مهرجان البصرة المسرحي الثاني / نافذة على خارطة مساحة الإبداع المسرحي



مهرجان البصرة المسرحي الثاني
نافذة على خارطة مساحة الإبداع المسرحي

 


"في لحظةِ الولادة نبكي.. ذلك لأنّنا قادمون إلى مسرحٍ مكتظٍّ بالحمقى." شكسبير

ان الحديث عن المسرح يمنحنا حرية رفع السقف لأقصى بُعد ممكن لا وبل فتحه على أطراف السماء الواسعة، وكان مهرجان البصرة المسرحي الثاني نافذة اطلعنا من خلالها على خارطة مساحة الإبداع المسرحي البصري لغزارة إنتاجه وروّاده وتنوع اتجاهاته وثيماته. حيث عكسوا من خلاله افكارنا واحلامنا وكل ضجيجٍ يحمله الفنان البصري نحو العالم المحيط به حوله الى لوحة فنية اختلفت الوانها ورسائلها. "  فالعمل الفني (المسرحي خاصة) نافذة تُحلّق منها أفكار الفنان (صانع العمل) وتحمل مكنوناته، أحلامه، دعواته للتغيير ورغباته بصنع عالم يتنفس بصورة طبيعية؟!
هناك الكثير من الأعمال الفنية والمسرحية خاصة التي كانت حجرا أساس –دون مبالغة – ساهم بإرساء أسس وأيدلوجيات جديدة بمجتمعات عانت مخاضا مريرا على مر عصور, أذكر منها المسرح الملحمي بعد الحرب العالمية الأولى، وهو في جوهر نشأته ألماني يرجع إلى الأديب المخرج (بسكاتور) الذي حاول إلغاء الإشكال القديمة في مسرحه من خلال الفكرة السياسية بالإطار الثوري الأيدلوجي بشعارات زعماء الفكر الاشتراكي (ماركس وأنجلز ولينين) وقتذاك وغيرهم, وأيضا مسرح العبث ومسرح الغضب الذي كان نتيجة المطالب الفكرية الإنسانية بعد الحرب العالمية الثانية, التي صُبت ضمن مفاهيم فلسفية ونفسية ومنهجية دعت فيما بعد للحداثة وما بعد الحداثة في أواخر القرن الماضي وأوائل الحاضر وهذه المفاهيم سيطرت على الفن والأدب وأهدافها التي لم تعد جمالية فحسب – كما ذكرت سابقا – كالمفاهيم الاشتراكية والوجودية اللتين نتج عنهما منهج أو مفهوم نقدي جديد نستطيع أن نسميه بالأيدلوجي حيث يسعى إلى تبين مصادر الأدب والفن من جانب, وأهدافه وظائفه من جانب أخر عند الفنان التي ترتكز على منطق العصر وحاجات البيئة ومطالب الإنسان المعاصر في أطار ما كان يسمى في أواخر القرن الماضي بالفن للفن. حيث إن نشأة أجناس فنية جديدة في مجتمعاتنا تأتي دائماً كاستجابة لضرورات ظرفية اجتماعية محددة.
" إنما الفن خلق كي يعاش لا كي يقال " الدكتورة نجاح العطار " 
1

للعام الثاني على التوالي أقيمت فعاليات مهرجان البصرة المسرحي الثاني 2013 في محافظة البصرة  "دورة الفنان الراحل جبار صبري العطية" بحضور رسمي من الوزارة واستمر لمدة اسبوع بمشاركة 9 فرق مسرحية عراقية.  حيث  انطلقت يوم الاحد الماضي وعرضت اغلب العروض المسرحية على قاعة عتبة بن غزوان. فيما شارك ايضا فرقة البصرة الوطنية للتمثيل ومديرية النشاطات الفنية في الجامعة ومديرية الشباب والرياضة في البصرة، بالإضافة الى نقابة الفنانين ومعهد الفنون الجميلة للبنين، وضمت اللجنة التحكيمية الدكتور ميمون الخالدي والدكتور طارق العذاري والفنان سامي قفطان ومازن محمد مصطفى ومحمد سعيد الربيعي وخالد السلطان والدكتور مجيد الجبوري.

ووفقا لشهادة الكثيرين ومنهم مدير عام دائرة السينما والمسرح بوزارة الثقافة العراقية الدكتور شفيق المهدي إن مهرجان البصرة المسرحي الثاني يستحق أن يكون مهرجانا دوليا.

يذكر أن مهرجان البصرة المسرحي الأول كان قد أقيم العام الماضي ، باسم دورة الفنان علي طالب.


-----------------------------

1- جانب من مقالي (من قال إن الفن لا يحّل المشانق ؟ )

Share:

Popular Posts

Featured Post

خمسة تفسيرات منطقية علمية لما يدعى بالمعجزات

  اعداد: ايفان الدراجي الخوف والجهل هو أساس ارجاء تفسير الظواهر الطبيعة آنذاك لقوى مجهولة خفية قد تكون من السماء يفسرها المؤمنون...

Recent Posts