خالاً (يلبس عِمامة) والأمر بديهي! كوني امرأة متحررة الفكر فهذا بدوره ينعكس على سلوكي مما جعلني هدفا للذين لا يعرفون الفرق بين التحرر والانحلال أولئك الذين لا يُعرّفون المرأة إلا تعريفا واحدا: يحوي كلمة جنس! ومتحررة يعني امرأة سهلة تبحث عن المتعة واللعب فقط، إنما أتحدث هنا عن الذين يعرفونني شخصياً والذين عروضا مساعدتي بإيجاد وظيفة . إن وظيفة (سكرتيرة) ولا أعمم هنا هي ابسط مصيدة تستخدم وأقدم حيلة على الإطلاق، أعزائي أنا أذكى من ذلك! وكان هناك من أقام دورة تدريسية لتعليم المحامين اللغة الانكليزية بأحد مكاتب المحامين خصيصا لمساعدتي بعدما عجز عن جريّ للعمل بالإذاعة التي كان يعمل بها ليس كأي وظيفة أخرى من المتعارف عليها بهذا المجال. المضحك- المبكي بالأمر هو إني حين وبخته رد علي متسائلا: لا افهم هل أنت متحررة أم ماذا بالضبط؟
مسؤولون ولكن!
أما عن الذين يتمتعون بمناصب تميزهم عن البقية بإمكانية التحكم بمصالح وأحوال المواطنين فهذا شأنُ آخر. اذكر لكم حينما كنت أراجع بالدائرة المركزية الأساسية بمدينتي من أجل استحصال موافقة القيام بورش تدريبية-تثقيفية تهتم بتوعية طالبات المدارس الثانوية عن موضوع العنف ضد المرأة، أسبابه، طرق التصدي له. بعد مراجعات كثيرة وأوراق مكدسة بين الانتقال من مكتب إلى آخر وإبقائي قيد انتظار هذا التوقيع وذاك عرض علي احد المدراء بالدائرة أن يحل لي الموضوع بسهولة ويمنحني الموافقة إذا زرت مكتبه بعد الدوام...كم أنت كريم وشهم يا فلان!!
هذا طبعا بعد أن تباهي لي عن صلاته الوثيقة بالسيد فلان والمرجع فلان وعن نظرته حول تحرر المرأة الذي لا يؤمن به وبكونه لا يرغب بان تعمل زوجته خارج المنزل أو تتوظف خوفا عليها من الذئاب المحيطة متصدرا مفاخرته بعبارة (من قال لكِ إني أؤمن بتحرر المرأة)؟
مؤسسات وهمية
هي مصيدة قديمة لكن أضفي عليها تحديثات تتناسب وعصر الانترنت بما يتميز به من مواقع تواصل اجتماعي ودومنات مجانية تتيح لأي كان عمل صفحة أو حساب أو جريدة أو ما شابهه؛ وهمية كانت أم حقيقية على الواقع. لكن المضحك بالأمر عمل مجلة وهمية تكتب فيها أسماء لامعة وتأسيس موقع لها وصفحة على الفيسبوك تتواصل من خلالها مع الكتاب جميعا والذين هم بالأساس شخص واحد؛ طبعا مدعوم بالصور واللهجات والاخبار عنهم وتأثيث حياة كاملة لكل واحد منهم وغيرها من الامور المحبكة بدقة تفوق الوصف! وهذا كله من اجل لفت انتباه فتاة وظل الأمر مستمرا لعامين إذ حاول خلالها تغطية الكذبة بالأخرى والتورط أكثر.. لكن على من؟
مما ولد عندي التساؤل الآتي: أحيانا يكذب الناس فيصدقوا كذبتهم لدرجة الاعتقاد بها وأحيانا يتورطون فيمنعهم كبريائهم من الانسحاب فيتغلغلون بها أكثر (فيزيدون الطين بلّه) وهناك من هو مصاب بالفصام (الشيزوفرينيا) مما يجعله يعيش بواقعية بحتة وقناعة تلك الشخصيات والحيوات والصفات التي تملكها...ترى أيهم أنت؟ 
Share:

الدرس الاول: كيف تضربني شرعيا



Share:

حجاب النساء اليمنيات المزارعات في المزارع


Share:

المــرأه ؟


Share:

وتعاونوا على البر والتقوى




الفيسبوك حرام لانه من اختراع ملحد !!
Share:

الهوس بالجنس وجسد المرأة



Share:

دين الحق والسلام والرحمة وباب الجنة




الاسلام
دين الحق والسلام والرحمة وباب الجنة!


Share:

قراءة بواقعة الطف ومقتل الحسين 2 / التبعات: تقاليد وطقوس بين التسييس والمفاهيم الدينية




*أوراق من كتاب لكاتبه.

مستفيدون: تجارة ومال وجاه وغسيل أدمغة
"كفّوا عن الاتجار بالدين" : السعودي نذير الماجد – مقال
ان رجال الدين يتمظهرون بكل انماط القداسة لخلع المهابة على سلوكياتهم وتصرفاتهم التي تنبع من جشع خليق بتاجر وجائع مكبوت جنسيا متأجج الرغبة والشهوة وسفاح يُهدر الدم بكل بساطة وربما لأجل كلمة حتى بما يسموه (فتوى إهدار الدم) وهم بهذه التمظهرات المزيفة خلقوا حاجز رفيع وسيمك يمنع ممارسة النقد تجاههم، والا فلماذا يتحسسون من اي نقد او مطالبة من العوام البسطاء؟ كل الفئات والشرائح في المجتمع تستوعب النقد بروح رياضية ويمكن تكذيبها او دحض ما تأتي وتصرح بها هذه الشريحة المقدسة زيفا فلا يمكن رفع صوت يعترض على ما يتفوهون به ويغسلون من خلاله أدمغة الناس بمختلف انواع الخرافات والدجل والحث على الارهاب والكراهية والاستغلال والعنف وغيرها ، ولا يمكن ايضا رفع البصر عليهم لمراقبتهم فهم لا رقيب لهم ولا رادع يجندون ويهدرون ويخمّسون ويبنون ويهدمون ويغلقون ويحرمون ويحللون كما يحلو لهم بما ينفعهم طبعا!
ان قداستهم هذه ليست الا وهما، فهم بشرٌ مثلنا يخطئون –حسب مقاييسهم- وينامون وبعضهم يشخر في نومه حتى الظهيرة مطمئنين على مستقبلهم لا سؤال ولا هم يحزنون. هنا اتذكر علي شريعتي المفكر الايراني الذي لم يدخر جهدا في محاربة هذا الوباء المستشري في المجتمعات الشيعية، حيث يصفهم (بالمستحمرين ) الذي يزيّفون الواقع ويهمسون في آذان المساكين بان عليهم بالصبر والزهد والقناعة ثم يفتشون في جيوبهم لعل فيها شيئا من المال للصدقة او لاعمار مسجد او بناء جديد، او حتى شراء وتسليح جيش ما!
لا يخفى ان اهم مواردهم هو الاشتغال بالوعظ والقراءات الحسينية اذ تمثل موردا ماليا ضخما... فالقراءة في محرم أعلى أجرا بطبيعة الحال من القراءة في غيره من الشهور، ويمكن ان يخضع الامر لسوق مزاد على خطيب واحد يمتلك صوتا جهوريا وطلة بهية وعمامة متلفة باتقان ولحية كثة وشاربا منتوفا وظهرا محدودبا الى حدِ ما، يذرف الدمع ويتباكى اسهل ما يكون.. هذا الخطيب بهذه المواصفات سيكلف مبلغا بلا شك وقدره.... تخيّلوا!!
عند قراءته في موسم محرم وحده وفي مجلس واحد وان كان الخطيب رجلا متمكنا وشابا فان بامكانه ان يقرأ في الليلة ثلاثة او اربعة مجالس وبهذا سيتضاعف ربحه اربع وثلاث مرات .....!
الأصول التاريخية: نبذة
لقد تضاربت الآراء فيما يخص المراسيم العاشورية واحياءها على مختلف فعاليتها بين مُحرِّم وواجب وبين خطيئة ومثوبة باختلاف المذاهب وفتاواي رجال الدين. أما اصول هذه العادات والممارسات وكما ذكرت بالجزء الاول من المقال كانت دخيلة على الشيعة الاسلام من ديانات وثقافات اخرى سبقتهم اليها بفترات طويلة.
"ان مراسيم اللطم والزنجيل والتطبير وحمل الاقفال ما زالت تمارس سنويا في ذكرى (استشهاد) المسيح في منطقة Lourder)) . " علي شريعتي/ التشيع العلوي والتشيع الصفوي، ت ابراهيم دسوقي، دار الامير 1422 هـ .
والجدير بالذكر ان قناة الجزيرة القطرية عرضت بتاريخ 29 اذار 1997 فيلما عن احتفالات عيد الفصح في الفلبين يظهر فيه مجموعة من الرجال يحملون حبالا غليظة مكورة النهايات يضربون بها ظهورهم بشدة والدماء تسيل. الى ذلك، اعتبر الدكتور ابراهيم الحيدري ان هناك علاقة مثيولوجية " بين احتفالات بل-مردخ (تموز) في بابل من جهة، والاحتفالات بيوم عاشوراء من جهة اخرى، من الممكن تشكيل امكانية للتشابه فكريا ووجدانيا كتعبير عن انتصار الخير على قوة الشر، وان نواح عشتار علي حبيبها مردخ (تموز) سنة بعد اخرى انما يمثل طاقة خلق وتجديد لمبدأ الارض –الخصوبة- الحياة، مثل الاحتفالات بذكرى عاشوراء الذي يمثل تجديدا او احياء لمباديء الحسين في الرفض والشهادة" / تراجيديا كربلاء.
وقد قال ايردمنس ان احد "رموز الاحتفالات هو (كف العباس) التي ترفع في مواكب العزاء والتي تدل على تشابه واضح مع طقوس بابلية وكريتية وكذلك يهودية قديمة، حيث ترمز الكف الى الخصوبة مثلما ترمز الى الوعي بعودة تموز ثانية بالرغم من موته في ربيع العام القادم والتقاءه بحبيبته عشتار الهة الخصوبة." / تراجيديا كربلاء.
كما ولفت المؤرخ حسين الامين الى ظاهرة المشي على النار كمظهر جديد من مظاهر الاحياء مشيرا الى ان مصدر هذه الظاهرة هندوسي.
كان جلد الذات في القرن الحادي عشر ممارسة فردية يقوم بها بعض الرهبان في الكنيسة الكاثوليكية، على سبيل المثال فقد كان الراهب دومنيكوس لوريكاتوس يقرأ المزامير كاملة على مدى اسبوع ويصاحب كل مزمور مائة ضربة بالسوط على ظهره. ثم انتشر الطقس بين (المقلدين) وخرج الى الشوارع، وكان المشاركون ينشدون بعض النصوص الدينية ثم حين يصلون الى مقطع معين يصف معاناة المسيح كانوا يسقطون على الارض ويبقون بذلك الوضع لاثبات مشاركتهم المعاناة.
اول حادثة ظهور اللطامين الى الشوارع باعداد كبيرة كان في مدينة بيروجيا عام 1259 م وانتشرت من هناك الى شمال ايطاليا ثم الى النمسا. وتكرر الطقس اثناء انتشار الموت الاسود (الطاعون) في 1349 و1399 وكأن الناس كانوا يحاولون استجلاب عطف ورضا السماء وانقاذهم من الموت والمرض بمزيد من ايقاع المعاناة بانفسهم ولعلنا نذكر هنا مسيرات على ما يسمى بطريق (مار يعقوب). حيث ان الفكرة الدينية هي ان المخلص يسوع ضحى في سبيل انقاذ البشر. ويقال انه في مدينة بيروجيا التي سجلت اول ظهور جماعي للطقس بعد اندلاع احد الامراض المميته، خرج الاف الناس الى الشوارع بمواكب كبيرة ينشدون حاملين الصلبان والرايات وهم يجلدون انفسهم. وكان كل من لم يشترك بالموكب يتهم بانه حلف للشيطان حيث قتلوا اليهود وبعض القسس الذين عارضوهم. وقد انتشر الممارسون لهذا الطقس في عدة مدن في ايطاليا والنمسا والمانيا وبدأوا يبشرون بان جلد الذات سوف يطهرهم من الذنوب. وكان المطبرون يخرجون الى المدن والضواحي ويقضون 33 يوما (ترمز لحياة المسيح على الارض) في هذه الممارسة، وكان الطقس يبدأ بقراءة رسالة تزعم انها وصلتهم من ملاك يوضح فيها اهمية التطبير. ثم يسقط المقلدون على ركبهم ويجلدون انفسهم بالسياط على وقع (القراية) حتى يتدفق الدم من ظهورهم وصدورهم. ويعتبرون هذا الدم مباكرا فيتبركون به.
هامش: المازوخية او المازوكية لفظة مأخوذة من الشاعر الالماني مازوخ وتعني التلذذ بتعذيب الذات او التعذلب يقابلها مصطلح السادية او السادي نسبة لاسم المركيز الفرنسي دي ساد وتعني التلذذ بتعذيب الاخرين. / د. الفواز.
"... ربما تعود الجذور التاريخية للتطبير الى المصريين وعبادة ديونسيس في اليونان. ولدى اليونان كانت النساء تضرب بالسوط كطقس من طقوس الخصوبة". عشتار العراقية/ الاصول التاريخية للتطبير/ كتابات 23 تشرين الثاني 2008.
في المانيا ادعى المطبرون ان الامبراطور فردريك الثاني قد بعث حيا وان سوف يجلب العدل للناس. وادعى شخص اسمه كونراد شمت انه فردريك الثاني المنتظر وعمد نفسه بدماء اتباعه ولكن المحاكم حكمت عليه بالموت حرقا.
حركة اخرى نشات في ايطاليا عام 1399 اسمها التوابون البيض الذي كانوا يلبسون ملابس بيضاء كناية عن الاكفان! وفي قمة ازدهارهم سار موكب من 15 الف في مدينة مودينا في ايطاليا وساروا الى روما ولكن الحركة انتهت بسرعة حين امر البابا بونيفيس التاسع بحرق قائدهم. كما وتصدت المحاكم لاي احياء للحركة في القرن الخامس عشر ففي عام 1414 احرق في المانيا في يوم واحد 100 من اتباع فردريك المنتظر. وفي ثورجين بالمانيا احرق في يوم واحد 300 من الاتباع في عام 1416.
ما زالت آثار هذه الطقوس موجودة بين بعض مسيحيي الفلبين، وكذلك ما زال هناك مواكب تقام كل 7 سنوات في مدينة غارديا في كامبانيا بايطاليا حيث يحمل المشاركون تشابيه (العذراء والمسيح) ويسيرون الى الكنسية وهم يقومون بايماء الجلد باشياء خفيفة. وهناك مثل هذه المواكب (التي اصبحت سياسية اكثر منها دينية) في اسبانيا والبرتغال.
ان الفكرة الدينية من جلد الذات عند اولئك الكاثوليك كانت التكفير عن الذنوب في الدنيا حتى يذهب الانسان الى العالم الآخر وهو قد تطهر من ذنوبه. ويصل الجلد الى حالة من النشوة والارتياح والشعور بالقوة والاحتمال. وسبب هذا في الواقع هو اطلاق الغدة النخامية في جسم الانسان (عند التعرض لمجهود او الم) لمادة مسكنة مثل المورفين هي (endorphins) وقد تزداد فاعليتها باستخدام مخدرات اضافية.. وميكانزم هذه المادة هي هي انه حين يصل نبض عصب ما الى الحبل الشوكي، ينطلق الاندروفين لمنع خلايا الاعصاب من اطلاق المزيد من اشارات الألم. وهو نفس ما يحدث حين تتلقى مثلا في معمعة المعركة رصاصة في جسمك ولكنك تظل تحس بالقوة والسيطرة على نفسك لاكمال ما تقوم به./ ويكبيديا.
أما الفكرة الدينية عند المطبرين من جماعتنا هي جلد الذات للتكفير عن ذنب اجدادهم القدامى الذين لم ينصروا الحسين واهل بيته في كربلاء وايضا ربما هي للتقرب والتماهي معه في آلامه ولطلب الغفران والجنة.
".. ان شيعة العراق لم يعرفوا هذه العادة الا بعد ان دخل الشعب الايراني المذهب الشيعي قسرا من قبل الشاة اسماعيل الصفوي في القرن السادس عشر الميلادي. وجذور اللطم عند الشيعة كما اتبّعها عالم الاجتماع الايراني علي شريعتي انها قد جاءت من طائفة مسيحية في اوربا ودخلت العراق في اواخر الحكم العثماني التركي من قبل الايرانيين اثناء قيامهم بزيارة مراقد أئمتهم الشيعة.
Share:

الاسلام والانغلاق اللاهوتي




لماذا أصبحت الأصولية الاسلامية المشكلة رقم واحد للعالم؟

بقلم: هاشم صالح
   
"الاسلام والانغلاق اللاهوتي" لهاشم صالح كتاب صدر مؤخّرا عن دار الطّليعة بالتّعاون مع رابطة العقلانيين العرب. وقد رأينا أن ننشر مقدّمة الكتاب من باب التّعريف به.
متى ينتهي قرن ويبتدئ قرن آخر؟ وهل تقاس القرون بعدد السنوات، أي بمائة سنة كلّ مرّة، أم أن هناك مقياساً آخر أكثر جدية؟ عموماً يتفق المؤرخون على القول بأنه ينبغي أن يحصل حدث هائل يفصل ما قبله عما بعده كي يبتدئ فعلاً عصر جديد في التاريخ. بهذا المعنى فإنّ القرن الثامن عشر ابتدأ عام 1670 وليس عام 1700 أو 1701 كما نعتقد عادة. لقد ابتدأ مع صدور أوّل كتاب مهمّ لسبينوزا "مقالة في اللاهوت والسياسة"(1)، وانتهى بالثورة الفرنسية عام 1789 وانتصار التنوير على النظام الأصولي القديم. هذا يعني أنه دام قرابة المائة والعشرين عاماً!… ولكنّ البعض الآخر من المؤرخين يقولون بأنه ابتدأ عام 1715 لأنّ التنوير لم ينتشر في الأوساط المثقفة فعلاً إلا بدءاً من ذلك التاريخ. صحيح أنّ سبينوزا وجّه ضربة موجعة للنظام اللاهوتي اليهودي- المسيحي بنشره لكتابه التفجيري أو التفكيكي المذكور. ولكنّه ظلّ ظاهرة معزولة في وقته، وكان يشتغل بشكل سرّي جدّا مع قلّة قليلة من المفكرين المعزولين الخائفين. ولم تخرج الظاهرة النقدية للدين إلى العلن ولم تسفر عن وجهها الحقيقيّ في وضح النهار ولم تتحوّل إلى تيّار شعبيّ إلا بعد عام 1715. وهكذا يصبح عصر التنوير قصيراً جداً لأنه لم يستمرّ أكثر من خمسة وسبعين عاماً لأنّه ينتهي بالثورة الفرنسية في كل الأحوال. ومعلوم أنّها كانت الترجمة السياسية له ولأفكاره على أرض الواقع. وإذن فكلّ شيء يعتمد على الزاوية التي ننظر منها إلى الأمور من أجل قراءة القرون أو قياسها. أمّا القرن التاسع عشر فكان طويلاً جدّاً بإجماع المؤرخين. فقد ابتدأ بعد الثورة الفرنسية مباشرة، ولم ينته إلا على أبواب الحرب العالمية الأولى 1914: أي أنّه طال أكثر من مائة وعشرين عاماً.
أمّا القرن العشرون فعلى العكس: لقد كان قصيراً إذ ابتدأ بعد الحرب العالمية الأولى وانتهى بسقوط الشيوعية وجدار برلين وحرب الخليج الثانية التي تلتها مباشرة (1914-1990). وهذا يعني أنه لم يدم أكثر من خمسة وسبعين عاماً. نستنتج من ذلك أنّ القرن الواحد والعشرين، أي قرننا الحالي، ابتدأ عام 1990 وليس عام 2000 أو 2001. ولكن المشكلة هي أنّ هذه السنة شهدت حدثاً جللا لا يقل أهمية عن سقوط الشيوعية وجدار برلين وحرب الخليج ألا وهو: تفجيرات 11 سبتمبر وحرب أفغانستان. فبأيّهما نؤرخ لهذا القرن إذن؟ أعتقد أنه يمكن أن نؤرخ له بهما معاً. وبالتالي فالقرن الحادي والعشرون ابتدأ مرتين: المرة الأولى مع سقوط الشيوعية وحرب الخليج التي تلتها مباشرة، والمرة الثانية مع أحداث 11 سبتمبر. وإن كنت أعتقد أنه ابتدأ بالفعل بعد 11 سبتمبر. فإذا كان سقوط الشيوعية قد أغلق القرن العشرين فإن 11 سبتمبر قد دشن القرن الحادي والعشرين. وفي كلّ مرة ابتدأ بحرب شبه عالمية. فصراع الحضارة الغربية إن لم نقل العالم كله مع صدام حسين والتصور الفاشي للقومية العربية، وصراعها حالياً مع أسامة بن لادن والتصور الظلامي والفاشي أيضا للأصولية الإسلامية ما هما إلا استمرارية لنفس البداية التدشينية. وعندئذ يصبح السؤال المطروح هو التالي: لماذا كنّا نحن، من بين كل شعوب الأرض، العقبة الكأداء في وجه انتشار الحضارة الحديثة؟ لماذا كان ينبغي أن يُدشَّن القرن الحادي والعشرون على أكتافنا أو أنقاضنا؟ لماذا لم تصطدم الحضارة الحديثة مع النطاقات الحضارية الأخرى بنفس الفرقعة والعنف: كالنطاق الهندوسي مثلاً، أو النطاق البوذي، أو النطاق الصيني الكونفوشيوسي، أو حتى النطاق الأرثوذكسي الروسي؟ أطرح هذه الأسئلة المتلاحقة ونحن ندخل هذا العام (2010)عقدا جديدا من القرن الحادي والعشرين.
طرح السؤال بهذه الطريقة يدل على أننا مهمون جدا ولو بشكل سلبيّ! فالمشاكسون تبقى لهم أهميتهم حتى ولو بالخطأ(2). وأنْ تتوقف أنفاس العالم كله بناء على حماقة هائلة نرتكبها(غزو الكويت، أو 11 سبتمبر) دليل على انحطاطنا أو انسدادنا التاريخي بدون شك، ولكنه أيضا دليل على أننا أصبحنا مشكلة العالم مرتين خلال عشر سنوات فقط. وحسم مصير العالم توقف، مرتين، بناء على قرار اتُّخذ حيالنا، أو ضدنا. ولكن يبقى السؤال مطروحاً: لماذا أصبحنا المشكلة رقم واحد بالنسبة للعالم كله؟ وما هو الشيء الذي يميزنا عن بقية أمم الأرض لكي نصبح العدو الذي يتجرأ على تحدي أكبر حضارة على وجه الأرض: قصدت الحضارة الغربية الحديثة؟ هذا هو السؤال الذي ينبغي أن يُطرح الآن. والإجابة عليه ينبغي أن تكون واضحة، صريحة، بدون لفّ أو دوران. وهذا ما سأفعله هنا مدركاً مدى مسؤولية، بل وخطورة الكلام في هذه اللحظة. سوف أقول ما يلي:
أظن أننا الحضارة الوحيدة على وجه الأرض التي تعتقد بأنها تمتلك الحقيقة الإلهية المطلقة(3). لا ريب في أن الحضارات الأخرى تتمحور حول نفسها وتعتقد بمركزيتها وتحب ذاتها . هذا شيء طبيعي. الحضارة الصينية كانت تعتقد ذلك وتعتبر نفسها إمبراطورية الوسط. ولكن ولا واحدة منها تعتقد بأنها تمتلك الحقيقة الإلهية مثلنا، أو قل تحتكرها احتكارا كاملا ونهائيا لوحدها. وأقصد بذلك الحقيقة العمودية الشاقولية النازلة من فوق إلى تحت، أو من السماء إلى الأرض. وهذا الاعتقاد الذي ربما كان سبب فتوحاتنا وقوتنا وعظمتنا في الماضي أصبح الآن عالة علينا. بمعنى آخر: فان ما كان سبب قوتنا أصبح الآن سبب ضعفنا أو جمودنا او توقفنا عن التطور والنمو.
ضمن هذا المنظور تتخذ مشكلة الأصولية كل أبعادها وخطورتها. فالأصولية الإسلامية تمثل حالياً العدو الأكبر للحضارة الحديثة. إنها تمثل العدو المطلق بامتياز. وهي على أي حال لا تخفي ذلك، وإنما تعلنه على رؤوس الأشهاد في كل لحظة. فاحتقارها لقيم الحداثة أشهر من نار على علم. وإذا كانت تأخذ منها الجانب التكنولوجي أو التقني المحض فإنها تحرص أشد الحرص على ألا يكون "ملوثاً" بالجانب الفكري أو الفلسفي أو "الوثني" الخ.. ثم إنها تأخذه لكي تعكسه ضد الغرب أو لكي تواجهه به وتدمره به إذا استطاعت. معنى ذلك أن محاربة الغرب الذي يشكل مركز الحضارة الحديثة منذ أربعة قرون أصبحت غاية بحد ذاتها. لقد أصبحت هدفاً يتعالى على كل هدف بدلاً من محاولة الاستفادة منه ومن تقدمه كما تفعل الأمم الأكبر حجماً وأهمية منا نحن العرب: كالصين والهند مثلاً وقبلهما اليابان. لماذا أصبحت محاربة الغرب غاية لا وسيلة تنتهي بانتهاء مسبّباتها؟ لماذا أصبح الخطاب السياسي العربي مع استثناءات قليلة مجيَّشاً كله لمحاربة الحضارة الغربية(4)؟ بل ولماذا أصبح الخطاب الفكري العربي، وهنا أيضا مع استثناءات قليلة، مُحْتَكَراً من قبل القومويين العرب أو الأصوليين الإسلامويين؟
لماذا تحولت كل الخطابات التي نقرؤها في الجرائد والمجلات والتلفزيونات والمؤلفات إلى خطاب واحد جبار يهدر صاخباً من المحيط إلى الخليج بكره الغرب واحتقار الغرب؟ قد تختلف الأسماء التي توقع على هذه الخطابات وتتعدد إلى ما لانهاية ولكن المضمون يبقى واحداً والخطاب هو هو. وهل هذه الامتثالية الإجماعية المخيفة دليل صحة وعافية، أم علامة على المرض والانحطاط؟ ولماذا لا توجد أكثر من عشرة أسماء تمشي عكس التيار، أو تفكر بشكل مختلف، أو تخرج عن هذا الإجماع الجبار؟ لماذا تحولت معاندة الغرب إلى شيء مجاني، عدمي، انتحاري؟ لماذا تحولت إلى تدمير ذاتي للذات؟ أسئلة كثيرة تتلاحق وراء بعضها البعض…
أعتقد أن سبب هذا الإجماع لاهوتي عميق الجذور في تاريخنا. فمنذ أن كان الخليفة القادر بالله قد أعلن قبل حوالي الألف سنة –نعم ألف سنة !- أن دم المعتزلة مباح لأنهم يقولون بخلق القرآن، تعودنا على الفكر الواحد، والمذهب الواحد، والرأي الواحد(5). وتعودنا على قمع كل رأي مضاد أو مختلف. ومنذ أن كان الغزالي قد كفّر الفلاسفة وخاصة ابن سينا والفارابي أصبح التفسير العقلاني للدين كفراً ما بعده كفر…وهكذا حلت أرثوذكسية أحادية الجانب محل التعددية الفكرية الثرية التي سادت العصر الذهبي المجيد من عمر الحضارة العربية الإسلامية(6). لقد تعودنا على هذه الامتثالية الفكرية طيلة القرون التالية إلى درجة أن أي انحراف عن الخط العام، أو أي اختلاف في الفكر أصبح يعتبر زندقة، أو هرطقة، أو خيانة… والدليل على ذلك إجماع المثقفين العرب عام 1990على تأييد غزو الكويت واستباحة أهلها، ثم إجماعهم تقريباً عام 2001 على تأييد بن لادن وضربة 11 سبتمبر ! من يصدق ذلك؟ من يستطيع تصديق ذلك؟ وإلى أي منحدر انحطت هذه الأمة لكي تتخذ نخبتها المثقفة مثل هذه المواقف؟ وكيف غابت الرؤيا أو ضلَّت إلى مثل هذا الحد؟ في تاريخ الغرب، كل المفكرين الذين ظهروا، كانوا يضيئون للأمة الطريق، كانوا يهدونها إلى درب الحقيقة. كانوا يرون الأشياء قبل أن تُرى. كانوا يستشعرون المستقبل ويستكشفون آفاته عن طريق "الرادار الفلسفي" الكشاف. أما في عصرنا الراهن فقد أصبح "كبار المثقفين العرب" أو من يدعونهم كذلك مضللين للبشر أو يسبقونهم إلى الخطأ والغوغائية أو يلهثون وراء الشارع العربي والشعبوية الأصولية والقومجية بدلاً من أن يعارضوا كل ذلك ويفتحوا لنا الطريق… مصيبة حالة هذه الأمة ومأساة حقاً. فإذا كان مفكروها لا يرون إلى أبعد من أنفهم، فما بالك بعامة البشر !
يبقى السؤال مطروحاً: لماذا كل هذا الكره للحضارة الغربية الحديثة؟ ولماذا لا نجده في أي نطاق عالمي آخر؟ لا ريب في أنه توجد في الصين أصولية كونفوشيوسية أو تراثية لا تحبذ الانفتاح كثيراً على الحداثة بل وتحذر من هجمة الأفكار الغربية مثلما تفعل أصوليتنا… وقل الأمر ذاته عن الأصولية الهندوسية أو اليابانية أو السلافية الروسية الأرثوذكسية(7)، الخ… ولكن يبقى التيار العام منفتحاً على التفاعل الحضاري ولا يعاني من أية عقدة في الأخذ عن الغرب أو الاستفادة من إنجازاته الحضارية. فالحضارة تؤخذ حيث وجدت، واطلبوا العلم ولو في الصين… أعتقد أن مزعم أصوليتنا في امتلاك الحقيقة الإلهية المطلقة يشكل العقبة الكأداء التي تحول بيننا وبين الانفتاح على الحداثة أو التفاعل معها كما ينبغي. نحن ضحية أنفسنا قبل أي شيء آخر، نحن ضحية الحقيقة المطلقة النهائية التي نتوهم امتلاكها. فمن يمتلك الحقيقة المطلقة والنهائية ليس بحاجة إلى أن يأخذ عن الآخرين. من يمتلك الحقيقة الإلهية لا يأخذ عمن يمتلكون الحقيقة البشرية فقط. بل إن على الآخرين أن ينضموا إليه ويعتنقوا عقيدته . من ختم العلم ليس بحاجة إلى المزيد من العلم أو إلى البحث والاستكشاف والتقدم! ما دام هذا اليقين سارياً فينا بشكل واع أو لا واع، وبالأخص لا واع، فإنه يستحيل علينا أن نقوم بالمهمتين الأساسيتين التاليتين:
أولا: الحفر الأركيولوجي في الأعماق بحثاً عن جذور عقائدنا ويقينياتنا التي تحجرت وتجمدت وتكلست إلى درجة أنها أصبحت تبدو وكأنها فوق الواقع وفوق التاريخ كليا. وهكذا تحولت إلى حجر عثرة تحول بيننا وبين الانطلاقة الجديدة التي تؤدي لاحقا إلى معانقة العصر، أو التصالح مع العصر.
وثانيا: التخلي عن عنجهيتنا الفارغة التي توهمنا بأننا مركز العالم، في حين أننا لم نعد حتى على هامشه ! هذه العملية مؤلمة وقاسية وجارحة للنرجسية الذاتية، ولذا فلن يكون من السهل على الشخصية العربية أو الإسلامية أن تتحرر من استلابها وأوهامها المزمنة في السنوات القادمة. سوف يكون الاستيقاظ مزعجاً حقاً إذا ما حصل، ولكنه سوف يحصل بإذن الله يوماً ما. عندئذ سوف نصحو على تاريخنا، على تراثنا، وسوف نراه بعيون جديدة وكأننا نراه لأول مرة !!.. عندئذ سوف نشعر وكأننا نولد من جديد، وكأننا نُبْعث من مرقدنا كما بُعث أهل الكهف ! الفرق الوحيد هو أنهم ناموا فقط ثلاثمائة سنة ونيف، هذا في حين أننا نمنا على التاريخ، على الفعل الحضاري أكثر من ثمانمائة سنة (منذ هزيمة الفكر الفلسفي في الساحة الإسلامية وانتصار الفكر الأصولي الضيق…أو منذ انتصار كتاب الغزالي: تهافت الفلاسفة ،على كتاب ابن رشد: تهافت التهافت). وبالتالي فاستيقاظنا سوف يكون أصعب من استيقاظ أهل الكهف وأكثر مرارة.. ولكن كم من الضربات على الرأس تلزمنا لكي نستيقظ على التاريخ، لكي نصحو على الحقيقة ؟ ! ألا تكفينا ضربة حرب الخليج، ثم ضربة ابن لادن الأخيرة ثم قبلهما هزيمة 5 حزيران 67؟ أما آن الأوان لكي نطرح السؤال الأول على تراثنا، على هويتنا، على أصوليتنا؟ أما آن الأوان لكي ننخرط في قراءة علمية وتاريخية لتراثنا الديني والعقائدي بدءاً من ظهور الإسلام وحتى اليوم، بدءا من بسم الله الرحمن الرحيم وحتى آخر خطبة لآخر شيخ؟ أما آن لنا أن ننخرط في عملية الحفر الاركيولوجي في الأعماق(8) لكي نصل إلى أس المرض والداء العضال؟ وهل يمكن أن نتوصل إلى برّ الأمان إذا ما عاندنا حركة التاريخ ورفضنا القيام بهذه العملية الجراحية الخطيرة. آخر الدواء الكيّ كما تقول العرب. وقد آن أوان الكيّ وإعمال المبضع الجراح في أعماقنا فقد استفحلت أمورنا وتفاقمت إلى درجة أنه لم يعد هناك من طريق آخر. إني أرى أمامنا مرحلة هائلة تنفتح: أرى بداياتها ولا أرى نهاياتها. ولكني أشعر بأنها تفتح فمها وتدعونا للانخراط فيها. إنها مغامرة في المجهول، مجهول الكشف، والتحدي، والغوص في أعماق الذات. لقد عشنا طيلة القرن الماضي على فكرة الجهاد ضد الآخر، ضد الخارج. ونسينا أن الجهاد الأكبر هو ضد الذات !
في بداية هذا الحديث قلت بأن كتاب سبينوزا عن "اللاهوت والسياسة" يمكن أن يعتبر كبداية لقرن بأكمله. ووضعته على قدم المساواة مع حدث تاريخي ضخم كالثورة الفرنسية. وربما استغرب بعضهم ذلك واعتبره من قبيل التضخيم والمبالغة. ولا ريب في أني بالغت إلى حد ما. ولكن يخطئ من يظن أن الحدث الفكري يقل أهمية عن الحدث السياسي. فلولا هذا لما كان ذاك. لولا كتاب سبينوزا وكتب فولتير ومونتسكيو وروسو والموسوعيين وسواهم لما كانت الثورة الفرنسية. لولا التغيير الفكري لما كان التغيير السياسي. لولا الفكر العملاق، العبقري، المضيء، الذي يشق دياجير الظلام لما اهتدت البشرية الأوروبية إلى طريق الخلاص ولما أمسكت بأول الخيط الذي يؤدي الى النور.. لولا الثورة الفكرية التي زلزلت اليقينيات والمعتقدات والمعصوميات التراثية المسيحية لما كانت الثورة السياسية التي كنست كل تراكمات الماضي وجسدت روح العصور الحديثة على ارض الواقع وفي المؤسسات. وأنا لا أزال أنتظر ظهور حدث فكري في الساحة الإسلامية أو العربية يشبه ذلك الحدث الصاعق الذي مثَّله ظهور كتاب ديكارت مقال في المنهج عام 1637، أو كتاب تلميذه سبينوزا عن اللاهوت السياسي عام 1670، أو كتاب فولتير رسائل فلسفية عام 1732، أو كتاب روسو العقد الاجتماعي عام 1762 أو كتابه الآخر إميل أو في التربية في نفس العام، أو كتاب كانط نقد العقل الخالص عام 1781، أو كتاب هيغل علم تجليات الفكر والروح عام 1806 الخ… أنتظر ظهور كلام آخر عن التراث الإسلامي غير ذلك الكلام الامتثالي الشائع المجتر المكرور الذي يهيمن علينا منذ مئات السنين في المدارس والجوامع والجامعات، والذي يسدّ الأفق منذ مئات السنين. أنتظر ظهوره بفارغ الصبر… فقد مللنا من لغة التكرار والاجترار المحنطة والمتكلسة. أنتظر ظهور المفكرين الأحرار القادرين على تحليل مشكلة التراث أو تشخيص مرض التراث(9). أنتظر ظهور كتاب في اللغة العربية –كتاب واحد- له معنى: أي يعرف كيف يطبق المناهج الحديثة على تراثنا الإسلامي العريق. وعندئذ سأقول بأن الخطوة الأولى ابتدأت، والظهور اقترب!.. وكالعطشان في الصحراء، صحراء الفكر، أنتظر تطبيق المناهج اللغوية والتاريخية والسوسيولوجية على النصوص المقدسة لكي تتوضح العلاقة بين السماء والأرض، لكي تنجلي على حقيقتها، لكي ينكشف عن الأشياء غطاؤها.
ذكريات شخصية
أو كيف يختلط الخاص بالعام؟
أخيرا لا بد من بعض الاعترافات لموضعة الكتاب ضمن سياق حياتي وهمومي الشخصية(10). في الواقع إن فكرته تعود إلى سنوات طويلة. يمكن القول بأنها ترافقني منذ البدايات الأولى: أي حتى قبل أن أصل إلى فرنسا في 8/10/1976. صحيح أن الخميني لم يكن قد وصل إلى السلطة آنذاك، بل ولم أكن قد سمعت باسمه من قبل قط . ولكن زئير الحركات الأصولية كان قد ابتدأ يُسمع من هنا او من هناك ومن كل مكان. وكانت الأزمة قد اندلعت بين الإخوان المسلمين والأنظمة وأصبح شبح الحرب الأهلية يخيم على البلاد. وكانت الاغتيالات باسم الدين قد ابتدأت تحصل في مصر وسوريا والسودان وسواها من البلدان وتحصد عشرات المثقفين والصحفيين والكوادر العلمية والجامعية وحتى الأطباء والمهندسين.. وكالعادة راح المثقفون اليساريون او من يدعون كذلك يؤيدونها أو يغضون الطرف عنها بحجة معارضة الأنظمة القائمة والالتصاق بالشعب! فهل تريد ان تكون ضد الشعب؟ الشعب مع الإخوان والأصوليين وبالتالي فنحن معهم أيضا(11)..ولتذهب إلى الجحيم كل الأفكار التقدمية واليسارية السطحية الهشة التي سرعان ما تبخرت من أول مواجهة(12). ثم كرت الأعوام والسنوات. وفي أحد الأيام كنت أقضي العطلة الصيفية في مدينة الصويرة المغربية المستلقية بكل استرخاء وطمأنينة على شواطئ البحر مع أسماء وعائلتها فحصلت لي حكاية طريفة أيقظتني من سباتي العميق. ففي كل صباح تقريبا كنت أنزل إلى "مخدع" الانترنيت لكي أستشير رسائلي الاليكترونية وأطلع على الصحف العربية كعادتي. وانه لشيء جميل أن تجد في شوارع المغرب تقريبا حوانيت الانترنيت التي تدعى باسم يثير فيّ دائما روح الدعابة والابتسامة: المخدع، مخدع الهاتف أو مخدع الانترنيت..عادة المخدع هو المكان الوثير المخصص للاختلاء بالعشيقة وليس للاتصالات الهاتفية! ولكن لم لا؟ لقد أحببت الاستخدام المغربي لهذه الكلمة وتعلقت به وان كان قد فاجئني للوهلة الأولى. في كل شارع كنت أجد مخدعا وأبتسم وأضحك بيني وبين نفسي. يكفي أنها أضحكتني. شكرا للمخادع.. ولم أعد أستغرب كيف أن الحساسية اللغوية المغربية لا تجد حرجا في إطلاقها على أشياء أخرى مختلفة تماما عما نفعله نحن المشارقة. لم لا؟
المهم ان تبقى هذه الكلمة الجميلة حية في أقصى المغرب الجميل. وقد حصلت صداقة بيني وبين الشاب المشرف على المخدع المذكور وجرت أحاديث فهمت منها أنه خريج كلية الفلسفة.وكان مهذبا جدا على عادة المغاربة ومحترما. فعمقنا الحديث أكثر. وفي أحد الأيام سألته بشكل طبيعي دون أن أدرك مدى التهور في سؤالي بسبب إقامتي المتواصلة في أوروبا منذ أكثر من ثلاثين سنة: من هم أهم المثقفين الذين ينتقدون الدين أو يدرسونه دراسة فلسفية نقدية في المغرب؟ ففتح عينيه واسعا ونظر إليّ نظرة اندهاش واستنكار أخافتني تقريبا. قال لي: ينتقدون الدين؟ كيف ينتقدون الدين؟ الدين لا يُنقد؟ القرآن والسنة فوق النقد. أدركت خطئي وتهوّري فتراجعت فورا وقلت له: لم أقصد الهجوم على الدين وإنما فقط دراسة التراث بشكل علمي وتاريخي وفلسفي. ثم غيرت الحديث بعد أن عرفت أني تجاوزت الحدود وكل الخطوط الحمر. عندئذ تذكرت أني لم أعد في فرنسا أو أوروبا وأنه ينبغي عليّ أن أراقب نفسي عندما أفتح فمي وأخوض في مواضيع حساسة كالدين في أي بلد عربي أو إسلامي. وتذكرت طفولتي وبيئتي الأولى التي كنت قد نسيتها من شدة البعد وطول الاغتراب. فما يمكن أن يقال على هذه الضفة الشمالية أو الغربية من المتوسط لا يمكن أن يقال على ضفته الجنوبية الشرقية. عندئذ عرفت معنى التواجد في أوروبا أو في فرنسا تحديدا: أي في بلد علماني محرر كليا من رهبة الأصولية الدينية وإرهابها: بلد يسمح لك بممارسة الحرية النقدية الكاملة على الدين المسيحي دون أن يقلقك احد ودون أن تخشى على نفسك من أي مكروه. فهنا تستطيع أن تنتقد العقائد المسيحية كما تشاء وتشتهي بل وان تنكر حتى وجود المسيح تاريخيا دون ان يصيبك أي مكروه.
لكن يمكن القول أيضا بأن فكرة هذا الكتاب ترافقني أيضا منذ اندلاع أحداث العنف الرهيبة في سوريا الثمانينات أو جزائر التسعينات الخ..وصعود الموجة الأصولية الهادرة..لا ريب في أني أبحث عن حل للمشكلة الطائفية التي تمنع حتى الآن تشكل الوحدة الوطنية بل وتهدد الجميع بحرب أهلية لا تبقي ولا تذر.. وهي مشكلة موجودة لدى كل الطوائف أقلية كانت أم أكثرية. ولا يمكن أن يحصل الاستقرار، وبالتالي النهوض والعمران، إلا بعد إيجاد حل معقول لها. إنها بدون شك أكبر مشكلة مطروحة علينا في السنوات القادمة(13).
ولكن يمكن القول بان فكرة هذا الكتاب ترافقني منذ الطفولة الأولى بشكل من الأشكال إذا ما أردت أن أعود إلى أعمق نقطة في حياتي. فمسألة الدين مسألة شخصية بالنسبة لي قبل أن تتحول إلى مسألة عامة ويختلط فيها الخاص بالعام، الحابل بالنابل، حتى لا تعود تعرف كيف تفرق هذا عن ذاك.
لا ريب في أن بحوثي عن الدين وكذلك ترجماتي لصاحب "نقد العقل الإسلامي" وكتاباتي عن التنوير الأوروبي ما هي إلا عبارة عن تحليل نفسي للطفولة الأولى(14). فبما أني تربيت تربية دينية قرآنية صارمة، بل وحتى تربية متزمتة شبه إرهابية، فاني أشعر بالحاجة إلى التحرر منها بأي شكل. وهذا التحرر لا يمكن أن يتحقق إلا بعد أن أخوض المعركة مع نفسي وأعماق أعماقي الثقافية والسيكولوجية. اللاهوت الديني يسحرني بقدر ما يرعبني. كل أعماقي دينية لاهوتية لان طفولتي كلها كانت مغموسة بالدين وطمأنينته وجلالته وقدسيته. ولكن بعد أن كبرت عرفت أن الدين أديان أو مذاهب وطوائف وانه بقدر ما يزرع الثقة والطمأنينة والأخلاق الحميدة في النفوس يمكن أن يزرع بذور العنف والشقاق وكره الآخر والحروب المذهبية. بمعنى آخر فانه سلاح ذو حدين. ولذلك وجب علي ان أحيّد الشحنات اللاهوتية الكامنة في أعماقي والتربية القروسطية والفهم المرعب للدين. هنا تكمن إحدى مشاكلي الأساسية. من هنا تركيزي على مفكري عصر النهضة والتنوير الأوروبي الذين أتعلق بهم وبأفكارهم وطروحاتهم كخشبة خلاص تنقذني من الظلام اللاهوتي المرعب الذي يلف طفولتي ويلف العالم الإسلامي من أقصاه إلى أقصاه أيضا في هذه اللحظة. فعند هؤلاء المفكرين النهضويين أو التنويريين أجد ضالتي: أجد نفسي، بهجتي، أفقي المنفتح. بهم أستعين لكي أزيح الكابوس الأخطبوطي المرعب عن حياتي ووجودي(15)..
قد يقول قائل مستغربا: انك تتحدث عن القمع الديني وكأنك ولدت في بيئة حنبلية وهابية، هذا في حين انك ولدت في بيئة علوية شيعية لا تتقيد بالطقوس والشعائر كثيرا؟ وللإجابة على هذا الاعتراض المشروع أقول: لا أعتقد أن هناك فرقا كبيرا بين المذاهب، ولا حتى بين الأديان، على الصعيد الذي أقصده. فالمنظور القروسطي الظلامي للدين يهيمن على كل فرق السنة والشيعة دون استثناء. التخويف من النار وعذاب القبر ومنكر ونكير وكره الحياة الدنيا والشعور بالإثم والخطيئة والذنب وكل الرعب الذي يلف الدين موجود لدى كل الطوائف والمذاهب(16). نحن جميعا غاطسون في غياهب العصور الوسطى(17). يكفي أن تذهب إلى مجتمعات الغرب وتعيش فيها لفترة طويلة نسبيا لكي تدرك الفرق بيننا وبينهم ولكي تحسدهم على أنهم تحرروا من كل ذلك المناخ السوداوي القاتم. بمعنى آخر فان الفهم القروسطي القمعي للدين هو السائد عندنا وليس الفهم الحديث الذي نراه لدى المسيحيين الليبراليين في أوروبا مثلا. لهذا السبب ينبغي التفريق بين أوروبا التي عاشت معركة التنوير وعانتها ونجحت في عبورها، وبين العالم العربي أو الإسلامي الذي لم يدخلها او لم يخضها بعد ولكنه أصبح على أبوابها أو هذا ما نأمله. هذه مسألة ابيستمولوجية، أي معرفية عميقة، شديدة الأهمية. ولهذا السبب توقفت طويلا في الماضي عند مفهوم القطيعة الابيستمولوجية بل وكرست لها كتابا كاملا(18). هناك قطيعة كبرى بين العصور الوسطى، والعصور الحديثة. والفكر العربي لم يعبرها أو لم يقطعها بعد على عكس الفكر الأوروبي. ربما كنا قد أصبحنا الآن على مشارفها: أي على مشارف الدخول فيها دون أن نتجرأ على اقتحامها. لن يعرف معنى الحرية، حرية الروح في أعماق أعماقها، إلا من أتيح له أن يعيش في بلد علماني محرر كليا من لا هوت القرون الوسطى وفقهها وأحكامها المسبقة من طائفية ومذهبية. ولكن المشكلة هو ان عبورها سوف يكلفنا تضحيات جسام: كل المفهوم القروسطي للدين سوف ينهار. كل التراث الموروث عن القرون الوسطى سوف نجد أنفسنا مضطرين لتفكيكه حجرة، حجرة، وقطعة، قطعة، ثم الإطاحة به. عشرات أو مئات الأفكار الراسخة واليقينيات المعصومة سوف تنهار كقصر من كرتون. وبانهيارها سوف تنهار حياتنا نفسها: أي كل ما تربينا عليه منذ طفولتنا ونعومة أظفارنا. حقا لقد حان زمن التفكيك والتكنيس والتعزيل الكبير..ولكن التعليم في الصغر كالنقش في الحجر. وبالتالي فليس من السهل أن نقتلع كل هذه الأفكار الخاطئة واليقينيات الجبارة من عقولنا(19).
ثم أصبحت مشكلة الإسلام الشغل الشاغل للعالم بعد 11 سبتمبر كما هو معلوم. وعندئذ شعرت بان المشكلة الشخصية كبرت وتضخمت حتى لأصبحت بحجم العالم. لقد تجاوزت نطاق العالم العربي بل وحتى الإسلامي لكي تصل إلى تخوم العالم كله. أو قل إن الإسلام تحول إلى مشكلة عالمية بعد ذلك التاريخ بعد أن كان مشكلة محلية. وأعترف بان ذلك قد سرني كل السرور وحررني داخليا من همي ووسواسي. وقد تستغربون قائلين: هذا الشخص لا يتحرر إلا عن طريق الكوارث والنكبات! هل ينبغي أن يحصل زلزال أو إعصار لكي تنحل مشكلته؟ والواقع أن فلسفة التاريخ التي أتبناها تقول بان هناك مشاكل ضخمة نائمة لا يمكن أن تستيقظ إلا على هيئة التفجيرات الكبرى. بمعنى آخر: لا يمكن ان ندرك خطورتها إلا بعد أن تنفجر في وجوهنا أو أمام أعيننا كالقنبلة الموقوتة. أنا شخصيا كنت أدرك أن المشكلة الأصولية من الخطورة بمكان ولن تنحل بدون فرقعة كبرى. وهكذا جاءت ضربة 11 سبتمبر لكي تؤكد على حدسي الأساسي الذي كنت أحمله معي من سوريا حتى قبل الوصول إلى فرنسا. ولهذا السبب فلم أفعل شيئا آخر تقريبا إلا الدوران حول هذه المشكلة لمعرفة سرها وجوهرها المكنون. كل ترجماتي وكتاباتي تشهد على ذلك. كنت أبحث عن الحلقة المفقودة الضائعة. أقصد بذلك أني كنت أبحث عن كيفية تقاطع الخاص بالعام، أو المشكلة الشخصية بالمشكلة العربية فالعالمية. وعندما تجد نقطة التقاطع هذه فانك تشعر بالارتياح لان مشكلتك لم تعد شخصية وإنما أصبحت شاملة بحجم العالم. تشعر بان مشكلتك حقيقية وليست وهمية وان العالم كله أصبح معنيا بحلها وليس أنت فقط. وهكذا ينزاح عن كاهلك عبء ثقيل وكابوس تاريخي طويل(20). ليتحمل العالم مسؤوليته أيضا فأنا عاجز عن حل هذه المشكلة لوحدي. وبعد اليوم لم أعد وحدي. عندئذ تشعر بان مشكلتك لها ما يبررها تاريخيا وموضوعيا على أرض الواقع، بل إنها مشكلة العصر كله ولم تعد مشكلة شخصية. عندئذ تشعر بأن حدسك الأولي لم يكن خاطئا عندما اعتقدت بان مشكلة الدين بالنسبة للعالم العربي هي المشكلة الأولى رقم واحد ولا شيء غيرها. هذا لا يعني بالطبع أن الحركات الأصولية لم تكن تشغل بال النخب العربية سابقا أو أنّي كنت أول من أنتبه إليها! هذا هراء وسخف بالطبع. فأنا تلميذ صغير لمن سبقوني من كبار النهضويين والمثقفين العرب الرائدين. ولكني أعتقد أن إحساسي بها بسبب تربيتي الأولى وظروف أخرى أيضا كان حادا إلى درجة هائلة بل واستثنائية. هل أبالغ إذا قلت بأنها كانت تلاحقني ليلا نهارا فقط؟ الوعاء ينضح بما فيه. وأنا كنت مفعما بالتربية القديمة والتصورات التراثية. وكنت أبحث عن شيء واحد فقط حتى قبل وصولي إلى فرنسا: كيف يمكن أن أتحرر منها، أن أنزلها عن ظهري، أن أتنفس الصعداء ولو قليلا(21). وكنت أستغرب كيف لا ينشغل بها الجميع ويدركون تفاعلاتها المتلاحقة وما تنطوي عليه من أخطار تفجيرية. بل وكنت أقول بيني وبين نفسي: كل مثقف عربي غير مهووس بمشكلة الأصولية أو بمشكلة الدين ليس مثقفا(22). إنها المشكلة رقم واحد لعصرنا بل وحتى للعصور والأجيال المقبلة. كنت أشعر ولا أزال بأنها صاعدة من أعماق أعماق التاريخ العربي ولم تقل كلمتها الأخيرة بعد. لا ريب في أن النخب العربية بل وحتى الغربية من قادة ثقافيين وسياسيين كانت تشعر بها وتحسب لها الحساب. فالواقع أن انفجارها العنيف في الجزائر ومصر وسوريا والسودان وتونس وإيران والباكستان وكل أنحاء العالم العربي الإسلامي كان مقلقا ومنذرا بالأعاصير والزلازل. ولكنها لم تكن هاجسا قويا يحتل مرتبة الأولوية القصوى بالنسبة لهذه النخب أو بالنسبة للقوى العظمى مثلما حصل بعد تلك الضربة الشهيرة صبيحة 11 سبتمبر والتي تشبه يوم القيامة في رأيي إذا كنا نعرف كيف ما هو يوم القيامة بطبيعة الحال..ولكن البعض وأنا منهم رأى في ذلك الحدث العلامة التي لا تخطئ على أن حركة التاريخ ابتدأت تتحلحل في الاتجاه الصحيح وأن الأمور بعده لن تعود كما كانت قبله. بمعنى آخر فان هذا الحدث كان مليئا بالدلالة والمغزى على التوجه الذي سوف ينتهجه التاريخ العربي الإسلامي في العقود المقبلة من السنين. ولهذا السبب رأى الكثيرون أن ضربة 11 سبتمبر سرّعت من حركة التاريخ العربي أو الإسلامي إلى أقصى حد ممكن بل وكانت ضرورية لكي يستشعر العالم مدى خطورة الأصولية الإسلامية على الشعوب الإسلامية أولا ثم على العالم كله ثانيا. هل كان إحساسي الحاد بمشكلة الأصولية منذ السبعينات يصل إلى حد الاستباق الغامض على كل هذه التفاعلات المتلاحقة التي توجت ب 11 سبتمبر؟ أخشى أن أجيب بالإيجاب لكيلا أتهم بالادعاء والغرور وانعدام أي حس للتواضع لدي..لنقل إني كنت أشعر بان القصة لا تزال في بداياتها وان مشكلة الأصولية سوف تستفحل وتستفحل حتى تصل إلى الذروة، إلى نهاياتها. أقصد بأنها لن تتوقف قبل أن تقذف بكل الحمم والتراكمات المخزونة في أحشاء أحشائها..وهو ما لا يزال حاصلا حتى هذه اللحظة.
قبل أن أواصل حديثي حول هذه النقطة أحب أن أقدم لمحة فلسفية عامة عن الهوة السحيقة التي تفصل بين الفكر العربي والفكر الأوروبي فيما يخص مسألة الدين والحرية الفكرية. فاندهاش ذلك الشاب المغربي اللطيف والمهذب من سؤالي أو استهجانه له لا يمكن فهم كل مدلولاته وملابساته العميقة إلا إذا موضعنا الأمور ضمن منظور تاريخي مقارن وواسع. السؤال المطروح هنا هو التالي: لماذا يحق لك أن تنقد الدين المسيحي في أوروبا وتصول وتجول في كل القضايا الدينية دون أن يزعجك أحد(23)؟ ولماذا لا تستطيع أن تفعل نفس الشيء في أي بلد عربي أو إسلامي؟ لماذا لا يستطيع أي مثقف حديث أن يواجه أي رجل دين على شاشات التلفزيون؟ لماذا تستحيل المناقشات الحرة حول الدين أو العقائد الدينية في أي مكان عندنا وعلى أي مستوى كان؟ لماذا لا يوجد إلا ذلك الخطاب السلفي التقليدي المهيمن الجبار عن الدين من أقصى العالم الإسلامي الى أقصاه؟ لان المحطات الكبرى التي قطعها الفكر الأوروبي منذ عصر النهضة وحتى اليوم لم تخطر حتى هذه اللحظة على بال الفكر العربي. لأننا لم نهضم بعد نفس التجارب الفكرية والسياسية التي شهدوها. لأننا لم نشهد بعد معركة الذات مع ذاتها، أو اشتغال الذات على ذاتها، كما حصل في فرنسا مثلا أو كل أوروبا. من هنا فرادة التجربة الأوروبية وأكاد أقول "معجزة" هذه التجربة واستثنائيتها بالقياس إلى كل النطاقات التراثية أو الثقافية الأخرى.. إنها تعني بكل بساطة شيئا واحدا: الانتصار على الذات! لكي أعطي فكرة دقيقة عن الموضوع سوف أستعين بمفكر فرنسي معاصر هو لوك فيري كان قد درس بشكل ممتاز كل الفتوحات التي حققها الفكر في أوروبا على مدار الأربعمائة سنة الماضية بل وحتى على مسافة ألفين وخمسمائة سنة وحتى اليوم: أي منذ اليونان وحتى يومنا هذا. وميز عندئذ بين عدة محطات أساسية: أولا المحطة اليونانية الفلسفية الوثنية المستمرة منذ سقراط وأفلاطون وأرسطو وحتى انتصار المسيحية. ثم المحطة المسيحية القروسطية المستمرة مدة ألف سنة منذ القرن الخامس الميلادي وحتى الخامس عشر. وبعدئذ ابتدأت المحطة الكبرى للعصور الحديثة والخروج من التدريجي من المسيحية بدءا من عصر النهضة وحتى نهايات عصر التنوير والثورة الفرنسية. وفي أثناء هذه العصور الحديثة حلت الأنظمة الفلسفية الكبرى لديكارت وسبينوزا وكانط وهيغل واوغست كونت وسواهم محل اللاهوت المسيحي الذي تم تفكيكه من قبل فلاسفة التنوير بالذات. ولكن بدءا من نيتشه دخلنا في مرحلة جديدة هي مرحلة ما بعد الحداثة: أي المرحلة التي شهدنا أثناءها تفكيك هذه الأنظمة الفلسفية الشمولية الكبرى بالذات.
وهكذا عاش الغرب تفكيكين كبيرين لا تفكيكا واحدا: الأول ضد المسيحية والثاني ضد الفلسفة الكلاسيكية. واستمرت عملية التفكيك هذه على يد هيدغر وتلامذته الفرنسيين من أمثال فوكو ودريدا وجيل ديلوز الخ..هكذا نلاحظ ان الفكر الأوروبي شهد عملية التفكيك الكبير، أي التحرير الكبير مرتين: في المرة الأولى حصل تفكيك للعقائد اللاهوتية المسيحية، وفي المرة الثانية حصل تفكيك للأنظمة الفلسفية الكبرى التي حلت محلها. هذا في حين ان الفكر العربي الإسلامي لم يشهد بعد تفكيكه الأول: أقصد لم يتجرأ بعد على تفكيك اللاهوت والمعتقدات الإسلامية المتراكمة منذ أربعة عشرة قرنا على الأقلّ. إذا لم نموضع الأمور ضمن هذا المنظور الطويل العريض فإننا لن نفهم سبب الصدام المروع الحاصل حاليا بين العالم الإسلامي والغرب. بل ولن نفهم موقعنا على خارطة العالم ونوعية المشاكل التي نعاني منها. وبالتالي فسوف نفشل في التشخيص والعلاج في آن معا. ينبغي إذن أن نأخذ تلك الفجوة العميقة بيننا وبينهم بعين الاعتبار. لإيضاح كل هذه الإشكاليات سوف أبتدئ بتقديم فكرة عن التفكيك الذي شهده الفكر الأوروبي عدة مرات على مدار القرون الثلاثة الماضية، وذلك قبل أن أنتقل إلى التفكيك الأول الذي سوف يشهده الفكر العربي الإسلامي عما قريب. بل وابتدأ يشهده منذ فترة على يد مفكرين طليعيين عرب وأجانب.
لكن ومنعا لكل التباس لابد من كلمة أخيرة قبل الشروع في ذلك. غني عن القول بان اللاهوت المقصود بالتفكيك هنا هو لاهوت القرون الوسطى وليس اللاهوت في المطلق. فمن الواضح انه ليست لدي أي مشكلة مع لاهوت التحرير الذي ظهر في أميركا اللاتينية ولا بالطبع مع لاهوت الحداثة أو ما بعد الحداثة المنتشر الآن في أوروبا. اللاهوت المستهدف بالتفكيك والنقد هو اللاهوت الطائفي الموروث عن عصور الانحطاط والذي يقدم نفسه كحقيقة مطلقة لا تناقش ولا ترد. هذا اللاهوت، أو قل هذا التفسير المتكلس والمتحنط للدين، هو الذي يهيمن على مدارسنا وحياتنا وجامعاتنا. وقد آن الأوان للتصدي له. لكن ما هو اللاهوت يا ترى؟ هل هو شيء مادي محسوس؟ لا. انه قوة "لامادية" ولكنه قد يتحول أحيانا إلى قوة مادية مرعبة، جبارة. انظر كيف هيج الخميني الشارع بالملايين عن طريق هذا اللاهوت بالذات بكل مصطلحاته وشعاراته التراثية المعروفة. اللاهوت هو المقدس الأعلى، والمقدس قوة تخترق التاريخ وتؤثر عليه إيجابا أو سلبا. اللاهوت هو علم الله أو علم الدين. وهو علم متطور وليس جامدا ولا ثابتا على عكس ما نظن. وقد مر بعدة مراحل كما سنرى من خلال استعراض نظريات عالم اللاهوت المسيحي: هانز كونغ. وبالتالي فليكفوا عن اتهامي باني ضد الدين أو أريد تدمير الدين! لا، أنا لا أريد تدمير الدين في المطلق لاني أحترم العاطفة الدينية وأعرف معناها وسموها وتعاليها وأنحني أمامها. ولكني بدون شك أريد تدمير اللاهوت الطائفي الذي سبب المجازر المرعبة سواء في تاريخ المسيحية أو في تاريخ الإسلام. بمعنى آخر: فان لاهوت "القاعدة" وما أشبهها أصبح مستهدفا، وعلى أنقاضه سوف ينهض لاهوت إسلامي تحريري جديد.
متكاملة عن المعرفة، والأخلاق، والدين، والسياسة، واللغة، والقانون، الخ… كان كل فيلسوف يشكل رؤيا متكاملة عن العالم، رؤيا تنافس تلك الرؤيا التي قدمها الدين المسيحي وعاشت عليها أوروبا طيلة خمسة عشر قرنا على الأقلّ . وهكذا تحولت الفلسفة إلى نوع من دين جديد بعد أن كانت خادمة مطيعة للدين أو لعلم اللاهوت المسيحي طيلة العصور الوسطى(24). لقد تحولت إلى دين قائم على العقل والبرهان فقط لا على الغيبيات وعقائد التسليم اللاهوتية. وكان الفيلسوف يعتبر نفسه مسؤولاً عن هداية معاصريه على كلا المستويين النظري والعملي. هذا ما كان يشعر به ديكارت أو لابنتز أو سبينوزا أو كانط أو هيغل الخ. وقد حصل عندئذ انقلاب معرفي هائل زعزع اليقينيات المسيحية وأذهل المعاصرين. وهذا الانقلاب يمتد من عام 1534 تاريخ ظهور كتاب كوبرنيكوس: ثورات المدارات السماوية، وحتى كتاب نيوتن: المبادئ الرياضية للفلسفة الطبيعية عام 1687، مرورا بكتاب ديكارت: مبادئ الفلسفة عام 1644 ثم أطروحات.
الهوامش:
Spinoza :Traite theologico- politique.Flammarion.Paris.1997 أحيانا يترجمون العنوان على النحو التالي: مقالة في اللاهوت- السياسي، أي محاولة لدراسة السلطات اللاهوتية والسياسية والعلاقات الكائنة بينها وكيف أن الأولى تتحكم بالثانية وتخنق حرية الفكر باسم الدين أو قل باسم التفسير الظلامي اللاعقلاني للدين. وهو الكتاب الثاني الذي تجرأ سبينوزا على نشره في حياته بعد كتابه الأول: مبادئ فلسفة ديكارت. ولكنه على عكس هذا لم يتجرأ على وضع اسمه على الكتاب كمؤلف ولم يتجرأ على وضع اسم الناشر الحقيقي وذلك خوفا عليه من تفجيرات أو اغتيالات الإخوان الأصوليين له وللناشر. ومعلوم أن الأصوليين اليهود حاولوا قتله في السابق فأخذ درسا لا ينسى وأصبح حذرا جدا. الكتاب منع في هولندا عام 1674 أي بعد أربع سنوات من صدوره. نقول ذلك على الرغم من أن هولندا كانت أكثر الدول الأوروبية انفتاحا وتسامحا وحرية آنذاك. فما بالك إذن ببقية الدول كالمملكة الفرنسية مثلا حيث كانت الظلامية الدينية الكاثوليكية تهيمن كليا تقريبا؟ كان هدف سبينوزا في هذا الكتاب يكمن في ثلاثة أشياء. أولا: تفكيك فتاوى اللاهوتيين وأحكامهم المسبقة التي تمنع الناس من ممارسة التفلسف أو التفكير العقلاني بحرية. فهم يقولون بان الفلسفة ينبغي ان تظل خادمة مطيعة بل وذليلة لعلم اللاهوت الذي هو أشرف العلوم وأعلاها. وأما هو فيقول بأنه يحق للعقل أن يؤكد ذاته ويفكر بحرية بغض النظر عن أي دين كان. ثانيا: كان قد تبقى رسائل تهديد من قبل اللاهوتيين اليهود والمسيحيين تتهمه بأنه كافر وملحد. وقد ألف الكتاب للدفاع عن نفسه ضد هذه التهمة التي كانت خطيرة جدا آنذاك في أوروبا مثلما هي لا تزال خطيرة حاليا في العالم الإسلامي. وقد حاول البرهنة في هذا الكتاب الرائد على أن حرية الفلسفة ليست ضارة بالتقى والورع، ولا بسلام الدولة وأمنها. وقال بأنه ليس ملحدا وإنما يحاول فقط تطبيق التفسير العقلاني على الكتاب المقدس. كما انه يعترف بالأبعاد الأخلاقية الرفيعة والسامية للدين. ولكنه ينفي ما عدا ذلك من عقائد غيبية وطقوس وشعائر ومعجزات وخرافات.. ثالثا: الدفاع عن مشروعية الفلسفة والفكر الحر ضد هجمة الأصوليين الشرسة. ينبغي العلم بأنه حتى لحظة سبينوزا لم يكن أحد قد تجرأ على تطبيق المنهجية التاريخية واللغوية النقدية على التوراة والإنجيل. ولهذا انفجر كتاب سبينوزا كقنبلة موقوتة في عصره. كان يحمل في طياته شحنة تفكيكية وتحريرية هائلة لا تكاد تصدق. نقول ذلك على الرغم من انه كان يقول بأن الأديان إذا لم تسلم قيادها للمتعصبين القتلة فإنها تعلم نفس الحكمة ونفس القيم الأخلاقية التي يعلمها العقل والفلسفة ولكن بطريقة خيالية مجازية مزينة بالصور المحسوسة لكي تفهمها عامة الشعب. وبالتالي فلم يكن ضد الدين في المطلق وإنما ضد المفهوم المتعصب والطائفي للدين. وكان يقول أيضا: لو كان جميع الناس عقلانيين لاختاروا العيش داخل نظام ديمقراطي متسامح وعلماني. ولكن الشعب الذي يسيطر عليه اللاهوتيون لا يمكن أن يكون عقلانيا. ولهذا السبب ألف الكتاب لكي يثبت للجميع أن هناك تفسيرا آخر ممكنا للدين: هو التفسير العقلاني. وبدونه لا يمكن تشكيل مجتمع ديمقراطي عن طريق لجم العناصر الأصولية اللاعقلانية الهوجاء: أي التي تهيج الشعب عن طريق اللعب على وتر الغرائز التحتية والعصبيات الطائفية والمذهبية. ما الفرق بين عصر سبينوزا وعصرنا نحن؟
2- لكي يكون هذا الكلام متوازنا وعادلا ينبغي الاعتراف بان الفترة الاستعمارية أولا وكارثة فلسطين ثانيا سممت العلاقة بين العالم العربي الإسلامي والغرب أكثر من أي نطاق حضاري آخر.أقول ذلك وبخاصة أن استعمار فلسطين، أو ما يدعى بالاستيطان، لا يزال متواصلا حتى هذه اللحظة. وبالتالي فهناك مبررات موضوعية لهذا الحقد العارم على الغرب عندنا. هناك مبررات موضوعية لرفض التنوير وتراجع أسهمه لصالح التيارات الأصولية. ولا حيلة لنا بها. ما دامت قصة فلسطين نازفة لا يمكن لجماهيرنا أن تتقبل فلسفة الغرب أو حتى انجازاته الحضارية ما عدا التكنولوجيا بالطبع والأدوات الاستهلاكية. لا نستطيع حتى الآن أن نفرق بين الوجه المشرق للغرب والوجه المعتم الانتهازي الذي طالما ضحى بالمبادئ منذ استعمار الجزائر عام 1830. ومعلوم أن الحداثة مزدوجة الوجهين وليست بوجه واحد. هناك الوجه التحريري وهناك الوجه القمعي التوسعي الذي لا يشبع من الماديات. لهذا السبب يحاول فيلسوف مثل هابرماس مثلا أن ينقذ التنوير من الانحرافات التي تعرض لها على مدار القرنين الماضيين: أقصد يحاول عدم التضحية بالايجابيات بحجة السلبيات. ولكن هنا ندخل في فصل جديد هو نقد الحداثة أو بالأحرى نقد انحرافاتها وخياناتها. وهو موضوع يشغل فلاسفة أوروبا وأميركا منذ أكثر من نصف قرن. بل وربما كان يشكل اكبر مناقشة فلسفية في الغرب. فكما أن نقد الأصولية الدينية هو شغلنا الشاغل، فان نقد الحداثة أو العولمة الرأسمالية هو شغلهم الشاغل. لكني ركزت في هذا الكتاب على الأسباب الداخلية لفشل التنوير أكثر من العوامل الخارجية لسبب بسيط: هو أنها معروفة للجميع بل وتهيمن على الايديولوجيا العربية هيمنة طاغية وفي كثير من الأحيان ديماغوجية بل وحتى هلوسية- مرضية كما بين جورج طرابيشي في كتابه المشهور: المرض بالغرب. التحليل النفسي لمرض جماعي عربي. دار بترا. دمشق.2005
3- يقول احد البحاثة الفرنسيين اندريه سيرفييه في كتابه: الإسلام ونفسية المسلمين.فهم الدين والعقيدة المحمدية ما يلي: الشيء الذي يميز العربي وبالتالي المسلم هو الإيمان الراسخ الذي لا يتزعزع بتفوقه الفكري على الآخرين كل الآخرين. فبما انه عاجز بسبب جفاف روحه وفقر خياله عن أن يتصور وجود حالة أخرى غير حالته، أو صيغة أخرى للفكر غير فكره، فإنه يعتقد جازما بأنه توصل إلى الدرجة التي لا تضاهى من الكمال. انه يعتقد فعلا بأنه يمتلك وحده الإيمان الصحيح ، أو العقيدة الصحيحة، والحكمة الحقيقية. انه يعتقد بأنه وحده يمتلك الحقيقة. ولا أقصد بذلك الحقيقة النسبية القابلة للتعديل والتحسين والمراجعة باستمرار وإنما الحقيقة المقدسة الناجزة النهائية التي لا تقبل أي تحسين أو تعديل: أي الحقيقة الإلهية المطلقة. على الرغم من ان هذا الكلام قيل في سياق العهد الكولونيالي البغيض الا ان فيه نصيبا من الصحة. للمزيد من الاطلاع انظر: Andre Servier : L’islam et la psychologie des musulmans.Comprendre la religion et la mentalite mahometane.Paris.1923
4- كان جورج طرابيشي قد كرس كتابا كاملا لمعالجة هذه النقطة. انظر: المرض بالغرب. التحليل النفسي لعصاب جماعي عربي. دار بترا. دمشق. 2005. وانظر مراجعتي المطولة له في كتاب الانسداد التاريخي. لماذا فشل مشروع التنوير في العالم العربي؟ دار الساقي. 2007. ص 257 وما بعدها
5- سوف أعود إلى هذه اللحظة الحاسمة من تاريخنا بشكل مطول لاحقا. وذلك عندما سأستعرض بالتفصيل كيفية انتصار الحنابلة على كل المذاهب الأخرى في الإسلام: أي ليس فقط على الشيعة والمعتزلة وإنما أيضا على الحنفيين الاشاعرة بل وحتى الشوافع الاشاعرة الذين يمثلون التيار العقلاني داخل الإسلام السني. هذا بالطبع ناهيك عن التيار الفلسفي الذي سحق سحقا.
6- تحليل الأرثوذكسية سوف يرد في الفصل الثامن من هذا الكتاب من خلال استعراض أفكار الباحث التونسي الطليعي: عياض بن عاشور.
7- لأخذ فكرة سريعة عن المعركة الدائرة بين الأصوليين والحداثيين في روسيا او الصين انظر كتابنا: مخاضات الحداثة التنويرية. القطيعة الابيستمولوجية في الفكر والحياة. منشورات دار الطليعة. بيروت. ص325-334
8- انظر في آخر هذا الكتاب الفصل المخصص لعرض أطروحات عياض بن عاشور التي تحفر بشكل اركيولوجي عن الأصول العميقة للأرثوذكسية السنية.
9- انظر الفصل الرابع من هذا الكتاب والمكرس لاستعراض أطروحات المفكر والأديب التونسي عبد الوهاب المؤدب. فهو وحده الذي تجرأ على التحدث عن مرض الإسلام! وانظر عموما كتب جورج طرابيشي التي تمشي في نفس الاتجاه النقدي المستنير منذ سنوات عديدة والذي سبق المؤدب إلى التحدث عن مرض العصاب الجماعي الذي أصاب المثقفين العرب.. هذا بالإضافة الى كتب محمد الشرفي وعبد المجيد الشرفي ونصر حامد ابو زيد والعفيف الأخضر وشاكر النابلسي وشفيق ناظم الغبرا ومحمد عبد المطلب الهوني وآخرين عديدين. ولكن التساؤل المطروح هنا والمعبر عن نفاد الصبر يخص جيلنا بالدرجة الأولى أو بالأحرى الجيل الذي يليه مباشرة. انه يهدف إلى شحذ الهمم لا إلى تثبيط العزائم كما قد يتبادر للوهلة الأولى من طرحه المتطرف.
10- لا ريب في أن العصبيات الطائفية والمذهبية التي تمزق المشرق العربي حاليا هي أحد أسباب انخراطي الفكري سواء ككاتب أو كمترجم منذ سنوات عديدة. وعندي قناعة كاملة انه لا يمكن أن يحصل إصلاح سياسي بدون إصلاح ديني وفي العمق. وبالتالي فالإصلاح اللاهوتي أو التنوير الديني له الأولوية المطلقة. أقصد بالتنوير الديني هنا تسليط أنوار العلم والفلسفة على الدين وذلك من اجل التوصل إلى قراءة أخرى مختلفة تماما عن القراءة المتزمتة التي تهيمن علينا اليوم. وبالتالي فالهدف ليس القضاء على الدين في المطلق وإنما تفكيك التفسير التقليدي الموروث. بعدئذ سوف تتحرر السياسة العربية من لاهوت القرون الوسطى وفتاواه التكفيرية ومقولاته الفقهية التي عفى عليها الزمن. عندئذ يمكن فصل السياسة عن اللاهوت الطائفي المهيمن وكأنه حقيقة مطلقة. وبعدئذ يمكن تشكيل لاهوت ديني ليبرالي جديد كما فعلت المجتمعات الأوروبية المتقدمة المستنيرة كسويسرا أو فرنسا أو ألمانيا الخ..وبعدئذ يمكن تبني الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمواطن عن جد وليس بشكل ظاهري شكلاني من رؤوس الشفاه كما يفعل بعض المثقفين العرب إن لم يكن معظمهم. بعدئذ يمكن الفصل بين المتدين والمواطن: بمعنى أن كل متدين هو مواطن بالضرورة، ولكن ليس كل مواطن متدينا بالضرورة. وبعدئذ يمكن تحقيق الحرية الفكرية الكاملة في كل أنحاء العالم الإسلامي وليس فقط العربي. وهذا هو مشروع سبينوزا الذي لم يتحقق إلا بعد موته بقرنين أو حتى أكثر. وبالتالي فحتى لو لم يتحقق ذلك في مجتمعاتنا العربية إلا بعد موتنا بزمن طويل فينبغي أن نسير في هذا الاتجاه..
11- أرجو ألا يفهم من هذا الكلام أني أدافع عن الأنظمة البوليسية القمعية! فالواقع اني أدين بنفس القوة الجرائم الطائفية من أي جهة جاءت ودون أي استثناء. فلا توجد طائفية مقبولة وأخرى مرفوضة. ورد الفعل على هذه الأعمال الطائفية كان أيضا طائفيا في أحيان عديدة بل وإجراميا. وبالتالي فالإدانة تشمل هنا الجناح المتطرف والمتعصب في كلتا الجهتين. ومعلوم انه ينشأ أحيانا تحالف موضوعي بين المتطرفين القتلة. فهم يصبون الزيت على نار الأحقاد القديمة لكي يهيجوا الناس في كلا الطرفين على بعضهم البعض وتشتعل الحرب الأهلية. وهم لا ينتعشون إلا في مثل هذا الجو الموبوء المليء بالأحقاد التاريخية. وهكذا يتم تحييد الأغلبية الصامتة أو تخويفها في كلتا الجهتين. ويفشل عندئذ أصحاب النوايا الطيبة في التواصل مع بعضهم البعض بل ويُمنعون من ذلك عن طريق التهديد بأساليب مختلفة. هذا ما نشهده حاليا في العديد من البلدان العربية والإسلامية. وبالطبع فان الخارج المتربص يستغل كل ذلك لمصلحته من اجل تمزيقنا وتفتيتنا بقدر الإمكان. فهل نلومه على ذلك؟ الكارثة هي أن الجميع سائرون نحو الهاوية دون أن يدروا أو حتى وهم يدرون..وبالتالي فان التفكيك لا يصيب الفكر فقط وإنما الواقع ذاته أصبح يتفكك وينهار. ومنهجية التفكيك أصبحت ضرورية لفهم ما يحصل في العمق: أقصد عمق الواقع العربي والإسلامي. بعدئذ يجيء التركيب على أسس صحيحة، أسس أخرى غير السائدة حاليا والموروثة عن العصور الوسطى. انظر ما يحصل في اليمن حاليا من فواجع مرعبة. ما علاقة الاستعمار بها؟ لا شيء. إنها ناتجة عن الاستعمار الداخلي والقمع والكبت والتهميش لشرائح معينة من السكان. وبالتالي فعقلية القرون الوسطى هي المستهدفة بالتفكيك. وهذا ما قد يتراءى للقارئ من خلال كل هذا الكتاب.
12- أحيانا أشعر بالغضب من هؤلاء المثقفين السطحيين الذين يدعون اليسارية والتقدمية وهم في الواقع ضحايا إيديولوجيات استلابية أو مراهقات ثقافية لا علاقة لها بالواقع. إنها في واد والواقع المعاش في واد آخر. إني أفضل عليهم التقليديين الأصوليين لأنهم على الأقلّ يرشحون بالواقع حتى ولو من موقع طائفي. فهم على الأقلّ يتحدثون من موقع معروف كما أنهم صادقون مع أنفسهم وليسوا هجناء متذبذبين. وبالتالي فهم يحاربونك صراحة ومن مواقع واضحة لا لبس فيها ولا غموض. وتندلع بينك وبينهم عندئذ جدلية صراعية خلاقة تؤدي إلى حلحلة الأمور او إيضاح الإشكاليات لا إلى تمييعها كما يحصل مع أشباه المثقفين العرب..لاحظنا أثناء فورة الموجة الأصولية بعد انتصار الخميني وازدهار الحركات الإخوانية أن قسما كبيرا من هؤلاء المتمركسين "التقدميين" أو القوميين ركبوا الموجة فورا وانضموا إلى جحافل الأصوليين. وهذا اكبر دليل على مدى هشاشة ثقافتهم وتقدميتهم. لا داعي لذكر الأسماء فهي معروفة اللهم إلا إذا كانوا قد تراجعوا عن تهورهم بعد انكشاف الوجه الحقيقي للموجة السلفية الأصولية.
13- كل ترجماتي وشروحاتي وكتاباتي على مدار الثلاثين سنة الماضية كانت تهدف الى شيء واحد: بلورة قراءة أخرى للتراث العربي الإسلامي غير تلك التي تهيمن علينا في البيت والمدرسة والجامع وحتى الجامعة منذ مئات السنين. أصلا مشروع نقد العقل الإسلامي يعني بالدرجة الأولى تفكيك المقولات اللاهوتية والانغلاقات التراثية. وعلى هذا النحو نتوصل إلى صورة جديدة عن نشأة الإسلام وصعوده وشخصياته ومقولاته وكل التحولات التي لحقت به على مدار القرون. انها الصورة التاريخية الواقعية التي تختلف كثيرا عن الصورة التبجيلية أو التقديسية التي تربينا عليها منذ نعومة أظفارنا أيا تكن طوائفنا ومذاهبنا. وهذه الصورة التاريخية، أي الحقيقية، تصدم وعي المؤمن التقليدي للوهلة الأولى فيرفضها بعنف ويرى فيها انتهاكا للمقدسات. وذلك لأنها تمزق الصورة المثالية الفوق تاريخية التي رضعها مع حليب الطفولة. ولكن هذا التفكيك للصورة التقليدية الراسخة لا يعني إطلاقا احتقار العاطفة الدينية أو الاستهانة بها. كما ولا يعني أبدا ازدراء القيم الروحية والأخلاقية العليا للإسلام. على العكس تماما. فأنا أعتقد أن هذه القيم الروحية والمثل الأخلاقية لن تنكشف للأنظار إلا بعد تفكيك التراكمات التراثية التي تغطي عليها وتحجبها. جوهر الدين غائب في مجتمعاتنا عموما. وحدها قشوره وشكلياته السطحية هي المهيمنة.
14- أقصد بذلك أني أراجع كل الأفكار التي تلقيتها عن الإسلام في بيئتي وطفولتي ومدرستي على ضوء التحليلات العقلانية والفلسفية لكبار الباحثين المعاصرين الذين أقدم كتاباتهم أو أترجمها إلى العربية. وهكذا أعيش التاريخ مرتين: مرة تخص الماضي البعيد ومرة تخص الحاضر الباريسي الراهن. وعلى هذا النحو أكتشف الفرق بنوع من الدهشة والمتعة بين ما تعلمته في الماضي عن طريق الأب والتراث وبين ما يقوله العلماء المعاصرون عن نفس القضايا والمشاكل. وعلى هذا النحو أيضا يتاح أن أقارن بين الصورة التبجيلية واللاتاريخية للتراث، وبين الصورة الواقعية التي يتوصل إليها العلماء عن طريق تطبيق منهجية النقد التاريخي. وهذا يجبرني في كل مرة على الدخول في صراع مع نفسي لكي أتخلى عن الصورة القديمة التي رسخت في ذهني أيام الطفولة وأحل محلها الصورة الجديدة التي يقدمها كبار المفكرين المعاصرين سواء بلاشير أو أركون أو جاك بيرك أو أرنالديز أو جوزيف فان ايس أو مكسيم رودنسون الخ. انها فعلا عملية تحليل نفسي لأنها تجبرك على النزول إلى أعماق أعماقك في كل مرة لكي تنبش الماضي وتتذكر كيف زرعوا فيك كل التصورات العذبة والمثالية والأسطورية أيضا عن كيفية ظهور الإسلام وشخصية النبي وعلي بن أبي طالب والصحابة والأئمة الخ..مثلا من يستطيع ان يتحمل المقارنة بين الصورة التبجيلية/والصورة التاريخية؟ من المعلوم أن ارنست رينان تعرض للتهديد وإيقاف دروسه في الكوليج دو فرانس لأنه طبق المنهج التاريخي على شخصية يسوع وكشف عن الفرق بين الصورة التاريخية/والصورة التبجيلية التقديسية. ولا يعني ذلك انه نال من عظمة المسيح على الإطلاق، ولكنه من خلال البحث التاريخي توصل إلى إنسانيته او تاريخيته او واقعيته. وهذا شيء يصدم بعمق المؤمن التقليدي. وقل الأمر ذاته عن شخصية النبي او على ابن أبي طالب او عمر او أبي بكر الصديق أو سواهم في الجهة الإسلامية. فعندما تظهر السيرة التاريخية المحضة سوف تصطدم حتما بالصورة التبجيلية او التقديسية الراسخة. وربما أثارت مظاهرات في الشوارع او تفجيرات لدور النشر او اغتيالات للمؤلفين والباحثين الخ. عن هذا الاصطدام او الاحتكاك بين كلتا الصورتين تنتج شرارة التنوير. وهذا ما علمنا إياه ديكارت أيضا عندما راجع كل يقينياته السابقة وغربلها غربلة لا هوادة فيها كما سيرد ذكره لاحقا. بهذا المعنى فانه هو مؤسس التحليل النفسي بالمعنى المعرفي العميق للكلمة قبل فرويد. وبهذا المعنى فان توصلك الى المعرفة الجديدة المضيئة لتراثك لا يمكن ان تحصل إلا بعد ان تعرف تجربة التمزق وآلام الانفصال..أقصد الانفصال عن كل ما شكلك منذ نعومة أظفارك عندما كنت لا تزال غضا طريا بعمر الورد..وهو ما لا يزال يرفضه المسلمون عموما حتى هذه اللحظة. ولذلك فان النهضة العربية لا يمكن أن تنطلق. إنهم لا يدركون أن المعركة الحقيقية ستكون مع الذات وتراكماتها قبل أن تكون مع الآخر. وعن هذه المعركة الطاحنة للذات مع ذاتها سوف ينبثق النور..
15- وهذا هو السبب الذي دفعني إلى تأليف كتاب: مدخل إلى التنوير الأوروبي. منشورات رابطة العقلانيين العرب ودار الطليعة في آن معا. ولكن هذا الكتاب ليس إلا قطرة في بحر التنوير أو خطوة أولى على الطريق الطويل..لإدراك معنى التنوير يكفي أن تقارن بين الصورة التاريخية التي قدمها فلاسفة أوروبا عن شخصية المسيح او عن الفترة البدائية الأولى للمسيحية وبين الصورة التبجيلية أو الأسطورية التي يتعلق بها المؤمن التقليدي في الكنائس أو البيوت الخ..نفس الشيء ينطبق على تراث الإسلام. قارن فقط ولو للحظة بين ما يقوله الشيخ يوسف القرضاوي مثلا وما يقوله محمد أركون عن نفس الموضوعات الدينية. وكذلك قارن بين الكتب التقليدية العديدة المنشورة في العربية عن ظهور الإسلام والقرآن والنبي محمد الخ وبين السيرة التاريخية التي قدمها كبار المستشرقين كبلاشير ورودنسون ومستشرقو الألمان عن نفس الموضوعات. هذا هو التنوير: انه يعني الانتقال من تدين القرون الوسطى إلى تدين العصور الحديثة. انه يعني الانفصال عن الذات التراثية. وما أصعب الانفصال! ولا يعني الإلحاد بالضرورة. بالطبع هناك تنوير الحادي مادي محض. ولكن هناك تنوير إيماني أيضا. وهناك فلاسفة كبار مؤمنون. انظر غابرييل مارسيل مثلا أو بول ريكور الذي سنتعرض لبعض أفكاره لاحقا. لاحظ أن الكتب التي تتحدث عن يسوع المسيح او ظهور المسيحية بطريقة علمية تاريخية لا تعد ولا تحصى في الفرنسية او الانكليزية او الألمانية او بقية اللغات الأوروبية. هذا في حين أنها شبه معدومة فيما يخص الإسلام والنبي محمد في اللغة العربية وكل اللغات الإسلامية الأخرى من فارسية او تركية او أوردو باكستانية..هذه الظاهرة بحد ذاتها هي اكبر دليل على مدى تقدمهم وتأخرنا.
16- ولكن يبقى صحيحا القول بأن التيار السلفي الوهابي التكفيري هو أخطر التيارات في الإسلام وأشدها عنفا وظلامية. وهو المستهدف بالتفكيك من قبل كل باحثي العالم حاليا.
17- هناك ذكرى من طفولتي أخشى أن أرويها لكيلا أثير القهقهة والضحك أكثر مما يجب. كان والدي دائما يحذرني من منكر ونكير اللذين سيزورانني في القبر بمجرد أن أموت ويدفنونني. وهما عادة يزورانك للاستجواب الأول قبل أن تصل إلى وقفة الحشر أو يوم الحساب والاستجواب الثاني الأعظم على الحسنات والذنوب.. وكنت طفلا صغيرا تملؤه هذه الحكايات بالوساوس والرعب واليقين المطلق بصحتها في ذات الوقت. وكنت أتساءل متحيرا: كيف يمكن أن يستجوبانني وأنا في القبر تحت الأرض. ألا تكفيني ملاحقات في حياتي حتى ألاحق بعد موتي؟ وهل سأنتقل من كابوس إلى كابوس؟ وما هذا التدين المظلم البائس؟ وكنت أشعر برعب لا يوصف.وحتى الاسم منكر ونكير أرعبني فعلا. وحتى عزرائيل كنت أخاف منه خوفا شديدا بعد أن وصفوه لي. وأتذكر أني عندما كنت طفلا صغيرا خلا البيت مساء من الجميع فجأة لسبب أجهله وبقيت لوحدي في الفراش تحت الغطاء على أهبة النوم. وفجأة خطر على بالي سيدنا عزرائيل فأحسست برعب شديد وقلت هو حتما اغتنم فرصة غياب الجميع لكي يقبض روحي. بل ورأيته يقف على عتبة الباب بلحيته البيضاء الطويلة التي تشبه لحية جدي الذي لا أعرفه. وكانت على وجهه ابتسامة لطيفة. ثم راح يتقدم شيئا فشيئا نحوي. وعندئذ بلغ بي الرعب أقصاه فرحت أغمر رأسي كلها بالفراش لكيلا أراه. ومن كثرة ما غطيت رأسي وغمرت نفسي تحت اللحاف كدت أختنق وما عدت بحاجة إلى عزرائيل لكي يقبض روحي.. وهناك قصة أخرى. في أحد الأيام كان عندنا شخص من العوام فراح والدي الشيخ يشرح له شؤون الدين ثم روى له قصة أرعبتني. أو ربما قرأتها في أحد الكتب القديمة، ربما عند الطبرسي، لم أعد أتذكر بالضبط. ومفادها أن احد الشيوخ الكبار دفن وهو حي بعد أن ظنوا انه مات فاستيقظ في القبر ليلا وراح يتخبط ويحاول بكل جهده أن يرفع طبقات التراب والحجارة عن نفسه لكي يخرج من القبر . ولكن عبثا. أو ربما خرج في نهاية المطاف بقدرة قادر لأنه من أولياء الله الصالحين. هذه القصة الكابوسية انغرست في ذهني إلى درجة أني لا أستطيع التخلص منها حتى الآن. إنها تشكل أكبر رعب في حياتي. وأصبحت واثقا انه سيحصل لي نفس الشيء لا محالة. وبالتالي فيا لرعب الرعب!..ماذا سأفعل إذا لم يتأكدوا من موتي نهائيا. ولذلك قررت ألا أدفن على الإطلاق. سوف تكون وصيتي هي الحرق ثم رمي الرماد في بستان من الزهور والعشب أو على ضفاف الأنهار إذا أمكن. أما القبر؟ معاذ الله. فماذا لو استيقظت فيه وأنا تحت كل هذه الأكوام المتراكمة؟ أنا واثق أني سأستيقظ بعد الموت لأنهم سيتوهمون أني مت ويستعجلون في دفني مثلما فعلوا مع ذلك الشيخ الجليل الذي لم أعد أتذكر اسمه. ولكن كابوسه يلاحقني حتى هذه اللحظة. من هنا رعبي من كل الأماكن المغلقة والقبور. من هنا الطابع الكابوسي المرعب لطفولتي. وماذا لو أكلني الدود؟ وهو سيأكلني حتما. لا لن يكون لي قبر أيها السادة.سوف أموت على مذهب الهندوس الذين يحرقون حتى عظماءهم من أمثال غاندي ونهرو.. فالحرق هو الذي يطهر الأرض منا جميعا، من كل هذه الأجساد. الحرق هو مطهرة حقيقية. لذلك أعجبت بادوارد سعيد عندما سمعت بأنهم حرقوه بعد موته فتحول إلى رماد..رويت هذه القصة لكي أبرهن على أن التدين القروسطي مرعب فعلا. وقد تربيت عليه منذ نعومة أظفاري. قارن بينه وبين التدين المسيحي في أوروبا، هذا التدين المبتسم المتفائل الحر الخالي من كل الإكراهات القمعية والصور الإرهابية التي لا يمكن ان يعلموها للأطفال. عندئذ تعرف معنى القطيعة الابيستمولوجية التي تفصل بين العصور..آية لا إكراه في الدين تطبق في أوروبا لا في العالم العربي أو الإسلامي..ولهذا السبب اعتبرت أن مجيئي إلى أوروبا بمثابة حظ كبير لا يكاد يصدق. انه يشبه الخروج من القبر. أكاد أقول بأن العالم الإسلامي كله مقبور الآن تحت ركام من التصورات القروسطية والكوابيس العقائدية وعذاب القبر وأفكار الخوف والرعب التي تمنعه من التحرر والانطلاق. فمتى سنخرج من هذا القبر الجماعي لكي النور لأول مرة ونتنفس الهواء الطلق؟ متى سنفهم الدين بطريقة أخرى مختلفة تماما أو حتى معاكسة؟ وحده المعري العظيم نجاني من كل هذه التصورات الكابوسية المقدسة عندما قرأت رسالة الغفران ووجدته يسخر منها بطريقة فنية، فلسفية، عبقرية، لا نظير لها..ألق نظارتيك ما أنت أعمى انما نحن معشر العميان! شكرا لنزار قباني حتى ولو كان يقصد طه حسين. ولكن ألم يكن يقصد من خلاله المعري أيضا؟ وشكرا لبدوي الجيبل أيضا: أعمى تلفتت العصور فلم تجد نورا يضيء كنوره اللماح من كان يحمل في جوانحه الضحى هانت عليه أشعة المصباح المجد ملك العبقرية وحدها لا ملك جبار ولا سفاح..
18- هو: مخاضات الحداثة التنويرية.القطيعة الابيستمولوجية في الفكر والحياة. دار الطليعة.بيروت.2008
19- انظر ما سأقوله عن ديكارت بعد قليل وكيف انه عانى تجربة تفكيك يقينياته الأولى التي ورثها عن البيت والعائلة ومدرسة القرون الوسطى والكنيسة..ولكني إذ أقول هذا الكلام لا أقصد إطلاقا بان الدين سينتهي وإنما سيبقى منه الجوهر: أي القيم الروحية والأخلاقية العليا. كل ما عدا ذلك من حشو وتعصب مذهبي أو طائفي سوف ينتهي يوما ما مثلما انتهى في البلدان المتقدمة في أوروبا. وبالتالي فليس التدين الروحاني العالي هو المستهدف بالتفكيك وإنما التدين المؤدلج والموظف لخدمة العصبيات والانغلاقات ونبذ الآخرين. ينبغي العلم بان سبينوزا لم يحارب الدين في المطلق وإنما احتفظ منه بالجوهر الصافي أيضا وقال بان الدين هو المعاملة الأخلاقية والإنسانية ليس إلا. وبالتالي فمرة أخرى أقول بأني لا أقصد إطلاقا النيل من قداسة الدين أو من عظمة الدين. ولا أقول ذلك خوفا من أحد وإنما عن قناعة. ولكني أعتقد في ذات الوقت انه لا يمكن أن يفهم على حقيقته ويأخذ كل أبعاده إلا على ضوء عظمة الفلسفة وأنوارها الساطعة. وخطورة الأمر في الساحة الإسلامية هي أن الدين انفصل عن الفلسفة أو قضى عليها منذ إدانة الغزالي وكبار الفقهاء الآخرين لها قبل ألف سنة. أما في أوروبا فان الدين والفلسفة يمشيان جنبا إلى جنب ويتفاعلان مع بعضهما البعض وينتج عن ذلك تدين روحاني وعقلاني مستنير. في الجامعات الألمانية مثلا كلية اللاهوت وكلية الفلسفة يقفان إلى جانب بعضهما البعض. هل يمكن أن نتخيل كلية الشريعة وكلية الفلسفة إلى جوار بعضهما البعض في الجامعات العربية؟ ثم بالأخص: هل يمكن تدريس الدين بطريقة تاريخية عقلانية فلسفية لا غيبية خرافية كما يفعل المعهد الكاثوليكي في باريس مثلا؟ يروي البابا الحالي وهو مطلع كبير على تاريخ الفلسفة انه عندما كان أستاذا في كلية اللاهوت بالجامعة الألمانية كان أساتذة الفلسفة يجيئون أحيانا لمناوشته واستفزازه قائلين: عجيب أمرك.أنت مختص بموضوع أو شيء لا وجود له: أي الله! أنت تضيع وقتك في غير طائل. وكان يضحك من كل أعماقه عندما يسمعهم يقولون له هذا الكلام. لم يكن يشتمهم ولا يكفرهم وإنما كان يناقشهم ويحاججهم بكل طيبة أخوية.. هذه الحرية الفكرية هي التي نحسدهم عليها: حرية أن تؤمن أو لا تؤمن. فالإيمان لا يفرض من فوق او بالقسر والإكراه. وإذا ما فرض فلا معنى له ولا أهمية. هذا ما قاله المجمع الكنسي الشهير باسم: الفاتيكان الثاني. بعد ألفي سنة من المقاومة والرفض اعترفت الكنيسة الكاثوليكية أخيرا بالحرية الدينية المطلقة، حرية الضمير والمعتقد. بعد ان قاومت الحداثة طيلة قرون عديدة تراجعت وغيرت موقفها. وهنا يكمن شرفها وعظمتها. وهذا يعني ان التطور ممكن حتى في الشؤون العقائدية وعلم اللاهوت. وبالتالي أرجوكم كفوا عن اتهامنا بالمس بثوابت الأمة! إذا كان فقه القرون الوسطى هو ثوابت الأمة فاني أقول لكم بانه ليس ثابتا ولن يدوم وإنما سيتعرض للتفكيك حتما. ولن يبقى منه الا ما هو صالح وقادر على التأقلم مع روح العصور الحديثة وفلسفة حقوق الإنسان.
20- اذ أقول هذا الكلام فهذا لا يعني إطلاقا أني أدين والدي وطفولتي كليا. فلم تكن مظلمة بشكل كامل وان اتشحت بالسواد بعد فاجعة أمي وموقفه اللامسؤول الذي لا أستطيع أن أغفره له مهما حاولت. انه يكشف عن استقالة العقل الديني او تفريغه من البعد الإنساني بسبب سيطرة اللاهوت الظلامي عليه. فرجل الدين يعتقد أن كل شيء مباح بالنسبة له لمجرد انه رجل دين يمثل ظل الله على الأرض! والمرأة لا تساوي شيئا بالنسبة لرجل الدين التقليدي. إنها مجرد أداة ليس إلا. هنا تكمن خطورة الشيخ اللاهوتي الذي يعتقد بان الله يغطي على كل تصرفاته وتجاوزاته لأنه يصلي ويصوم ويعظ الناس ويلهج بآيات القرآن صباح مساء..وتحت هذه الغطاء اللاهوتي يستطيع أن يفعل ما يشاء .. . عندما يكون الله "وراءك" يحل لك كل شيء.. انه يعطيك ثقة مطلقة بنفسك وبما تفعله ولا تعود تشك لحظة واحدة في صحة أعمالك أو عدم صحتها. وعندئذ قد ترتكب الجرائم دون أن تشعر..فأنت رجل الله الذي يحاسب الناس وليسوا هم الذين يحاسبونك. والله سيغفر لك كل شيء لأنك مؤمن متدين تصوم وتصلي وتقرأ القرآن الخ. وبالتالي فالثقة أو قل الطمأنينة الراسخة الناتجة عن الدين سلاح ذو حدين. فقد تكون ايجابية جدا إذا ما استنارت بضوء العقل. ولكنها عندما تطغى وتزيد عن حدها قد تتحول إلى عصبية عمياء. كما ويتحول صاحبها عندئذ إلى طاغوت باسم الله. انظر تصرفات رجال الدين في كلتا الجهتين الإسلامية والمسيحية. انظر كيف انحرفوا عن مبادئ الإنجيل في القرون الوسطى الأوروبية مثلا. وانظر كيف ينحرفون عن المبادئ الأخلاقية والروحانية للإسلام والقرآن حاليا. سوف أتحدث عن هذه النقطة أكثر من مرة على مدار الكتاب. ولكن ينبغي الاعتراف باني كنت أحب الدين في طفولتي وان التربية الدينية او القرآنية الأولى التي تلقيتها على يد والدي غرست في نفسي حب الأخلاق والتعلق بالمثاليات . كان هناك فضاء روحاني حقيقي في البيت وقد غمرت به غمرا. القرآن الكريم مليء بعبارات التنزيه والتعالي التي تحذر من الاغترار بالدنيا والمنافع العاجلة كالآية التالية مثلا: وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور. وهي ترد عدة مرات بصياغات مختلفة ومتشابهة. وكذلك التركيز على مفهوم الحق والعدل والخير. كل هذا وارد بقوة في القرآن: فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره. ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره. وأعترف لوالدي بالفضل في ترسيخ هذه القيم الأخلاقية الأساسية في نفسي بالإضافة إلى كره الكذب أو السرقة أو سوى ذلك. كان يقول لي مثلا: عندما تمد يدك لكي تسرق شيئا من حقل الجيران فان الله في أعلى السماء يراك ويراقبك. كل هذا صحيح. وكل هذا بقي في أعماقي ولست مستعدا لتفكيكه او التخلص منه. ولكنه أحيانا كان يتخذ طابعا قمعيا ويشلك شللا..بل ويشعرك بالذنب حتى دون أن ترتكب ذنبا..مشكلتي هنا وليسمح لي القارئ بهذا الغرور المنتفخ هي نفس مشكلة مارتن لوثر، مؤسس البروتستانتية. لهذا السبب قرأت عنه عشرات الكتب وسودت مئات الصفحات وسوف أخرجها في كتاب لاحقا. وبالتالي فهناك قيم روحية جوهرانية أخلاقية في الدين لا تنكر. أنا لا أريد القضاء على الدين في المطلق كما يتوهم بعضهم. ولكن الشيء المزعج في تدين القرون الوسطى الذي تربيت عليه والذي يسود المجتمع كله: هو الطابع المذهبي والطائفي الضيق الذي يقيم الجدران العازلة والكراهية بين أبناء الوطن الواحد. هذا بالإضافة الى طابع الخوف والتخويف وقتل الشخصية. فمن تربى في بيئة شيعية مثلا يعتقد انه يمتلك الحقيقة المطلقة وان السنة خرجوا على الإسلام لأنهم لم يعترفوا بحق علي في الخلافة وهضموا حقوق آل البيت الخ..ومن تربى في بيئة سنية يعتقد العكس تماما: وهو أن الشيعة بكل فرقهم خارجون على الإسلام، وزنادقة وهراطقة الخ لان الإسلام الصحيح هو الإسلام السني فقط..وقس على ذلك. هذه التربية الطائفية المذهبية هي التي ينبغي تفكيكها لكي تنهار الجدران التي تفصل بيننا..ومن ابتدأ بنفسه فما ظلم..وقل الأمر ذاته عن الانقسام الإسلامي/المسيحي. فالمسيحيون العرب يعانون أيضا من نفس الشيء. هناك ذكرى مرعبة لا تزال عالقة في نفسي عن الموضوع حتى الآن. كنا في ثانوية مدينة جبلة الساحلية الصغيرة. وعندما كان يدخل أستاذ التربية الدينية أو حتى قبل أن يدخل بلحظات كان الطلاب المسيحيون يخرجون من الصف بهدوء شديد، وأكاد أقول خلسة، لكيلا يراهم أحد. ثم يتجولون في الخارج أو في باحة المدرسة ساعة كاملة حتى يكون قد انتهى درس التربية الدينية وبعدئذ يعودون.. هذه الحادثة التي كانت تبدو شبه طبيعية وقتها بالنسبة لنا اتخذت بمرور الزمن معنى آخر بالنسبة لي. لقد اتخذت معنى أخطر بكثير مما كنت أتصوره. انها مدخل للحروب الأهلية أو ترسيخ التفرقة الطائفية على الأقلّ. يضاف إلى ذلك انه كانت تحصل أحيانا توترات بين الطلبة العلويين والأستاذ نفسه لأنه يركز على عمر أكثر من علي مثلا، أو على عائشة أكثر من فاطمة، الخ..كل هذه الحوادث وغيرها كثير حسمت مساري الفكري وهي التي جعلتني أنخرط في خط التنوير لاحقا وبكل قوة. أعتقد شخصيا أن برامج التعليم بحاجة إلى تغيير جذري وكذلك الثقافة العامة المحيطة. نعم التنوير على الأبواب أو ينبغي أن يكون. ينبغي أن نجد حلا لمشكلة مادة التربية الدينية لكيلا تصبح أداة للتفرقة بين المواطنين. ولكن كيف؟ هذا هو السؤال المطروح على المخططين لبرامج التعليم في البلدان العربية والإسلامية. هناك طريقة أخرى لتعليم الدين غير الطريقة القروسطية: إنها طريقة تاريخية، علمية،فلسفية. ولكن لا وجود لها إلا في البلدان المتحضرة كفرنسا أو سويسرا أو انكلترا الخ..فما العمل؟ هل نلغي مادة التربية الدينية من المدارس العامة للدولة باعتبار أن الدولة ينبغي أن تكون لكل المواطنين وليس لفئة واحدة مهما بلغ عدد أفرادها. بانتظار أن يحصل التنوير أو الفهم الفلسفي لا الطائفي للدين، لا حل ولا خلاص..بانتظار ذلك ينبغي الاعتراف بان للأغلبية الدينية أو المذهبية حقوقا موضوعية لا بد من الاعتراف بها بل وتفرض نفسها بحكم الأمر الواقع. وأنا شخصيا لا تزعجني كثيرا بشرط أن تفرض نفسها بطريقة مرنة، ذكية، متسامحة نسبيا، لا بطريقة فجة وتكفيرية وعدائية واحتقارية ضد الآخرين.
21- وحتما لو لم أجئ إلى فرنسا لما استطعت أن أفعل ذلك. كان ينبغي أن تتعرف على لغة أجنبية حديثة تحتوي على مختلف أنواع العلوم والفلسفات لكي تستطيع أن تتحرر من ذاتك، من كل ما شكلك منذ نعومة أظفارك. لكي تفهم تاريخ الإسلام حقا ينبغي أن تخرج من كل البلدان العربية والإسلامية. ينبغي أن تخرج جغرافيا ولغويا ونفسيا أيضا. كل هذه المسافات ضرورية لكي تفهم نفسك او تراثك على حقيقته. لا توجد في اللغة العربية مراجع كافية لكي تفهم التراث العربي الإسلامي بطريقة علمية وتاريخية جادة ومسؤولة. أكاد أقول بان المثقف الذي لا يتقن إلا اللغة العربية أصبح شبه أمي الآن! يؤسفني ان أقول هذا الكلام ويحز في نفسي. ولكن هذه هي الحقيقة. الكتب الاستشراقية الكبرى التي تسلط أضواء المنهج التاريخي على تراث الإسلام موجودة في اللغات الأوروبية الحديثة كالألمانية والفرنسية والانكليزية وليس في اللغة العربية. إنها ممنوعة في العربية حتى الآن في قسم كبير منها على الأقلّ. أحيانا أقول بيني وبين نفسي: لو لم أخرج إلى الغرب وأعش تجربة أوروبا لكنت قد عشت ومت دون ان أفهم شيئا..كنت قد مررت في هذا العالم مرور الكرام..كان قد فاتني كل شيء تقريبا..اكبر جريمة ترتكب الآن في حق الثقافة العربية والأجيال العربية الراهنة والمقبلة هي عدم وجود مركز قومي عربي للترجمة الشاملة: أي لنقل كل فتوحات العلم والفلسفة إلى لغتنا العربية. ما معنى أن تعيش وتموت دون أن تستمتع بأنوار العلم والفلسفة؟ ولا أستثني من ذلك بالطبع فلسفة الدين بل أضعها في المقدمة. فدين بدون فلسفة يؤدي غالبا إلى الانغلاق، فالظلامية العمياء..وهنا تكمن مشكلتنا الأساسية. هنا يكمن الداء العضال. من سيترجم ثلاثية هانز كونغ عن المسيحية واليهودية والإسلام لكي نعرف معنى التداخل التفاعلي أو الجدلية الخلاقة بين الدين والفلسفة؟
22- هذا يعني أن مشكلتي كانت دائما هي تدين العصور الوسطى واللاهوت الطائفي القديم وليس الدين في المطلق. إني أعترف بقداسة الدين وعظمة الدين وسمو الدين ولكن بشرط أن يكون مفرغا من هذا الجو المظلم المكفهر ومن تلك العصبيات الطائفية والمذهبية بالذات. الدين المسيحي في أوروبا أصبح محببا إلى النفوس لأنه فُرغ من شحناته الطائفية وطابعه القمعي ومحاكم التفتيش بعد التعزيل الهائل والتفكيك النقدي الرائع الذي قام به فلاسفة الأنوار الأوروبية. أما قبل ذلك فقد كان قمعيا، قسريا، إكراهيا، قروسطيا، متجهما، تماما كما هو عليه الحال عندنا اليوم. أنا واثق ان الإسلام سوف يسترد عافيته وسمعته الكبرى وروحانيته المشرقة بعد المرور بالمرحلة التنويرية ولكن ليس قبلها. هناك عملية جراحية سوف تحصل في السنوات القادمة ولا أحد يعرف مدى حجمها وأبعادها. بعد هذه العملية الجراحية الخطيرة والدقيقة سوف يفرض الإسلام احترامه على العالم أجمع. يعجبني بهذا الصدد الكتاب الذي أصدره المفكر الفرنسي اريك جوفروا تحت عنوان: الإسلام سيكون روحانيا أو انه سينقرض. منشورات سوي. 2009. بمعنى أن الإسلام إذا لم يقطع علاقته بالتسييس المباشر والعنف والتعصب والأصولية الطائفية الحاقدة على العالم أجمع فانه سوف يفقد مصداقيته ولن تكون له مكانة في عالم الغد. وذلك لان كل القيم الأخلاقية والتنزيهية والروحانية التي صنعت مجده في القرون الأولى أصبحت الآن مطموسة ومنسية بعد أن تحول إلى مجرد أداة حرب أو ايديولوجيا جهادية او فتاوى فقهية تكفر ثلاثة أرباع البشرية على الأقلّ! انظر: Eric Geoffroy :L’islam sera spirituel ou ne sera plus.Seuil.2009
23- انظر قصة نصر حامد ابو زيد في الكويت مؤخرا وكيف استطاع السلفيون إخافة الحكومة نفسها ومنعه من دخول البلاد لإلقاء محاضرة..أليس هذا دليلا على مدى الهيمنة الطاغية لرجال الدين في العالم العربي والإسلامي كله؟ انظر إلى كيفية جذبهم لملايين المشاهدين على شاشة الفضائيات حيث يصولون ويجولون ويقولون كلاما لا معنى له عن الدين: أي كلاما مناقضا لحقائق التاريخ والعلم والمنطق. قارن بين كلامهم وكلام كبار اللاهوتيين المسيحيين في الغرب تجد العجب العجاب. مسافة بين السماء والأرض. هنا يأخذ رجل الدين معطيات الحداثة والفلسفة العقلانية بعين الاعتبار قبل أن يفتح فمه ويقول كلمة واحدة عن الدين. أقول ذلك وأنا أفكر بعلماء لاهوت من أمثال البروتستانتي كارل بارت أو رودولف بولتمان صاحب نظرية نزع الأسطرة عن النصوص المقدسة أو الأب ايف كونغار، أو الأب دومينيك شينو صاحب كتاب: مأساة الفلسفة الإنسانية الإلحادية، حيث يناقش بكل تمكن واقتدار نظريات كبار فلاسفة الحداثة من أمثال فويرباخ وماركس واوغست كونت ونيتشه وسارتر..أين هو رجل الدين المسلم الذي يستطيع ان يناقش ولو كتابا صغيرا في الفلسفة؟ أصلا الفلسفة محرمة وممنوعة منذ ايام الغزالي وابن تيمية بحجة انها كفر يبعد عن الله والدين. وفي المجتمعات العربية المحافظة لا توجد كليات لتعليم الفلسفة. توجد فقط كليات الشريعة والمعاهد التقليدية التي تحشو ذهنك حشوا باليقينيات القطعية إن لم نقل العدوانية. أما في الغرب فتعتبر الفلسفة ضرورية ومشروعة من اجل تعيمق فهم الدين وتنويره من الداخل. انظر فلسفة الدين وكل المراجع المتعلقة بها. وهنا تكمن إحدى المناقشات الكبرى في الغرب حاليا: أقصد مناقشة العلاقة بين الدين والفلسفة، أو العلم والإيمان. وهي مناقشة شبه ممنوعة في العالم الإسلامي لان الدين يفرض نفسه من فوق بشكل ساحق ماحق ويعتبر الفلسفة في أحسن الأحوال خادمة للفقه أو لعلم اللاهوت: أي كما كان يحصل في أوروبا إبان العصور الوسطى. للمزيد من الإطلاع انظر: القاموس النقدي لعلم اللاهوت.تأليف جان-ايف لاكوست.المطبوعات الجامعية الفرنسية.2007. Jean-Yves Lacoste :Dictionnaire critique de theologie.P.U.F.Paris.2007 عندما تقرأ هذا الكتاب او سواه تكتشف ان أوروبا متفوقة علينا ليس فقط في مجال التكنولوجيا او العلم والصناعة وانما أيضا وبالدرجة الأولى في مجال علم الدين والله: أي اللاهوت. وانظر الرسالة البابوية التي كتبها البابا يوحنا بولس الثاني عن موضوع: الايمان والعقل. فهو يطرح الموضوع من وجهة نظر تاريخية ويناقش برصانة كبار فلاسفة الماضي والحاضر. وقل الأمر ذاته عن البابا الحالي الذي يعرف كل تاريخ الفلسفة منذ اليونان وحتى كانط وهيغل الخ..هل يستطيع الشيخ يوسف القرضاوي أن يستشهد باسم فيلسوف واحد على مدار التاريخ بشكل جدي؟ هل يعرف شيئا عن تاريخ الفلسفة العربية الإسلامية هذا ناهيك عن الأوروبية؟ هنا يكمن مرض العالم الإسلامي: تخمة في العلوم الدينية التقليدية، ونقص هائل أو حتى جوع مريع في مجال الفكر العقلاني والفلسفي.
24- اطلعت مؤخرا على كتاب رائع عن المعارك الفكرية المرعبة التي خاضها فلاسفة أوروبا في العصور الوسطى ليس من اجل الخروج من الدين وإنما من اجل التوصل إلى فهم عقلاني ومستنير للدين. ومعظمهم كانوا يشتغلون بالسر آنذاك، كانوا ملاحقين بل ومهددين في حياتهم الشخصية. البعض مات مسموما، والبعض الآخر بطعنة خنجر من أحد المتعصبين بشكل أعمى. نذكر من بينهم ذلك المفكر الرائع سيجر البراباني تلميذ ابن رشد وأستاذ علم اللاهوت المسيحي في القرون الوسطى. فعندما شعر بان مطران باريس ومحاكم التفتيش قد ابتدأت تهتم به وتسأل عنه هرب الى ايطاليا. ولكنهم استطاعوا هناك أن يصلوا إليه ويقتلوه على الرغم من انه كان مسيحيا مؤمنا ولم يكن ملحدا على الإطلاق. ولكنه كان يحب الفلسفة أيضا على طريقة ابن رشد وأرسطو. كان يريد التوفيق بين الدين والفلسفة مثلما فعل ابن رشد في كتابه الشهير: فصل المقال فيما بين الحكمة والشريعة من الاتصال. في ذلك الوقت كان فلاسفة العرب هم أساتذة أوروبا. لا أعرف لماذا لم تنل قصة استشهاده نفس الشهرة التي نالتها قصة غاليليو. فهي لا تقل عنها خطورة وأهمية. ولكن دانتي العظيم انتقم له فوضعه في مرتبة عليا في الجنة إلى جانب البير الكبير وتوما الاكويني. وتحدث عنه كنور يضيء العصور.. يخيل إلي أن العالم الإسلامي يعيش نفس الفترة حاليا: أي على ذلك الحز الفاصل بين أواخر العصور الوسطى وبدايات عصر النهضة. نحن لم نصل بعد حتى الى عصر النهضة، فما بالك بعصر التنوير الذي جاء بعده بمائتي سنة؟ عنوان الكتاب الذي يروي حياة هذا المفكر على هيئة قصة مشوقة جدا بل وتقريبا بوليسية هو التالي: البابا والمطران والفيلسوف. تأليف: الكسندر دوروزينسكي.منشورات شيرش ميدي. باريس. 2008. Alexandre Dorozynski : Le pape’ l’eveque’ et le philosophe.Cherche Midi.Paris.2008 من يقرأ هذا الكتاب وكتبا أخرى غيره يعرف كم دفع مفكرو أوروبا الثمن باهظا قبل ان يفككوا الأصولية المسيحية ويتحرروا من الإرهاب اللاهوتي الذي كان يحاصرهم من كل الجهات. لقد كانوا يعيشون نفس الحالة التي يعيشها المثقفون العرب حاليا. فلكي تفكر بحرية ينبغي أن ترحل إلى الخارج وألا فسوف تظل خاضها للايدولوجيا الأصولية المهيمنة على المجتمع من المهد إلى اللحد. لكأنك مقبور وأنت حي..ممنوع أن ترى النور. كيف يمكن الخروج من القبر، من ظلام العصور؟ لماذا أدانه مطران باريس ايتيان طامبييه مع بعض أساتذة السوربون الآخرين؟ لأن أفكارهم تهدد الإيمان المسيحي وتعتبر خروجا على الدين. وهي نفس التهمة التي وجهها الشيخ محمد الغزالي إلى الشهيد فرج فودة مبررا بذلك عملية اغتياله بل ومعتبرا إياها تقربا إلى الله تعالى..كما أنها نفس التهمة التي وجهها المشؤوم جعفر النميري لشهيد الحق والحقيقة محمود محمد طه. قال بأنه مرتد عن الإسلام وليس فقط متآمرا على أمن الدولة. وبالتالي يحق شنقه وهو في السابعة والسبعين من عمره..
Share:

Popular Posts

Blog Archive

Featured Post

خمسة تفسيرات منطقية علمية لما يدعى بالمعجزات

  اعداد: ايفان الدراجي الخوف والجهل هو أساس ارجاء تفسير الظواهر الطبيعة آنذاك لقوى مجهولة خفية قد تكون من السماء يفسرها المؤمنون...

Recent Posts