" ما خرجت أشراً ولا بطراً. إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي "
الإمام الحسين (عليه السلام)
كثيرا ما ارتبطت الشعائر والطقوس القبلية لدى الكثير من الأمم على مر العصور التاريخية السحيقة بمدلولات روحانية تعبّدية تطورت بمرور الوقت بسبب تغير المفاهيم المؤسسة وفقها بتغير اتجاهاتهم الدينية والفلسفية.. لكن النتيجة واحدة .
إن هذه الشعائر والممارسات ما هي إلا تعبير ذاتي جماعي أو فردي عن شعور الفرد تجاه رمزه الديني أو حتى تجاه خالقة بتجسيد مناسبة أو حادثة مقدسة لدى ممارسيها.. نتناول منها الشعائر الحسينية التي يقيمها الشيعة أوائل كل عاشوراء (محرم) بذكرى استشهاد الإمام الحسين بن علي (عليهم السلام) بمعركة الطفّ التي دارت في كربلاء بينه وبين معاوية بن زياد و" تعتبر واقعة الطف من أكثر المعارك جدلاً في التاريخ الإسلامي فقد كان لنتائج وتفاصيل المعركة آثار سياسيةونفسية وعقائدية لا تزال موضع جدل إلى الفترة المعاصرة، حيث تعتبر هذه المعركة أبرز حادثة من بين سلسلة من الوقائع التي كان لها دور محوري في صياغة طبيعة العلاقة بين السنةوالشيعةعبر التاريخ وأصبحت معركة كربلاء وتفاصيلها الدقيقة رمزا للشيعة ومن أهم مرتكزاتهم الثقافية وأصبح يوم 10 محرمأو يوم عاشوراء، يوم وقوع المعركة، رمزاً من قبل الشيعة (لثورة المظلوم على الظالم ويوم انتصار الدم على السيف) . " [1]
و " يعتبر الشيعة معركة كربلاء قصة تحمل معاني كثيرة (كالتضحية والحق والحرية) وكان لرموز هذه الواقعة حسب الشيعة دور في الثورة الإيرانيةوتعبئة الشعب الإيراني بروح التصدي لنظام الشاه، وخاصة في المظاهرات المليونية التي خرجت في طهرانوالمدن الإيرانية المختلفة أيام عاشوراءوالتي أجبرت الشاه السابق محمد رضا بهلويعلى الفرار من إيران، ومهدت السبيل أمام إقامة النظام الإسلامي في إيرانوكان لهذه الحادثة أيضا، بنظر الشيعة، دور في المقاومة الإسلامية في وجه الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان. "[2] وفقاً لـقضية النبطية في لبنان قبل تقريبا 19 عاماً وكيف هرب الإسرائيليون من المسيرة التي تطبر هناك - عُدّت من فوائد التطبير - .
إن أول من جعل اليوم العاشر من المحرم يوم حزن لذكرى موقعة كربلاء بصفة رسمية هو معز الدولة البويهي [3] حيث : جرت في العاشر من محرم عام (963م = 352هـ) ولأول مرة في التاريخ احتفالات رسمية وفريدة في يوم عاشوراء حيث أغلقت الأسواق وسارت النادبات في شوارع بغداد وقد سودن وجوههن وحللن شعورهن ومزقن ثيابهن وهن يلطمن وجوههن ويرددن مرثية حزينة .[4] إذن وحسب هذا المصدر فأن أصل هذه العادات بدأ بالعراق بينما يشير مصدر آخر – أكثر وثوقاً – بأن "تمثيل موقعة كربلاء؛ لم يبدأ إلا في القرن السادس عشر في إيران الصفوية. وينسب التراث الشعبي الفارسي إلى الشاه "إسماعيل الصفوي" استخدام هذا التمثيل لنشر المذهب الشيعي في فارس، ثم شجّع الشاه "عباس الصفوي" (توفي عام 1629) هذا التقليد. " [5]
اختلف الكثيرون حول أصل هذه المظاهر الشعائرية والممارسات المثيرة للجدل والتي تزدادا غرابة وانتشارا يوما بعد يوم خصوصا بعد سقوط النظام العراقي البعثي سنة 2003 وتغلغل الأنظمة الجاسوسية الإيرانية الفاسدة بمؤسسات الدولة والحكم.. فهي تستغل روحانية الشعب العراقي وتعطشهم لهذه الممارسات التي حرموا منها على مرّ سنوات حكم النظام السابق فقد تففنت بها حد الغرابة والبذخ ولم تكتف بغسل عقول الكبار والشباب منهم بالأخص بل وتقوم بترويض وتهيئة الأطفال على مثل هذه الممارسات بالاستناد على تفسيرات واجتهادات علمائها لآيات قرآنية كـقوله تعالى " وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ" سورة الحجّ: الآية32 ، و قوله تعالى " قُل لا أسأَلُكُم عليه أجرًا إلاّ المودَّةَ في القربى" سورة الشورى:الآية 23 .[6] ، وهي تعد من ضمن إستراتيجية إسلامهم السياسي الذي يهدف للسيطرة على العراق بصفته موقعا فذا لمواصلة حربها الأزلية مع الغرب وتصفيته ثاراتها ومن ناحية الاستيلاء على خيراته ومنافذه البحرية التي طالما تقاتلت عليها على الملأ وما خفي كان أعظم.. أعظم.
السؤال الذي يطرح نفسه: من قال أن هذه هي شعائر الله؟
تشير الدراسات والمصادر على إن التطبير واللطم وإيذاء الذات والذي أفسّره علمياً بأنه " وضع وعي أوّل بوعي آخر. فتأمّلوا جيّدا اللّوازم الخطيرة لمثل ذلك التّأويل، ولمثل هذه النّظريّة. فنظريّة فرويد كانت تزعم بأنّ " الذّات ليست وعيا فقط "، وإنّما هي " وعي وهُوَ "، أي، وهذا هو اللاّزم الخطير، هي وعي ووعي آخر ؛ الوعي الأوّل يكون غير واع بالوعي الآخر، مع انّه هو الأصل فيه !!؟ (وفقا لـتقسيم سيغموند فرويد الذّات إلى منطقتين اثنتين : منطقة أُولى، وهي منطقة الوعي، وهذه تشتمل على الأنا، والأنا الأعلى. ومنطقة ثانية، أي منطقة اللاّوعي، وهذه تنحلّ إلى عنصرين رئيسيّين : أوّلا، عنصر الهُوَ، وهي تشتمل على جملة الغرائز والرّغبات، ثانيا : عنصر مجموع العقد المتولّدة من اصطدام الهو بالأنا، وبِمَنْ وراءَه، أي الأنا الأعلى- عبارة عن مجموع القواعد الأخلاقيّة والقيم الإجتماعيّة والدّينيّة والثّقافيّة الّتي وظيفتها أن تضبط ضبطا موضوعيّا سلوك الإنسان الفرد، وتراقب باطنيّا نفسه وضميره. إنّه يشبه سلطة مراقبة وتوجيه. وبهذا المعنى، فالأنا الأعلى إنّما يوجد على الطّرف النّقيض من الهُوَ المندرج في منطقة اللاّوعي، وذلك لأنّ الغرائز والأهواء، لمّا كانت كلّها غير ذات شكل، ولا ماهية، وإنّما طاقة محض، فلا فِكَاكَ لها من أن تصطدم دائم الاصطدام بجازر الصّورة والشّكل، جازر المؤسّسة والحضارة، أي جازر الأنا الأعلى -) فالنّتيجة الأخيرة إِذًا لكلّ هذه النّظريّة أنّ الذّات تصير منشطرة في نفسها، وأن تتلاشى وحدة السّلوك البشريّ آخِرَ التّلاشيّ. " [7]
ولنا أيضا أن نزيد؛ بأن هذه المظاهر هي جزء من ( داء كرو ) والمقصود به إيذاء الذات بقصد معاقبتها بغية التكفير عن ذنب أو فعل ومن احد تصنيفاته أو أمثلته السلوكية هي هذه الطقوس الشعائرية المرتبطة بالأديان والتي مارستها البشرية منذ القدم فهذه العادة لم تكن غريبة على كثير من الديانات السابقة للمسيحية – التي تعتبر أول من مارسها كما سنذكر لاحقاً - مثل طقس آيزيس في مصر وديونيس في اليونان. وكذلك مارس اليهود جلد الذات بالسوط خلال الاحتفالات الدينية الكبرى، (الضرر الذاتي الذي قد تم ممارستة كطقوس عادية من قبل بعض الثقافات مثل حضارة المايا القديمة - فللتكريم الاسمي كان المايا يقدمون الضحايا البشرية من الأطفال والعبيد وأسرى الحرب. وكانت الضحية تدهن باللون الأزرق ويقتل فوق قمة الهرم في احتفالية طقوسية بضربه بالسهام حتى الموت أو بعد تقييد الساعدين والساقين بينما الكاهن يشق صدره بسكين حاد مقدس من حجر الصوان لينتزع القلب ليقدم كقربان، وكان القادة من أسرى الأعداء يقدمون كضحية بعد قتلهم بالفؤوس وسط مراسم من الطقوس وكذلك عن طريق قطع وثقب أجسادهم من أجل سحب الدم. إشارة إلى كهنة بعل (تقطيع وضرب أنفسهم حتى إسالة الدماء) يمكن العثور عليها في الكتاب المقدس العبرية بحسب اليهودية، كما و يمارس إلحاق الأذى بالنفس من قبل السادهو أو الهندوس، الكاثوليك و الكنعانية القديمة. ) [8]
كما وذكرت بان أصل ممارسي هذه الشعائر (جلد الظهر والتطبير على وجه الخصوص) من معتنقي الأديان السماوية هم المسيح (النصرانيون) تمجيدا للـ (الجمعة الحزينة أو جمعة الآلام) والتي تعتبر " يوماً مميزاً في مدينة القدس. فآلاف المصلين يصلون إلى الأرض التي صُلب فوقها المسيح، ليسيروا في أحياء المدينة القديمة على طريق الجلجلة بحسب طقوس كنسية عمرها أكثر من 6 قرون. مراحل درب الجلجلة خلّفت بصماتها على جدران القدس القديمة، فهذه المدينة يغرق زائرها في تاريخها الممزوج بالأديان ". [9]
" قبل ألفي عام، شهدت القدس عملية صلب، كان يمكن أن تكون حادثة عادية في مقاطعة رومانية بعيدة عن مركز العاصمة. لكن لأسباب كثيرة، تحولت إلى فاصل بين زمنين في تاريخ البشرية، أحدهما ما زال مستمراً حتى اليوم. طريق الجلجلة، أو درب الآلام، هو طقس ديني تتبعه كنائس في العالم كلّها، وتقسم مراحله بحسب ما كتب عنه في الكتاب المقدس. للكنائس المسيحية مركز في القدس، وكلها تحيي «طريق الجلجلة» بحسب طقوسها، فتسير بمواكب عبر الأزقة، وتبحث في الجدران وبين البيوت عن الكنائس التي شُيِّدَت لتخليد أحداث صلب المسيح.
والسير على «درب الآلام» يتخذ صفة «رياضة درب الصليب»، حيث تشهد البلدة القديمة في القدس ، بعد ظهر كل يوم جمعة من زمن الصوم، طقوساً يشارك فيها أهل المدينة وزوارها. كلهم يقتفون آثار المسيح بين بيوت القدس وأسواقها. آثار " درب الجلجلة" تحددها اليوم معالم أثرية وتاريخية. وكثيراً ما تصادف هذه الطقوس خروج المصلين من الحرم القدسي الشريف، فيختلط الجميع في شوارع القدس القديمة، في تعبير رمزي غير مقصود عن الهوية التعددية الثقافية والاجتماعية للمدينة المقدسة.
وقُسِّم درب الآلام أو الجلجلة إلى 14 مرحلة، يُعتقد أنها تمثّل ما حدث مع المسيح عندما سار فيه قبل أكثر من 2000 سنة حاملاً صليبه محفوفاً بالجنود الرومانيين، بعد الحكم عليه بالموت. وتقع 9 مراحل من درب الآلام خارج كنيسة القيامة، و5 داخل الكنيسة المفترض أنها مقامة على تلة الجلجلة التي شهدت حادثة الصلب.
وبدأت ما يطلق عليها «طقوس درب الآلام» في القرن الثاني عشر الميلادي، وطورت إلى شكلها الحالي، وتحديداً الـ14 مرحلة في القرن الخامس عشر. " [10]
" في بادئ الأمر كان جلد الذات نوعا من (التوبة) في الكنيسة المسيحية . والى جانب الجلد كانت المواكب تتضمن أناشيد دينية وحركات معينة وأزياء. أول سابقة في القرون الوسطى كانت تلك التي حدثت في بيروجيا عام 1259. وانتشرت منها إلى شمال ايطاليا ثم النمسا. وسجلت حوادث أخرى في 1296 و 1333-34 وخاصة في وقت انتشار الطاعون (الموت الأسود) عام 1349 و 1399. والسبب وراء ابتداء هذه الحركة في بيروجيا غير واضح ولكنها أعقبت انتشار الوباء وقد انتشرت مواكب الجلد مثل هوس شعبي خلال المدينة كلها . فقد خرج ألوف الناس في مواكب منشدين الأغاني الدينية وحاملين الصلبان والرايات. وبلغ الهوس إلى حد أن من لم يشترك كان يتهم بالتحالف مع الشيطان وقد قتلوا يهودا ورهبانا عارضوهم. "[11]
قبل البدء بالاستنتاج أو التوضيح والتأكيد ان هذه الممارسات وغيرها كـ (ظاهرة المشايّة) والتي يقوم فيها الشيعة بالمشي سيراً على الأقدام من أي مكان بالعراق حتى مقام الأئمة في النجف أو كربلاء في أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام).. وهي عادة مستحدثة أيضاً ابتدع فيها بعد السقوط أي بعد 2003 وكعادة العلماء قاموا بالترغيب لها ووضع الحجج وتشريعها بل وجعلوها تعادل حجة بيت الله الحرام والذي هو ركن مهم من أركان الإسلام !
فالتطبير عادة اتخذها المسلمين الشيعة لا يتعدى عمرها مئتي عام، و أن هذه الكلمة بهذا الاشتقاق والمعنى لا وجود لها في كتب اللغة العربية والظاهر أصلها فارسي، بمعنى (طَبَرْزَدْ: أي ضرب الفأس) . ومن المثير للدهشة عدً فوائد لهذه الظاهرة منها قضية النبطية التي جئت على ذكرها سابقا و الشفاء (تماماً) من الجلطة ! وقد شبهه البعض بالحجامة وكذلك " اعتدال ضغط الدم والنبض، انخفاض كمية السكري في الدم، ارتفاع عدد كريات الدم الحمر والبيض والصفائح الدموية بشكل طبيعي، اعتدال شوارد الجديد بالدم ، انخفاض كمية الشحوم الثلاثية بالدم وكذلك الكولسترول حسب اكتشافات الأبحاث الطبية " .[12]
مداخلة: هل عجز العلماء عن اكتشاف علاج للجلطة بصورة تامة بينما فعل التطبير؟ وان كان المطبر يشكو من كمية دمه الزائدة فلماذا لا يهم راكضاً للتبرع به عند حصول حالة طوارئ كانفجار أو حرب أو حادث ما؟
نستنتج من كل هذا ان مجمل هذه العادات والتقاليد مهما اختلف ممارسيها هي مجرد طقوس وشعائر لمواساة رموزهم الدينية والمحافظة على ذكر وقائع تاريخية مقدسة وزرعها بذاكرة الأجيال القادمة وهي لا تمد لعبادة الله بصلة فلم ينزل بها نصل سماوي صريح (غير التي فسروها لصالحهم) كانت تمارس سابقا من دوافع دينية أو روحية أو حتى بسبب عقدة الذنب التي ارتبطت بخذل نبي أو إمام لكنها الآن اتخذت منحى آخر فهي من جهة أداة لغسل العقول وبرمجتها وفق سياسة معينة تهدف التفريق أولا بين المِلل وكسب اكبر عدد من الموالين للجهة التي تؤيد إقامة هذه الشعائر كما وتُشغل الناس عن ممارساتهم وخططهم الحقيقية والمبطنة في الاستيلاء والهيمنة الاقتصادية والسياسية والفكرية من جهة أخرى، نحن لا نقول إننا ضد ممارسي هذه الشعائر أبداً ، لكننا نرجوهم أن لا تزيد عن حدها وان لا يجبروا الناس وخصوصا الأطفال (كما يجري من غسيل للدماغ وبرمجه عقلية خطيرة لهم بالمدارس) على اعتناقها أو تبنيها حد التمجيد وتفضيلها على عبادة الله ذاته.
استفهام: أعجب للمبالغ والجهود التي يتم صرفها لإقامة هذه المواكب أو تنفيذ هذه الشعائر وإنها لو وُظفت لخدمة الناس (كإقامة دار للعجزة أو المعاقين) أو تم التبرع بها للفقراء والمحتاجين بشكل مُنظم لكان أفضل.. وأراهن على أن لو كان مثل هذه الحملات الخيرية بحق والتي سيثيب الله عليها فاعلها ويُرضي عنهم النبي أو الإمام فهي تجسد أخلاق النبوة و الإمامة حقاً لما هبّ الناس وانتفضوا لفعلها !
ايفان الدراجي 18/12/2010
المصادر:
[1] Karbala: The Everlasting Stand - Muharram 1427
[2] ويكبيديا ، معركة كربلاء
[3] "الشيعة في الميزان "، محمد جواد مغنية 136 .
[4] " المنتظم " ، لابن الجوزي.
[5] أصل وتاريخ التطبير والشعائر الحسينية .
[6] رد المرجع الديني (صادق الشيرازي) على الاستفتاءات والأسئلة بموقعه الخاص .
[7] " الوجود والعدم " ، جان بول سارتر ، 1942. في نقده لمقولة اللاوعي التي اشتهر بها سيغموند فرويد وعدّها اساسا عمادا لنظريته العلمية[8] ويكبيديا ، ايذاء النفس .
[9] ويكبيديا ، الجمعة الحزينة .
[10] الجمعة العظيمة: درب تاريخية للأمل والآلام .
[11] التطبير وعلاقته بالديانة المسيحية[12] بعض فوائد التطبير الصحية
إدماء الرؤوس وجلد الظهور عبادة أم غسل دماغ ؟
لو كان الزواج ربــّاً لكفرتُ به ...فضائتـه
هامش: الصحف والمجلات والمواقع العراقية التي تعودت ان تنشر لي..امتثلت عن نشر هذا المقال كغيره من المقالات التي تعتبرها اعلى من سقف صوتها !!!
لو كان الزواج ربّــاً لكفُرتُ به !
مظــاهر المجتــمع
لو كان الزواج ربّــاً لكفُرتُ به !
تحوي اغلب المجتمعات على ظواهر تتمثل بطباع وتصرفات أفرادها بوجهيها السلبي والايجابي، منها ما يؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على عامة الناس ومنها ما يندرج ضمن (الحريّات الشخصية) ولا يعدو تأثيرها شاملا بل حصرا بالشخص ذاته.
لكنننا كمجتمعات شرقية وعربية بالأخص نشتهر بصفة الفضول، فنحنُ كالسيف السليط المتمثل بالحاكم الذي ينشد القصاص ويحاسب الآخر وينتقده على كل شيء لأننا وللأسف لم نسمو بعد لمرحلة قبول الآخر كما هو دون محاولة صبّهُ ضمن القالب العام .
بدايةً فكرت أن السبب قد يكون في تدين المجتمع من ناحية نقده لتلك المظاهر, لكن عند وقوفي أمام البعض منها وبالأخص تلك التي لم أجد تفسيرا لنقدها, أدركتُ أن حوالي 40% من الخطاب الديني في الكنائس والمساجد والخطاب الاجتماعي موجة لمواجهة العرى والإباحية ولا يوجد أياً منها موجة ضد الرشوة ، الفساد ، البطالة، الغش، التسوّل، السرقة (النشل) وعدم الاهتمام بالنظافة العامة أو المحافظة على الممتلكات والآثار كأبسط الأمثلة, بينما سُخرّت عشرات العظات والندوات والمحاضرات عن الاختلاط وحدوده، العفة، الطهارة واللباس الديني, و لم أسمع كلمة واحدة ضد التزوير، الفساد البيروقراطي أو السلبية السياسية, على الرغم من أن هذه الأمور أكثر تدميرا للمجتمع من حياة وسلوكيات الأفراد الخاصة ومظاهرهم ولباسهم أو حتى آليات وسياسة حياتهم على اختلاف ممارساتها .... كذلك فإن أغلب زعيق ميكروفونات رجال الدين وكتب التعليم إنما وجدت لتقييد المجتمع بالنقاب والحجاب وانتقاد الغرب المنحل الموضوع الذي أضحى شغلها الشاغل بل وأكثر حتى من موضوعات مساعدة الفقراء والمحتاجين، الاهتمام بموضوع أطفال الشوارع، القضية الفلسطينية، الإرهاب، الفتنة الطائفية وهدر دماء الأبرياء.. و الأزمات حادة التي تهلك المجتمع كالبطالة، الزيادة السكانية، حوادث الطرق ومياه الشرب التي لا يزال نصف المجتمع محروما منها والنصف الآخر يمرض بسببها !...... فلماذا لم يحارب المجتمع وعلى رأسه رجال الدين كل هذا؟
ومن هذه المظاهر الأزلية أو المحدّثة والمستوردة التي يتصف بها مجتمعنا العربي التدخين.
لكنننا كمجتمعات شرقية وعربية بالأخص نشتهر بصفة الفضول، فنحنُ كالسيف السليط المتمثل بالحاكم الذي ينشد القصاص ويحاسب الآخر وينتقده على كل شيء لأننا وللأسف لم نسمو بعد لمرحلة قبول الآخر كما هو دون محاولة صبّهُ ضمن القالب العام .
بدايةً فكرت أن السبب قد يكون في تدين المجتمع من ناحية نقده لتلك المظاهر, لكن عند وقوفي أمام البعض منها وبالأخص تلك التي لم أجد تفسيرا لنقدها, أدركتُ أن حوالي 40% من الخطاب الديني في الكنائس والمساجد والخطاب الاجتماعي موجة لمواجهة العرى والإباحية ولا يوجد أياً منها موجة ضد الرشوة ، الفساد ، البطالة، الغش، التسوّل، السرقة (النشل) وعدم الاهتمام بالنظافة العامة أو المحافظة على الممتلكات والآثار كأبسط الأمثلة, بينما سُخرّت عشرات العظات والندوات والمحاضرات عن الاختلاط وحدوده، العفة، الطهارة واللباس الديني, و لم أسمع كلمة واحدة ضد التزوير، الفساد البيروقراطي أو السلبية السياسية, على الرغم من أن هذه الأمور أكثر تدميرا للمجتمع من حياة وسلوكيات الأفراد الخاصة ومظاهرهم ولباسهم أو حتى آليات وسياسة حياتهم على اختلاف ممارساتها .... كذلك فإن أغلب زعيق ميكروفونات رجال الدين وكتب التعليم إنما وجدت لتقييد المجتمع بالنقاب والحجاب وانتقاد الغرب المنحل الموضوع الذي أضحى شغلها الشاغل بل وأكثر حتى من موضوعات مساعدة الفقراء والمحتاجين، الاهتمام بموضوع أطفال الشوارع، القضية الفلسطينية، الإرهاب، الفتنة الطائفية وهدر دماء الأبرياء.. و الأزمات حادة التي تهلك المجتمع كالبطالة، الزيادة السكانية، حوادث الطرق ومياه الشرب التي لا يزال نصف المجتمع محروما منها والنصف الآخر يمرض بسببها !...... فلماذا لم يحارب المجتمع وعلى رأسه رجال الدين كل هذا؟
ومن هذه المظاهر الأزلية أو المحدّثة والمستوردة التي يتصف بها مجتمعنا العربي التدخين.
" أعجب للإنسان الذي يدفع مالاً ليحرق صدره.." بيــليه
طبعاً وكعادة مجتمعنا فنحن ننظر للموضوع ونحكم على هذه الظاهرة من زاويتين مختلفتين، فالمدخن باختصار شخص أناني بحت يؤذي نفسه والذي حوله باستمتاعه بأدخنته التي تسممنا وتقتلنا ببطيء دون أدنى شعور بالمسؤولية تجاه نفسه وصحة الغير وحرمة الأماكن العامة ومن يرتادها ، لكننا لم ننتقد يوماً رجلاً مدخناً أو حاكمناه كون التدخين صفه ذكوريّة ، طبعا كلمة (ذكر) من المقدسات بمجتمعنا العربي. مع التنويه إنني لا أشجع التدخين وارفضه بجميع الأحوال لكنني أودّ تسليط الضوء على الويل الذي يلحق بالمرأة المدخنّة في مجتمعاتنا حيث ترتفع السيوف وحملات التوعية كأنهم يتنبهون لمضارّ التدخين لأول مرة أو لكأنه مضرٌّ بالمرأة فقط !
وازدادت أيضا بالفترة الأخيرة نوبات عمليات التجميل وصرعة التشبه شكلاً ومظهراً بالمشاهير، فأحال الكثيرين والكثيرات أنفسهم لمسوخ! إن الغرض من الطب والجراحة التجميلية هو إصلاح العيوب التي يأمّا تكون خلقية منذ الولادة أو بسبب حادث ما أو مرض، لكن البعض اخطأ أو أفرط بها فصار يغّير وجهه ومظهره الكامل كالقميص ! مع هذا لا يمكننا الحكم على هؤلاء مهما كان غرضهم أو حجتهم من الجراحة التجميلية لأنها تندرج ضمن سياق الحريّات الشخصية التي لا يُسمح لأي احد أن يحاسب عليها أو أن ينتقدها فهي لا تعود على الآخر بأي ضرر أو منفعة. مثلها مثل ظاهرة الميل الجنسي لنفس جنسه -لن أدعوه شذوذا رغم صحة الصفة من الناحية اللغوية، لكن لقسوتها ودلالتها الاجتماعية ولكأنها تُطلق على المنبوذين والمسوخ- وهي تعتبر أيضاً حريّة شخصية تعود على الشخص وعاطفته وحالته النفسية أو الجسدية التي قادته وهذا التوجه.. طبعاً تكثر وتتشعب الآراء حول هذا الموضوع الذي سأمر عليه مرور الكرام كونه يحوي الكثير من التفاصيل بدئا بالمسببات حتى أحكامه وعواقبه على الفرد والمجتمع لذا سأتطرق له بمقال آخر.
إنها " الرغبة الجنسية الملحة التي يُعاني منها أفراد المجتمع (ذكورا و إناثاً) والتي تتمظهر تبعاتها في العديد من المظاهر الاجتماعية السيئة ، لأننا جميعاً نعلم أن الجنس محرك أساسي في كافة أنشطتنا الإنسانية، ويُصبح حرماننا منه سبباً في تثبيط هممنا الإبداعية، ليُصبح الجنس بعد ذلك هاجساً يُعاني منه أفراد المجتمع، ويتمحور حوله (43%) من الظواهر الاجتماعية والجرائم." 1 هي التي تسبب صداعنا الكبير.
من المظاهر الأخرى الأنثوية – مع إني لا أحبذ التصنيف وفق هذا الأساس – والتي يحاسب عليها المجتمع وينتقدها (السفور) أو عدم ارتداء الحجاب و(ملحقاته)، مرة أخرى يندرج هذا الخيار ضمن نطاق المظاهر والحريّات الشخصية التي حتماً لن تُسبب ضرراً ملموساً لصبغة المجتمع العامة فمثلما ما زال هناك من يرتدي (الدشداشة) ويركب (جيـب) هناك من لا يرتدي الحجاب أو العباءة التي لا تعدو كونها لأغلب الدول العربية زيّاً يعبر عن ثقافتهم وحضارتهم ولا يمد بأي صلةٍ للدين، و إن كنا سننظر للموضوع من ناحية دينية - على اختلاف الأديان والمذاهب- سأكتفي بالقول بأن المجتمع ليس ربـاً لأن المسألة نسبية تتعلق بقناعات الشخص ومدى إيمانه.
الطريف أن القصة بدأت مع هجرات الأسيويين التي أدخلت (ثقافة العورة) لمفاهيمنا وعاداتنا الاجتماعية , بمعنى أن هناك أجزاء من الجسم يجب أن لا تُرى بل تعدى الأمر حتى لصوت المرأة ورائحتها! فأصبحت تغطية أجزاء من جسمها ضرورة, وازدادت مع الزمن مساحة هذه الأجزاء (وصولاً للنقاب) وأضحى الأمر الشماعة التي يعلق عليها المجتمع الذكوري كل حججه لقمع المرأة والحدّ من انطلاقها بالمجتمع كنظيرها الرجل الذي لا تقل عنه قدرةً وإرادة بل وذكاءً أيضاً, الغريب أن يتخطى الموضوع تغطية الجسد ليمتد إلى الألفاظ , فأصبحت هناك موضوعات لا يجوز الحديث فيها و أعضاء لا يليق ذكرها و موضوعات لا يجوز الكتابة فيها .... كل هذا من مفهوم العورة !!
وأضحت السياسة والتطرف الديني والمطالبة بالحقوق أمرها أمر الشرف لا يجوز ذكره على لسان حتى يُقطع، فأصبحت هناك مساحة من الظلام و الضباب حول تلك الموضوعات أدت لجهل المجتمع لها وعلى رأسها: (الثالوث العربي المُحرّم : الدين، الجنس، السياسة)، فدخلنا دائرة مغلقة .. جهل يقود للخوف و خوف يقود للمزيد من الجهل وهذا يفسر اتجاه المجتمع لزاوية ضيقة وكأنه يعود كل يومٍ قرناً للوراء.
ظاهرة أخرى يعود سببها للكبت الجنسي عند العرب: " هل الحياة الجنسية في الشرق خالية من الابتذال والانحرافات الجنسية , وللرد على هذا السؤال نستطيع أن نستعين بالإحصاءات التي قامت بها مؤسسات عربية فمنها على سبيل المثال إحصائية قام بها المركز القومي لحقوق المرأة في مصر ذكرت إن (82%) من النساء المصريات يتعرضن للتحرش الجنسي كما ثبت من هذه الإحصائية إن نسبة (72%) منهن محجبات سواء في الشارع أو في العمل, إن الجميع يعلم جيدا إن هذه النسبة من التحرش الجنسي موجودة في جميع البلاد العربية بدون استثناء وهذا التحرش هو مظهر من مظاهر التعبير الجنسي الذي لا يجد متنفسا طبيعيا له بسبب الكبت الجنسي وعدم إشباعه مما يؤدي إلى تعبيرات مخالفة لما هو متعارف عليه وتظهر بأنماط سلوكية منحرفة ."
" أما اغرب أنواع الابتذال الجنسي فهو ما يعرف بالزواج المؤقت والذي اخذ الآن تسميات مختلفة وشرعنه رجال الدين, وهو ليس أكثر من دعارة مقنعة يدفع فيه الرجل مقدار من المال إزاء ما يستمتع به , والضحايا دائما من الفقراء الذين يبيعون بناتهم للأغنياء أو تقوم به النساء المحتاجات للمال , حيث يتم الاتفاق على الوقت والمبلغ الذي يجب أن يدفع مقابل المتعة التي توفرها المرأة للشاري , ومهما يحاول رجال الدين شرعنته فهو لا يمكن أن يكون سوى بغاء ودعارة ومن العار أن نتهم الغرب بالفسق والفجور ونحن نقبع تحت تلال من الفسق والفجور المخفي والغير المعلن وندعي الشرف ونحن ابعد ما نكون عنه بالمفهوم الشرقي للشرف الذي اختصره بالعلاقات الجنسية والأعضاء التناسلية الأنثوية التي يتم الاعتداء عليها بمختلف الوسائل..." 2
فلماذا نكون ماديين ديالكتيكيين في الفكر ومثاليين طوباويين في الحياة ؟
وازدادت أيضا بالفترة الأخيرة نوبات عمليات التجميل وصرعة التشبه شكلاً ومظهراً بالمشاهير، فأحال الكثيرين والكثيرات أنفسهم لمسوخ! إن الغرض من الطب والجراحة التجميلية هو إصلاح العيوب التي يأمّا تكون خلقية منذ الولادة أو بسبب حادث ما أو مرض، لكن البعض اخطأ أو أفرط بها فصار يغّير وجهه ومظهره الكامل كالقميص ! مع هذا لا يمكننا الحكم على هؤلاء مهما كان غرضهم أو حجتهم من الجراحة التجميلية لأنها تندرج ضمن سياق الحريّات الشخصية التي لا يُسمح لأي احد أن يحاسب عليها أو أن ينتقدها فهي لا تعود على الآخر بأي ضرر أو منفعة. مثلها مثل ظاهرة الميل الجنسي لنفس جنسه -لن أدعوه شذوذا رغم صحة الصفة من الناحية اللغوية، لكن لقسوتها ودلالتها الاجتماعية ولكأنها تُطلق على المنبوذين والمسوخ- وهي تعتبر أيضاً حريّة شخصية تعود على الشخص وعاطفته وحالته النفسية أو الجسدية التي قادته وهذا التوجه.. طبعاً تكثر وتتشعب الآراء حول هذا الموضوع الذي سأمر عليه مرور الكرام كونه يحوي الكثير من التفاصيل بدئا بالمسببات حتى أحكامه وعواقبه على الفرد والمجتمع لذا سأتطرق له بمقال آخر.
إنها " الرغبة الجنسية الملحة التي يُعاني منها أفراد المجتمع (ذكورا و إناثاً) والتي تتمظهر تبعاتها في العديد من المظاهر الاجتماعية السيئة ، لأننا جميعاً نعلم أن الجنس محرك أساسي في كافة أنشطتنا الإنسانية، ويُصبح حرماننا منه سبباً في تثبيط هممنا الإبداعية، ليُصبح الجنس بعد ذلك هاجساً يُعاني منه أفراد المجتمع، ويتمحور حوله (43%) من الظواهر الاجتماعية والجرائم." 1 هي التي تسبب صداعنا الكبير.
من المظاهر الأخرى الأنثوية – مع إني لا أحبذ التصنيف وفق هذا الأساس – والتي يحاسب عليها المجتمع وينتقدها (السفور) أو عدم ارتداء الحجاب و(ملحقاته)، مرة أخرى يندرج هذا الخيار ضمن نطاق المظاهر والحريّات الشخصية التي حتماً لن تُسبب ضرراً ملموساً لصبغة المجتمع العامة فمثلما ما زال هناك من يرتدي (الدشداشة) ويركب (جيـب) هناك من لا يرتدي الحجاب أو العباءة التي لا تعدو كونها لأغلب الدول العربية زيّاً يعبر عن ثقافتهم وحضارتهم ولا يمد بأي صلةٍ للدين، و إن كنا سننظر للموضوع من ناحية دينية - على اختلاف الأديان والمذاهب- سأكتفي بالقول بأن المجتمع ليس ربـاً لأن المسألة نسبية تتعلق بقناعات الشخص ومدى إيمانه.
الطريف أن القصة بدأت مع هجرات الأسيويين التي أدخلت (ثقافة العورة) لمفاهيمنا وعاداتنا الاجتماعية , بمعنى أن هناك أجزاء من الجسم يجب أن لا تُرى بل تعدى الأمر حتى لصوت المرأة ورائحتها! فأصبحت تغطية أجزاء من جسمها ضرورة, وازدادت مع الزمن مساحة هذه الأجزاء (وصولاً للنقاب) وأضحى الأمر الشماعة التي يعلق عليها المجتمع الذكوري كل حججه لقمع المرأة والحدّ من انطلاقها بالمجتمع كنظيرها الرجل الذي لا تقل عنه قدرةً وإرادة بل وذكاءً أيضاً, الغريب أن يتخطى الموضوع تغطية الجسد ليمتد إلى الألفاظ , فأصبحت هناك موضوعات لا يجوز الحديث فيها و أعضاء لا يليق ذكرها و موضوعات لا يجوز الكتابة فيها .... كل هذا من مفهوم العورة !!
وأضحت السياسة والتطرف الديني والمطالبة بالحقوق أمرها أمر الشرف لا يجوز ذكره على لسان حتى يُقطع، فأصبحت هناك مساحة من الظلام و الضباب حول تلك الموضوعات أدت لجهل المجتمع لها وعلى رأسها: (الثالوث العربي المُحرّم : الدين، الجنس، السياسة)، فدخلنا دائرة مغلقة .. جهل يقود للخوف و خوف يقود للمزيد من الجهل وهذا يفسر اتجاه المجتمع لزاوية ضيقة وكأنه يعود كل يومٍ قرناً للوراء.
ظاهرة أخرى يعود سببها للكبت الجنسي عند العرب: " هل الحياة الجنسية في الشرق خالية من الابتذال والانحرافات الجنسية , وللرد على هذا السؤال نستطيع أن نستعين بالإحصاءات التي قامت بها مؤسسات عربية فمنها على سبيل المثال إحصائية قام بها المركز القومي لحقوق المرأة في مصر ذكرت إن (82%) من النساء المصريات يتعرضن للتحرش الجنسي كما ثبت من هذه الإحصائية إن نسبة (72%) منهن محجبات سواء في الشارع أو في العمل, إن الجميع يعلم جيدا إن هذه النسبة من التحرش الجنسي موجودة في جميع البلاد العربية بدون استثناء وهذا التحرش هو مظهر من مظاهر التعبير الجنسي الذي لا يجد متنفسا طبيعيا له بسبب الكبت الجنسي وعدم إشباعه مما يؤدي إلى تعبيرات مخالفة لما هو متعارف عليه وتظهر بأنماط سلوكية منحرفة ."
" أما اغرب أنواع الابتذال الجنسي فهو ما يعرف بالزواج المؤقت والذي اخذ الآن تسميات مختلفة وشرعنه رجال الدين, وهو ليس أكثر من دعارة مقنعة يدفع فيه الرجل مقدار من المال إزاء ما يستمتع به , والضحايا دائما من الفقراء الذين يبيعون بناتهم للأغنياء أو تقوم به النساء المحتاجات للمال , حيث يتم الاتفاق على الوقت والمبلغ الذي يجب أن يدفع مقابل المتعة التي توفرها المرأة للشاري , ومهما يحاول رجال الدين شرعنته فهو لا يمكن أن يكون سوى بغاء ودعارة ومن العار أن نتهم الغرب بالفسق والفجور ونحن نقبع تحت تلال من الفسق والفجور المخفي والغير المعلن وندعي الشرف ونحن ابعد ما نكون عنه بالمفهوم الشرقي للشرف الذي اختصره بالعلاقات الجنسية والأعضاء التناسلية الأنثوية التي يتم الاعتداء عليها بمختلف الوسائل..." 2
فلماذا نكون ماديين ديالكتيكيين في الفكر ومثاليين طوباويين في الحياة ؟
لو كان الزواج ربــاً لكفُرت به !
" لا بدّ أن نظام الأسرة والقبيلة والعشيرة هو إحدى أهم تأخر وتخلف النظام العربي الاجتماعي فالدول العربية تحافظ على الإسلام والإسلام يحافظ على القبيلة والعشيرة (العائلة الممتدة) , والقبيلة تحافظ على العادات والتقاليد ,والعادات والتقاليد تمنع التنمية الشاملة والديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان من أن تنتشر في جسم المجتمع العربي وتمنع العادات والتقاليد العربية من تحقيق ذاتية الفرد وشخصيته . فالكتب تغير العقائد والمناخُ يغيُر الطبائعَ والثراء ُيغيرُ العادات والتقاليد وهذه أمور كلها تلاحقنا عليها الأنظمة العربية فتمنع ثراءنا أو وصولنا للشبع لكي لا تتغير عاداتنا وتقاليدنا .إذن يرفض نظام الأسرة والقبيلة قانون التطور كونه انبثق أصلاً عن نظام ديني إلهي ثابت (إستاتيكي) ." 3
العزوبية ..إن حريّة اختيار الوقت والشخص المناسب للارتباط وتأسيس عائلة تتمتع بالاستقرار وتُسهم ببناء المجتمع وتطوره حق لكل فرد، فالزواج قانون طبيعي وفن اجتماعي وضعه البشر لتكوين أسرة التي هي نواة بناء المجتمع والمحافظة على النوع, أي أننا نتزوج لكي نتكاثر ولا نتزوج لأننا نريد أن نحب أو لأننا نفسر ونترجم الحب على أرض الواقع . لكن العزوبية في مجتمعنا تليق بالرجل حصراً كصفة فخرية دون المرأة التي تُلصق بها عمداً الكثير من التسميات كالتسمية الرجعية والمتخلفة (عانس) .
ألم يفكّر المجتمع الذكوري الأناني يوماً بأن للمرأة الحق كنظيرها الرجل بتهيئة نفسها على جميع الأصعدة لتلك الخطوة المصيرية في حياة كلتيهما؟ وأن لها مُطلًق الحق في بناء كينونتها والإعداد لمستقبلها المهني والاجتماعي وحتى المادي؟ إن تلك النظرة القديمة المنقرضة التي تفرض على المرأة الزواج بمجرد إقبالها على المرحلة العشرينية من العمر تحججاً بأن الزوج (سترها وغطاها أو الرجال قوّامون على النساء!) وغيرها من (الكلايش) والعبارات الرنّانة والمحفوظة عن ظهر قلب التي يرددها نساء ورجال مجتمعنا كالببغاوات دون محاولة النظر حولهم لتطور وتغير المجتمع بكل مقاييسه، فالمرأة أمس لم يكن يعدو دورها إلا على تربية الأطفال ورعاية الزوج والأسرة، واقصد بالأمس العصور السحيقة التي تطورت خلالها شخصية المرأة العربية بالأخص لتكون الطبيية والعالمة والفنّانة وسيدة الأعمال وحتى السياسية، فأين لها بهذا الوقت الذي تصل فيه لما تبغي مثلها مثل الرجل الذي يأخذ ما يشاء من وقت لبناء نفسه وتأسيس حياته استعداداً لهذه المرحلة المهمة في حياته؟
من ناحية أخرى، من قال أن الزواج فرض؟ الزواج ليس فرضاً بل مُستحباً لمن يقدر ويشاء.. فلماذا هذه القوالب الكوكنكريتية المُهيأة لصب البنت فيها منذ لحظة ولادتها؟
" ولفقهاء الإسلام تعريف آخر مختلف، فالزواج عندهم يعني حصول الرجل للمتعة الجنسية من المرأة مقابل المال الذي يدفعه .. فقد جاء إن " الحنفية عرّف بعضهم النكاح بأنه عقد المتعة قصداً ، الشافعية عرّف بعضهم النكاح بأنه قصد يتضمن ملك الوطء بلفظ انكاح أو تزويج ، المالكية عرّف بعضهم النكاح بأنه عقد على مجرد التلذذ بآدمية ". 4
وبناء علي هذا الفهم للزواج قامت قوانين الأحوال الشخصية والأسرة في الدول الإسلامية معبرة عن هذا الفهم ، رجل يشتري امرأة بغرض المتعة الجنسية، وهذا الفهم للزواج يعتبر ابتذال لأسمي وارفع العلاقات الإنسانية، كذلك يعتبر إمعانا وإذلالا للمرأة وذلك بجعل العلاقة الزوجية علاقة بين طرف عاقل ويتمتع بحقوق وهو الرجل وآخر قاصر عليه واجبات وهو المرأة. "
أما ما بعد دخول المرأة هذه (الشراكة) برضاها أو تحت ضغط المجتمع فهي لا تستطيع الخروج منها بنفس المعاناة التي دخلت بها بل مضاعفتها.
العزوبية ..إن حريّة اختيار الوقت والشخص المناسب للارتباط وتأسيس عائلة تتمتع بالاستقرار وتُسهم ببناء المجتمع وتطوره حق لكل فرد، فالزواج قانون طبيعي وفن اجتماعي وضعه البشر لتكوين أسرة التي هي نواة بناء المجتمع والمحافظة على النوع, أي أننا نتزوج لكي نتكاثر ولا نتزوج لأننا نريد أن نحب أو لأننا نفسر ونترجم الحب على أرض الواقع . لكن العزوبية في مجتمعنا تليق بالرجل حصراً كصفة فخرية دون المرأة التي تُلصق بها عمداً الكثير من التسميات كالتسمية الرجعية والمتخلفة (عانس) .
ألم يفكّر المجتمع الذكوري الأناني يوماً بأن للمرأة الحق كنظيرها الرجل بتهيئة نفسها على جميع الأصعدة لتلك الخطوة المصيرية في حياة كلتيهما؟ وأن لها مُطلًق الحق في بناء كينونتها والإعداد لمستقبلها المهني والاجتماعي وحتى المادي؟ إن تلك النظرة القديمة المنقرضة التي تفرض على المرأة الزواج بمجرد إقبالها على المرحلة العشرينية من العمر تحججاً بأن الزوج (سترها وغطاها أو الرجال قوّامون على النساء!) وغيرها من (الكلايش) والعبارات الرنّانة والمحفوظة عن ظهر قلب التي يرددها نساء ورجال مجتمعنا كالببغاوات دون محاولة النظر حولهم لتطور وتغير المجتمع بكل مقاييسه، فالمرأة أمس لم يكن يعدو دورها إلا على تربية الأطفال ورعاية الزوج والأسرة، واقصد بالأمس العصور السحيقة التي تطورت خلالها شخصية المرأة العربية بالأخص لتكون الطبيية والعالمة والفنّانة وسيدة الأعمال وحتى السياسية، فأين لها بهذا الوقت الذي تصل فيه لما تبغي مثلها مثل الرجل الذي يأخذ ما يشاء من وقت لبناء نفسه وتأسيس حياته استعداداً لهذه المرحلة المهمة في حياته؟
من ناحية أخرى، من قال أن الزواج فرض؟ الزواج ليس فرضاً بل مُستحباً لمن يقدر ويشاء.. فلماذا هذه القوالب الكوكنكريتية المُهيأة لصب البنت فيها منذ لحظة ولادتها؟
" ولفقهاء الإسلام تعريف آخر مختلف، فالزواج عندهم يعني حصول الرجل للمتعة الجنسية من المرأة مقابل المال الذي يدفعه .. فقد جاء إن " الحنفية عرّف بعضهم النكاح بأنه عقد المتعة قصداً ، الشافعية عرّف بعضهم النكاح بأنه قصد يتضمن ملك الوطء بلفظ انكاح أو تزويج ، المالكية عرّف بعضهم النكاح بأنه عقد على مجرد التلذذ بآدمية ". 4
وبناء علي هذا الفهم للزواج قامت قوانين الأحوال الشخصية والأسرة في الدول الإسلامية معبرة عن هذا الفهم ، رجل يشتري امرأة بغرض المتعة الجنسية، وهذا الفهم للزواج يعتبر ابتذال لأسمي وارفع العلاقات الإنسانية، كذلك يعتبر إمعانا وإذلالا للمرأة وذلك بجعل العلاقة الزوجية علاقة بين طرف عاقل ويتمتع بحقوق وهو الرجل وآخر قاصر عليه واجبات وهو المرأة. "
أما ما بعد دخول المرأة هذه (الشراكة) برضاها أو تحت ضغط المجتمع فهي لا تستطيع الخروج منها بنفس المعاناة التي دخلت بها بل مضاعفتها.
الطلاق أجنحة الرجل وزنزانة المرأة
لأن الطلاق (اجتماعياً ودينيا) من حق الرجل وحده الذي يملك مفاتيحه فهو (القوّام عليها وربّ الأسرة) ، وحتى وإن حصلت عليه بطريقة أو بأخرى فإننا سنعود لنقطة البداية: نقد المجتمع للمظاهر الشخصية للفرد والتي تعود له وحده فقط ولا تؤثر على المجتمع بشيء.
" من يتمعن في هذا الفهم للزواج والذي ترتبت عليه هذه القوانين يدرك معاناة النساء في هذه الدول، فهذه القوانين تعتبر أعظم المتاريس التي تواجه قضية تحرير المرأة ، فالنساء اليوم نلن تعليم وامتيازات ومشين نفسيا لمرحلة لا تسمح بقبول مثل هذه القوانين التي تكرس لإذلال واضطهاد المرأة، وواضح كذلك إن هذا الفهم وهذه القوانين لا تعبر عن مجتمعات اليوم بل تعبر عن مجتمع القرن السابع الميلادي، والذي لا يزال يتشبث به المسلمون ويعيشون بأفكار وقوانين كانت قبل أربعة عشر قرن." 5
" من يتمعن في هذا الفهم للزواج والذي ترتبت عليه هذه القوانين يدرك معاناة النساء في هذه الدول، فهذه القوانين تعتبر أعظم المتاريس التي تواجه قضية تحرير المرأة ، فالنساء اليوم نلن تعليم وامتيازات ومشين نفسيا لمرحلة لا تسمح بقبول مثل هذه القوانين التي تكرس لإذلال واضطهاد المرأة، وواضح كذلك إن هذا الفهم وهذه القوانين لا تعبر عن مجتمعات اليوم بل تعبر عن مجتمع القرن السابع الميلادي، والذي لا يزال يتشبث به المسلمون ويعيشون بأفكار وقوانين كانت قبل أربعة عشر قرن." 5
1 جلال حبش ، " سؤال عن الجنس" ، موقع مساواة المرأة.
2 سامية نوري كربيت، " الحياة الجنسية في الغرب هل هي أكثر ابتذالا وانحرافا منها في الشرق"، موقع مساواة المرأة.
3 جهاد علاونه ، " نظام العائلة المتخلف" ، موقع مساواة المرأة.
4 إقبال قاسم حسين ، "الزواج في الدول الإسلامية " ، موقع مساواة المرأة .
5 إقبال قاسم حسين ، "الزواج في الدول الإسلامية " ، موقع مساواة المرأة
ايفان الدراجي
18:11:2010
18:11:2010
أكتساب الدين والمذهب بالوراثة أم بالعقل
ان جميع علماء الوراثة يقرون بان الصفات المكتسبة للطفل تتأتى عن طريقين ,الاول الصفات الوراثية المنتقلة عبر الجينات الوراثية لكلا الابوين وتقدر نسبتها ب75 /0 والثانيةتقدر ب25 /0 وهي عوامل بيئية مختلفة,وهذه مجتمعة هي المسوؤلة عن سلوكية الشخص وتصرفه كفرد داخل المجتمع الذي يعيش في وسطه..
العوامل الوراثية مسؤولة عن أغلب الصفات ومنها والطول ولون البشرة والشعر والعينين وسلوكية الشخص ومزاجه وعقله ,أن كان ابويه يمتلكون من الذكاء او الغباء بدرجات متفاوتة وطريقة التفكير ,ما عدا المعتقد الديني, حيث أن الطفل يولد صحفة ناصعة البياض وهنا يبدأ دور الابوين والبيئة المجتمعية بوضع اللمسات والخطوط والالوان عليها لاضهار الوليد بصورة مغايرة..
فالعوائل اليهودية تغذي أطفالها بتعاليم اليهودية ,والمسيحية كذلك,والمسلمة كذلك ,دون أن يكون اي دور لتفكيره وعقله (يولد بالفطرة)بتمحيص الامور والتفكير جيدا لاختيار الاصلح.اما الدور المجتمعي فيبقى محدودا قياسا لدور الابوين الوراثي ,حيث يستطيع المجتمع من خلال الاختلاط بالوافد الجديد أن يسيره باتجاهين,الاول اما أن يرسخ أيمانه بمعتقده الديني وأيصاله الى درجة من التعصب في حال المجتمع متدين ,وأما أذا كان المجتمع المحيط به غير متدين ومتشدد فسوف يقلل من ألتزامه الديني ويبقيه على حالة شكلية من الايمان.
لم نجد في كل الديانات السماوية ومجتمعاتها التي تشكلت عبركل مراحل التاريخ البشري,بأن عمدت تلك الاديان الى انشاء مدارس فكرية لتدريس أبنائه بالاديان الاخرى والاطلاع عليهاحتى تتولد لاجيالها القناعة الفكرية بالانتماء الديني لايهما,بل تعمد جاهدة لاحتواء أبنائها بمختلف الطرق والحيل خوفا من اتباعه لدين اخر,وهذا ما ولد من ظهور تخندقات دينية ومذهبية ادت في كثير من الاحيان الى نزاعات دموية وتصفيات عرقية,والضحية الكثير من الاجيال التي لا ذنب لها بأعتناقها لدين معين بقدر ما انها تريد العبودية للخالق, وأذاما حصل مصادفة أن شخص ارتأ أن يغيير دينه لاعتبارات خاصةبه وعن قناعته الفكرية بعيدا عن مؤثرات العائلة والمجتمع فسوف يتعرض الى مشاكل كثيرة في حياته..
فمثلا اليهودي الذي يصبح مسيحيا او مسلما ,فأول شئ تحرم عليه زوجته ويجب عليه الانفصال عنها,أذا كان متزوجا ,ويقاطع أجتماعيا ويصبح من المنبوذين.,أما المسلم الذي يرغب بتغيير دينه نحو المسيحية او اليهودية فيكون حكمه في الاسلام وعند مختلف المذاهب بحكم (المرتد) والذي يستوجب قتله.
الاديان كلها تدعي انها تريد تطبيق الشرائع السماوية المرسلة اليها في الارض لتحقيق العدالة الاجتماعيةوالمساواة بين بني البشر,الرسالات السماوية كلها تدعوا الى المحبة والتعايش السلمي وأحترام حقوق الاخرين, الشرائع السماوية المختلفة تدعوا الى الصدق والاخلاص في العمل وحرمة سفك الدم بغير وجة حق,,,,الشرائع السماوية كلها تدعوا البشر الى التفكير والتأمل بالكون والحياة كي يتسنى لها الايمان بما أرسل اليها عبر الانبياءوالمرسلين,فلماذا تضع القيود والحواجز الفكرية على البشر بأطر القدسية السماوية ؟أن الانبياء والرسل أنفسهم لم يجبروا البشر على الطاعة والدخول في دينهم المنادين به ,بقدر ما يكونوا على قناعة تامة به لكي يؤمنوا ,فالاسلام يتولد نتيجة اخوف والترهيب والايماننتاج قناعة فكرية تامة.
أن من أستخلف الأنبياء والرسل هو من وضع تلك القيود والقدسية لبني البشر لاحكام قبضته عليهم وحكمهم بأسم السماء أو الخالق ,لم نقرأ أو نسمع عبر تاريخ البشرية الطويل ان الله قد أوكل لأحد أن يحكم خلقه بالحديد والنار(وما أرسلناك ألا مبشراونذيرا,,,,وما انت عليهم بوكيل),أن جميع ما خلق ووجد على سطح الأرض وفضائها قد سخر لخدمة البشريةوسعادتها وليس لتعاستهاوالنيل منها او تعذيبها وشقائها,(فأسعوا في مناكبها وكلوا من رزقها واليه النشور)
أن الرسائل السماوية كلها لم تأتي مجزئة الى مذاهب مختلفة بل انها موحدة وتدعوا الى تطبيق أحكام السماء في الارض,أذن لماذا توجد مذاهب مختلفة في كل الاديان ؟؟ من قام بتجزئتها؟,أن من يقف وراء التجزئة هي الاطماع البشرية والنفوس الشريرةالساعية لحكم البشر والراكضة وراء المناصب والهالة القدسية والتسلط بأسم الدين والمذهب.
ان الحاخامات في اليهودية والرهبان والقسسة في المسيحية والشيوخ في الاسلام هم من قاموا بسلب الانسان قدرته على التفكير والتحليل,,ليكون الانسان مجبرا لقبول النصوص السماوية بحذافيرها من خلال ترهيبهم بقسوة عقاب الاخرة المتمثل بجهنم وعذاباتهاوزمهريرها,أو الترغيب بجنة الخلد وما تحويه من ملذات ونعيم ابدي مشروطة بتنفيذ تعاليم الاديان.
من هنا نستنتج بأن الاديان والمذاهب تحولت من مفاهيم عقلية الى مفاهيم وراثية لا يستطيع الانسان ان يتخلص منها من جراء الطوق القدسي المحيط به من صنيعة دعاة الدين ودجاليه,,,,,
علي الشمري
الحوار المتمدن - العدد: 3172 - 2010 / 11 / 1
المحور: العلمانية , الدين , الاسلام السياسي
يـا أنت.. صباحاتي
صباح الخير
ما زلت أمارس طقسي السرّي
اقتفي حضورك في أوردتي
مهلاً..
ما عاد سرا
بحته الآن،
أراك تلتفت متأكدا إني اتبعك
سرا .. وعلانية.
ما زلت أمارس طقسي السرّي
اقتفي حضورك في أوردتي
مهلاً..
ما عاد سرا
بحته الآن،
أراك تلتفت متأكدا إني اتبعك
سرا .. وعلانية.
* * *
تعثرت برائحتك هذا الصباح
حين حاولت الاستيقاظ من حلمك.
The pic above
Noir
عن مسّلة عشق..
الى ايفان عاشقة الروح بلا جسد
الكل يدورون حول المسلة ولكن اية مسلة هل هي مسلة الروح ام مسلة الجسد
اذا كان الجسد لامعنى له واذا كانت الروح فهي المحور احلى ما في القصيدة هي بين الصلاة والصلاة تراتيل كاس هذا هو الوجدان هذه هي الصورة المختلطة بالوان الحيرة حتى ترسمين خرائط الذاكرة وتخلطين العشق بالالوان وترسمين لوحة الفنان ان كان ثوري ام عدمي الذي يرى وجهك لايعدم بل يكون ثوري ويحمل الفشاة ليرسم صورة الالم الذي يشاهد عيناك وشعرك المغطى لايرى الروح داخل هذا الجسد تقدمي الى الامام ولا تلتفتي الى الوراء انت المستقبل لكل امراة وفتاة تعشق الروح لا الجسد الى اللقاء بعد كتابة الجديد
جميل جبار التميمي- عن قصيدة (مسلة عشق) مركز النور
الإنسان اللاخيالي.. أين يمكن أن يقضي وقته؟
حين أسافر اقضي على الوقت مهما كان الطريق طويلا بـ (لحظات شرود) داخل غرف رأسي وأغلق الباب خلفي.
غرف.. عوالم لا منتهية، لكن كيف يقتل وقته الشخص اللاخيالي؟ وكيف يمكنه احتمال الواقع فهو كالمجبر على مشاهدة فلم سينما طوال الوقت دون فترات استراحة أو إعلانات كمن الصقوا جفونه للحيلولة دون أن يغمض عينيه ولو ليرمش !
محاولة القبض عليك
حاولتُ
مطاردة خطوط وجهي في المرآة
جاهدة أن لا افزع رائحة ودفء راحتيك
واستشّفيتُ أخيرا
بعد عناءٍ مضنٍ
أن تضاريس وجهي،
جسدي
تُأرشفك
يديك المحلقتين حمامتين
راسك المخبوء بصدري براءة طفل
عيونك المهرولة
صوتك الممطر
عطرك البارد،
سألنني:
لكم من المرات..
من السنين..
سأظلُّ ألهث بحثاً عنهن في مرآتي؟
ما الذي يأتي بعد التفاحة؟
جائعً.. تفاحة على غصن شجرة أمامك، تراقبها مفكرا بطريقة للوصول إليها وإشباع جوعك، وتؤمّل عقلك الباطن مقنعاً إياه بإمكانية وصولك إليها يوما ما، نصبّتها هدفاً.
لكن.. إن نلتها وأشبعت جوعك.. فماذا ستفعل حين تجوع مرة أخرى؟
ستبدأ بالبحث عن شيء آخر هدفا لنيله وإشباع جوعك مجددا وتنشيط وإشغال عقلك بالتفكير في إيجاده والحصول عليه.
هنالك أناس يحافظون على أهدافهم في الحياة مع إمكانية الوصول إليها دون فعل ذلك لأنهم ببساطة يتكاسلون البحث ويؤثرون التمحيص والانتظار على ذلك.. لان المراوحة مكانهم للسعي في الحصول على الموجود فعلا وحقا أفضل من عدم وجود شيء يؤملّون عقلهم بالسعي له.
نص عبثـي : لا منطقية النوم..الحـلم .. التفـاح
مع إني اعشق اللون الأسود إلا إنني غالبا ما اكتب بالأحمر.. هل الأحمر ظلُ الأسود؟
النوم برأيي فعل إرادة .. يمكنك أن تراقب حياتك من خلاله ضمن مدينه حدودها نهارك أو ربما تتسع لأطول منه، كالوقوف على ابعد غصن في أعلى شجرة.
يتبع....
النوم برأيي فعل إرادة .. يمكنك أن تراقب حياتك من خلاله ضمن مدينه حدودها نهارك أو ربما تتسع لأطول منه، كالوقوف على ابعد غصن في أعلى شجرة.
الحلم.. هو المكان الوحيد الذي نملك فيه أن نؤسس مُدننا بل وعوالمنا بقوانيننا الخاصة.. وان نجعله دولة أو جنة.
السماء.. وحدها تملك مصداقية ثابتة يمكنك الاعتماد عليها، قيمة ثابتة لا نسبية تبقى كما هي مهما تنقّلت ومرت بك الأزمان. يتبع....
فضائات.. لمقالات وقصيدة
ألـف ليلة وليـلة - موقع ثقافي حرّ
مجلة بـصرياثـا
تجارة رخيصة تتقّنع الزواج - مقال
جريدة العراق اليوم
فسيفساء المجتمع العربي (العراقي) : آلية التعايش السلمي - مقال
انا في العشق وجوديّة - قصيدة
ما علاقة الله بقوانين الأحوال الشخصية؟
سنة 1960 انتخب الشعب السنغالي ديمقراطياً ليوبولد سنغور، الكاثوليكي المؤمن، أول رئيس لجمهورية السنغال في بلد، أكثريته مسلمة ونسبة الكاثوليك فيه آنذاك لم تكن تتجاوز الثلاثة بالمئة. مارس المواطن السنغالي يومها حقه في اختيار أحد المواطنين، بغض النظر عن انتمائه لهذا الدين أو لتلك القبيلة، رئيسا دون أية حدود أو شروط لأن دستور السنغال لم يتضمن أن دين الدولة أو دين رئيس الدولة الإسلام. وهكذا كان مسلمو السنغال مدركين، منذ بداية عهدهم بالاستقلال ، أنه طلب منهم اختيار رئيس للدولة لا إمام لجامع. ولكن بعد خمسين سنة من ذلك الحدث لم تتح الظروف لأن يرتقي السوري أو العراقي أو أي من رعايا البلدان العربية إلى درجة المواطن إذ لم يقر أي دستور عربي مبدأ المساواة بين المواطنين، ناهيك عن المساواة بين الرجل والمرأة.
هناك شعوب تحكمها أنظمة دكتاتورية تحرمها من حقوقها السياسية فقط. الشعوب العربية، و شعوب بعض البلدان الإسلامية، وحدها بين جميع شعوب الأرض محرومة من الحقوق السياسية والحريات الفردية في آن معاً.
ولكن حرمان الإنسان من الحريات الفردية شيء وتحميل الله مسؤولية ذلك شيء آخر.
لا بد أن القارئ قد أدرك أنني أقصد قوانين الأحوال الشخصية المستمدة مما بات يطلق عليه اسم الشريعة الإسلامية التي خلعت صفة القداسة على أحكامها ، سواء منها ما ورد ذكره في القرآن الكريم -وهو أقلها-أو ما كان من محض الاجتهاد البشري للفقهاء على امتداد مئات السنين ،وهو أكثرها. والحال أن تقديس الشريعة يعني ، فيما يعنيه ، انه لا يجوز المساس بأحكامها ولا تطويرها أو تعديلها تبعاً لتبدل ظروف الزمان والمكان وطبقاً لمقتضيات التطور الاجتماعي والإنساني . وهذا يعني، فيما يعني، أنه لا يجوز مثلاً اعتبار تعدد الزوجات٬ في هذا العصر، مهيناً للمرأة، كما لا يجوز إلغاء الرق لأن القرآن سمح به؛ ومن ثم لا يجوز للدولة معاقبة ضارب زوجته ولا التسري بالإماء حتى وان يكن عصر الرق قد ولّى وأصبح جريمة بحق الانسانية يعاقب عليها القانون الدولي . وهذا التقديس للشريعة هو ما جعل بلداناً عربية عدة تمتنع عن تحريم الرق في دساتيرها.
منذ سنوات كتبت الدكتورة رجاء بن سلامة مقالا تحت عنوان: "الشريعة- الفقه" صخرة سيزيف التي تسحق النساء العربيات:
«في سنة 1929، أي منذ ما يزيد عن سبعين عاما كتبت الفتاة السّوريّة نظيرة زين الدّين، ولم تتلعثم : "إنّ الشّرائع السّماويّة لا تقيّدنا تقييدا ثابتا إلاّ في علاقاتنا مع خالقنا سبحانه وتعالى، ذلك في أصول الدّين والإيمان. وأمّا أمور دنيانا، وقواعد حياتنا، والمعاملات والعلاقات بيننا فهي تابعة بمقتضى تلكم الشّرائع لحكم العقل، ومتحوّلة بمقتضى المصلحة والزّمان". (الفتاة والشّيوخ) . »
وتواصل د. بن سلامة: "..بعدها بقليل كتب التّونسيّ الطّاهر الحدّاد، خرّيج الجامعة الزّيتونيّة، ولم يتلعثم : «لقد حكم الإسلام في آيات القرآن بتمييز الرّجل عن المرأة في مواضع صريحة. وليس هذا بمانع أن يقبل بمبدأ المساواة الاجتماعيّة بينهما عند توفّر أسبابها بتطوّر الزّمن ما دام يرمي في جوهره إلى العدالة التّامّة وروح الحقّ الأعلى، وهو الدّين الذي يدين بسنّة التّدريج في تشريع أحكامه حسب الطّوق".
هناك شعوب تحكمها أنظمة دكتاتورية تحرمها من حقوقها السياسية فقط. الشعوب العربية، و شعوب بعض البلدان الإسلامية، وحدها بين جميع شعوب الأرض محرومة من الحقوق السياسية والحريات الفردية في آن معاً.
ولكن حرمان الإنسان من الحريات الفردية شيء وتحميل الله مسؤولية ذلك شيء آخر.
لا بد أن القارئ قد أدرك أنني أقصد قوانين الأحوال الشخصية المستمدة مما بات يطلق عليه اسم الشريعة الإسلامية التي خلعت صفة القداسة على أحكامها ، سواء منها ما ورد ذكره في القرآن الكريم -وهو أقلها-أو ما كان من محض الاجتهاد البشري للفقهاء على امتداد مئات السنين ،وهو أكثرها. والحال أن تقديس الشريعة يعني ، فيما يعنيه ، انه لا يجوز المساس بأحكامها ولا تطويرها أو تعديلها تبعاً لتبدل ظروف الزمان والمكان وطبقاً لمقتضيات التطور الاجتماعي والإنساني . وهذا يعني، فيما يعني، أنه لا يجوز مثلاً اعتبار تعدد الزوجات٬ في هذا العصر، مهيناً للمرأة، كما لا يجوز إلغاء الرق لأن القرآن سمح به؛ ومن ثم لا يجوز للدولة معاقبة ضارب زوجته ولا التسري بالإماء حتى وان يكن عصر الرق قد ولّى وأصبح جريمة بحق الانسانية يعاقب عليها القانون الدولي . وهذا التقديس للشريعة هو ما جعل بلداناً عربية عدة تمتنع عن تحريم الرق في دساتيرها.
منذ سنوات كتبت الدكتورة رجاء بن سلامة مقالا تحت عنوان: "الشريعة- الفقه" صخرة سيزيف التي تسحق النساء العربيات:
«في سنة 1929، أي منذ ما يزيد عن سبعين عاما كتبت الفتاة السّوريّة نظيرة زين الدّين، ولم تتلعثم : "إنّ الشّرائع السّماويّة لا تقيّدنا تقييدا ثابتا إلاّ في علاقاتنا مع خالقنا سبحانه وتعالى، ذلك في أصول الدّين والإيمان. وأمّا أمور دنيانا، وقواعد حياتنا، والمعاملات والعلاقات بيننا فهي تابعة بمقتضى تلكم الشّرائع لحكم العقل، ومتحوّلة بمقتضى المصلحة والزّمان". (الفتاة والشّيوخ) . »
وتواصل د. بن سلامة: "..بعدها بقليل كتب التّونسيّ الطّاهر الحدّاد، خرّيج الجامعة الزّيتونيّة، ولم يتلعثم : «لقد حكم الإسلام في آيات القرآن بتمييز الرّجل عن المرأة في مواضع صريحة. وليس هذا بمانع أن يقبل بمبدأ المساواة الاجتماعيّة بينهما عند توفّر أسبابها بتطوّر الزّمن ما دام يرمي في جوهره إلى العدالة التّامّة وروح الحقّ الأعلى، وهو الدّين الذي يدين بسنّة التّدريج في تشريع أحكامه حسب الطّوق".
(امرأتنا في الشّريعة والمجتمع) »
هل كانت نظيرة زين الدّين والطّاهر الحدّاد مخطئين في فهمهما لمقاصد الشريعة وأقل فهماً لمبادئ الإسلام من أولئك الذين يصرون اليوم على تطبيق أحكام الشريعة وتقديسها واعتبارها مجموعة من القوانين الأزلية الجامدة، يجب تطبيقها حتى لو خالفت الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهود الدولية بما فيها حقوق الطفل!
وهل سيغضب الله أشد الغضب إذا حكّم الإنسان عقله وشرع بما فيه مصلحة المواطن حسب مقتضيات الظروف ومصلحة الفرد والمجتمع؟.
الخليفة عمر بن الخطاب نفسه أزال القداسة عن الآيات القرآنية التي لها علاقة بأمور الدنيا ومصلحة الجماعة والغي أحكاما٬ً بعد بضع سنوات من وفاة الرسول وفي نفس الظروف الاجتماعية ٬ رغم وجود نصوص صريحة في القرآن٬ ولم يعترض أحد من الصحابة حينذاك على ذلك ولم يتهموا عمر بمخالفته أمراً إلهياً.
هل كان إيمان خديجة وعمر وعلي وبقية الصحابة ناقصاً٬ لأنهم دخلوا في دين الإسلام على أساس مبادئه الروحية كما بشر بها الرسول في مكة؟ ألا يكمل إيمان المسلم اليوم إلا بتطبيق العقوبات الجسدية الهمجية وسحق المرأة؟ إن الحميّة الدينية التي يتسلح بها أولئك الذين يدّعون أن الخوف من غضب الله والغيرة على الدين هما وراء حرصهم على تطبيق الشريعة اليوم لهي حميّة مشبوهة٬ ما دامت تحصر نفسها بوضع المرأة ومصلحة الرجل في قضايا الأحوال الشخصية. إنهم لا يتجرؤون على المطالبة بتطبيق الأحكام الشرعية ونظام الجزية على أهل الذمة أو على الدعوة الى قطع الأيدي ورجم المرأة الزانية وجلد متعاطي الخمر وقتل المرتد وغير ذلك كثير. ولكنهم يصرون كل الاصرار بالمقابل على تحجيب المرأة ، بله على تنقيبها، وكأن كل الاسلام قابل للاختزال الى قطعة سوداء أو بيضاء من النسيج .ألا كم هي مشبوهة هذه الانتقائية! وكم هي واضحة كالشمس هذه النية المبيّتة والمخطّط لها على استغلال الله والنصوص الدينية من أجل الحفاظ على مكاسب ذكورية في قضايا الزواج والطلاق والإرث وحضانة الأطفال!وهذا بدون أن ننسى أن مداوري هذه الخطة هم أنفسهم وراء الدعوة الى تطبيق عقوبات مخفضة على مرتكبي جرائم الشرف التي لا علاقة لها بالدين.
لا أنكر على أي إنسان حقه في أن يكون رجعياً أو فاشياً أو معادياً للمرأة أو حريصاً على أمواله ومصالحه الشخصية وسيادته الذكورية. ولكن أنكر عليه ، وبكل قوة ،أن يتهم الله بمثل هذه الصفات وأن يتكلم باسمه.
الشريعة الإلهية٬ القوانين الإلهية ٬ الإسلام دين ودولة أو الحاكمية لله ، هيكلها عبارات حديثة لم يأت بها أحد قبل بداية القرن العشرين وهي ليست سوى أرضية لإيديولوجيا سياسية ونموذج لمجتمع أراد أصحابه إعطاءه شرعية دينية مستغلين حالة الجهل والأمية التي كان وما زال غارقا فيها العالم الإسلامي.
هؤلاء يضربون بعرض الحائط كل ما حققته البشرية من مكاسب في مجال حقوق الإنسان٬ و يعترفون بصراحة أن أحكام الشريعة مناقضة لتلك الحقوق. إنهم وراء جميع تحفظات الدول الإسلامية على قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالمرأة والطفل وكل ما له علاقة بحقوق الإنسان٬ رغم معرفتهم أن الشريعة ليست ركناً من أركان الإسلام وأن أي قانون يطبقه البشر ولو كان له أصل في النصوص الدينية ( معظم القوانين الشرعية لا أساس لها في تلك النصوص) هو قانون وضعي بالضرورة وإلا أصبح من يطبقه شريكا لله. والإشراك بالله يرفضه الإسلام جملة وتفصيلاً.
أليس من حق المسلمين أن يرفضوا هذه الهلوسة الإيديولوجية " المصلحجية " كأساس لقوانين ظالمة تحد من حرياتهم وتنتقص من إنسانيتهم؟.
إن أول ما يميز القرآن كنص ديني هو مساواته ٬ من الناحية الإنسانية ، بين المرأة والرجل: "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ". ومن الطبيعي مع ذلك أن يكون هناك تفاوت بين المبدأ وبين التطبيق المرتبط بالظروف الاقتصادية والاجتماعية٬ وهذا ما حصل ويحصل في جميع المجتمعات. ولو كان المسلمون أمناء على مبادئ القرآن الأساسية لكانوا أول٬ لا آخر٬ من ألغى الرق وساوى بين المرأة والرجل.
إنني لا أحمّل الإسلام الأصولي والسياسي وحده مسؤولية المأزق الذي نحن فيه. أصبّ لومي وغضبي على التقدميين والديمقراطيين٬ سواء الذين حكموا أو عارضوا٬ ممن نسوا أو تناسوا أن موقفهم من حقوق الإنسان والمساواة بين المواطنين ، وبشكل خاص بين الرجل والمرأة ، كان ينبغي أن يكون هو مقياس تقدميتهم وتعلقهم بالديمقراطية. إنهم من هذا المنظار أقل تقدمية٬ حتى لا أقول أكثر رجعية٬ من أتاتورك وبورقيبة ومحمد السادس!
الخلط بين الجريمة والخطيئة بغية التحكم بالحياة الجنسية للبشر هو السمة الأكثر تمييزاً لدول القرون الوسطى الغارقة في الجهل والاستبداد واستغلال الدين لمنافع شخصية ٬ بينما الدول الحديثة وضعت حدا لهذا الالتباس حين حصرت مهمة الدولة بمعاقبة مرتكبي الجرائم على الأرض بينما تركت للعلي القدير مهمة محاسبة عبيده على خطاياهم في السماء.
والسيد المسيح كان واضحا جدا في التمييز بين الجريمة والخطيئة حين عفا عن الزانية التي ارتكبت خطيئة ولم يعف عن مرتكبي الجرائم.
إن التحدي الكبير الذي يواجه العرب اليوم هو القدرة على تأسيس دول على أساس المواطنة٬ وأساس المواطنة الذي لا أساس غيره هو أن تكون القوانين مدنية ومن تشريع البشر طبقاً لحاجاتهم ومصالحهم الوضعية. وباختصار، لا مكان لقوانين إلهية في دولة المواطنة. وتقديس الشريعة هو تقديس لمن يضع قوانين باسمها. وتقديس هؤلاء المشرعين الذين يدّعون أنهم يشرّعون باسم الله وبالنيابة عنه إنما هو في التحليل الأول والأخير إشراك في الله.
وهل سيغضب الله أشد الغضب إذا حكّم الإنسان عقله وشرع بما فيه مصلحة المواطن حسب مقتضيات الظروف ومصلحة الفرد والمجتمع؟.
الخليفة عمر بن الخطاب نفسه أزال القداسة عن الآيات القرآنية التي لها علاقة بأمور الدنيا ومصلحة الجماعة والغي أحكاما٬ً بعد بضع سنوات من وفاة الرسول وفي نفس الظروف الاجتماعية ٬ رغم وجود نصوص صريحة في القرآن٬ ولم يعترض أحد من الصحابة حينذاك على ذلك ولم يتهموا عمر بمخالفته أمراً إلهياً.
هل كان إيمان خديجة وعمر وعلي وبقية الصحابة ناقصاً٬ لأنهم دخلوا في دين الإسلام على أساس مبادئه الروحية كما بشر بها الرسول في مكة؟ ألا يكمل إيمان المسلم اليوم إلا بتطبيق العقوبات الجسدية الهمجية وسحق المرأة؟ إن الحميّة الدينية التي يتسلح بها أولئك الذين يدّعون أن الخوف من غضب الله والغيرة على الدين هما وراء حرصهم على تطبيق الشريعة اليوم لهي حميّة مشبوهة٬ ما دامت تحصر نفسها بوضع المرأة ومصلحة الرجل في قضايا الأحوال الشخصية. إنهم لا يتجرؤون على المطالبة بتطبيق الأحكام الشرعية ونظام الجزية على أهل الذمة أو على الدعوة الى قطع الأيدي ورجم المرأة الزانية وجلد متعاطي الخمر وقتل المرتد وغير ذلك كثير. ولكنهم يصرون كل الاصرار بالمقابل على تحجيب المرأة ، بله على تنقيبها، وكأن كل الاسلام قابل للاختزال الى قطعة سوداء أو بيضاء من النسيج .ألا كم هي مشبوهة هذه الانتقائية! وكم هي واضحة كالشمس هذه النية المبيّتة والمخطّط لها على استغلال الله والنصوص الدينية من أجل الحفاظ على مكاسب ذكورية في قضايا الزواج والطلاق والإرث وحضانة الأطفال!وهذا بدون أن ننسى أن مداوري هذه الخطة هم أنفسهم وراء الدعوة الى تطبيق عقوبات مخفضة على مرتكبي جرائم الشرف التي لا علاقة لها بالدين.
لا أنكر على أي إنسان حقه في أن يكون رجعياً أو فاشياً أو معادياً للمرأة أو حريصاً على أمواله ومصالحه الشخصية وسيادته الذكورية. ولكن أنكر عليه ، وبكل قوة ،أن يتهم الله بمثل هذه الصفات وأن يتكلم باسمه.
الشريعة الإلهية٬ القوانين الإلهية ٬ الإسلام دين ودولة أو الحاكمية لله ، هيكلها عبارات حديثة لم يأت بها أحد قبل بداية القرن العشرين وهي ليست سوى أرضية لإيديولوجيا سياسية ونموذج لمجتمع أراد أصحابه إعطاءه شرعية دينية مستغلين حالة الجهل والأمية التي كان وما زال غارقا فيها العالم الإسلامي.
هؤلاء يضربون بعرض الحائط كل ما حققته البشرية من مكاسب في مجال حقوق الإنسان٬ و يعترفون بصراحة أن أحكام الشريعة مناقضة لتلك الحقوق. إنهم وراء جميع تحفظات الدول الإسلامية على قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالمرأة والطفل وكل ما له علاقة بحقوق الإنسان٬ رغم معرفتهم أن الشريعة ليست ركناً من أركان الإسلام وأن أي قانون يطبقه البشر ولو كان له أصل في النصوص الدينية ( معظم القوانين الشرعية لا أساس لها في تلك النصوص) هو قانون وضعي بالضرورة وإلا أصبح من يطبقه شريكا لله. والإشراك بالله يرفضه الإسلام جملة وتفصيلاً.
أليس من حق المسلمين أن يرفضوا هذه الهلوسة الإيديولوجية " المصلحجية " كأساس لقوانين ظالمة تحد من حرياتهم وتنتقص من إنسانيتهم؟.
إن أول ما يميز القرآن كنص ديني هو مساواته ٬ من الناحية الإنسانية ، بين المرأة والرجل: "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ". ومن الطبيعي مع ذلك أن يكون هناك تفاوت بين المبدأ وبين التطبيق المرتبط بالظروف الاقتصادية والاجتماعية٬ وهذا ما حصل ويحصل في جميع المجتمعات. ولو كان المسلمون أمناء على مبادئ القرآن الأساسية لكانوا أول٬ لا آخر٬ من ألغى الرق وساوى بين المرأة والرجل.
إنني لا أحمّل الإسلام الأصولي والسياسي وحده مسؤولية المأزق الذي نحن فيه. أصبّ لومي وغضبي على التقدميين والديمقراطيين٬ سواء الذين حكموا أو عارضوا٬ ممن نسوا أو تناسوا أن موقفهم من حقوق الإنسان والمساواة بين المواطنين ، وبشكل خاص بين الرجل والمرأة ، كان ينبغي أن يكون هو مقياس تقدميتهم وتعلقهم بالديمقراطية. إنهم من هذا المنظار أقل تقدمية٬ حتى لا أقول أكثر رجعية٬ من أتاتورك وبورقيبة ومحمد السادس!
الخلط بين الجريمة والخطيئة بغية التحكم بالحياة الجنسية للبشر هو السمة الأكثر تمييزاً لدول القرون الوسطى الغارقة في الجهل والاستبداد واستغلال الدين لمنافع شخصية ٬ بينما الدول الحديثة وضعت حدا لهذا الالتباس حين حصرت مهمة الدولة بمعاقبة مرتكبي الجرائم على الأرض بينما تركت للعلي القدير مهمة محاسبة عبيده على خطاياهم في السماء.
والسيد المسيح كان واضحا جدا في التمييز بين الجريمة والخطيئة حين عفا عن الزانية التي ارتكبت خطيئة ولم يعف عن مرتكبي الجرائم.
إن التحدي الكبير الذي يواجه العرب اليوم هو القدرة على تأسيس دول على أساس المواطنة٬ وأساس المواطنة الذي لا أساس غيره هو أن تكون القوانين مدنية ومن تشريع البشر طبقاً لحاجاتهم ومصالحهم الوضعية. وباختصار، لا مكان لقوانين إلهية في دولة المواطنة. وتقديس الشريعة هو تقديس لمن يضع قوانين باسمها. وتقديس هؤلاء المشرعين الذين يدّعون أنهم يشرّعون باسم الله وبالنيابة عنه إنما هو في التحليل الأول والأخير إشراك في الله.
بقلم حسن الجمالي