ايفان الدراجي
كندا مو جنة مثل ما متصور البعض، أي نعم هو بلد متطور وبيه قانون ويحترمون الانسان بس مو كل الي عايشين بيه ملائكة، تره ماكو واحد ميغلط، الكل يغلط والدولة الصح هي الي تعرف شلون تضبطها بالقانون بعدالة. هذا هو سر شعورك بالأمان بهاي البلدان لا اكثر ولا اقل.
هنا بكندا، الشغل عبارة عن سباق تنافسي، أحيانا شريف واحيانا لا.. طبيعي هلشي، طبيعي تلقى ناس تغار منك او تكرهك او تحاربك مثل ما تلقى ناس تساندك وتؤمن بيك وتوقف وياك..هاي خبزة، وبكندا الخبزة غالية! بس الي مراح تلقاه هنا، تهديدات قتل او عشاير او تحرشات جنسية او ناس تشوه سمعتك مثل ما جان يصير ببلدانا بالشرخ الاوسخ، للأسف لعبهم قذر جدا، وبكندا مهما كان الي وياك بالشغل كارهك او غيران منك ما ممكن ياذيك او يتطرف بردة فعله.
تعلمت من خلال مواقف صارت وياه ومن خلال منافسات غير شريفة من بعض زملائي بالعمل، انو العلاقات جدا مهمة، تحتاج ناس بمناصب عالية تعرفك وتثق بيك حتى توكف وياك، وهلشي يتحقق من تقدم لشخص خدمة وبالمقابل رح هو هم يقدملك خدمة. بيئة العمل بهواي شركات مو بس بشركتي تلعب السياسة بيها دور كبير، السياسة مو يعني أحزاب سياسية يعني كلمن وجماعته الي يدعمون قرار ما او تغيير ما. هنا الشركات دائمة التغيير بالضبط مثل ما نشوف بالأفلام، يبطلون ناس ويجيبون ناس، يسحبون منتج ويغيرون طريقة العمل وهكذا، لان السوق هيجي والشركة الذكية لازم تكون مرنة وقابلة للتغير حسب السوق والوقت حتى تظل تربح. هيجي بيئة عمل احبها، لان اني ملولة، ولاني اؤمن بالتغيير والتطور.. لهذا حبيت الشغل هنا وحبيت ابقه واتطور وياهم.. ومو بس هذا، أحيانا رح تغير مجال اختصاصك مثل ما صار وياي من خلال استغلال الي تعرفه وخبرتك حتى يخدم مجال ثاني.. لقيت نفسي انتقل من إدارة العقود والمشتريات لادارة العمليات والمشاريع لدرجة انو اني حاليا بديت ادرس بجامعة تورونتو حتى امتحن واحصل شهادة Project management ، صارلي بيها واهس وبلشت اشتغلها من فترة، بس الشهادة حلوة من تصير مذكورة بالريسومه هيجي كشخة.
اني اشتغل بشركة تسوي مشاريع بناء للدولة construction and infrastructure projects وبتورنتو هلشي ذهب، جرب ارفع راسك واحسب كل crane رح تشوف؟ مو اقل من ثنين، الكل يبني، من بنايات ناطحة للسحاب لمستشفيات ومدارس وطرق جديدة ومؤسسات ثانية، مثلا المشروع الي اشتغل بيه هو بناء خط مواصلات جديد الي يسموه المترو او السبواي ببعض الدول. تورنتو مدينة تتوسع وتكبر يوم بعد يوم وتوجه المستثمرين عليها قوي وداعم لكل هاي المشاريع من اليوم لبعد 10 سنين. من وصلت كندا جنت أقول اريد اشتغل بالنفط والغاز مثل ما جنت اشتغل بالعراق وجنت حابته حيل، بس هسه حبيت الكونستركشن اكثر لان اصعب وبيه تحديات وتغييرات دائمة وهماتين لان سوق النفط والغاز بكندا مو كلش قوي.
مره، اول مديرة هنا بكندا قالتلي شي بعدين فهمته، قالتلي تره كلمن يأدي شغله الي يأخذ عليه راتب، بس لازم الشخص ينطي اكثر حتى لو مستواه الوظيفي ما يسمحله او راتبه قليل لان لازم يخلي الشركة تعرف انو ما ممكن تستغني عنه، لازم تشوفين الشركة انو انتي دافعة راتبج من خلال شغلج ومن خلال الـ added value والي ممكن تكون أفكار تطورية او مساهمات ثانية. وهو فعلا هيجي، لازم تحسسهم انو ميكدرون بدونك والمفتاح لهلشي انو تشتغل بطريقتك انت مو الا تتبع طريقتهم، لا تخاف، ما دام رح تقدم نفس النتيجه او اكثر، اشتغل بطريقتك ولا تعلم احد. أي صح هاي انانية بس هذا ذكاء البقاء والتطور هنا بكندا او ع الأقل بمجال عملي.
تره الكنديين محتاجينك، انت وخبرتك واختلافاتك، لان هلشي يغنيهم، هم يردون أفكار جديدة وتجارب بلدان ثانية ممكن يطوروها ويستفادون منها، وشغله مهمة، اذا تلاحظ انو الي مولودين بكندا ودارسين بيها اغلب مجالات عملهم تعتمد على لسان وبداهة مثل المبيعات والموارد البشرية لان هذا الي فالحين بيه يحجون بطلاقة وبس، بينما العمل الصعب الي يحتاج اتخاذ قرارات وخبرة تقنية وعملية فهذا ع الي يجبوهم من بره، والي قلنا ببوست سابق ما نسميهم مهاجرين. كندا تحتاج ناس عدها خبرة واستعداد تقدم أفكار لهذا البلد وتخدمه، لعد ليش تتوقع فاتح بابها لكل العالم؟ وهنا تكمن فرصتك انو تشوفهم قيمتك وتكسب ثقتهم.
*الصورة: المنظر الي اشوفه من بنايتي