ايفان الدراجي
حينما أقول بأن الشيعة أغبياء يحتج الكثيرون !
فكّر معي ماذا يمكن أن تفعل قيمة 120 كيلو ذهب للعالم وللمسلمين أنفسهم بذات الوقت؟ كم من المستشفيات سوف تبني بكامل الأجهزة والأدوية المطلوبة وكم من المدارس او دور الإيواء للأيتام او كبار السن او المتعففين؟ كم من المشاكل والأزمات يمكنها أن تحلها قيمة ما يساوي 4 مليار تومان ايراني تكلفة الشباك الذي تبرع به تجار من ايران لضريح الحسين في كربلاء. حيث يبلغ طوله 22.86 مترًا، اذ استخدم فيه 4.5 كيلوغرام من الفضة، و120 كيلوغراماً من الذهب، و2 طن من النحاس، و 700 كيلوغرام من البرونز و 650 كيلوغرامًا من المعادن الاخرى. وقد تم صناعته بفترة ما يقارب 4 سنوات .. بعدما اجتمع عدد من (الآيات) لمناقشة هذه المسألة:
" قال مدير مشروع بناء الضريح محمود بارجه باف: "اول من طرح فكرة بناء ضريح جديد لمرقد الامام الحسين هو الحاج محمد دانش، فجمعنا وطرح علينا الفكرة". وأضاف: "في أول لقاء مع آية الله فاضل اللنكراني عندما طرحت عليه الفكرة، بكى وأكد على ضرورة أن يقوم المؤمنون بهذا العمل". كما ذكر مدير المشروع أنه: "لولا دعم آية الله العظمى السيد السيستاني والتنسيق مع العتبة الحسينية لما تم هذا المشروع"، مردفاً: "ذهب فريق إلى بندر عباس لشراء الخشب الذي استورد من بورما، وكان ملكاً لتاجر من أهل السنة، وعندما علم هذا التاجر بأن هذا الخشب لصنع ضريح قبر الحسين رحب كثيرا وباع علينا الخشب". وأضاف: "عندما ذهبنا إلى خزينة المصرف المركزي لشراء الكمية المطلوبة من الفضة، وجدنا وفرة في الفضة، وعندما علم الموظفون هناك أننا نطلبها لبناء ضريح الإمام الحسين بدأوا بالبكاء والتبرك بالفضة".
لاحظوا (بورما) أوليس من الافضل والاكثر ثوابا حسب مفاهيمهم صرف تلك المبالغ والجهود من اجل مساعدة اهالي بورما المضطهدين كما ادعوا !!؟
أراهم لا يختلفون عن الفراعنة الذين كرموا ملكوهم الموتى وزينوا قبروهم بالذهب ومختلف الزينة من الغالي والنفسي والطعام ايضا، وقدسوهم لدرجة الآلوهية وبذلوا في سبيلها الارواح وأسسوا مفاهيمهم واخلاقهم وقوانين حياتهم في خدمتهم ووضعوها باعلى قائمة أولوياتهم فوق كل شيء !
ان هذا الضريح لو كان خشبا او معدنا صدئا او ذهبا فهو لن يغير شيء من حياة الفرد او المجتمع ولن يقدم لهم او يتقدم بهم بل يأخذ منهم ويؤخرهم وهذا ما يحصل فعلا. لا اعلم لماذا لا ينفك المسلمون بمختلف طوائفهم الصرف البذخ والاهتمام برمزهم تاركين ورائهم المشاكل الحقيقية ومتطلبات العيش بينما شعوبهم تعاني الأمريّن...ربما يتبادر لذهن البعض بعض الدول التي تعتني بالجماليات كاللوحات والمنحوتات وغيرها لكنها دول قد وصلت بالمواطن الى درجة كريمة من العيش ووفرت له كل ما يحتاجه فهي تهتم بكل جوانب الحياة وليس فقط الرموز والجماليات.
الفن ايضا عندهم يكون بخدمة الانسانية والخير عندما يتطلب الامر، ربما اذكر أمثلة اخيرة مثل الحفل الغنائي الذي اقامه بعض المشاهير والذي ذهب ريعه لضحايا اعصار ساندي وغيرها من الامثلة.
الحوار المتمدن