ايفان الدراجي
المهنة هيه الـ career وهيه تختلف عن الشغل الي هو الـ job، المهنة هو شنو تريد تكون بالمستقبل وبأي طريق حابب تمشي وتتطور، اما الشغل فممكن يكون وقتي تمشي بيه حالك الى ان تكتشف شنو تريد تسوي. لهذا هذا البوست منفصل عن الي السابق الي حجيت بيه عن الشغل.
اني شخص ما يؤمن بالاصنام او المعابد المقدسة، مول لاني ملحدة، قبل لا اصير ملحدة، هيجي انولدت، عندي 1+1 ممكن يساوي شي ثاني مو 2. اني هيجي...تنطيني سؤال بيه خيارين اجاوبك اما بشي ثالث او بسؤال اخليك ترجع تعيد صيغة سؤالك الي. اني شخص لا يؤم بالقواعد والقوالب وعندي كلشي قابل للتغيير والتجديد، اكره الروتين والانظمة واحب التجربة والابداع. هلطبع والتفكير انولدت بيه، لا قريته بكتاب ولا احد رباني هيجي ولا تاثرت بشخص، انولدت بيه built in . اسأل هوايه بامور ما تخطر ع بال احد، جنت صغيرة يمكن 5 او 6 سنين، جان عدنا مكيف مثبت بالحايط وبيه عش عصافير مهجور من بره، طلع والدي ينظفه لان جان يدخل اوساخ وقش كلما نشغل المكيف، لقه بيه بيض مكسر: فاني هناك سألت والدي سؤال ماله علاقة بالبطيخه، قتله بابا شمدريهم الديناصور يبيض ما يجيب؟
كل الي كتبته وراح اكتبه مو تسويق لنفسي وانما حتى تفهم ليش تصرفت هيجي وليش وصلت للي وصلتله هسه.
جربت هواي أمور بحياتي، من مراهقتي وجان دائما حلمي انو أكون شي جبير، لان اعرف عندي طاقة وصبر وواهس اكمل بالشغلة الى ان اسويها. من جنت صغيرة جنت ارسم هواي لان هيه هوايه حبيتها ونميتها، وبديت بالرسم الجاد أيام جنت طالبة بالكلية، جنت اعرف هواي أساتذة فن، وجانوا يعارضون طريقة رسمي، جانوا يقولولي لارم تبدين بالبورترايت ومن تضبطينه تنتقلين للألوان والمناظر الطبيعية ومن تنضج شخصيتج الفنية يلا تكتشفين المدارس والأساليب الفنية. تدرون بشنو بلشت ارسم؟ تجريدي وتكعيبي ورمزي وسريالي، وبعدين وره كم سنة يلا بلشت بالبورترايت، بس بحياتي ما رسمت نخلة وبلم وصريفه مثل ما جانوا يطلبون مني.
هذا رابط لبعض لوحاتي للي عنده فضول يشوفهن
وهذا رابط للبورتاريتس الي رسمتهن
أتذكر اول معرض سويته جان سنة 2004 يعني وره السقوط بسنة، جنت بعدني طالبة بالكلية و جنت بوقتها لابسه حجاب -اجبارا طبعا- فنزلت صورتي بالجرايد ولوحاتي وراي وكاتبين جوه المقال معرض (الفنانة) ايفان الدراجي. والدي بوقتها اجاني مرتعب يركض، معترض ع لقب فنانة، قلي "بابا فنانة بمجتمعنا = كحبة، ترضين امشي بالشارع والناس تقول عني بنتك كحبة؟" هذا هو المجتمع وهيجي يفسر الفن. يعني بالـ2004 جانت الناس تنقتل ع الهوية والطائفية وبنات تنخطف وتغتصب لان ما لابسة حجاب وناس تنخطف علمود فلوس، وايفان مسويه معرض وكاتبين عنها فنانة، لا وجماله منزلين صورتها الحقيقية!
والدي وكل عائلتي محافظين وملتزمين بالدين حالهم حال هواي عوائل عراقية، يخافون من المجتمع وحجي الناس لان هم جزء منه. عندي 2 خوالي شيوعيين من سقط النظام رجعوا للعراق، هم شيوعيين أي ويؤمنون بالمساواة وحقوق المرأة بس بس بالشعارات والمقالات، صفر تطبيق بالواقع. اخذني مره واحد من خوالي لمقر الحزب يعرفني على مدير الجريدة هناك، اخذتله مقال الي حتى ينشره، كان المقال عن الطبقة البروليتارية وشنو حجمها وتاثيرها بالمجتمع العراقي. المدير بس قره العنوان قالي " لا.. انتي شلج بهاي السوالف، كتبي عن المرأة، عن الأزياء او الأبراج، عوفج من هاي السوالف تره محد يقراهن".
اني اقره كتب واحب اقره كلشي، فن وحب وسياسة واقتصاد ودين وفلسفة، كلشي. وهلشي ساعدني أكون أفكار واكتب واعبر عنهم بمقالات، هيجي بديت. بحياتي ما قلت لنفسي لاني بنية عايشة بهيجي مجتمع ولانو بعدني صغيرة اذن لازم اكتب عن كذا فقط لان هذا بس الي يناسبني والناس رح تتقبله مني. جنت انشر بالجرايد والمواقع عن طريق اني اراسلهم اونلاين واحيانا لاني اعرف فلان الي اعرف فلان الي وياي بالكلية وهكذا. من الرسم انتقل واهسي بالكتابة، وصار الموضوع عندي قضية حياة او موت، صار الموضوع بالنسبة الي انو لازم الكل يعرفني وانو لازم انشر كتب ولازم ولازم. المهم بدت كتاباتي تنتشر بهواي مواقع وجرايد لدرجة ظلوا الصحفيين والباحثين يسوون وياي مقابلات، والدي -مرة أخرى- مرة تعارك وياي وقالي " ترحين للمكتب تنشرين هاي السوالف بابا ذولة يقشمرون عليج بابا يردون يوكعوج" قتله بحياتي ما رحت لمكتب كله اونلاين او عن طريق الكلية وخلي شوية ثقة بيه اني مو غبية او مشايفه حتى يوكعوني ويقشمروني علمود مقال ينشرونه. هيه هاي المشكلة العويصة: عند الاهل البنات كلهن عبارة عن كس مكشوف وباقي العالم قضبان منتصبة منتظرة أي حركة غبية من البنية حتى تقشمرها. اوكي ما اعترض ع فكرة القضبان المنتصبة بس اني انسانة عندي فكر ورأي اريد اعبر عنه، اني لا لحمة تمشي بالشارع ولا كس مكشّف. وارفض احد يعاملني ع هلأساس. وهيجي بدت عندي شخصية ايفان الثورة الي تريد تغير المجتمع والعالم حولها.
انتقلت من مرحلة التعبير عن أفكار عشوائية الى الكتابة بهدف التغيير عن طريق النقد واثارة الأسئلة، ظليت انتقد المجتمع والدين والسياسة وتطوعت بعدة منظمات منها منظمة حرية المرأة وانخرطت بعدة حركات سياسية منها حركة ديمقراطيون الي بوقتها جنا نتبع كتاب يحجي عن تطبيق الديمقراطية وشلون بعض الدول الاوربية قدرت تغير أنظمتها من خلال اتباع هلكتاب، وظلينا نسوي اجتماعات ونحجي ويه ناس بره العراق حالمين انو رح ننتهز فرصة سقوط نظام صدام ونأسس بلد ديمقراطي حقيقي قبل لا تستولي عليه الميلشيات الدينية... هه بطرانين مو؟ بهلفترة هماتين، بلشت تحقيقات صحفية عن جرائم الشرف والعنف ضد المرأة والجرائم ضد المثليين وتعاملت من جهات اجنبية ومنظمات عالمية باعتباري مراسلتهم جوه العراق.
هلمرحلة من حياتي كلفتني هواي، تأذيت هواي وتعرضت لمواقف ومشاكل من اهلي وبالشارع ومن ناس اعرفها وما اعرفها اونلاين وحتى من زملائي بالعمل، أي العمل، لان اخذتلي سنين بهاي المرحلة مؤمنة بتغيير العالم والمجتمع واشتغلت ع هذا الهدف. اهلي بالبداية كانوا وياي ويشجعوني ارسم واكتب، لان جنت صغيرة وجانوا متصورين هاي هواية وفترة وتشبع وتمل، بس بدوا يصيرون ضدي ويمنعوني من شافوني جادة وعندي اهداف... هنا خافوا واتخذوا من الخوف مبرر لكل اعتراض ولكل مرة وقفوا بيها بطريقي حتى لو جنت انشر بوست بالفيس من خلال شاشة!
بس بعدين اكتشفت شغلة مهمة، جدا مهمة، انو اني ما جنت اريد اغير العالم والمجتمع، جنت اريد اغير حياتي اني وعالمي اني، واكتشفت انو هلشي مراح يتحقق عن طريق عمل سياسي او كتابة مقال او المشاركة بمهرجان او الانضمام لمنظمة او حركة ما.. هلشي تحقق من سويت اكشن حقيقي جريء وخطير، من قدمت تضحية حقيقية، من شلت جنطتي على ظهري وتركت كلشي وراي وبديت من الصفر بمكان يحترمني كإنسانة عدها أحلام وأفكار تريد تعبر عنهن. لهذا بطلت اكتب مثل قبل للي يسأل وهواي سألوني ليش بطلتي مو جنتي مُلهمة. الجهل كثيف ويتكاثر بسهولة وبسرعة، اذا تسّكت او تعلّم جاهل واحد يطلعلك ثاني يوم الف غيره وانت لوحدة وقلمك بهاي المعركة. جنت اصدق بالمثل الي يقول ( اللحاح يفك اللحيم)، هه..لحيم الشرق الأوسط اصلي وكلشي ما يفكه، لحيم متكون من قبل العصر الطباشيري ومتأصل بالجينات، ينولد الطفل وهو عنده شوارب شتترجي بعد؟ هامش: جبتها ع الشوارب عود هاي شغلة ذكورية..هاهاها.
من سافرت ووصلت لكندا، جان براسي هواي أحلام ممكن احققها بهلـفضاء الحر الإنساني. جنت اريد انشر كتاب عن قصة حياتي، جنت اريد اسوي قناة يوتيوب احجي بيها عن قصتي، جنتي اريد اسوي ورشة رسم وامتهن الفن، جنت اريد اكمل اخراج مسرحي لان جنت كلش احب المسرح، خل ارجع شوي ليوره كم سنة من جنت بالعراق، من الشغلات الي جان الي واهس بيهن، الفن المسرحي والسينمائي، اشتغلت ويه هواي ناس من ضمنهم صديقي العزيز محمد العامري، اشتغلنا أفلام قصيرة ومسرح وهواي من اعمالنا ترشحت بمهرجانات معروفة ومنها الي اخذت جوائز.
نرجع... من سافرت ووصلت لكندا، تغير كلشي كل تفكيري وكل خططي، وتغيرت اهتماماتي كليا، تعرفون ليش؟ تولدت براسي أسئلة تنتهي بعبارة (وبعدين) ، رسمت وبعدين؟ كتبت كتاب وبعدين (هامش اني ناشرة 4 كتب سابقا)؟ ماكو بعدين.. اني طلعت وحققت الي اريده فخليني استمتع بيه وكافي لطم وانتقادات لان هلمجتمع الي تركته مراح يتغير لو بعد مليون سنة ولا يهمني بعد يتغير، مثل ما عانيت يخليهم يعانون لان من ايدهم، يردون يغيرونه خلي هم يتغيرون بالأول. فقدت الاهتمام بكل القضايا الي جنت اؤمن بيها، من احتاجيت وجنت بأزمة لا فادتني منظمة ولا كاتب ولا جريدة ولا رسم ولا فيسبوك. الي فادني هو ايماني بالثورة والقوة الي بداخي. بس لازم اعرف هسه اني شنو اريد؟ شنو هو مستقبلي؟ وشنو اريد أسوي بحياتي. البزنز وتحديدا العقود والمناقصات، الجانب التجاري منها، صار واهسي الجديد.. ما اعرف يمكن بسبب تأثير الرأسمالية، او لا.. بصراحة بديت هذا الواهس من جنت بالعراق، مديرتي جانت إنكليزية وتعلمت منها هواي أمور، أتذكر اول مرة وره ما تخرجت اشتغلت على شوي ارقام بالاكسل شيت واني اكره الرياضات بسبب عقدنا المدرسية ومناهجنا العقيمة، فبعدني ما اعرف شي قلتلها لا تنطيني هيجي شغل اريد غيره لان اني اكره الأرقام، قالتلي لا بالعكس، اني متأكدة انتي تحبيهن ورح تبدعين بشغلج من خلالهن بيوم من الأيام... هيجي بلشت بكندا بنفس الشغلة الي جنت اعرفها بالعراق وتطورت من عدها الى شي ثاني رح احجي عنه مفصلا والمواقف الي تعرضت الهن واني اصعد السلم ببوست ثاني، هذا البوست صار كلش طويل.
*الصورة من حفل توقيع 2 من كتبي سنة 2014 واحد صدر عن دار الغاوون والثاني عن دار اكد.
No comments:
Post a Comment