منذ فجر الإنسانية تقريبا قبل عام 3000 ق.م والعراقيون مشروع
حصاد (موت) من حروب، ثورات، مجازر جماعية وغيرها من أساليب الإبادة بحقنا
كما أوضحت بكثير من الإيجاز في مقال سابق (العراق: وطن أكلة لحوم البشر ومصاصي الدماء!) .
تارة
كان الجاني مّنا وتارة طامعٌ فينا أو معتدٍ حاقد .. لكن الإحصائيات التي
سجلها حصدة الأرواح تصاعدت بصورة مرعبة بالسنين الأخيرة أي منذ سقوط النظام
السابق 2003 والاحتلال الأميركي- الصفوي للعراق يترأسه ويطبب عليه قادتنا
العملاء مستخدمين شتى الوسائل والطرق لتصفيتنا وإضعاف وحدتنا.. بدءا بالحرب
الصريحة وأسلحتهم الثقيلة من صواريخ وقنابل ومتفجرات اغلبها خالفت
اتفاقيات الحظر على استخدام الأسلحة البيولوجية والكيميائية التي يبقى
تأثيرها سنين طويلة على التربة والهواء والماء وبالتالي فانها تتلف جينات
الأحياء بما فيها الإنسان وتنتج عنها الامراض والتشوهات والموت كالفسفور
الابيض والنابالم واليوارنيوم المنضّب الذي استخدم بالحرب على العراق بحجة
إسقاط النظام من قبل القوات الأمريكية وشركائها والذين أنكروا استخدامها
على الرغم من التحاليل والآثار التي اثبتت ذلك اضافة لاعتراف شركائهم
عليهم.
ناهيك عن عمليات الفتل الجماعي والاغتيالات
الفردية والمفخخات والهجمات المسلحة التي يقوم بها المسلحون من الإرهابيين
والميلشيات المنظمة والتي تعم لصالح هذه الجهة او تلك.
اليوم تضع احد المنظمات المدنية الإنسانية (منظمة حرية المرأة OWFI) بين يدينا تقريرا أعدته حول (ميدان رمي أمريكي يحول قضاء الحويجة إلى منطقة منكوبة /مئات من الاطفال المعاقين ومراهقون مُصابون بالسرطان) بإحصائياته الخطيرة حيث إن
: " في قضاء يبلغ عدد سكانه 109,000 نسمة، يتواجد جيل من المعاقين بمرض
شلل الأطفال وحالات ضمور وتلف الدماغ بحيث يبلغ عدد المسجلين في المركز
الصحي 412 حالة، بينما تصل الارقام الحقيقية الى ما يزيد على الـ 600 حالة
من عوق الأطفال. كما وينتشر السرطان كالوباء بين كل الاعمار وخاصة
المراهقين الذين ينتظرون موتهم دون اي علاج تعرضه عليه الحكومة العراقية او
الامريكية-المسؤولة عن الإشعاع- والتي اطلقت يد ترسانتها الامريكية لتتدرب
بالذخيرة الحية والمتفجرات في ميدان لا يبعد عن بيوت الأهالي اكثر من
كيلومتر واحد ونصف، ولا يفصله عنه سياج او حائط يمنع دخول الأطفال او رعاة
الاغنام او الاهالي. "[1]
اليوم نضع بين يديكم هذا التقرير
المعد وفقه الإحصائيات التي عملت عليها المنظمة منذ 16 آب ولغاية 13أب
2011 يتضمن أعمار المصابين والتي تتراوح بين حديثي الولادة إلى عمر الـ 19
عاما مصابين بمختلف أنواع الأورام والتشوهات التي تهدد حياتهم دون ايجاد
الرعاية الصحية اللازمة لهم او معالجتهم فاغلب ذويهم هم فقراء ومحتاجون لا
يملكون حق الرغيف حتى لإسكات جوعهم! مئات الآلاف يعانون ويتألمون ، مئات
الآلاف مهددون بهذا الموت البشع كأنها مؤامرة لإبادة جماعية بحق هؤلاء
المساكين.
الغريب بالأمر استمرار ادعاء أمريكا بان حربهم
كانت (نظيفة) على العراق!! الحرب التي تتسبب بالقتل والدمار والتهجير
واتصفت بالوحشية هل يمكن نزع صفة (نظيفة) عليها؟ رغم جميع الأدلة التي كشفت
كذبهم وخرقهم للاتفاقيات والمعاهدات الدولية منها اتفاقية جنيف عام 1925
التي تمنع اللجوء إلى الأسلحة البكتريولوجية في الحروب. وذلك بالإضافة إلى
منع الغازات السامة وغيرها. ولقد أقرت 29 دولة هذه الاتفاقية. وكانت
الولايات المتحدة أبرز الممتنعين عن الانضمام إليها. كما اتخذت الجمعية
العمومية للأمم المتحدة قرارا في ديسمبر، 1966، يقضي بضرورة الالتزام
بالبروتوكول المذكور، وبذلت بريطانيا خلال الستينات جهودا باتجاه نزع
السلاح البيولوجي، ولاقت تلك الجهود دعما واسعا، لاسيما من الاتحاد
السوفييتي. ومن جهة ثانية، قام الرئيس الأمريكي السابق ريتشارد نيكسون في
العام 1969 بإعلان استنكار الولايات المتحدة لاستخدام الأسلحة البيولوجية،
وأمر بتدمير مخزون بلاده منها.
كما وأشارت الجمعية العامة
إلى قرارها 2662 (الدورة 25) المتخذ في 7 كانون الأول (ديسمبر) 1970،
لاتخاذ التدابير الفعالة اللازمة لإزالة أسلحة التدمير الشامل الخطيرة من
أمثال تلك التي تنطوي على استعمال العوامل الكيميائية والبكتريولوجية
(البيولوجية) من الأعتدة العسكرية لجميع الدول.
ما هو محل
تلك الاتفاقيات والمعاهدات من الإعراب؟ هل هي مجرد (كلايش) وإكسسوارات تنضم
لمثيلاتها حول (حقوق الإنسان) المنتهكة في العراق بشتى أشكالها؟ من هو
المسئول عن المطالبة بأبسط حقوقنا والنيل من منتهكيها؟ أين هي الحكومة وما
هو موقفها في الدفاع عن أرواح وصحة ومستقبل أبناء العراق من هكذا كوارث
إنسانية خطيرة على جميع الأصعدة؟
من نحاسب؟ ولمن نشتكي؟
ميدان رمي امريكي يحول قضاء الحويجة الى منطقة منكوبة
((مئات من الاطفال المعاقين ومراهقون مُصابون بالسرطان))
بعد
زيارات قام بها وفد من منظمة حرية المرأة الى قضاء الحويجة في محافظة
كركوك، ومنذ 16 آب ولغاية نهار اليوم 23 آب، وجد ان مدينة الحويجة وقرى
هذا القضاء قد تحولت الى الساحة الخلفية الملوثة باشعاعات وفضلات ميدان
الرمي العسكري الامريكي، مما قد تسبب بمأساة انسانية لا تعترف بها
الحكومة العراقية ولا الامريكية، بل ويحرصون ابقاء الموضوع طي الكتمان رغم
المآسي اليومية التي يعيشها أهالي المنطقة.
في قضاء يبلغ
عدد سكانه 109,000 نسمة، يتواجد جيل من المعاقين بمرض شلل الأطفال وحالات
ضمور وتلف الدماغ بحيث يبلغ عدد المسجلين في المركز الصحي 412 حالة، بينما
تصل الارقام الحقيقية الى ما يزيد على الـ 600 حالة من عوق الأطفال. كما
وينتشر السرطان كالوباء بين كل الاعمار وخاصة المراهقين الذين ينتظرون
موتهم دون اي علاج تعرضه عليه الحكومة العراقية او الامريكية-المسؤولة عن
الإشعاع- والتي اطلقت يد ترسانتها الامريكية لتتدرب بالذخيرة الحية
والمتفجرات في ميدان لا يبعد عن بيوت الاهالي اكثر من كيلومتر واحد ونصف،
ولا يفصله عنه سياج او حائط يمنع دخول الأطفال او رعاة الاغنام او الاهالي.
تزداد
حالات العوق والسرطان في القرى الاقرب من ميدان الرمي الامريكي والتي تقع
باتجاه مهب الريح منها، وخاصة في قرى الكبيبة والحمدونية وابو صخرة والقرية
العطشانة وقرية هور السفن. وعلى سبيل المثال يبلغ عدد سكان قرية الكبيبة
1400 نسمة فقط، بينما تم تشخيص 21 حالة من السرطان فيها توفى منهم ثلاثة
بينما ينتظر البقية وفاتهم دون توفير اي علاج او ادوية لهم من قبل السلطات
المسؤولة عن وضعهم.
اصطحب وفد منظمة حرية المرأة نهار
اليوم 23 آب جمعا من الاعلاميين من الفضائيات والوكالات الاعلامية العالمية
لكشف هذا الموضوع عالميا، بعد ان حاولت السلطات المحلية في كركوك التكتم
عليه بالتعاون مع القوات الامريكية التي استدعت الشخص الذي اخذ عينة ترابية
للفحص في مؤسسة صحة كركوك.
تطالب منظمة حرية المرأة تشكيل
لجنةً دولية للتحقيق والتقصي خلف اسباب النسب العالية للعوق والشلل لدى
الاطفال وحديثي الولادة في منطقة الحويجة. كما وتوجه نداءً للمنظمات
الانسانية العالمية لتقديم المساعدة للضحايا واهاليهم بعد ان قامت الحكومة
العراقية بتعريضهم الى اصعب ظروف معيشية من ناحية عدم توفر ماء الشرب او
الخدمات والمعيشة، ناهيك عن اهمال توفير العلاج البدني او النفسي لهم بأي
شكل من الاشكال.
تطالب منظمة حرية المرأة كذلك تحميل
الحكومة الامريكية مسؤوليتها عن مآسي عشرات الآلاف من منكوبي هذه المنطقة
والذين يعانون من وجود طفل او عدة اطفال معاقين داخل عوائلهم مما جعل عوائل
المنطقة تكف عن التفكير بالانجاب لمزيد من الاطفال المعذبين. ان تعويض
الضحايا واهاليهم ماديا ومعنويا جانب ضئيل مما يمكنها للحكومة الامريكية ان
تعتذر به عن اقترافاتها والتي تدل على عدم اكتراثها لحياة البشر؛ اذ ان
تعريض مئات الآلاف لإشعاع الذخيرة الحية وللتفجيرات ولإشعاع اليورانيوم
المنضب قد خلق جيلا منكوبا غير قادر على رعاية نفسه، كما ونكب عشرات الآلاف
من عوائلهم، مما لا يقل عن كونه جريمة حربٍ او ابادة جماعية لسكان مدنيين
ابرياء وعزل.
تأمل منظمة حرية المرأة ان تحصل على يد العون
من منظمات عالمية لتحقيق هذه الأهداف، اذ علمتنا تجارب السنين الثمان بان
لا نتوقع اي استجابة ايجابية من كلا الحكومتين الامريكية والعراقية في
الكوارث الانسانية التي يفرضونها على جماهير المدنيين في العراق.
ينار محمد
رئيسة منظمة حرية المرأة في العراق
23-08-2011
-وفد
منظمة حرية المرأة: المنسق ماجد حميد، اعضاء الوفد: دلال جمعة، احلام حسن،
احلام طه، علي الكندي وعدد من ناشطات المنظمة في سامراء.
- الفضائيات والاعلام المرافق: الحرة، الفيحاء، السلام، رويترز، المساواة
- الشركاء المحليون: منظمة الجيل للتنمية البشرية، ارعة من وجهاء الحويجة وكادر طبي
صفحة من الجدول
1) من تقرير منظمة حرية المرأة (OWFI)
-------------------------------------------------------------------------
منشور في: